سورة الشرح وسورة التين وسورة العلق وسورة القدر

مسفر بن سعيد بن محمد الزهراني

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ التعريف بسور الشرح والتين والعلق والقدر 2/ تفسيرها 3/ عرض ملخص لمحتوى كل منها 4/ فضل بعضها 5/ سبب نزول سورة العلق

اقتباس

سورة الشرح تحدثت عن مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم الجليلة، ومقامه الرفيع عند الله تعالى، حيث أقسم الله بشرح صدره صلى الله عليه وسلم للإيمان، وتنوير قلبه بالحكمة والعرفان، وتطهير من الذنوب والأوزار، وكل ذلك بقصد التسلية للرسول صلى الله عليه وسلم عما يلقاه من أذى الفجار . وتحدثت عن إعلاء منزلته، ورفع مقامه في الدنيا والآخرة ..

 

 

 

 

 

الحمد لله الذي شرح صدر نبينا محمد بالوحي والقرآن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، المنزل عليه: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق:1]، صلى وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها المسلمون: في كتاب الله نزهتنا، ونعيش اليوم مع أربع سور قصار منه، هي الشرح، والتين، والعلق، والقدر.

فسورة "الشرح"، أو: "ألم نشرح" مكية بلا خلاف، وهي الرابعة والتسعون في ترتيب المصحف الشريف، وآياتها ثماني آيات.

بدأت السورة بقول الله تعالى: (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) [الشرح:1]، ومعنى شرح الصدور فتحها بإذهاب ما يصد عن الإدراك. والاستفهام إذا دخل على النفي قرَّره، فصار المعنى: قد شرحنا لك صدرك يا محمد.

وإنما خص الصدر لأنه محل أحوال النفس من العلوم والإدراكات، والمرادُ الامتنانُ عليه -صلى الله عليه وسلم- بفتح صدره وتوسيعه حتى قام بما قام به من الدعوة، وقدر على ما قدر عليه من حمل أعباء النبوة، وحفظ الوحي.

(وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ) [2]، أي: حططنا عنك الذنب الذي سفك منك في الجاهلية، ثم وصف هذا الوزر بقوله: (الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ) [3]، أي: أثقل ظهرك، قال قتادة: كان للنبي -صلى الله عليه وسلم- ذنوباً قد أثقلته فغفرها الله له.

وفي قوله: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) [4] قال الحسن: وذلك أن الله لا يذكر في موضع إلا ذكر معه النبي -صلى الله عليه وسلم-. وقال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا مشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

وقوله: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [5]، أي: إن مع الضيقة سعة، ومع الشدة رخاء، ومع الكرب فرج، في هذا وعد من الله سبحانه بأن كل عسير يتيسر، وكل شديد يهون، وكل صعب يلين؛ ثم زاد سبحانه هذا الوعد تقريراً وتأكيداً فقال: (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) [6]، أي: إن مع ذلك العسر المذكور سابقاً يسراً آخر... ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في معنى هذه الآية: "لن يغلب عسر يسرين".

وقوله: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) [7]، أي: إذا فرغت من صلاتك أو من التبليغ أو من الغزو فانصب، أي فاجتهد في الدعاء، واطلب من الله حاجتك، أو فانصب في العبادة، والنصب: التعب. وقوله (وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) [8]، أي: اجعل رغبتك إلى الله وحده، ورغِّب الناس إلى الله، وشوِّقْهم إلى ما عنده من الخير.

عباد الله: سورة الشرح تحدثت عن مكانة الرسول -صلى الله عليه وسلم- الجليلة، ومقامه الرفيع عند الله تعالى، حيث أقسم الله بشرح صدره -صلى الله عليه وسلم- للإيمان، وتنوير قلبه بالحكمة والعرفان، وتطهير من الذنوب والأوزار، وكل ذلك بقصد التسلية للرسول -صلى الله عليه وسلم- عما يلقاه من أذى الفجار.

وتحدثت عن إعلاء منزلته، ورفع مقامه في الدنيا والآخرة، وقرن اسمه -صلى الله عليه وسلم- باسم الله تعالى، وذكرته بفرج الله بعد الشدة، وبوجوب التفرغ لعبادة الله بعد انتهائه من تبليغ الرسالة؛ شكرا لله -عز وجل- على ما أولاه به من النعم الجليلة.

وسورة التين: هي السورة الخامسة والتسعون في ترتيب المصحف الشريف، وآياتها ثماني آيات، وهي مكية في قول الجمهور.

أخرج البخاري ومسلم وأهل السنن وغيرهم، عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فصلى العشاء فقراً في إحدى الركعتين بالتين والزيتون، فما سمعت أحداً أحسن صوتا منه".

بدأت بقسم الله تعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ) [التين:1]، قال أكثر المفسرين: هو التين الذي يأكله الناس، والزيتون الذي يعصرون منه الزيت؛ وقد أقسم بالتين لأنه فاكهة مخلصة من شوائب التنغيص، وفيها أعظم عبرة لدلالتها على من هيأها له، وجعلها على مقدار اللقمة.

قال كثير من أهل الطب: أن التين أنفع الفواكه، وأكثرها غذاء، وذكروا لها فوائد كثيرة، وأما الزيتون فإنه يعصر منه الزيت الذي هو إدام غالب البلدان ودهنهم، ويدخل في كثير من الأدوية.

(وَطُورِ سِينِينَ) [2] هو الجبل الذي كلم الله عليه موسى -عليه السلام-، اسمه الطور، ومعنى سينين: المبارك الحسَن بلغة الحبشة، (وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) [3] يعني مكة، سماه أمينا لأنه آمن، كما قال الله فيه (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) [القصص:57].

(لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [4]، هذا جواب القَسَم، أي: خلقنا جنس الإنسان كائنا في أحسن تقويم وتعديل. قال المفسرون: أن الله خلق كل ذي روح مُكِبَّاً على وجهه إلا الإنسان خلقه مديد القامة، يتناول مأكوله بيده، والتقويم: التعديل.

(ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ) [5]، أي: رددناه إلى أرذل العمر، وهو الهرم والضعف بعد الشباب والقوة حتى يصير كالصبي فيخرف وينقص عقله، كذا قال جماعة من المفسرين، وقال الأكثر من المفسرين: المعنى ثم رددنا الكافر إلى النار، وذلك أن النار درجات، بعضها أسفل من بعض، فالكافر يرد أسفل درجات السافلة.

ثم استثنى الله سبحانه فقال: (إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، أي: الذي آمن وعمل صالحاً لا يرد إلى أسفل سافلين، (فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) [6]، أي: فلهم ثواب غير منقطع على طاعتهم.

(فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ) [7]؟ الخطاب للإنسان الكافر، أي: إذا عرفت أيها الإنسان أن الله خلقك في أحسن تقويم، وأنه يردك أسفل سافلين إن لم تؤمن بالله وتعمل صالحا، فما يحملك على التكذيب بالبعث والجزاء؟ وقيل الخطاب للنبي -صلى الله عليه وسلم-.

(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) [8]؟ وفيه وعيد شديد للكفار، ومعنى أحكم الحاكمين أتقن الحاكمين في كل ما يخلق، قيل أحكم الحاكمين قضاء وعدلا، أخرج ابن جرير عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه كان إذا قرأ: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) قال: سبحانك اللهم فبلى!.

فسورة التين عالجت موضوعين بارزين هما تكريم الله عز وجل للنوع البشري، والإيمان بالحساب والجزاء.

وسورة "العلق" أو سورة "اقرأ"، عدد آياتها تسع عشرة آية، وترتيبها في المصحف الشريف السادسة والتسعون، وهي مكية بلا خلاف، وهي أول ما أنزل من القرآن على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، نزلت خمسُ الآياتِ الأولى منها في غار حراء، والقصة في ذلك معروفة وطويلة.

بدأت بقوله: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) [العلق:1]، أي: اقرأ يا محمد ما يوحى إليك، أو ما أنزل عليك، أو ما أمرت بقراءته، أي: اقرأ باسم ربك الذي خلق كل شيء، لتذكيره النعمة؛ لأن الخلق للإنسان هو أعظم النعم، وعليه تترتب سائر النعم.

(خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ) [2]، يعني: خلَق جنس بني آدم من علَق، والعلقة الدم الجامد، وإذا جرى فهو المسفوح.

(اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ) [3]، أي: افعل ما أمرت به من القراءة، والأكرم معناه: الحليم عن جهل العباد فلم يعجل بعقوبتهم، كما قيل.

(الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) [4]، أي: علم الإنسان الخط بالقلم، فكان بواسطة ذلك يقدر أن يعلم كل مكتوب.

(عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [5]، أي: علمه بالقلم من الأمور الكلية والجزئية ما لم يعلم به منها، وقيل المراد بالإنسان هنا آدم، كما في قوله: (وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا) [البقرة:31]، وقيل الإنسان هنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والأَوْلى حمل الإنسان على العموم.

وقوله (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى) [العلق:6]، أي: إنه يُجاوِزُ الحَدَّ، ويستكبر على ربه أو على غيره من الناس. متى؟ (أَنْ رَآَهُ اسْتَغْنَى) [7]، أي: ليطغى أن رأى نفسه مستغنيا.

ثم هدَّد سبحانه وخوَّف بقوله: (إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى) [8]، أي: المرجع إلى الله سبحانه، (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى) [9-10]؟ قال المفسرون: الذي ينهى أبو جهل، والمراد بالعبد محمداً -صلى الله عليه وسلم-، أي: أبو جهل ينهى محمداً -صلى الله عليه وسلم- عن الدعوة إلى الله، أو عن الصلاة.

(أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى) [11]؟ يعني: العبد المنهيّ إذا صلى، وهو محمد -صلى الله عليه وسلم-، (أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى) [12]؟ أي: أمر بالإخلاص والتوحيد والعمل الصالح الذي يتقي به من النار.

(أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) [13]؟ يعني أبا جهل، كذب بما جاء به رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتولى عن الإيمان. و"أرأيت" في المواضع الثلاثة بمعنى: أخبِرْنِي.

(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى) [14]؟ أي: يطَّلع على أحواله فيجازيه بها، فكيف اجترأ عليه؟ (كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ)، كلا: ردعٌ للناهي، أي: والله لئن لم ينتهِ عمَّا هو عليه وينزجر (لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ) [15]، السفع: الجدب الشديد، والمعنى: لنأخذنَّ بناصيته، ولَنَجُرَّنَّهُ إلى النار.

(نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [16]، أي: صاحبها كاذب خاطئ، والناصية مقدمة الرأس، (فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ) [17]، أي: أهل ناديه، والنادي المجلس الذي يجلس فيه القوم، ويجتمع فيه الأهل والعشيرة، والمعنى: فلْيَدْعُ عشيرته وأهله ليُعينوه وينصروه؛ (سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ) [18]، أي: الملائكة الغلاظ الشداد، والعرب تطلق اسم الزبانية على من اشتد بطشه.

(كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ) [19]، أي: لا تطعه فيما دعاك إليه من ترك الصلاة، (وَاسْجُدْ)، أي: صَلِّ لله غيرَ مُكْتَرِثٍ بِهِ ولا مُبَالٍ بِنَهْيِه (وَاقْتَرِبْ)، أي: تقرب إلى الله سبحانه بالطاعة والعبادة.

وسورة العلق تعالج الأمور التالية:
1/ بدء نزول الوحي على خاتم الأنبياء محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو يتعبد ربه بغار حراء.

2/ طغيان الإنسان بالمال، وتمرده على أوامر الله، وكان الواجب أن يشكر ربه على فضله، لا أن يجحد النعماء.

3/ قصة الشقيّ أبي جهل، ونهيه للرسول -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة، وانتصاراً للأوثان والأصنام، وما وعده الله به من العذاب الشديد، وأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعدم الإصغاء إلى وعيد ذلك المجرم الأثيم.

أخرج مسلم عن أبي هريرة أن أبا جهل اللعين قال لأصحابه يوما: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ يريد أنه يصلي ويسجد أمامكم. قالوا: نعم. فقال: واللات والعزى! لئن رأيته يصلي كذلك لأَطَأَنَّ على رقبته، ولأعفرن وجهه بالتراب.

فجاء يوما فوجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي، فأقبل يريد أن يطأ على رقبته، فما فاجأهم منه إلا وهو ينكص على عقيبيه، ويتقي بيديه، فقيل له: مالك؟ فقال: إن بيني وبينه خندقاً من نار، وهولا، وأجنحة! فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضواً ". فأنزل الله (أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى) إلى آخر السورة.

عباد الله: هذه لمحة مختصرة عن هذه السور الثلاث: الشرح، والتين، والعلق؛ أسأل الله أن ينفعنا بها، وبكتابه الكريم، وسنة خاتم المرسلين، وبما نقول ونسمع.

أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، انه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله مُقَدِّرِ الأقدار، ومنزل القرآن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: عباد الله: سورة القدر هي السورة السابعة والتسعون في ترتيب المصحف الشريف، وعدد آياتها خمس آيات، وهي مكية عند أكثر المفسرين، وقيل مدنية أيضاً.

بدأت بقوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر:1]، أي: أنزلنا القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا من اللوح المحفوظ، وهي في شهر رمضان، وليلة القدر ليلة الحكم.

(وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ) [2]؟ أي: وما أعلمك يا محمد ما ليلة الحكم؟ قيل: سُميت بذلك لعظم قدرها وشرفها، وقيل: لأن الطاعات فيها لها قدر عظيم، وثواب جزيل. وقيل: لأن الأرض تضيق فيها بالملائكة.

(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) [3]، قال كثير من المفسرين: أي العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

(تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا)، أي: تهبط من السماوات إلى الأرض، والروح هو جبريل عند جمهور المفسرين، (بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) [4]، أي: بأمر الله، أي: من أجل كل أمر من الأمور التي قضى الله بها في تلك السنة.

(سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [5]، أي: ما هي إلا سلامة وخير كلها، لا شر فيها حتى وقت طلوع الفجر، تسلم فيها الملائكة على المؤمنين، ولا يقدر الله فيها إلا الخير والسلامة لبني الإنسان، بمشيئة الله سبحانه وتعالى.

وقد تحدثت سورة القدر عن بدء نزول القرآن العظيم، وعن فضل ليلة القدر على سائر الأيام والشهور، أسأل الله أن يقدر لنا فيها كل خير.

عباد الله: في كتب التفسير مزيد الإيضاح لمعاني هذه السور العظيمة، وإنى أدعوكم إلى قراءة القرآن، وفهم معانيه، نفَعَنا الله بها وبالقرآن العظيم، إنه سميع قريب مجيب الدعاء.

وصلُّوا وسلِّموا -عباد الله- على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

 

 

 

 

المرفقات

94- سورة الشرح 95- سورة التين 96- سورة العلق 97- سورة القدر

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات