عناصر الخطبة
1/عظم عشر ذي الحجة 2/فضل يوم العيد والأيام المعدودات 3/مكانة المرأةاقتباس
وَعِيْدُ المُسْلِمِين دِيْنٌ وَعِبَادَة، وَذِكْرٌ وَتَكْبِيْرٌ، وصَلاةٌ وَصِلَة، فَأَرِيْقُوا للهِ الدماء، وأَكْثِرُوا له الثَّنَاء، وَطَهِّرُوا قُلُوْبَكُمْ مِن البَغْضَاء، وتَلَبَّسُوا بالتقوى، فهو اللِّبَاسُ الذي لا يَبْلَى!...
الخُطْبَةُ الأُولى:
أمَّا بَعْدُ: فَأُوْصِيْكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى الله؛ فَهِيَ وَصِيَّةُ اللهِ لِلْأَوَّلِينَ والآخِرِينَ! (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النساء:131].
عبادَ الله: إنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ؛ فلا يَقَعُ شَيءٌ إِلَّا بِأَمْرِهِ وعِلْمِهِ! (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ)[الروم:25].
والمُؤْمِنُ حَقًّا؛ يُسَلِّمُ للهِ في أَفْعَالِه، ويَعْلَمُ أَنَّه حَكِيْمٌ لا يَعْبَث، فَإِنْ خَفِيَتْ عليكَ الحِكْمَة؛ فَانْسِبْ الجَهْلَ إلى نَفْسِك، وَسَلِّمْ لِحُكْمِ الحكيم؛ قال تعالى: (ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[الممتحنة:10].
والرِّزْقُ وَالأَجْلُ مَكْتُوبَانِ مَحْتُومَانِ؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ رُوْحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي؛ أنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوْتَ، حتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَها، وتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا"(أخرجه أبو نعيم في الحلية، وصححه الألباني).
والدُّنْيا دَارُ بَلاءٍ وعُبُورٍ، وَلَيْسَتْ دَارَ نَعِيمٍ وَحُبُورٍ! (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ)[غافر:39].
أيُّهَا المسلمون: يَوْمُ العِيْد؛ هُوَ يَوْمُ النَّحْرِ، ويَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ، وهو أَفْضَلُ أيامِ السَّنَةِ، وأَكْثَرُ أَعْمَالِ الحَجِّ تَكُوْنُ فيهِ؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ أَعْظَمَ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَوْمُ النَّحْرِ"(أخرجه أبو داود، وصححه الألباني).
وَمِنْ أَعْظَمِ شَعَائِرِ الإِسلامِ في هذا اليوم صَلاةُ العيد، ثُمَّ ذَبْحُ الأُضحية؛ قال تعالى: (فصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)[الكوثر:2]، قال بَعْضُ السَّلَف: "فَصَلِّ لِرَبِّكَ صَلَاةَ الْعِيدِ يَوْمَ النَّحْرِ، وَانْحَرْ نَسُكَكَ".
وَيَمْتَدُّ وَقْتُ الذَّبْحِ إِلَى غُرُوبِ اليومِ الثالثِ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ، وَهُوَ اليومُ "الثَّالِث عَشَر" مِنْ ذِي الحِجَّةِ، قال -صلى الله عليه وسلم-: "أيامُ التشريقِ أَيَّامُ أَكْلٍ، وشُرْبٍ، وَذِكْرٍ للهِ"(أخرجه مسلم).
وَيَتَأكَّدُ الذِّكْرُ في هَذِهِ الأَيَّام؛ قال تعالى: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)[البقرة:203]. قال عِكْرِمَة: "يعني التكبير في أَيَّامَ التَّشْرِيقِ، بَعْدَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ"، وقال ابْنُ عَبَّاس: "الْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَرْبَعَةُ أَيَّامٍ: يَوْمُ النَّحْرِ، وَثَلَاثَةُ بَعْدَهُ".
عبادَ الله: المَرْأَةُ المُسْلِمَة مَدْرَسَةُ الأَجْيَال، وَمصْنَعُ الرِّجَال! وَهِيَ وَصِيَّةُ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قالَ عليه الصلاة والسلام: "اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا"(أخرجه البخاري ومسلم).
والإسلامُ أَعْلَى شَأنَ المرأَةِ، ورَفَعَ قَدْرَهَا، وحَفِظَ حَقَّهَا، وأَوْصَى بِهِنَّ في أَعْظَمِ مَشْهَدٍ! قال -صلى الله عليه وسلم- في خُطْبَةِ الوَدَاعِ: "اتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ"(أخرجه مسلم).
الخُطْبَةُ الثانية:
عِبَادَ الله: اِفْرَحُوا بِالْعِيدِ ولاتَطْغَوا؛ فَإِنَّهُ يَوْمُ عِبَادَةٍ وَسُرُورٍ، لا بَطَرٍ وَغُرُوْر! فَقَدْ قَدِمَ رَسُوْلُ اللهِ المدينةَ، وَلَهُم يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيْهِمَا في الجاهلِية؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ، وَيَوْمَ النَّحْرِ"(أخرجه أبو داود وصححه الألباني).
وَعِيْدُ المُسْلِمِين دِيْنٌ وَعِبَادَة، وَذِكْرٌ وَتَكْبِيْرٌ، وصَلاةٌ وَصِلَة، فَأَرِيْقُوا للهِ الدماء، وأَكْثِرُوا له الثَّنَاء، وَطَهِّرُوا قُلُوْبَكُمْ مِن البَغْضَاء، وتَلَبَّسُوا بالتقوى، فهو اللِّبَاسُ الذي لا يَبْلَى! (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ)[الحج:37].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم