عناصر الخطبة
1/العيد بهجة بما يرضي الله تعالى 2/من خصائص دين الإسلام الجمع بين جمال الظاهر والباطن 3/من مميزات العيد في الإسلام 4/البعثة المحمدية إشراقة نور وهدى على العالمين 5/رسالة الإسلام امتداد لرسالة التوحيد 6/شرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهمااقتباس
لا تَنزِعُوا -أيها المؤمنونَ والمؤمناتُ- ما تحليتُم به مِنْ لباسِ التقوى، ولا تخلعوا ما تزينتُم به مِنْ حُلَل الطاعات في شهر الصيام؛ فإنَّ لباس التقوى، وحُلَل المكارمِ وأرديةَ الشمائلِ إذا اكتَسى صاحِبُها زينةَ الظاهرِ، وتزيَّن بمحاسنِ المظاهرِ، فقد أشرقَتْ شمسُ كمالاتِه واستنارَتْ...
الخطبة الأولى:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ما أشرقت شمس عيد وذرت، وما أمطرت سحابة بشر ودرت، وما لمعت مباسم البروق وافترت، الله أكبر ما عبق طيب عود وتنسم، وما أورق رطيب عود وتبسم، وما أسبلت الرياض خمائلها وجرت، الله أكبر ما استهل شهر الصوم وتصرم، وما اهتاج صدر مشتاق وتضرم، وما أسالت عين واكِفَ مُزنِها وثَرَّتْ، الله أكبر ما صدحت بالذكر الحناجر، وما تندت من خشية ربها المحاجر، وما لهجت الألسن بالتوحيد وأقرت، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الله أكبر ولله الحمد.
الحمد لله الذي ابتدأ صنائع المنن وأعادها، وقدر مواقع السنن وأرادها، وأرسى قواعد الملة وأشادها، فهو المبدئ المعيد، والمقدِّر المريد، الذي أبرَز معالِمَ محاسن الدين يوم العيد، وأنطَق عوالِمَ الصوامت ببراهين التوحيد، وجمَع في ملة الإسلام من كمالات الشرائع طرافها وتلادها، واصطفى هذه البلاد المباركة واختار لها حراسها وعمادها، وحفظها من كل ما دهى، ومن كل من كادها، نحمده حمد من أنطق إمدادُ الآلاءِ بيانَه، وأهرق مداد النعماء بنانه، وأطلق في جياد الثناء عنانه، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، شهادة من عقد عليها جنانه، وألهج بها لسانه، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه وتابعيهم وأتم نعمته وفضله وإحسانه.
أمَّا بعدُ، معشرَ المؤمنينَ والمؤمناتِ: فهنيئًا لكم عيدُكم الذي تختالون في حدائقه ورياضه، وتَنهَلُون مِنْ عذبِ مَعِينِه وحياضِه، وافيتُم من إبَّان الزمان ربيعَه وشبابَه، وقطفتُم مِنْ جنى العامِ ثمرتَه ولُبابَه، فلا زالَتْ أيامُكم أعيادًا، ولا انبتَّ سرورُكم آمادًا، عرَّفَكم اللهُ يُمْنَ هذا العيدِ وبركتَه، وضاعَف لكم سرورَه وسعادتَه، وأحياكم لأمثالِه في أسبغِ النِّعمِ وأكملِها، وأفسَحِ المددِ وأطولِها.
تضوَّع العيدُ وانهلَّت بوادِرُه *** أهلًا بمقدَمِه عمَّتْ بشائرُه
والأرضُ قد لبسَتْ أثوابَ سندسِها *** والروض قد بَسَمَتْ منه أزاهرُه
حاكَتْ يدُ الحُسْنِ وشيًا في صبيحتِه *** على الربوع فعيدُ الفطرِ ناشرُه
فَلَاحَ فيه مِنَ الأنوارِ باهِرُها *** وفاحَ فيها مِنَ النُّوَّارِ عاطِرُه
للهِ يومكَ ما أزكى فضائلَه *** قامَتْ لدين الْهُدَى فيه شعائرُه
إخوةَ الإيمانِ: هذه مواكبُ العيدِ المجيدِ، تتدفَّق في هذه البقاع الزاهرة، والبطاح الطاهرة تدفُّقَ الغيثِ من السماء، يَغمُر الناسَ في هذا اليوم الأغرِّ من مشاعرِ البهجةِ والأُنس والسرور ما يغمر الروضَ الجديبَ حين يتندَّى بماء السماء، وما يغمرُ المشتاقَ حينَ يستقبِل الغائبَ المحبوبَ، إنَّه يومٌ يَنضَح في النفوس رواءَ السرور، وينفَح في القلوبِ عبقَ الصفاء والحُبُور، بعدَ موسمٍ عظيمٍ من مواسم العبادة، تجلَّت فيه منةُ اللهِ وبركاتُه، وانهمرَتْ فيه آلاؤُه ورحماتُه، بعدَ أن ارتوتِ الأرواحُ من مَعين العبادةِ في شهر الصيام.
إنَّ يومَ العيد -معشرَ المؤمنينَ والمؤمناتِ في الإسلام مع قِصَر ساعاته- يُشبِه لحظاتِ السرورِ في الزمنِ الممتدِّ، سريعةٌ ساعاتُ انقضائِها، طويلةٌ آثارُ بقائِها، يَعلَق في القلوب من مشاعر حُبُورِها ومظاهرِ سُرُورِها علوقَ الطِّيب بصاحبِه حينًا، حتى يُعاوِدَها الشوقُ للعيد الذي يَعقُبُه حنينًا، فتتشوَّق إليه تشوُّقَ الضاحي إلى الظلِّ الفينان وقتَ الهجيرِ، وتتحرَّقُ إليه تحرُّقَ الظامئ إلى العذب النمير.
إنَّ هذا الدينَ العظيمَ دينُ التوحيدِ والشريعةِ والعبوديةِ الخالصةِ لله وحدَه، كما أنَّه دينُ الحياةِ ودينُ الدنيا، ودينُ العمرانِ والبناءِ، ودينُ الأخلاقِ والقِيَمِ، فهو دينٌ متوازنٌ، متكاملُ البناءِ، يتجلَّى ذلك الكمالُ في مَعالِم الجَمال المنطبِع في مناحي الحياة جميعِها، لأنَّ شارِعَه -تعالى- وتقدَّس- جميلٌ يُحِبُّ الجَمالَ: جَمالَ الظاهر وجَمالَ الباطنِ؛ فهو -سبحانه- جميلٌ في ذاته، وجميلٌ في صفاتِه وجميلٌ في أفعالِه، حتى فاضَ ذلك الجَمالُ الربانيُّ في كَونِه وخَلقِه، وفي تشريعه وأحكامه.
ليسَتْ ديانةُ الإسلام بالرهبانية الخرساء، التي تنطوي خلفَ أستار الطقوس العبادية وحدَها، ولا بالمادية الجوفاء التي تَهرَع وراءَ سرابِ المظاهر البائدة فحسبُ، ولكنَّها دينُ الحياة المتدفقة، التي تضِجُّ بصمتٍ في عروق الوجود، وتهدِر هديرَ السيلِ في التهائم والنجود، ويتزيَّن بها الكونُ جَمالًا وجلالًا، وبناءً وعطاءً، وأخلاقًا وقِيَمًا، إنه دينٌ جامعٌ بين جَمالِ الظاهرِ والباطنِ، وبهاءِ التعاملِ، وصفاءِ القلوبِ، وغضارةِ المُحَيَّا البسَّام، وتدفُّق البِشْر في جنبات الحياة؛ فهو كالنهر العذب يرتوي منه المسلمُ؛ لينطلقَ في هذا الكون الفسيح مُحقِّقًا مرادَ اللهِ في خَلْق هذا الإنسان حيثُ يقول جل شأنُه: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)[هُودٍ: 61].
عن أنس -رضي الله عنه- قال: "قَدِمَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- المدينةَ ولهم يومانِ يلعبونَ فيهما في الجاهليةِ، فقال: "إنَّ اللهَ قد أبدلَكُم بهما خيرًا منهما: يومَ الفطرِ، ويومَ النحرِ"، يُشرَع العيدُ في الإسلام بعدَ أداءِ عبادتينِ عظيمتينِ، وانقضاءِ موسمينِ جليلينِ مِنْ مواسمِ العباداتِ الكبرى؛ ليجمعَ الشارعُ الحكيمُ -سبحانه- بين ثُنائية التهذيبِ الروحيِّ والإرواءِ الإيمانيِّ، وبينَ الاستمتاعِ بمباهجِ الحياةِ الضاحكةِ للنفس الإنسانيَّة، في ازدواجيةٍ بديعةٍ تُجلِّي كمالَ ذلك التشريع الرباني، الذي يُريد منه الشارعُ السموَّ بالنفس الإنسانيَّة، والارتقاءَ بها من مجرد المظاهر الماديَّة أو العبادية، إلى يَفاعٍ من التكامل الإنساني؛ تساوُقًا مع متطلَّبات هذا المخلوق الإنسانيّ البديع، في تكوينه الظاهر والباطن.
بارَك اللهُ لي ولكم في هذا العيد، وأفاض عليكم من غوادي نعمته المزيد، أقول ما سمعتُم، وأستغفِر اللهَ ولكم.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الخطبة الثانية:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
الحمد لله مستحق الحمد أيام دهره ويوم عيده، والثناء الأتم على مبدئ الفضل ومعيده، والشكر له على سوابق إنعامه ومستأنف مزيده، والصلاة والسلام على صفوة خلقه ومجتبى رسله وعبيده، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم وعده ووعيده.
أمَّا بعدُ: فلا تَنزِعُوا -أيها المؤمنونَ والمؤمناتُ- ما تحليتُم به مِنْ لباسِ التقوى، ولا تخلعوا ما تزينتُم به مِنْ حُلَل الطاعات في شهر الصيام؛ فإنَّ لباس التقوى، وحُلَل المكارمِ وأرديةَ الشمائلِ إذا اكتَسى صاحِبُها زينةَ الظاهرِ، وتزيَّن بمحاسنِ المظاهرِ، فقد أشرقَتْ شمسُ كمالاتِه واستنارَتْ، واستتمَّتْ بُدورُ محاسنِه واستدارت.
إخوةَ الإيمانِ: إنَّ بِعثةَ سيدِ الأنامِ -صلى الله عليه وسلم-، وهجرتَه إلى هذا المقامِ كان -على الحقيقة- هو يوم الدنيا، وإشراقةَ شمس التاريخ، حينَ أطلَّت شمسُ هذه الملةِ الخاتمةِ على حينِ فترةٍ من الرسل وظلامٍ من الدنيا، فانبعثَتْ شمسُها من هذه البلاد الطيبة المبارَكة؛ هدايةً للعالمينَ، وحضارةً للدنيا، وإنسانيةً للإنسان في كل مكان؛ كان ما قبلَ ذلك التاريخِ المجيدِ ظلامًا حالكًا، لا يعرف منه الإنسان إلا مِزَقًا من الأخبار المتناثرة، حتى اطَّرَدَ التاريخُ، وتتابعَتْ أحداثُه بتلكم الإشراقةِ الربانيةِ في تلكم الرسالة المُحمديَّة، فتتابعَتْ سلاسلُ التاريخ المجيد للحضارة الإنسانيَّة، من حلقةِ البعثةِ النبويةِ، والهجريةِ المدنيةِ المحمديةِ لذلك النبي الأكرمِ -صلوات الله وسلامه عليه-، نورًا وهدايةً وحضارةً وإشراقًا ورحمةً في الأخلاق، والتشريع، والسلوك، والبناء، والحياة، انطلقت تلك السلسلةُ من هذه البِطاح الزاهرة، والبقاع الطاهرة.
رُبوع ٌبها أرست ملائكةُ السما *** معالمَ وحيٍ بينَ ذِكْر وقُرآنِ
أولُ أرضٍ باكرَتْ عرصاتُها *** وسحَّت بمغناها سحائبُ إيمانِ
وعُرسٌ فيها للنبوة موكبٌ *** وكوكبُ أنوارٍ يُضيء وفُرقانِ
وأدَّى به الروحُ الأمينُ رسالةً *** بها بَدْءُ تاريخٍ وختمٌ لأزمانِ
فهو -صلى الله عليه وسلم- دعوة أبيه إبراهيم -عليه السلام-؛ وذلك أنَّه لَمَّا أخَذ في بناء البيت العتيق، دعا اللهَ كما حكى الله في تنزيله؛ حيث يقول: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127-129]؛ ثم ما أرق دعاء إبراهيم -عليه السلام- وأدقه حين عبر بالأفئدة في قوله: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)[إِبْرَاهِيمَ: 37]؛ فهذه مواكب الزائرين والقاصدين، تتدفَّق إليها وكأنها تَقْدَم عليها وتأوي إليها بقلوبها لا بأقدامها، كالمحب المشوق إذا طار قلبه إلى المعشوق.
وكذا الْمَشُوقُ إذا تذكَّر منزلًا *** هاجَتْ بلابله البروقُ اللمعُ
خذلَتْه أنصارُ التصبرِ في الهوى *** يومَ الفراقِ وساعدَتْه الأدمعُ
أوتارُ شوقٍ في الفؤاد مقيمةٌ *** وغَلِيلُ حُبٍّ في الحَشا لا ينقعُ
أيها المؤمنون والمؤمنات: إنَّ خدمةَ قاصدي الحرمين الشريفين، ورعايةَ المسجدينِ المقدَّسَينِ، والقيامَ على خدمتهما، والعنايةَ بقاصديهما، مِنْ أَسْمَى المفاخرِ، وأسنى المآثرِ، وهي مِنْ مِنَنِ اللهِ الجليلةِ على ولاةِ أمرِ هذه البلاد المباركة، أولَتْهُما قيادةُ هذه البلادِ عنايتَها، وجعلَتْها موضعَ رعايتها، ولقَدْ جمَع اللهُ بفضله ومنته لولاةِ أمرِ هذه البلادِ هذا الشرفَ المديدَ، وهيَّأ لهم هذا المجدَ الفريدَ، فهي مِنْ أعظمِ المننِ المستوجِبةِ منَّا شكرَ اللهِ المزيدَ، والدعاء لهم بعظيم الأجر وكمال التسديد.
اللهمَّ إنَّا نسألك أن تجزي خادم الحرمين الشريفين ووليَّ عهدِه الأمينَ قائدَيْ هذه المسيرة، ورائدَيْ هذه العناية خير ما جزيت في الدارين، وأن تجعل لهما لسان صدق في الآخَرين، اللهُمَّ وفقهما لما فيه خير البلاد والعباد، في الدين والدنيا والعاجل والآجل يا أكرم الأكرمين، اللهُمَّ واحفظ هذه البلاد محضن الحرمين، ومهوى أفئدة المسلمين، ومأرز الإيمان من كل شر، احفظ الله علماءها، وعقيدتها ومقدساتها وحرماتها، واحم جنودها واحرس حدودها، وعم بذلك شيبها وشبابها، ورجالها ونساءها، ورجال أمنها.
ألا وأكثروا من الصلاة والسلام على الدوام، على صفوة الخلق وسيد الأنام، اللهُمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحابته الغر الكرام، وعن التابعين لهم بإحسان، ما استتم بدر تمام، وتصرم شهر الصيام.
اللهُمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، وأَذِلَّ الكفرَ والكافرينَ، ودَمِّر أعداءَ الدِّينِ، واجعل هذا البلد المبارك مصونا، محفوظًا آمِنًا يا ربَّ العالمينَ، وعم بذلك بلاد المسلمين، اللهُمَّ تقبل منا رمضان، وما وفقتنا فيه من صيامه وقيامه، واغفر ما كان منا من تقصير في ساعاته وأيامه.
إخوةَ الإيمانِ: إن الجمال والسرور من المعاني التي لا قيمة لها ما لم تتجدد في حواسك وعواطفك، بين حين وحين، ثائرة في نفسك، متدفقة في جوانحك، فإنهما يذكيان الروح، التي قد يغتالها وهن الضعف وونى المسير، في رحلة هذه الحياة، فاهنؤوا بعيدكم أدام الله مسراتكم، وانعموا بيومكم تقبل الله طاعاتكم، واعلموا أن أجل ما قوبلت به الصنائع، واستزيدت به المواهب، واستديمت به النعمة، حمد الله وشكره، والثناء عليه بما هو أهله، بذكر نعمه وجميل آلائه وجزيل عطائه، فله الحمد وله الثناء الحسن كفاء ووفاء، كما يحب ربنا ويرضى.
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم