عناصر الخطبة
1/ اهتمام الإسلام بنظام الأسرة 2/ تحريم الظلم بجميع صوره 3/ رفع الإسلام قدر المرأة ونهيه عن ظلمها 4/ من صور ظلم المرأة في المجتمع 5/ من صور الظلم الواقع من المرأةاقتباس
إن الله تعالى حرّم الظلم بجميع صوره؛ يقول الله في الحديث القدسي: "يا عبادي: إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا"، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة"، والله -جل وعلا- أعزّ المرأة المسلمة، ورفع قدرها، واستنقذها مما كانت تُعامل في الجاهلية من هضم لحقوقها، وإذلال لها وإهانة لها، فجاء الشرع بالنهي عن ظلمها بكل أنواع الظلم.
إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا، ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه الله فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وعلى آلهِ وصحبِهِ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ:
فيا أيُّها الناسُ: اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.
عباد الله: لقد اهتم الإسلام بنظام الأسرة أيّما اهتمام، فأقام العَلاقة الزوجية على مبدأ التراحم والمودة، وجعل الحياة الزوجية سكنًا لكل من الرجل والمرأة، يسكن إليه ويطمئن به؛ قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21]، وحرصًا على استقرار الحياة الزوجية بيّن الله الحقوق والواجبات على كل من الزوجين لصاحبه، وأمرهما برعاية تلك الحقوق، فقال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [البقرة: 228]، وأوجب حسن المعاملة والتغاضي عن الأخطاء ما أمكن؛ يقول الله -جل وعلا-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء: 19]، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يفرك مؤمن مؤمنة؛ إن كره منها خلقًا رضي منها خلقًا آخر".
وكون الرجل قيّمًا على المرأة لأجل خصائص ومميزات، ومنها إنفاقه عليها، كما قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) [النساء: 34].
أيها المسلمون: إن الله تعالى حرّم الظلم بجميع صوره؛ يقول الله في الحديث القدسي: "يا عبادي: إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا، فلا تظالموا"، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا الظلم؛ فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة"، والله -جل وعلا- أعزّ المرأة المسلمة، ورفع قدرها، واستنقذها مما كانت تُعامل في الجاهلية من هضم لحقوقها، وإذلال لها وإهانة لها، فجاء الشرع بالنهي عن ظلمها بكل أنواع الظلم، فمن صور ظلم المرأة أن يخدعها خاطبها، فيظهر الخاطب أو الخاطبة أيضًا ما لهذا الرجل من مزايا، من صلاح واستقامة، وتعامل حسن، ووعود معسولة، وأحاديث يتبين بعد حين كذب كل ما قال وعدم صحته، وهذا من أنواع الظلم.
ومن صور ظلم المرأة سوء العشرة وقسوة المعاملة، وهذا كله من الخطأ، ونبينا -صلى الله عليه وسلم- يقول: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي"، فمن عباد الله من يجعل السب واللعن للمرأة والإذلال لها لأجل كونه قيّمًا عليها، وهذا أمر يخالف شرع الله، فالعدل والإحسان وحسن القول مطلوب من المسلم، قال تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) [الإسراء: 53].
ومن صور ظلم المرأة أيضًا: الضرب الشديد المؤذي، سواء بسبب أم دون سبب، فإن الله أباح الضرب بعد الهجر والموعظة، ضربًا لا يؤثر ولكن يؤدب من غير ضرر، ولهذا نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ضرب النساء، فقال عمر: يا رسول الله: ذئِرن النساء على الرجال، فرخص، ثم طاف ببيوت النبي نساء يشكون أزواجهن، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لقد طاف بآل محمد نساء يشكون أزواجهم، ليسوا بخياركم"، وقال: "لا يضرب رجل امرأة ثم يضاجعها في آخر يومها"، وتقول عائشة -رضي الله عنها-: ما ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيده امرأةً ولا خادمًا إلا أن يكون في جهادٍ في سبيل الله، ومن صور ظلم المرأة أن يخاطبها بأقبح الأسماء والصفات، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ولا تقبّح ولا تضرب الوجه"، أي لا تقل: قبحكِ الله، فالكلام السيئ الجارح أعظم من الضرب، فلا يصلح الخطاب بالألفاظ السيئة الوقحة، وإنما التخاطب بين الناس بالخطاب المُفهم المؤدي للغرض من غير إساءة وإذلال.
ومن صور الظلم عدم العدل بين الزوجات حال التعدد، فإن الله -جل وعلا- لمّا أباح التعدد شرطه بالقيام بالواجب، وأن يأمن عدم الظلم، والقدرة على العدل، قال -جل وعلا-: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا) [النساء: 3]، وفي الحديث: "من كانت له امرأتان فمال مع إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل".
ومن أنواع ظلم المرأة: منعُها من زيارة أهلها أحيانًا، والحيلولة بينها وبين الالتقاء بوالديها وإخوانها لأتفه الأسباب التي لا داعي لها.
ومن صور ظلمها أيضًا: تحميلها ما لا تُطيق؛ فإن ذلك خلاف السنة، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- سيد ولد آدم قدوة كل مسلم، وأسوة كل مسلم، تُسأل عائشة عن حاله في بيته، قالت: "كان يكون في حاجة أهله، فإذا أذن المؤذن خرج للصلاة".
ومن صور ظلم المرأة: ما يستعمله بعض من ضعف إيمانه وقل حياؤه وخوفه من الله من حملها على خلاف الشرع، فيفرِض عليها التبرج والسفور والاختلاط بالرجال الذين ليسوا محارمها، وربما فرض عليها النظر إلى بعض مواقع الرذيلة المنحطة التي لا قدر ولا قيمة لها، لكن أولئك لا يستحيون ولا يخجلون من هذه المناظر السيئة، والفرض على الزوجة لتشاهد هذه المناظر القبيحة المنافية للمروءة والأخلاق والشيم.
ومن صور ظلم المرأة أيضًا: ما يفعله بعضهم من حرمانها الميراث، والحيلولة بينها وبين أن تأخذ الإرث من أبيها أو أمها أو أبنائها، كل ذلك من الجهل؛ فإن الله -جل وعلا- أعطى المرأة حقها في الميراث، فأعطى للزوجة ربعًا أو ثمنًا، وإن كانت أمًّا سدسًا أو ثلثًا، وإن كانت بنتًا نصفًا، أو أكثر من بنت فيشتركن في الثلثين، وإن كانت أختًا فالنصف أو ما بقي، وهكذا ترتيب المواريث، فجعل الله ذلك حدًّا من الحدود لمّا أنهى المواريث، قال: (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَاراً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ) [النساء: 13، 14]، وقال في آخر سورة النساء: (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [النساء: 176].
فحق المرأة في الميراث واجب أن تعطى حقها، سواء أكانت زوجة أم أمًّا أم بنتًا أم أختًا على ما قسم الله وقدّر، فالذين يحولون بين المرأة وبين نصيبها من الميراث، ويضعون العراقيل أمامها، ويهددونها ويهينونها ويهجرونها، ولا يريدونها حتى أن تنادي بحقوقها كاملة، ويجحدون ويحاولون بكل وسيلة إخفاء حقوقها، أولئك ظالمون لأنفسهم معتدون آكلون مالاً حرامًا، معطلون لحكم من أحكام الله، بل لو اعتقد أحد أن توريث المرأة خطأ أو نقص لكان ذلك ردة عن الإسلام. نسأل الله السلامة والعافية.
ومن صور ظلم المرأة ما يفعله بعضهم من أن يضايقها في نفقاتها؛ قال -جل وعلا-: (لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ) [البقرة: 233]، وقال: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ) [الطلاق: 6].
ومن صور ظلمها: ما يفعله البعض عندما يخِطب امرأة ليتزوجها ثم لا يكون في قلبه ميول لها من غير نقص في دينها أو أخلاقها، لكن لمّا رأى عدم ميله إليها حاول الإضرار بها ليسترجع المهر الذي دفعه لها، وقد نهى الله عن ذلك بقوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهاً وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ) [النساء: 19]، وقال: (وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَاراً فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً) [النساء: 20، 21]، فحقها في المهر تملكه بالدخول عليها، فلا يحل له أن يضارها من غير نقص وخلل في دين ولا تعامل.
ومن صور ظلم المرأة: التدخل في حُرِّ مالها الخاص الذي اكتسبته بوظيفة أو نحو ذلك، فإن بعضًا من هؤلاء يضار المرأة حتى يأخذ حقها وحتى يأخذ راتبها، فقد يضارها زوجها وقد يضارها أبوها فيشرِط عند العقد أن جميع راتبها له، وأنه المتولي عليها، كل هذا ظلم وعدوان، فمالها المكتسب بعملها حق لها حفظه لها الشارع، فلا يجوز التعدي عليه ولا الأخذ منه إلا بإذنها، يقول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبةٍ من نفسه".
ومن صور الظلم: ما يفعله البعض من استغلال ضعف المرأة وإغرائها بأن تأخذ قروضًا كثيرة طويلة الأجل، ويفتح باسمها مؤسسات ونحو ذلك، فتستغرق ذمتُها ديون لو بحثت بعد حين عن مكسب لها لرأت حسابها أصفارًا ولا ترى شيئًا، يستغل ضعفها باسم الحياة المشتركة، وباسم التنمية، حتى إذا أخذ الوكالة منها تصرف على قدر ما يملي له الهوى والظلم والعدوان، ثم تخلى عنها بطلاق أو هرب عنها وذمتها مشغولة بالديون، وهذا اللئيم الخسيس الذي لم يراقب الله ولم يخفه، يدعها تتحمل الديون الكثيرة وتطالبها المصارف بالحقوق، ويذهب مالها وراتبها، كل ذلك قضاءً لتلك الديون الوهمية التي حملت إياها، كل ذلك خلاف للحق وخروج عن منهج الله، فالعدل كل العدل أن يعطى كل حقه من غير ظلم ولا عدوان، هكذا دعت الشريعة، فالواجب على الرجال جميعًا تقوى الله والتعاون على الخير.
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وصحبِه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.
أما بعدُ:
أيُّها الناس: اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.
عباد الله: وإن كان ظلم الرجل للمرأة محرمًا فهناك أيضًا ظلم قد يقع من المرأة على زوجها، فتظلم زوجها بأنواع من الظلم، فمن ذلك أن بعضهن -هدانا الله وإياهن سواء السبيل- تطغى على زوجها وتتعالى عليه، إما لأنها أعلى مؤهلاً علميًّا، أو أكثر منه مالاً، أو لها جاه ولأهلها مكانة اجتماعية أعلى من زوجها، فتتخذ من هذا الموقف إهانة للزوج وترفعًا عليه وتكبرًا عليه، وتنسى قول الله: (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة: 228].
ومن ظلم بعض النسوة: الأنانية والاهتمام بشخصيتها ذاتها دون المبالاة بالزوج وشؤونه وأحواله.
ومنها: عدم الاستقرار في البيت، وكثرة الخروج إلى الأسواق، وطول البقاء بالأسواق، والبيت فارغ ليس فيه من يقوده، ولا من ينظمه، ولا من يتولى شؤونه، وأمور الزوج ضائعة.
ومن ذلك أيضًا: إهمالها زوجها في أموره الخاصة، وإلقاء التبعة على غيرها من الخدم أو غيره، ثم تأتي المصائب والبلايا، وننظر ما الأسباب؟! إنها المرأة المقصرة في حق زوجها التي لا تبالي ولا تحقق الرعاية المطلوبة منها، فإنها راعية ومسؤولة عن رعيتها، فزوجها وأولادها وبيتها أمانة في عنقها، الزوجة الصالحة تحمل زوجها على صفة الرحم، وعلى البر بالأم والأب، وعلى الإحسان إلى الجيران، وعلى التعامل الحسن، وسيئة الخلق تحمله على القطيعة وعقوق الوالدين وقطيعة الرحم، المرأة الصالحة تصبر على زوجها وترعى أموره الخاصة ولا تكلفه ما لا يُطيق، ولا تحمله من النفقة ما يعجز عنه، بل تراعي كل ظروفه، وتعيش معه بأمانة وصدق وإخلاص، لا تفشي سرًّا، ولا تظهر عيبًا، وإنما تحسن وتصلح وتوفق وتستعين بالله: "خير ما للمرء المسلم: المرأة الصالحة؛ إن نظر إليها سرته، وإن أمرها أطاعته، وإن غاب عنه حفظته في نفسها وماله"، قال تعالى: (فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ) [النساء: 34]. فلتتق اللهَ المسلمةُ في أمر زوجها، ولتراعي منزلها، ولتحفظ بيتها، ولتهتم بزوجها ومسؤوليتها؛ فإن هذه أمانة عندها، الله سائلها عنها.
واعلموا -رحمكم اللهُ- أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ -صلى اللهُ عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعة ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذّ شذَّ في النار، وصَلُّوا -رَحِمَكُم اللهُ- على محمد -صلى الله عليه وسلم- امتثالاً لأمر ربكم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين: أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك وكرمِك وجودِك وإحسانك، يا أرحمَ الراحمين.
اللهم أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين، ودمِّرْ أعداءَ الدين، وانصُرْ عبادَك المُوَحِّدين، واجعلِ اللَّهُمَّ هذا البلدَ آمنًا مُطمئِنًا، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمين، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، اللَّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلحْ أئمتَّنا ووُلاةَ أمرِنا، اللهم وفِّقْهُم لما فيه صلاح الإسلامِ والمُسلمين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم