دروس وعبر مما حدث بين السعودية ومصر

الشيخ عبدالله بن علي الطريف

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ فضائل تقوى الله 2/ أهمية الجماعة وعدم التفرق 3/ الإخوة الإيمانية بين المسلمين 4/ ضرورة القضاء على النعرات والتحزبات 5/ صلاح الحال بين السعودية ومصر

اقتباس

الفُرْقَة والتباغض والتسابب شر.. والخير كلُ الخير بالحب واجتماع الكلمة والتجاوز عن الزلات والكلام الطيب الحسن.. والفُرْقَة بين المسلمين هدفٌ كبير يسعى إليه أعداؤنا فإن مكناهم من رقابنا وانسقنا لتحريشهم باءت الأمة بالخسار.. وإن تولى العقلاء دفة الأمر وفزعوا لحل المشكلات ورأب الصدع وإعلان الحب والود المبني على التقوى وأن لا فضل لأحد إلا بالتقوى.. صلحت حال الأمة وقويت شوكتها ..

 

 

 

 

أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [آل عمران:102-103].

قال الشيخ السعدي رحمه الله: "هذا أمر من الله لعباده المؤمنين أن يتقوه حق تقواه، وأن يستمروا على ذلك ويثبتوا عليه ويستقيموا إلى الممات، فإن من عاش على شيء مات عليه، فمن كان في حال صحته ونشاطه وإمكانه مداوماً لتقوى ربه وطاعته، منيباً إليه على الدوام، ثبَّته اللهُ عند موته ورزقَه حُسن الخاتمة، وتقوى الله حق تقواه كما قال ابن مسعود: وهو أن يُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكر فلا يكفر".

ثم قال: "ثم أمرهم تعالى بما يعينهم على التقوى وهو الاجتماع والاعتصام بدين الله، وكون دعوى المؤمنين واحدة مؤتلفين غير مختلفين، فإن في اجتماع المسلمين على دينِهم، وائتلاف قلوبهم يُصلحُ دينَهم وتصلُح دنياهم.. وبالاجتماع يتمكنون من كل أمرٍ من الأمور، ويحصل لهم من المصالح التي تتوقف على الائتلاف ما لا يمكن عدها، من التعاون على البر والتقوى، كما أنه بالافتراق والتعادي يَـخْتَلُ نظامهم وتنقطعُ روابطهم ويصير كل واحد يعمل ويسعى في شهوة نفسه، ولو أدى إلى الضرر العام". ا هـ.

أيها الإخوة: لن تقوم أمة بلا قوة، ولا قوة إلا بوحدة، ولا وحدة إلا بسيادة المحبة بين أفراد الأمة، ولقد غرس رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أسباب المحبة بين أصحابه رضوان الله عليهم؛ فآخي بين المهاجرين، ثم آخى بين المهاجرين والأنصار.. وضرب الجميع أمثلةً رائعة للأخوة.. من الحب.. والبذل.. والعطاء.. والسيرة مليئة بتلك الموقف التي يعرفها المسلمون، ويلهجون بذكرها، ويتمنون حصولها في كل زمان ومكان.

أيها الأحبة: لم يكتف النبي صلى الله عليه وسلم بذلك بل قضى على كل نعرة تفرزها المواقف بين أصحابه رضوان الله عليهم، فهم بشر يصيبهم ما يصيب البشر.. فعلى صعيد الأفراد. قَالَ: لأَبي ذَرٍّ لما عَيَّرَ بِلَالًا بِأُمِّهِ، فَقَالَ: يَا ابْنَ السَّوْدَاءِ، وَأَتَى بِلَالٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ؛ فَغَضِبَ فَجَاءَ أَبُو ذَرٍّ وَلَمْ يَشْعُرْ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: مَا أَعْرَضَكَ عَنِّي إِلَّا شَيْءٌ بَلَغَكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «أَنْتَ الَّذِي تُعَيِّرُ بِلَالًا بِأُمِّهِ»؟ ثم قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ عَلَى مُحَمَّدٍ مَا لِأَحَدٍ فَضْلٌ إِلَّا بِعَمَلٍ، إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا كَطَفِّ الصَّاعِ» (أي ما قَرُب من مِلْئه، والمعنى كُلُّكُم في الاْنِتساب إلى أبٍ واحدٍ بمنزلةٍ واحدةٍ في النْقصِ والتقَّاصُر عن غايةِ التَّمام) رواه البيهقي في شعب الإيمان عَنْ أَبِي ذَرٍّ، وفي رواية أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ: «انْظُرْ، فَإِنَّكَ لَيْسَ بِخَيْرٍ مِنْ أَحْمَرَ وَلَا أَسْوَدَ إِلَّا أَنْ تَفْضُلَهُ بِتَقْوَى» رواه أحمد عَنْ أَبِي أُمَامَةَ وهو صحيح لغيره.

وقاوم صلى الله عليه وسلم هذه الروح النتنة على مستوى الجماعة. فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ وَكَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلٌ لَعَّابٌ فَكَسَعَ أَنْصَارِيًّا، فَغَضِبَ الأَنْصَارِىُّ غَضَبًا شَدِيدًا (ومعنى كسع: أي ضرب دبره بيده، وقيل هو ضرب العجز بالقدم، ولَعَّابٌ أي يلعب بالحراب كما تصنع الحبشة وقيل مزاح).. حَتَّى تَدَاعَوْا (أي: استغاثوا ونادي بعضهم بعضًا) فَقَالَ: الأَنْصَارِيُّ يَا لَلأَنْصَارِ.. وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ.. فَسَمِعَ ذَاكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «مَا بَالُ دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ» أي: ما حالها بينكم، وهي: التناصر والتداعي بالآباء.. أي لا تداعوا بها بل تداعوا بالإسلام الذي يؤلف بينكم..

قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: كَسَعَ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنَ الأَنْصَارِ.. فَقَالَ «دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ» وفي رواية «منتنة» (أي اتركوا هذه المقالة فإنها قبيحة منكرة وكريهة مؤذية تثير الغضب والتقاتل على الباطل).

فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَىٍّ فَقَالَ: فَعَلُوهَا! أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ. فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَامَ عُمَرُ رضي الله عنه فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: دَعْنِي أَضْرِبُ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ.. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم «دَعْهُ.. لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ»، قَالَ جَابِرٌ: وَكَانَتِ الأَنْصَارُ حِينَ قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، ثُمَّ إِنَّ الْمُهَاجِرِينَ كَثُرُوا بَعْدُ.. متفق عليه.

وعند ابن إسحاق فقال عبد اللَّه بن أُبَيٍّ: أَوَقَدْ فَعَلُوهَا؟ واللَّهِ لقد نَافَرُوْنَا وكَاثَرُوْنَا في بِلَادِنَا، مَا مَثَلُنَا وَمَثَلُ جَلاَبِيبِ قُرَيْشٍ هذه (أي الجفاة الغلاظ) إلاَّ كَما قَال الأوَّلُ: سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ.. وبأمثال هذا المنافق تسعر العداوات..

وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ أَهْلَ قُبَاءٍ اقْتَتَلُوا حَتَّى تَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ، فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ: «اذْهَبُوا بِنَا نُصْلِحُ بَيْنَهُمْ» روه البخاري.

وروى ابنُ إسْحَاق: عَنْ زَيْدِ بنِ أسْلَم، قال: مَرَّ شَاسُ بْنُ قَيْسٍ اليَهُودِيُّ، وكان شَيْخاً قَدْ عَسَا فِي الجَاهِلِيَّةِ (أي ولَّى وكبر) عَظِيمَ الكُفْر، شَدِيدَ الضِّغْنِ على المُسْلمين، والحَسَدِ لهم على نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الأوْسِ والخَزْرَجِ، وَهُمْ في مَجْلِسٍ يتحدَّثُونَ، فغَاظَهُ مَا رآه مِنْ جماعَتِهِمْ وصَلاَحِ بَيْنِهِمْ بَعْدَ مَا كَانَ بينَهُمْ مِنَ العَدَاوَةِ، فَقَالَ: قَدِ اجتمع مَلأُ بَنِي قَيْلَةَ بِهَذِهِ البِلاَدِ، واللَّهِ مَا لَنَا مَعَهُمْ إذَا اجتمعَ مَلَؤُهُمْ بِهَا مِنْ قَرَارٍ، فَأَمَر فَتًى شَابًّا مِنْ يَهُودَ فَقَالَ: اعمد إلَيْهِمْ واجلس مَعَهُمْ وَذَكِّرْهُمْ يَوْمَ بُعَاثَ، وَمَا كَانَ قَبْلَهُ مِنْ أَيَّامِ حَرْبِهِمْ وَأَنْشِدْهُمْ مَا قَالُوهُ مِنَ الشِّعْرِ فِي ذَلِكَ فَفَعَلَ الفتى، فَتَكَلَّمَ القَوْمُ عِنْدَ ذَلِكَ فَتَفَاخَرُوا، وَتَنَازَعُوا حتى تَوَاثَبَ رَجُلاَنِ مِنَ الحَيَّيْنِ فَتَقَاوَلاَ، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: إنْ شِئْتُمْ وَاللَّهِ رَدَدْنَاهَا الآنَ جَذَعَةً، فَغَضِبَ الفَرِيقَانِ وَقَالُوا: قَدْ فَعَلْنَا السِّلاَحَ السِّلاَح! مَوْعِدُكُمُ الظَّاهِرَةُ يُرِيدُونَ: الحَرَّةَ فَخَرَجُوا إلَيْهَا وَتَجَاوَزَ النَّاسُ على دَعْوَاهُمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فِي الجَاهِلِيَّة.

وَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ إلَيْهِمْ فِيمَنْ مَعَهُ مِنَ المُهَاجرِينَ، فَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ المُسْلِمِينَ اللَّهَ اللَّه أَبِدَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ»! وَوَعَظَهُمْ فَعَرَفَ القَوْمُ؛ أَنَّهَا نَزْغَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَأَلْقُوا السِّلاَحَ وَبَكَوْا وَعَانَقَ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً مِنَ الأَوْسِ وَالخَزْرَجِ، وانصرفوا مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم سَامِعِينَ مُطِيعِينَ.. فرضي الله عنهم وأرضاهم وهكذا تُدار الأزمات ويُقضى على نابتة السوء.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد...

 

 

الخطبة الثانية:

أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمً) [الأحزاب:70 ،71].

أيها الإخوة: نعم نحن بحاجة في مواقف النزاع والفرقة أن نقول قولاً سديدًا وهو القول الموافق للصواب، أو المقارب له.. وخصوصاً عند وجود الاختلاف والتنازع..

أيها الأحبة: إن علينا أن نتنبه عند الفتن والاختلاف والفُرقة فلا نقول إلا خيراً ولا ندعو إلا لخير.. أما من يطلقُ للسانه العنان فيهرف بما لا يعرف فسيجد نفسه في موقف لا يحسد عليه.

إن علينا معاشر الإخوة أن ننظر في العواقب ولا نقول إلا خيرًا أو نصمت.. أما من ركب موجة الجهل الخبيث المنتن ولسان حاله يقول:
أَلاَ لاَ يَجْهَلَـنَّ أَحَـدٌ عَلَيْنَـا *** فَنَجْهَـلَ فَوْقَ جَهْلِ الجَاهِلِيْنَـا

فقد أبعد النجعة وجمَّل الفتنة أو دعا إليها وغفل عن قَولِ النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ» رواه مسلم عَنْ جَابِرٍ رضي اللهُ عنهُ، وقولهَ: فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ أي في الإفساد وتغيير قُلُوبِهِم وتقاطعهم.

وهو على خطر بأن يكون ممن يعين على الخصومة ويزينها.. وقد حذر من ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «مَنْ أَعَانَ عَلَى خُصُومَةٍ بِغَيْرِ حَقٍّ كَانَ فِي سَخَطِ اللَّهِ حَتَّى يَنْزِعَ » رواه ابن ماجة وهو صحيح عَنْ ابْنِ عُمَرَ..

وعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَثَلُ الَّذِي يُعِينُ قَوْمَهُ عَلَى غَيْرِ الْحَقِّ كَمَثَلِ بَعِيرٍ تَرَدَّى فِي بِئْرٍ، فَهُوَ يُنْزَعُ مِنْهَا بِذَنَبِهِ» رواه ابن حبان وهو حديث صحيح، قال الحافظ: ومعنى الحديث أنه قد وقع في الإثم وهلك كالبعير إذا تردى في بئر فصار ينزع بذنبه ولا يقدر على الخلاص.

أيها الإخوة: إن التفاضل بين الناس معياره الدين والتقوى ولذلك قال سبحانه: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ). [الحجرات:13] وقطع رسول صلى الله عليه وسلم دابر التفاخر وجعله من أقبح الأعمال وجعل من تبنى هذا الفكر ودعا إليه في منزلة حقيرة يأنف منها العقلاء إمعاناً منه صلى الله عليه وسلم بالقضاء على هذا الفكر النتن، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لَيَنْتَهِيَنَّ أقّوَامٌ يفتخرون بآبائِهم الذين ماتوا، إنما هم فَحْمُ جهنم، أو لَيَكُونُنَّ أَهّوَنَ على الله من الجِعْلان الذي يُدَهِدِهُ الخراءَ بأنفه (يدحرجه) إن الله تعالى قد أذَهبَ عنكم عُبيَّةَ الجاهلية، وفخرها بالآباء، إنما هُوَ مؤمِنٌ تقي، أو فاجِرٌ شقي، الناسُ كلُّهم بنو آدَمَ، وآدمُ خُلِقَ من تراب». رواه أبو داود والترمذي وحسنه الألباني.

وبعد أيها الإخوة: الفُرْقَة والتباغض والتسابب شر.. والخير كلُ الخير بالحب واجتماع الكلمة والتجاوز عن الزلات والكلام الطيب الحسن.. والفرقة بين المسلمين هدفٌ كبير يسعى إليه أعداؤنا فإن مكناهم من رقابنا وانسقنا لتحريشهم باءت الأمة بالخسار.. وإن تولى العقلاء دفة الأمر وفزعوا لحل المشكلات ورأب الصدع وإعلان الحب والود المبني على التقوى وأن لا فضل لأحد إلا بالتقوى.. صلحت حال الأمة وقويت شوكتها..

ولعل ما وقع في الأيام الغابرة من تكدر في العلاقة السعودية المصرية وما آلت إليه من تداعيات دعت قادة الأمة وعقلاءَها إلى رأب الصدع والأخذ على أيدي السفهاء.. مما أثلج صدورنا وقطع الطريق على المغرضين، فالحمد لله رب العالمين..
 

 

 

 

 

المرفقات

وعبر مما حدث بين السعودية ومصر

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات