عناصر الخطبة
1/ المخدوعون في حوثيي اليمن الروافض 2/ توسع الحوثيين وتغلغلهم في اليمن 3/ دماج بين الحصار المطبق والقصف المتواصل 4/ استباحة الدماء جرم عظيم 5/ محاصرتهم لطلبة العلم 6/ يوم عاشوراء بين السنة والشيعة 7/ بعض مواقف من سيرة الحسين 8/ لماذا يحافظ الشيعة على إحياء عاشوراء بهذه الصورة 9/ فضل صيام عاشوراء 10/ الخلاف بين السنة والشيعة في الأصول والمعتقداتاقتباس
ما أن تشاهد تلك الدبابات والمصفحات وراجمات الصواريخ في صعدة، إلا ويتبادر إلى ذهنك أنها تعد لقتال يهود أو لتحرير الأقصى أو لرد عدوان غاشم من الأمريكان، ذلك أنه ضجت آذاننا تلكم الشعارات التي رسمت على كل جبل في صعدة وفي غيرها ووزعت على السيارات، وصُرخ بها في المساجد، شعار الموت لأمريكا والموت لليهود. ولكن تتكشف الحقائق أمام المخدوعين يوماً بعد يوم، وتفضح المغالطات، وتلكم...
الخطبة الأولى:
الحمد لله العلي الأعلى؛ أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ووفّق العباد للهدى، فمنهم من ضلَّ ومنهم من اهتدى، نحمده على نعمه وآلائه، ونشكره على فضله وإحسانه، فالخير منه والشر ليس إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله؛ أوذي فصبر، وظفر فشكر، أقام الحجة، وأوضح المحجة، وأرسى دعائم الملة، فمن تبع سنته رشد، ومن حاد عنها زاغ وهلك، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه؛ لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يشنأهم إلا منافق، أئمة هدى وفضل، ودعاة خير ورشد، ترضى عنهم ربهم سبحانه في قرآن يتلى إلى آخر الزمان، على رغم أنوف أهل البدعة والنفاق، وارض اللهم على التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
ما أن تشاهد تلك الدبابات والمصفحات وراجمات الصواريخ في صعدة، إلا ويتبادر إلى ذهنك أنها تعد لقتال يهود أو لتحرير الأقصى أو لرد عدوان غاشم من الأمريكان، ذلك أنه ضجت آذاننا تلكم الشعارات التي رسمت على كل جبل في صعدة وفي غيرها ووزعت على السيارات، وصُرخ بها في المساجد، شعار الموت لأمريكا والموت لليهود.
ولكن تتكشف الحقائق أمام المخدوعين يوماً بعد يوم، وتفضح المغالطات، وتلكم هي سنة الله؛ لا يدوم باطل ولا تزيف حقيقة، فإذ بتلكم الأسلحة توجه لصدور الآمنين في مساجدهم وبيوتهم، ولا ذنب لهم إلا أنهم تمسكوا بهدي نبيهم.
عباد الله: منذ اليوم الأول لانطلاق شعار "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل" الذي رفعه هؤلاء زورًا وبهتانًا وخداعًا خلال السنوات الماضية لم يرق دم عصفور أمريكي أو إسرائيلي، ولكن بسبب هذا الشعار أزهقت أرواح الآلاف من اليمنيين وسفك تحت رايته دماءٌ كثيرة وكلها يمنية.
بسبب هذا الشعار شرد الآلاف من أبناء صعدة وحجة وعمران والجوف، وقد يشرد الآلاف من مناطق أخرى إذا استمر السكوت والتخاذل الشعبي تجاه توسع الحوثي وتغلغله في مناطق اليمن المختلفة.
إنها دماج وما أدراك ما دماج!! دماج اليوم تعيش في حصار مطبق وقصف متواصل ليلاً ونهارًا، لا يخرج طفل إلا قُنص، ولا شيخ إلا قُتل، كم من بيت أحرق ومسجد قصف وأسر شردت، وما خفي كان أعظم، كل ذلك ونحن في أشهر حرم، لقد كان الكفار على جاهليتهم لا يسفكون فيها دمًا ولا يخفرون ذمة.
إيه -أيها الحوثيون-!! هذه دماج وليست واشنطن، هذه دماج وليست تل أبيب حتى تقصف بالراجمات، يقال لكم ما قيل لحزب الشيطان من قبل: هذه سوريا وليست إسرائيل، ولكن إنهم الرافضة قي كل عصر خنجر مسموم في ظهر الأمة.
إن ما يصنعه الحوثيون في هذه الأيام في دماج من إزهاق للأنفس جريمة لا تغتفر، وإفساد في الأرض كبير، والله لا يحب المفسدين.
إن استباحة الدماء جرم عظيم، واستمراء لغة القتل والتخريب بهيمية في الطباع وتحللٌ من القيم والأخلاق، فكيف إذا كان المعتقد فاسداً، والأهداف سافلة؟!
لقد اعتدى هؤلاء الحوثيون على دماج وأفسدوا في الأرض، وأساؤوا إلى الآمنين، وعطلوا المساجد عن ذكر الله.
وما زالوا إلى اليوم يحاصرون أعدادًا كبيرة من طلبة العلم، في دار الحديث بدماج وقد قطعوا عنهم الغذاء والدواء والماء، وقاموا باستهداف الطلاب الدارسين هناك واعتقلوا عدداً منهم وصادروا ممتلكاتهم وحاصروهم في مساحة لا تتجاوز كيلومترين مربعين، فالتنديد بهم واجب شرعي، والدعاءُ عليهم بما كسبت أيديهم، كما ندعو بالتسديد والنصر لمن يحاربهم ويدفع عدوانهم.
تلكم صفحة، ثم تأمل صفحة أخرى في أكثر من أربعين قناة فضائية ديدنها هذه الأيام البكاء والعويل مع اقتراب العاشر من المحرم، زاعمين أن ذلك نصرة للمظلوم الحسين -رضي الله عنه-، غافلين عن جرائمهم في سوريا والعراق ولبنان واليمن والأهواز.
عَنِ ابنِ عَبَّاسٍ -رضي اللهُ عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَدِمَ المَدِينَةَ فَوَجَدَ اليَهُودَ صِيَامًا يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لهم رَسُولُ اللهِ: "مَا هَذَا اليَومُ الذِي تَصُومُونَهُ؟!"، فَقَالُوا: هَذَا يَومٌ عَظِيمٌ أَنجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَومَهُ وَغَرَّقَ فِرعَونَ وَقَومَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكرًا فَنَحنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: "فَنَحنُ أَحَقُّ وَأَولى بِمَوسَى مِنكُم"، فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
تلك هي سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، بينما يستدر كثير من الشيعة اليوم الأحزان، يلطمون الخدود، ويشقون الجيوب، ويضربون أنفسهم بالأيدي والسيوف، معللين فعلهم هذا بالحزن على مقتل الحسين مرددين: "يا لثارات الحسين"، ويرددون قصصًا متعددة لمقتل الحسين، يؤججون بها العواطف، ويُبكون بها المدامع، ناشرين ذلك عبر الفضاء فيما يقارب أربعين قناة فضائية، مستقين هذه القصص من مصادر مشبوهة، وأسانيد مبتورة مقطوعة.
دماءٌ تسيل، صراخٌ وعويل، جيوبٌ تشقَّق، وخدود تلطم، أشعارٌ ورثاء، مآتمُ وعزاء، تهديد ووعيد لمن قتل هذا الشهيدَ، نداءاتٌ واستغاثات، ضربٌ للرؤوس والقامات، بين الصغار والكبار، والرجال والنساء، وأنَّات وآهات تنادي: يا حسين، يا حسين، يا حسين. إنَّها مشاهد مكررة يُحييها الرافضة في كلِّ عام؛ إحياءً لذكرى استشهاد الحسين بن علي -رضي الله عنهما-.
فرق كبير وبون شاسع بين عاشوراء وعاشوراء، عاشوراء أهل السنة والجماعة وعاشوراء الشيعة، عاشوراء الشيعة حزن وعويل وبكاء، عاشوراء الشيعة ندم ولطم وتطبيل وسفك دماء، عاشوراء الشيعة حقد وثارات وإغراء للجهال الروافض بسفك الدماء، عاشوراء الشيعة تحريض فارسي بأخذ الثار من أهل السنة الأبرياء.
وما حدث ويحدث في العراق من القتل والتشريد لأهل السنة وما يحدث في سوريا من ذبح وتمثيل بأهل السنة وما يحدث في اليمن ولبنان والبحرين لأكبر دليل على فهم الشيعة الحاقدين لعاشوراء.
عاشوراء الشيعة شعاره يا لثارات الحسين، والحسين من ذلك براء، يبكون الحسين، وهل سيد شباب أهل الجنة بحاجة لبكاء الحاقدين الأغبياء!!
يبكون الحسين، وهل ساكن الفردوس مع النبيين والصديقين والشهداء بحاجة لبكاء!! يبكون الحسين، وهل هو أفضل من جده خاتم الأنبياء!! وهل هو أفضل من أبيه عليّ وعمه حمزة وعمر وعثمان -رضي الله عنهم- وكلهم قد قضوا شهداء!!
يبكون الحسين في عاشوراء وهم مَنْ دعوه للكوفة فخذلوه وقتلوه في كربلاء.
أما عاشوراء السنة فإنه رمز ليوم النجاة وهلاك الطغاة، إنه رمز ليوم تحقيق الأمنية وبلوغ الأمل.
إنه رمز ليوم الوفاء بوعد رب الأرض والسماء: (وَعَدَ اللَّهُالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
إنه رمز ليوم التذكير بالمنة الإلهية للمستضعفين الذين تتخطفهم ألسنة وأيدي الناس: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ).
إنه رمز ليوم يفرح فيه المؤمنون بنصر الله: (لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنْ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنْ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ).
إنه رمز ليوم تفريج الهم وكشف الغم ورفع البلاء.
لقد ولد الحسين وعاش وترعرع في بيت النُّبوة، وامتلأ قلب المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم- محبةً ورحمةً حتى سمَّاه: ريحانته؛ مرَّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- يومًا على باب علي -رضي الله عنه- فسمع صوت الحسين يبكي، فنادى ابنته فاطمة: "يا زهراء: أَمَا علمتِ أنَّ بكاءه يؤذيني، أما علمت أنَّ بكاءه يؤذيني".
خرج النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى طعام، وفي طريقه رأى الحسين يلعب، فتقدم النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- نحوه وبسط يديه، فجعل الحسين يفرُّ هاهنا وهاهنا، والنبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- يضاحكه، ثم حمله فقال: "حسين منِّي وأنا من حسين، أحبَّ الله مَن أحبَّ حسينًا، حسين سبطٌ من الأسباط". رواه الترمذي، وابن ماجه، وصححه ابن حبان، وحسنه الألباني.
يكفي الحسينَ بن علي -رضي الله عنهما- شرفًا وفضلاً وفخرًا قولُ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- عنه: "الحسن والحسين سيدَا شباب أهل الجنة".
لقد عاش الحسين -رضي الله عنه- حياةَ الإكرام من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميعاً؛ كان ابن عباس يأخذ الرِّكاب للحسين إذا ركب، ويرى هذا من النِّعَم عليه، ورأى عمرو بن العاص -رضي الله عنه- الحسين بن علي يمشي بجوار الكعبة، فقال: "هذا أحبُّ أهل الأرض إلى أهل السماء".
وفي آخر عمره -رضي الله عنه- مضى إلى العراق، بدعوة من أهل الكوفة الشيعة، وفي أرض كربلاء في العاشر من محرم سنة إحدى وستين للهجرة فاضت روحه الطاهرة إلى باريها، وهكذا قُتِل سيد المسلمين في عصره، قُتِل ريحانة المصطفى -صلَّى الله عليه وسلَّم-، قُتِل الزاهد العابد المبشَّر بالجنة.
إخوة الإيمان: وإن مما ينبغي أن يَعِيَه المسلمون أيضًا مع أفعال الرافضة في إحيائهم لذكرى مقتل الحسين: أن الرافضة ما حفظوا وحافظوا على هذه البدعة وإحياء شعائرها إلا لهدفين رئيسَين:
الأول: إحياء جَذْوَة التشيع في قلوب أصحابه، والمحافظة على ديمومة مذهبهم وبقائه.
أما هدفهم الآخَر في إحياء عاشوراء: فهو شحْن القلوب وتجييش النفوس على أعداء آل البيت -زعموا-، ومَن هم أعداء آل بيت؟! هم مَن لا يؤمن بولايتهم على التصور الشيعي.
ينادي الرافضة في هذا اليوم: يا لثَارَاتِ الحسين، والثأر لحقِّ آل البيت، وأين هم قتلة الحسين؟! لقد أكل عليهم الزمان وشرب.
والكل يعلم والتاريخ يشهد أن الرافضة لم يكونوا -يومًا ما- مصدر عزّ المسلمين، ولم تكن لهم فتوحاتٌ في التاريخ تُذْكَر، ولا تحرير للمقدَّسات يُشْكَر، وإنَّما هم خنجر يطعن في جسد المسلمين، وشوكة تُذْكِي الفُرْقَة بين المسلمين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدْي سيد المرسلين، وأستغفر الله العظيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على عبده المصطفى، وعلى آله وصحبه ومَن اجتبى.
اعلموا -عباد الله- أنَّ يَومَ عَاشُورَاءَ يَومٌ عَظِيمٌ جَلِيلٌ، وَصِيَامُهُ عَمَلٌ صَالحٌ وَسُنَّةٌ نَبَوِيَّةٌ كَرِيمَةٌ، سُئِلَ ابنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا- عَن صِيَامِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: "مَا عَلِمتُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَامَ يَومًا يَطلُبُ فَضلَهُ عَلَى الأَيَّامِ إِلاَّ هَذَا اليَومَ".
وَقَد بَيَّنَ -عليه الصلاةُ والسلامُ- أَنَّ صِيَامَ هَذَا اليَومِ يُكَفِّرُ ذُنُوبَ سَنَةٍ كَامِلَةٍ، فَقَالَ: "صِيَامُ عَاشُورَاءَ أَحتَسِبُ عَلَى اللهِ أَن يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبلَهُ".
إِنَّ يَومَ عَاشُورَاءَ الَّذِي هُوَ مُنَاسَبَةٌ لِلذِّكرِ وَالشُّكرِ وَالعِبَادَةِ قَدِ ارتَبَطَ عِندَ الرِّافِضَةِ مَجُوسِ هَذِهِ الأُمَّةِ بِضَلالاتٍ وَخُرَافَاتٍ وَخُزعبلاتٍ، وَأَحدَثُوا فِيهِ بِدَعًا وَأَوهَامًا وَمُنكَرَاتٍ، وَاعتَادُوا فِيهِ عَلَى مُمَارَسَاتٍ مَا أَنزَلَ اللهُ بها مِن سُلطَانٍ.
إِنَّ هَؤُلاءِ الرَّافِضَةَ الَّذِينَ يَدَّعُونَ حُبَّ الحُسَينِ وَأَهلِ البَيتِ هُم وَاللهِ أَشَدُّ النَّاسِ لِلصَّحَابَةِ بُغضًا، وَلِقَدرِهِم تَنَقُّصًا، وَبِمَكَانَتِهِم جَهلاً، وَلِفَضِيلَتِهِم تَضيِيعًا، إذْ يُكَفِّرونهم إِلاَّ نَفَرًا قَلِيلاً، وَيَلعَنُونَ أَشيَاخَهُم أَبَا بَكرٍ وَعُمَرَ، وَيَتَّهِمُونَ بِالزِّنَا أَطهَرَهُم الصِّدِّيقَةَ بِنتَ الصِّدِّيقَ زَوجَةَ رَسُولِ اللهِ، وَهُم في كُلِّ زَمَانٍ وَمَكَانٍ أَلَدُّ أَعدَاءِ أَهلِ السُّنَّةِ وَأَشَدُّ خُصُومِهِم، لا يَقِلُّ عَدَاؤُهُم عَن عَدَاءِ أَخبَثِ خَلقِ اللهِ مِنَ اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَأَفعَالُهُمُ المَشِينَةُ مَعَ أَهلِ السُّنَّةِ وَتَخطِيطُهُم لِخُذلانِهِم مِن الشُّهرَةِ بِحَيثُ لا تُنكَرُ، وَمَا قَامَت لِليَهُودِ أَوِ النَّصَارَى دَولَةٌ إِلاَّ كَانُوا مَعَهُم عَلى أَهلِ السُّنَّةِ.
مَاذَا يُنتَظَرُ مِن قَومٍ كَفَّرُوا الصَّحَابَةَ الِّذِينَ هُم خَيرُ الأُمَّةِ بَعدَ نَبِيِّهَا؟! مَاذَا يُنتَظَرُ ممَّن يَلعَنُونَ أَبَا بَكرٍ وَعُمَرَ وَيَسُبُّونَهُمَا؟! مَاذَا يُنتَظَرُ ممَّن يَرمُونَ أُمَّ المُؤمِنِينَ الصِّدِّيقَةَ بِنتَ الصِّدِّيقِ بِالزِّنَا؟! يُؤذُونَ رَسُولَ اللهِ في أَحَبِّ نِسَائِهِ إِلَيهِ، ثم يَدَّعُونَ حُبَّ آلِ البَيتِ، أَلا فَمَا أَحرَاهُم بِقَولِ اللهِ تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُؤذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ في الدُّنيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُم عَذَابًا مُهِينًا).
أصحاب المعتقد الرافضي -ومنهم هؤلاء الحوثيون- يختلفون عن أهل السنة والجماعة في أصول الدين وأركانه، وليس الخلاف معهم في الفروع والسنن، فلهم في القرآن معتقد فاسد ولهم في السنة النبوية كذلك، كما لهم مواقف ومعتقداتٌ باطلة في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يشتمون ويسبون ويلعنون ويكفرون، بل وصلوا بتهمهم وأذيتهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم تسلم أمهات المؤمنين من أذيتهم وتهمهم الفاجرة.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم