صلاة الليل

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2024-07-12 - 1446/01/06 2024-07-16 - 1446/01/10
عناصر الخطبة
1/منزلة صلاة الليل وفضلها 2/ثمار صلاة الليل ومنافعها 3/الوسائل المعينة على صلاة الليل

اقتباس

إِنَّ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ فَوَائِدَ كَثِيرَةً؛ فَفِيهِ الِاقْتِدَاءُ بِالصَّالِحِينَ مِنْ قَبِلْنَا، وَتَكْفِيرُ الذُّنُوبِ، وَيُبْعِدُ الدَّاءَ عَنْ أَجْسَادِنَا، فَيَجْعَلُنَا نَتَمَتَّعُ بِالصَّلَاةِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَيُجَنِّبُنَا الْآثَامَ وَالْعِصْيَانَ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: فَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ عِبَادَةٌ عَظِيمَةٌ وَعَمَلٌ جَلِيلٌ، مَدَحَ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ، فَذَكَرَ مِنْ أَخْلَاقِهِمُ الْحَمِيدَةِ الَّتِي نَالُوا بِهَا -بِفَضْلِ اللَّهِ- جَنَّاتِ النَّعِيمِ قِيَامَهُمُ اللَّيْلَ فَقَالَ: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)[الذَّارِيَاتِ: 15-18].

 

وَقَالَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)[الْإِسْرَاءِ: 79]، وَأَخْبَرَ -تَعَالَى- عَنْ فَضْلِ قِيَامِ اللَّيْلِ، وَأَنَّ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ تَوَاطُؤَ الْقَلْبِ مَعَ اللِّسَانِ؛ (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا)[الْمُزَّمِّلِ: 6].

 

وَقَدْ كَانَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- يَقُومُ اللَّيْلَ، وَيُخْبِرُ أَنَّ قِيَامَهُ بِاللَّيْلِ شُكْرٌ لِرَبِّهِ عَلَى نِعَمِهِ الْعَظِيمَةِ عَلَيْهِ؛ تَقُولُ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا-: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُومُ اللَّيْلَ حَتَّى تَفَطَّرَتْ قَدَمَاهُ، فَسَأَلَتْهُ قَائِلَةً لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟! تُشِيرُ إِلَى قَوْلِهِ -تَعَالَى-: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ)[الْفَتْحِ: 2]، قَالَ: "أَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا؟!".

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُ: إِنَّ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ فُرْصَةً لَكَ لِتَسْأَلَ رَبَّكَ مَا أَحْبَبْتَ مِنْ خَيْرَيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَتَشْكُوَ ذَنْبَكَ، وَتُنَاجِيَ رَبَّكَ، فَتَسْأَلُهُ جَنَّتَهُ وَمَغْفِرَتَهُ، وَتَسْتَعِيذُ بِهِ مِنْ عَذَابِهِ، وَتَرْجُو رَحْمَتَهُ وَفَضْلَهُ وَإِحْسَانَهُ، إِنَّكَ تَقُومُ مِنْ فِرَاشِكَ وَمِنْ لَذِيذِ مَنَامِكَ، لِمَاذَا؟! لِتَقِفَ بَيْنَ يَدَيْ رَبِّكَ فِي تِلْكَ اللَّحَظَاتِ الْمُبَارَكَةِ وَوَقْتِ التَّنَزُّلِ الْإِلَهِيِّ، حِينَمَا يَنْزِلُ رَبُّنَا إِلَى سَمَائِهِ الدُّنْيَا حِينَمَا يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَيُنَادِي: هَلْ مِنْ سَائِلٍ فَيُعْطَى سُؤْلَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرُ لَهُ، هَلْ مِنْ دَاعٍ فَتُجَابُ دَعْوَتُهُ؟!

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُ: إِنَّ فِي قِيَامِ اللَّيْلِ فَوَائِدَ كَثِيرَةً؛ فَفِيهِ الِاقْتِدَاءُ بِالصَّالِحِينَ مِنْ قَبِلْنَا، وَتَكْفِيرُ الذُّنُوبِ، وَيُبْعِدُ الدَّاءَ عَنْ أَجْسَادِنَا، فَيَجْعَلُنَا نَتَمَتَّعُ بِالصَّلَاةِ آنَاءَ اللَّيْلِ، وَيُجَنِّبُنَا الْآثَامَ وَالْعِصْيَانَ، يَقُولُ الرَّسُولُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ؛ فَإِنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَمُكَفِّرَةٌ لِذُنُوبِكُمْ، وَقُرْبَةٌ تَتَقَرَّبُونَ بِهَا إِلَى رَبِّكُمْ، وَطَرْدًا لِلدَّاءِ عَنِ الْجَسَدِ، وَمَنْهَاةٌ عَنِ الْإِثْمِ".

 

وَمِنْ ثِمَارِ صَلَاةِ اللَّيْلِ: إِدْرَاكُ وَقْتِ التَّنَزُّلِ الْإِلَهِيّ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَالْفَوْزُ بِقَبُولِ الْعَمَلِ وَغُفْرَانِ الذَّنْبِ وَاسْتِجَابَةِ الدُّعَاءِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "يَنْزِلُ رَبُّنَا -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَمِنْ ثِمَارِ صَلَاةِ اللَّيْلِ: أَنَّهَا مِنْ أَسْبَابِ الْمَغْفِرَةِ، وَلِذَا لَمَّا سَأَلَ أَحَدُ التَّابِعِينَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- فَقَالَ لَهَا: إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْتَرِضْ عَلَيْنَا سِوَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، قَالَتْ: "نَعَمْ، لَعَمْرِي مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ إِلَّا هَذِهِ الصَّلَوَاتِ، وَلَنْ يُطَالِبَكُمْ إِلَّا بِمَا افْتَرَضَ عَلَيْكُمْ، وَلَكِنَّكُمْ قَوْمٌ تُخْطِؤُونَ وَتُذْنِبُونَ، وَمَا أَنْتُمْ إِلَّا مِنْ نَبِيِّكُمْ، وَمَا نَبِيُّكُمْ إِلَّا مِنْكُمْ، وَلَقَدْ كَانَ يُحَافِظُ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ".

 

وَمِنْ ثِمَارِ صَلَاةِ اللَّيْلِ: أَنَّهَا سَبَبٌ لِدُخُولِ الْجَنَّةِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْمَدِينَةَ سَمِعْتُ أَوَّلَ مَا قَالَ: "أَيُّهَا النَّاسُ: أَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلَّوْا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ".

 

جَعَلَنِي اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الْمُسَارِعِينَ لِفِعْلِ الْخَيْرَاتِ، إِنَّهُ وَلِيُّ ذَلِكَ وَالْقَادِرُ عَلَيْهِ.

 

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ؛ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَحْدَهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنْ لَا نَبِيَّ بَعْدَهُ، أَمَّا بَعْدُ:

 

فَيَا عِبَادَ اللَّهِ: وَمِنَ الْوَسَائِلِ الْمُعِينَةِ عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ: أَنْ يَحْرِصَ الْمُسْلِمُ عَلَى الْإِقْلَالِ مِنَ السَّهَرِ مَا وَجَدَ لِذَلِكَ سَبِيلًا؛ فَقَدْ كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ؛ خَوْفًا مِنْ فَوَاتِهَا، وَيَكْرَهُ الْحَدِيثَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ.

 

وَمِنَ الْوَسَائِلِ -أَيْضًا-: أَنْ تَقْرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ عِنْدَ مَنَامِكَ لِتُبْعِدَ عَدُوَّ اللَّهِ عَنْكَ، فَفِي الْحَدِيثِ: "مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ كُلَّ لَيْلَةٍ لَمْ يَزَلْ عَلَيْهِ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبُهُ شَيْطَانٌ حَتَّى يُصْبِحَ"، وَتَخْتِمُ بِالْآيَتَيْنِ مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَمَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ.

 

وَمِنَ الْوَسَائِلِ الْمُهِمَّةِ: التَّحَرُّزُ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَقَدْ أَخْبَرَنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ يُثَبِّطُنَا عَنِ الْخَيْرِ، وَيَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْن كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ إِلَّا إِذَا تَغَلَّبْنَا عَلَيْهِ بِالِالْتِجَاءِ إِلَى اللَّهِ وَالتَّعَوُّذِ مِنْ شَرِّهِ وَالِاسْتِعَانَةِ بِالْأَذْكَارِ، فَقَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِنْ هُوَ نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ عَلَى كُلِّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَنَمْ، فَإِنْ قَامَ وَذَكَرَ اللَّهُ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، وَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتِ الْعُقَدُ كُلُّهَا، فَأَصْبَحَ طَيِّبَ النَّفْسِ نَشِيطًا، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسِلَانًا" نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ.

 

خِتَامًا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: فَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ نِعْمَةٌ يَمُنُّ اللَّهُ بِهَا عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ؛ حَيْثُ يَجِدُ ذَلِكَ الْقَائِمُ لِهَذَا الْوَقْتِ لَذَّةً وَسُرُورًا، وَهُوَ قَائِمٌ يَتْلُو كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَبَّرُهُ، قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: "إِنَّ أَهْلَ اللَّيْلِ فِي لَيْلِهِمْ وَتَهَجُّدِهِمْ أَلَذُّ مِنْ أَهْلِ اللَّهْوِ فِي لَهْوِهِمْ". نَعَمْ!

 

فَعَلَى الْمُسْلِمِ الَّذِي يَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ أَلَّا يُفَوِّتَ هَذِهِ الْعِبَادَةَ وَلَوْ جُزْءًا يَسِيرًا، فَمَا يَزَالُ الْعَبْدُ يَأْلَفُ تِلْكَ الطَّاعَةَ وَيُحِبُّهَا حَتَّى يُوَفِّقَهُ اللَّهُ، فَيَجْعَلُهُ مِمَّنِ اعْتَادَ هَذَا الْعَمَلَ الصَّالِحَ وَرَغِبَهُ وَأَحَبَّهُ.

 

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِلُزُومِ صَلَاةِ اللَّيْلِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

صلاة الليل.doc

صلاة الليل.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات