عناصر الخطبة
1/بعض حقوق الخدم والعمال 2/التعامل الأمثل مع الخدم والعمال يدفع غير المسلمين إلى الإسلاماقتباس
إن من الحقوق الواجبة على المسلم: إعطاء الخدم والعمال الذين يعملون لديك حقوقهم، وقدوتنا في ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث زخرت سنته بالمعاملة الحسنة للخدم والعمال، فلم يؤذهم ولم يضربهم ولم يهنهم، وهذا الأسلوب هو الذي يرغبهم في الإسلام خاصة الغير مسلمين من العمال والخدم، وينبغي مراعاة دعوة غير المسلمين إلى...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا مباركا فيه يفعل ما يشاء ويخلق ما يريد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم.
وبعد: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله -عز وجل-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].
إن من الحقوق الواجبة على المسلم: إعطاء الخدم والعمال الذين يعملون لديك حقوقهم، وقدوتنا في ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث زخرت سنته بالمعاملة الحسنة للخدم والعمال، ويمكن تلخيص حقوقهم فيما يلي: 1- المسارعة في إعطائهم أجورهم، فقد ألزم النبي -صلى الله عليه وسلم- صاحب العمل أن يوفي العامل والخادم أجره المكافئ له لجهده دون ظلم أو تأخير؛ فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اعط الأجير أجره قبل أن يجف عرقه"(رواه ابن ماجه)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله -تعالى-: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره"(رواه البخاري).
2- عدم إيذائهم؛ فقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- من إهانتهم أو ضربهم سواء كانت خادمة في البيت أو خادماً أو سائقا أو عاملاً أو عمالاً يعملون معه في أي عمل، فلا يجوز لك أن تهينهم أو تضربهم لأي سبب كان، فهذا من التعدي عليهم حتى وإن كان غير مسلم، فإن الله -عز وجل- كرم بني آدم، فقال: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)[الإسراء: 70].
3- تمكينهم من أداء الصلوات في أوقاتها والعبادات الأخرى إن كان مسلماً، أما غير المسلم، فالواجب على كفيله دعوته إلى الإسلام، وتزويده بالكتب الإسلامية، لعل الله -عز وجل- يهديه إلى الإسلام، وكما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم"(متفق عليه).
4- مراعاة أحوالهم البشرية في النوم والطعام والأمراض، فمن الناس من لا يعطي العامل أو الخادمة حقه في النوم، بل يجعله يعمل ليلاً ونهارا، ولا يراعي حقه في الراحة بعض الشيء، وكذلك لا يهتم به عند مرضه، فالواجب علاجه في إحدى المستشفيات، ومراعاة صحته العامة.
عباد الله: إن العامل جزء من المجتمع، وهو يحمل في قلبه تطلعات وطموحات، وله حاجيات مثلنا، فعلينا مراعاة ذلك، ورعاية حقوق العمال والخدم ومشاعرهم، فنعاملهم معاملة الرفق واللين، ونحذر كل الحذر من التعنيف والتوبيخ بالألفاظ النابية، والكلمات الجارحة التي تؤثر على نفسياتهم، فتصور أنك أنت مكانه في بلده اضطرتك الحاجة والفقر إلى العمل هناك، فهل ترضى أن يعاملوك بسوء وإهانة وإذلال؟
لا -والله-.
فاتق الله فيما ولاك، وراقب الله -عز وجل- في هؤلاء العمال لديك.
وفق الله الجميع لأداء ما عليه من حقوق؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه.+
أقول ما سمعتم، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه وسلم.
إن قدوتنا في التعامل مع الخدم والعمال هو محمد -صلى الله عليه وسلم-، فلم يؤذهم ولم يضربهم ولم يهنهم، وهذا الأسلوب هو الذي يرغبهم في الإسلام خاصة الغير مسلمين من العمال والخدم، وينبغي مراعاة دعوة غير المسلمين إلى الإسلام؛ لأنك مسؤول عنه أمام الله -عز وجل- يوم القيامة عندما يموت كافراً ولم نقدم له كتاب عن الإسلام أو ترجمة للقرآن الكريم بلغته، فلعل وعسى أن تكون سبباً في إسلامه أو على الأقل تبرأ ذمتك أمام الله -تعالى-، وهناك من يؤخر حقوقهم ورواتبهم، ولا يعطيهم حتى عند سفرهم، ويدعى أنه سيحولها بعد وصوله إلى بلده، ولكن للأسف الشديد لا يحولها لذلك العامل المسكين، وليعلم صاحب العمل أن هذا الميلغ دين في الذمة، ويحاسب عليها يوم القيامة، وستؤخذ من حسناته بقدر مال هذا العامل أو العاملة، فلنتق الله في حقوق العمال.
نسأل الله أن يوفقنا جميعا لأداء الحقوق، وأن يوفقنا جميعا لبراءة الذمة في الدنيا قبل الآخرة، وأن يرينا الحق ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل ويرزقنا اجتنابه؛ إنه ولي ذلك، والقادر عليه.
ألا وصلوا على سيدنا محمد كما أمركم الله -عز وجل-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أبرم لهذه الآمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك.
اللهم لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عسرا إلا يسرته، ولا مريضا إلا شفيته.
اللهم وفق ولي أمرنا وأمور المسلمين لما يرضيك، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة، وأبعد عنهم بطانة السوء الفاسدة يا رب العالمين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وصل وسلم على سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم