عناصر الخطبة
1/فرضية الحج ووجوبه وحكم من أنكر ذلك 2/خطر ترك الحج مع القدرة على أدائه 3/نعمة يسر وسهولة الحج على السعوديين ووجوب شكرها 4/شروط وجوب الحج 5/الحكمة من اشتراط المحرم للمرأة الحاجة والرد على بعض اعتقادات العوام في ذلك 6/فضل الحج المبرور وحقيقته 7/مواصفات الحج المبروراقتباس
عباد الله: كيف تطيب نفس المؤمن أن يترك الحج مع قدرته عليه بماله وبدنه، وهو يعلم أنه من فرائض الإسلام وأركانه؟ كيف يبخل بالمال على نفسه في أداء هذه الفريضة، وهو ينفق الكثير من ماله فيما تهواه نفسه؟ وكيف يوفر نفسه عن التعب في الحج، وهو يرهق نفسه في...
الخطبة الأولى:
الحمد لله ...
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله -تعالى- وأدوا ما فرضه الله عليكم من الحج إلى بيته حيث استطعتم إليه سبيلا، فقد قال الله -تعالى-: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آل عمران: 97].
وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا".
وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بني على هذه الخمس، فلا يتم إسلام عبد حتى يحج، ولا يستقيم بنيان إسلامه حتى يحج.
وعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- قال: "لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار فينظروا كل من له جدة -أي غنى- ولم يحج فيضربوا عليهم الجزية، ما هم بمسلمين ما هم بمسلمين".
ففريضة الحج ثابتة بكتاب الله -تعالى- وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وبإجماع المسلمين عليها إجماعاً قطعياً، فمن أنكر فريضة الحج فقد كفر، ومن أقر بها وتركها تهاوناً فهو على خطر، فإن الله يقول بعد ذكر إيجابه على الناس: (وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)[آل عمران: 97].
عباد الله: كيف تطيب نفس المؤمن أن يترك الحج مع قدرته عليه بماله وبدنه وهو يعلم أنه من فرائض الإسلام وأركانه؟ كيف يبخل بالمال على نفسه في أداء هذه الفريضة وهو ينفق الكثير من ماله فيما تهواه نفسه؟ وكيف يوفر نفسه عن التعب في الحج وهو يرهق نفسه في التعب في أمور دنياه؟ وكيف يتثاقل عن فريضة الحج وهو لا يجب في العمر سوى مرة واحدة؟ وكيف يتراخى ويؤخر أداءه، وهو لا يدري لعله لا يستطيع الوصول إليه بعد عامه؟.
فاتقوا الله -عباد الله- وأدوا ما فرضه الله عليكم من الحج تعبداً لله -تعالى-، ورضاً بحكمه، وسمعاً وطاعة لأمره إن كنتم مؤمنين: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا)[الأحزاب: 36].
إن المؤمن -يا عباد الله- إذا أدى الحج والعمرة بعد بلوغه مرة واحدة، فقد أسقط الفريضة عن نفسه، وأكمل بذلك أركان إسلامه.
أيها المسلمون: كان الناس فيما مضى يعانون من الوصول إلى البيت الحرام أنواع الكلفة والمشقات، ويعانون كثرة النفقات المالية والمشقة البدنية، وتحمل الأخطار.
أما اليوم -ولله الحمد والمنة- فقد أصبح الأمر يسيراً، فأصبحتم تصلون إلى البيت الحرام بكل سهولة، نفقات يسيرة، ومراكب مريحة، وأمن وافر وطمأنينة.
فاشكروا الله -أيها المسلمون- على هذه النعمة، والتي -والله- لا تحصل لكثير من المسلمين، واغتنموها فرصة، وأدوا ما فرض الله عليكم من الحج، ومن حج منكم وكان باستطاعته أن يتطوع فليتطوع، فإن التطوع تكمل به الفريضة، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد".
أيها المسلمون -عباد الله-: اعلموا -رحمكم الله تعالى- أن الله لم يفرض الحج على المسلم إلا إذا تمت فيه شروط أربعة:
فأما الشرط الأول: أن يكون بالغاً، فأما الذي لم يبلغ، فإنه لا يجب عليه الحج، ولكن لو حج إنسان قبل البلوغ فله أجره وعليه بعد البلوغ أن يحج حجة الإسلام.
وإذا سافرتم بالصغار معكم إلى الحج فأنتم بالخيار، إن شئتم فحججوهم، وإن شئتم فاتركوهم، وإذا حججتموهم فلهم أجر الحج، ولكم أجر المعونة والسبب.
وأما الشرط الثاني من شروط وجوب الحج: أن يكون عاقلاً، فإن المجنون الذي لا يعقل لا حج عليه.
الشرط الثالث: أن يكون حراً، فأما العبد الرقيق الذي يباع ويشترى، فلا حج عليه.
الشرط الرابع: أن يكون الإنسان مستطيعاً بماله وبدنه، فمن لم يكن مستطيعاً بماله وهو فقير، فلا حج عليه؛ لقول الله -تعالى-: (وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران: 97].
وإذا كان الإنسان عليه دين، فإنه يقضي دينه ثم يحج؛ لأن براءة الذمة أهم، وإذا كان الإنسان عاجزاً عن الحج بنفسه وعنده مال، فإن كان عجزاً مستمراً لا يرجى زواله فلينوب من يحج عنه، مثل الكبير الذي لا يستطيع بنفسه، والمريض مرضاً لا يرجى برؤه، وإن كان يرجى زواله، فإنه لا ينيب، بل يصبر حتى يزول العجز، ثم يؤدي الفريضة بنفسه.
ومن الاستطاعة أيضاً -يا عباد الله- والتي يتساهل فيها كثير من الناس: أن يكون للمرأة محرم، فأما المرأة التي لا محرم لها فإنه لا يجب عليها الحج، ولا يجوز لها أن تسافر بلا محرم، فإن سافرت بلا محرم فهي في إثم ومعصية لله ولرسوله من حين تخرج من بلدها حتى ترجع إليه، فلتمكث في بيتها حتى ييسر الله لها محرماً.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب، يقول: "لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم، ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم".
فقام رجل فقال: يا رسول الله: إن امرأتي خرجت حاجة، وإني اكتُتبت في غزوة كذا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "انطلق فحج مع امرأتك".
نلاحظ -يا عباد الله- كيف أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أرجع ذلك الرجل من الجهاد في سبيل الله، وأمره بأن يحج مع امرأته، كل هذا لخطورة هذه القضية وهي سفر المرأة بغير محرم، وأصبح الناس في زماننا يتهاونون بها إلى أبعد حد -والله المستعان-.
والمحرم -أيها الإخوة-: هو زوجها وكل من تحرم عليه تحريماً مؤبداً بنسب أو رضاع أو مصاهرة، مثل الأب والجد والابن والأخ وابن الأخ وابن الأخت والعم والخال من نسب أو رضاع، ومثل أبي الزوج وإن علا، وابنه وإن نزل، وزوج البنت وإن نزلت، وزوج الأم وإن علت، لكن زوج الأم لا يكون محرماً لبنتها حتى يطأ الأم، فكل هؤلاء محارم للمرأة.
والحكمة في وجوب استصحاب المحرم: حفظ المرأة وصيانتها.
وأما قول بعض العوام: أن ذلك من أجل أن يفك حزائهما لو ماتت، فهو غير صحيح؛ لأن كل أحد من المسلمين يجوز له أن يفك حزائم المرأة إذا ماتت سواء كان محرماً لها، أو غير محرم؛ فقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جلس على قبر ابنته، وهي تدفن وعيناه تدمعان، فأمر أبا طلحة أن ينزل في قبرها، فنزل رضي الله عنه، وهو غير محرم لها، والرسول -صلى الله عليه وسلم- حاضر، وكذلك زوجها عثمان -رضي الله عنه- كان حاضراً.
أيها الناس: لقد شاع عند كثير من العوام: أن الإنسان الذي لم يتمم له، أي يعق عنه، فإنه لا يحج، وهذا كلام لا أصل له، وليس هناك علاقة بين الحج وبين التميمة، فالإنسان إذا حج فله حجه سواء تمم له أو لم يتمم له.
أيها المسلمون: من رأى من نفسه أنه قد استكمل شروط الحج فليؤده ولا يتأخر، فإن أوامر الله ورسوله لابد أن تؤدي على الفور بدون تأخير؛ لأن الإنسان لا يدري ما يحصل في المستقبل، وقد يسر الله -وله الحمد- لنا في هذه البلاد ما لم ييسره لغيرنا من سهولة الوصول إلى البيت وأداء المناسك.
فكم هناك في أقاصي العالم من المسلمين يتمنى رؤية بيت الله، ولا يحصل له، فقابلوا هذه النعمة بشكرها وأداء فريضة الله عليكم قبل أن يأتي أحدكم الموت، فيندم حين لا ينفع الندم، واسمعوا قول الله -عز وجل-: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)[الزمر: 54 - 58].
وفقني الله وإياكم للقيام بفرائضه، والتزام حدوده، وزودنا من فضله وكرمه وحسن عبادته ما تكمل به فرائضنا، وتزداد به حسناتنا، ويكمل به إيماننا، ويرسخ به ثباتنا إنه جواد كريم.
أقول قولي هذا، وأستغفر ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله ...
أما بعد:
عباد الله: صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من رواية البخاري ومسلم وغيرهما: أنه قال: "من حج فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
وأنه قال صلى الله عليه وسلم: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
والحج المبرور قيل: هو الذي لا يقع فيه معصية، وقيل هو الذي يكون حالة الإنسان في الطاعة بعده أحسن منها قبله.
وروى البخاري: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أفضل الجهاد حج مبرور".
أيها المسلمون -عباد الله-: هناك أسباب تجعل حج المسلم مبروراً؛ فمن ذلك: أن تكون النفقة من كسب حلال؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا خرج الحاج حاجاً بنفقة طيبة، ووضع رجله في الغرز، فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لبيك وسعديك، زادك حلال، وراحلتك حلال، وحجك مبرور غير مأزور، وإذا خرج بالنفقة الخبيثة، فوضع رجله في الغرز، فنادى: لبيك اللهم لبيك، ناداه مناد من السماء: لا لبيك ولا سعديك، زادك حرام، ونفقتك حرام، وحجك مأزور غير مبرور" [رواه الطبراني].
فاتقوا الله -أيها المسلمون- فكيف بالذي يحج إلى بيت الله، ويتعب نفسه وماله كله من الربا -والعياذ بالله-، أو غالب ماله من الحرام، ومن أكل أموال الناس بالباطل، والظلم لعباد الله، ولقد صدق الشاعر إذ يقول:
إذا حججت بمالٍ أصله سحتٌ *** فما حججت ولكن حجت العير
ما كل من حج بيت الله مبرور *** لا يقبل الله إلا كل طيبةٍ
ومن أسباب كون الحج مبروراً أيضاً: أن يتجنب الحاج المعاصي، قال الله -تعالى-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ)[البقرة: 197].
ومن أسباب كون الحج مبروراً كذلك: التواضع فيه في المركب والمنزل، والتعامل مع الناس؛ فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: حج النبي -صلى الله عليه وسلم- على رحلٍ رث وقطيفة خلقه تساوي أربعة دراهم أو لا تساوي، ثم قال: "اللهم حجة لا رياء فيها ولا سمعة"[رواه الترمذي في الشمائل].
وإنك لتشاهد مناظر في الحج لا تقول إنها تصدر من عقلاء ناهيك أن تصدر عن مسلمين، لا تواضع ولا أخلاق ولا رحمة بالضعفاء، كل يقول: نفسي نفسي، يضرب بعضهم بعضا، ويشتم بعضهم بعضا، وكأنك بين أناس لا دين لهم ولا خلق، أشبه ما تكون حياتهم بحياة الغاب -والله المستعان-.
ومن علامات كون الحج مبروراً: أن تكون حال الحاج بعده في الطاعة والاستقامة أحسن منها قبله، فإن من علامة قبول الحسنة فعل الحسنة بعدها؛ لأن المفترض في الحج أن يخرج منه أناس قد نقوا من الذنوب ورجعوا كيوم ولدتهم أمهاتهم، فيكونوا عناصر فعّالة وأنماط جديدة في المجتمع، تقوم بعمل الدعوة إلى الله -عز وجل-، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعد أن طهروا أنفسهم بكل ما علق بهم طول العام.
ومن أسباب كون الحج مبروراً: أن يؤدي على الوجه المشروع، لا نقص فيه ولا بدع، ولا مخالفات، فبعض الحجاج يتلاعب بحجه، ولا يصبر على أدائه على الوجه المشروع، لا يتأكد من حدود المشاعر، يقف خارج عرفه، ويبيت خارج مزدلفة، وينصرف من عرفة قبل الغروب، ويرمي الجمرات في غير وقت الرمي، ولا يستقر في منى أيام التشريق ولياليها، وينفر من منى قبل الحادي عشر ويوكل من ينوب عنه في بقية أعمال الحج.
ومن الحجاج من لا يطوف للوداع.
ومن الحجاج من لا يتجنب محظورات الإحرام، وهكذا، تقع من بعض الحجاج مخالفات كثيرة قد تكون مبطلة للحج، وهذا نتيجة عدم المبالاة بأحكام الحج، ومثل هذا لا هو حج فاستفاد ولا هو ترك الحج فاستراح.
فالذي يجب عليكم -أيها الإخوة- إذا كتب الله لكم أن تكونوا من حجاج هذا العام أن تتعلموا أركان الحج وواجباته وشروطه وسننه، لكي تكونوا على بصيرة من أمركم، وهذا واجب عليكم في جميع أركان الإسلام، فالذي يعبد الله على جهل فهو على خطر عظيم؛ لأننا نشاهد بعض الناس يقطع المسافات الطويلة، ويتكلف المبالغ التي لا يطيقها، ثم يرجع إلى بلده وقد ترك ركناً من أركان الحج، فيبطل حجه بذلك، ويذهب عمله هباء منثورا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ)[الحج: 27 - 29].
اللهم...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم