عناصر الخطبة
1/وجوب الإيمان باليوم الآخر 2/إخفاء موعد يوم القيامة 3/بغتة الساعة 4/من علامات الساعة الصغرى وأشراطها.اقتباس
والمقصود بأشراطها علاماتها، وهي: العلاماتُ التي تسبق يوم القيامة وتدل على قدومه، وقد ذكر العلماء منها ما يقارب السبعين علامة....
الخطبةُ الأولَى:
الحمد لله المتفرِّد بالخلق والتدبير، قدَّر مقاديرَ كل شيء، فجعل للحياة الدنيا نهاية، وجعل الحياةَ الآخرة هي الغاية، ووضع لهذه النهاية علامات ظاهرات، والصلاة والسلام على سيد البريات، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.
يقول الله -سبحانه-: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[البقرة:281].
ثم أما بعد -أيها الإخوة- فإن الإيمان باليوم الآخر هو الركن الخامس من أركان الإيمان وأحد مبانيه العظام، جعل الله مبدأه بالنسبة لكل إنسان بموته، أما عموم الخلق فبقيام الساعة، وجعلَ اللهُ موعدَ قيامِها من الغيب الذي استأثر بعلمه، وأخفاه عن الخلقِ أجمعين، فقال -تعالى-: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً)[الأعراف:187].
بل أخفاها عن الملك الذي ينفخ في الصور؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَهُ وَأَصْغَى سَمْعَهُ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ". فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: "قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ"(رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضيَ اللهُ عَنْهُ-، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره).
أي: أنَّ صاحبَ الصورِ مُتَرَصِّدٌ مُتَرَقِّبٌ لِأَنْ يُؤْمَرَ فَيَنْفُخَ فِيهِ؛ فالساعة تقوم بغتة؛ قال النّبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلا يَتَبَايَعَانِهِ، وَلا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ -وهي النَّاقَةُ ذَاتُ الدَّرِّ- فَلا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ -أَيْ: يُصْلِحُهُ بِالطِّينِ وَيَسُدُّ خُرُقَهُ- فَلا يَسْقِى فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلا يَطْعَمُهَ"(رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضيَ اللهُ عَنْهُ-).
ومن الآيات الدالة على أن قيام الساعة يأتي بغتة، وأن أشراطها قد جاءت قوله -تعالى-: (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا)[محمد:18]؛ والمقصود بأشراطها علاماتها، وهي: العلاماتُ التي تسبق يوم القيامة وتدل على قدومه، وقد ذكر العلماء منها ما يقارب السبعين علامة. وقد ذكرت في خطب سابقة بعضها وسنذكر اليوم شيئًا منها.
فمنها وقوع التناكر بين النَّاس: والمقصود بالتناكر: ضد التعارف، ومعناه ألَا يَعرِفَ الرجلُ جارَه، ولا يعرفُ كثيرًا من أقاربِه؛ لانقطاعِ الأرحام، وكثرةِ العقوق، وتحوُّلِ العلاقات بين الناس إلى مجرد مصالح مادية بحتة، وتنتهي بينهم علاقة الوُدِّ والمعرفة بمجرد انتهاء تلك المصلحة.. ويعمل كلّ منهم لحظوظ نفسه؛ غير مكترثٍ بمصالح الآخرين، ولا بحقوقهم، فتنتشر الأنانية البغيضة.
وقَدْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: عَنِ السَّاعَةِ، فَقَالَ: "عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي، لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ، وَلَكِنْ أُخْبِرُكُمْ بِمَشَارِيطِهَا وَمَا يَكُونُ بَيْنَ يَدَيْهَا، إِنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا فِتْنَةً وَهَرْجًا"؛ قالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، الْفِتْنَةُ قَدْ عَرَفْنَاهَا، فَالْهَرْجُ مَا هُوَ؟ قَالَ: "بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْقَتْلُ، وَيُلْقَى بَيْنَ النَّاسِ التَّنَاكُرُ، فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ أَنْ يَعْرِفَ أَحَدًا"(رواه أحمد عَنْ حُذَيْفَة، وقال الألباني: صحيح على شرط مسلم).
ويشهدُ لَهُ مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ؛ قال: أَتَيْتُ نُعَيْمَ بْنَ أَبِي هِنْدٍ، فَأَخْرَجَ إِلَيَّ صَحِيفَةً، فَإِذَا فِيهَا: مِنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضيَ اللهُ عَنْهُم-: سَلَامٌ عَلَيْكَ… -فَذَكَرَ الكِتَابَ، وَفِيهِ- وَإِنَّا كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ فِي آخِرِ زَمَانِهَا سَيَرْجِعُ إِلَى أَنْ يَكُونُوا إِخْوَانَ الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ.
فَكَتَبَ إِلَيْهِمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ -رَضيَ اللهُ عَنْهُ- كِتَابًا وفيه: "كَتَبْتُمَا تُحَذِّرَانِي أَنَّ أَمَرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ سَيَرْجِعُ فِي آخِرِ زَمَانِهَا إِلَى أَنْ يَكُونُوا إِخْوَانَ الْعَلَانِيَةِ أَعْدَاءَ السَّرِيرَةِ، وَلَسْتُمْ بِأُولَئِكَ، وَلَيْسَ هَذَا بِزَمَانِ ذَلِكَ، وَذَلِكَ زَمَانٌ تَظْهَرُ فِيهِ الرَّغْبَةُ وَالرَّهْبَةُ، يَكُونُ رَغْبَةُ بَعْضِ النَّاسِ إِلَى بَعْضٍ لِصَلَاحِ دُنْيَاهُمْ"(قَالَ الهيثمي فِي مَجْمَعِ الزَوَائِدِ: رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَى هَذِهِ الصَّحِيفَةِ).
أيها الإخوة: ومن علامات الساعة الصغرى: أن تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا؛ قال رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكْثُرَ الْمَالُ، وَيَفِيضَ حَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِزَكَاةِ مَالِهِ، فَلَا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهَا مِنْهُ، وَحَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا"(رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضيَ اللهُ عَنْهُ-).
جمع مرج وهو: الموضع المنبت الذي ترعى فيه الدواب، وفي هذا الحديث دِلالة على أن أرض العرب كانت مروجًا وأنّهارًا، وأنّها ستعود كما كانت مروجًا وأنّهارًا. وقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يُوشِكُ يَا مُعَاذُ إِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ، أَنْ تَرَى مَا هَهُنَا قَدْ مُلِئَ جِنَانًا"؛ أَيْ: بَسَاتِين وَعُمْرَانًا (رَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ -رَضيَ اللهُ عَنْهُ-).
ومن علامات الساعة الصغرى: انْحِسَارُ نَهْرُ الفُرَاتِ المعَرُوفِ بالعراقِ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ؛ قال: كُنْتُ وَاقِفًا مَعَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ -رَضيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ لِي: أَلَا تَرَى النَّاسَ مُخْتَلِفَةً أَعْنَاقُهُمْ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا؟ قُلْتُ: بَلَى قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: يَقُولُ: "يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ، فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ: لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأخُذُونَ مِنْهُ، لَيُذْهَبُنَّ بِهِ كُلِّهِ؛ قال: فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ وَيَبْقَى وَاحِدٌ، يَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو"؛ قال رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "فَمَنْ حَضَرَهُ فلَا يَأخُذْ مِنْهُ شَيْئًا"(بمجموع ألفاظه رواه البخاري ومسلم وأحمد).
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في الفتح: "هَذَا يُشْعِرُ بِأَنَّ الْأَخْذَ مِنْهُ مُمْكِنٌ، وَعَلَى هَذَا فَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ دَنَانِيرَ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ قِطَعًا، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ تِبْرًا.. وَهَذَا مِنْ شِدْةِ الِحرْصِ عَلَى الدُنْيَا فِيِ ذَلِكَ الوَقْتِ، فَهُمْ يَعْلَمُونَ بِأَنَّ نَسْبَةَ الهَلَاكِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَنِسْبَةَ النَّجَاةِ وَاحِدٌ فِيِ الْمِائِةِ، وَمَعَ ذَلِكَ يُقْدِمُ أحَدُهْم، ويقول: لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الواحدَ في المائِةِ! وَالَّذِي يَظْهَرُ أَنَّ نَهْيَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- مَنْ حَضَرَ عَنْ أَخْذِ شَيْءٍ مِنْهُ؛ لِمَا يَنْشَأُ عَنْ أَخْذِهِ مِنْ الْفِتْنَةِ وَالْقِتَالِ عَلَيْهِ، الْمَذْكُورِ فِي الحَدِيثِ، فَلَا يَصِلُ إِلَيهِ أَحَدٌ حَتَى يَقْتُلَ عدداً، وقد يُقْتَلَ هُوَ، وإِذَا لَم يَتَوجَه إِلَيهِ وَامْتَثَلَ النَّهْيَ، سَلِمَ في نَفْسِهِ وسَلِمَ منه غيرَه".
وقال شيخنا محمد العثيمين -رحمه الله-: "في هذه العَلَامَةِ مِنْ عَلَامَاتِ السَاعَةِ... ننتظر ما أخبر به الصادق المصدوق، ولا بد أن يقع ويقتتلَ الناسُ عليه، وهذا من أشراطِ الساعةِ لكنه لم يأتِ بعدُ".
أسأل الله -تعالى- أن يجعلنا ممن سمع القول فانتفع به، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له إرغامًا لمن أبى، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله النبي المجتبى صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه النجباء.
أما بعد أيها الإخوة: وَمِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى: قِلَّةُ الرِّجَال وَكَثْرَةُ النِّسَاءِ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَيَأتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُرَى الرَّجُلُ الْوَاحِدُ يَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امْرَأَةً يَلُذْنَ بِهِ -أَيْ: يَنْتَمِينَ إِلَيْهِ لِيَقُومَ بِحَوَائِجِهِنَّ، وَيَذُبَّ عَنْهُنَّ، وَلَا يَطْمَعُ فِيهِنَّ أَحَدٌ بِسَبَبِهِ- مِنْ قِلَّةِ الرِّجَالِ، وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ"(رواه البخاري ومسلم عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ -رَضيَ اللهُ عَنْهُ-).
وَسَبَبُ قِلَّةِ الرِّجَالِ وَكَثْرَةِ النِّسَاءِ -واللهُ أَعْلَم- هُوَ الْحُرُوبُ وَالْقِتَالُ الَّذِي يَقَعُ فِي آخِرِ الزَّمَان وَتَرَاكُمِ الْمَلَاحِم، كَمَا قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: في حديث آخر "وَيَكْثُر الْهَرْجُ"؛ أَيْ: الْقَتْلُ.
وَمِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ الصُّغْرَى: أن تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: "عَدَا ذِئْبٌ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا، فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ، فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ -الإقْعاء: أن يُلْصِقَ ألْيَتَيْهِ بالأرض، ويَنْصِبَ ساقَيْه وفَخِذَيْه، ويَضَعَ يديْه على الأرض كما يُقْعِي الكلْب-. فَقَالَ: أَلَا تَتَّقِي اللهَ؟! تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللهُ إِلَيَّ؟ فَقَالَ الرَّاعِي: يَا عَجَبِي، ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ، يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ؟ فَقَالَ الذِّئْبُ: أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ؟ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- بِيَثْرِبَ، يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ.
قَالَ: فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ، فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا، ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَخْبَرَهُ؛ فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَنُودِيَ: الصّلَاةُ جَامِعَةٌ، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي: "أَخْبِرْهُمْ"؛ فَأَخْبَرَهُمْ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "صَدَقَ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ، وَحَتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ سَوْطِهِ، وَشِرَاكُ نَعْلِهِ -سَيْرُ النَّعْلِ الذي يُمسكُ بالنعلِ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ-، وَتُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ مِنْ بَعْدِهِ"(رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني، وقال: ورواه ابن حبان، والحاكم مفرقًا، وقال: صحيح على شرط مسلم).
وقد وقع جزء من هذا الحديث؛ فتكلم الجماد كالراديو والتلفاز والهاتف، ووُجِدَت كاميرات التصوير التي تنقل الحدث وتسجّله ووُجِدَت آلات التصنت، وبلغت حدًّا من الدقة والجودة فيما لا يُتصور قبل عقود بسيطة من الزمن. ولم يبقَ مما ذكر الرسول إلا القليل، وسيقع لا محالة فهو لا ينطق عن الهوى.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم