اقتباس
من سمات شريعة الرحمن: التوازن في العلاقة بين الراعي والرعية، وهذا منهج شرعي قويم؛ إذ لما أوجبت الشريعة على الراعي واجبات عديدة؛ فرضت له في مقابلها حقوقًا على رعيته، وكذا لما أوجب الشرع على الأمة طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله -تعالى-، فإنه أوجب للرعية على ولاة الأمور حقوقًا،.. وعندما يحدث الخلل، ويبحث كلٌّ عن مصالحه، وينسى واجباته؛ تصيب الأمة كوارث ومحن، وإن من أسباب كثير من الاضطرابات والفتن التي يعجّ بها العالم من حولنا: الأنانية والتطفيف، وعدم أداء الواجبات قبل البحث عن الحقوق...
لا تستقر أحوال أي مجتمع دون وجود حاكم وولي أمر شرعي، يُقيم القسط، وينشر العدل، ويحوط الأمة في دينها ودنياها، لا يؤثر نفسه وقرابته وأهله وعشيرته على سائر رعيته، بل يتحرى العدل في جميع مسالكه بقدر استطاعته، ويتخذ بطانة صالحة، ويُكثر مشاورة الحكماء في نوازل الأمة، فتستقيم أمور دولته، وتحبه رعيته وتدعو له، ويكثر التراحم في المجتمع بين الراعي والرعية.
ومن سمات شريعة الرحمن: التوازن في العلاقة بين الراعي والرعية، وهذا منهج شرعي قويم، إذ لما أوجبت الشريعة على الراعي واجبات عديدة فرضت له في مقابلها حقوقًا على رعيته، وكذا لما أوجب الشرع على الأمة طاعة ولاة الأمور في غير معصية الله -تعالى-، فإنه أوجب للرعية على ولاة الأمور حقوقًا، ومصداق ذلك ما صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "كلكم راعٍ، وكلم مسئول عن رعيته؛ فالإمام راعٍ وهو مسئولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" (صحيح البخاري 2278).
وعندما يحدث الخلل، ويبحث كلٌّ عن مصالحه وينسى واجباته تصيب الأمة كوارث ومحن، وإن من أسباب كثير من الاضطرابات والفتن التي يعجّ بها العالم من حولنا: الأنانية والتطفيف وعدم أداء الواجبات قبل البحث عن الحقوق..
ويتجلى ذلك عندما ينظر الحاكم إلى أمته نظرة استعلائية، ويرى أنه يؤدي أكثر مما ينبغي، وأن رعيته جاحدة لا تشكر ولا تصبر، وفي المقابل تنظر الشعوب إلى حكامها نظرة احتقار وازدراء، فيرون أن هؤلاء الحكام مقصرون في واجباتهم، مضيّعون لشعوبهم، مبددون لثروات الأمة،.. ومما يزيل بعض أسباب هذا التنازع أن يحرص كل من الحاكم والمحكوم على أداء واجباته قبل أن يبحث عن حقوقه.
وللحكام وولاة الأمور حقوق على شعوبهم، ومن أبرز تلك الحقوق ما يلي:
1- السمع والطاعة في المعروف:
من أهم حقوق ولاة الأمور: السمع والطاعة في غير معصية الله -تعالى-، إذ السمع والطاعة في المعروف يجعل المجتمع متوائمًا مع الحكام متسقًا، كنسيج واحد يقف صفًّا واحدًا، غير خارج عن طاعته، ومن ثَم يكون بعيدًا عن الفتن والاضطرابات، وقد أمر الله -سبحانه- بذلك في القرآن العظيم، فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء: 59]، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "نزلَت هذه الآيةُ في الرعيَّة، عليهم أن يُطيعُوا أولِي الأمر إلا أن يأمُرُوا بمعصِيَةِ الله"، وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أحب أو كره ما لم يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ عَلَيْهِ وَلاَ طَاعَةَ"(صحيح البخاري 6725).
2- تبجيلهم وحفظ مكانتهم وإكرامهم:
إن إكرام الولاة الصالحين والحكام العدول واحترامهم واجبٌ شرعي، فاحترام الكبار وتوقيرهم وإنزال الناس منازلهم منهج قويم يؤدي لانتشار المحبة والتراحم بين الراعي والرعية، ويقطع أسباب النزاع، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إنّ مِنْ إجْلالِ الله إكْرامَ ذِي الشَّيْبَةِ المُسْلِمِ وحامِلِ القُرْآنِ غَيْرِ الغالِي فيهِ والجّافِي عَنهُ وإِكْرامَ ذِي السُّلْطانِ المُقْسِطِ" (سنن أبي داود 4843 وحسنه الألباني). ومن هذا الحديث يتبين فضل توقير ولي الأمر واحترام الحاكم العادل، ونشر فضائله، وكتم مساوئه، وجمع قلوب الناس عليه.
3- النصيحة لهم:
يجب على الرعية أن تنصح الحكام وولاة الأمور؛ لأنهم بشر يخطئون ويصيبون، وهم من أحوج الناس إلى النصيحة الصادقة لعظم مسئوليتهم، شريطة أن تكون النصيحة بالكلمة الطيبة والمقصد النبيل، ولذا تُشرع مُناصَحَة الولاة بالضوابِط الشرعيَّة دون تشنِيع ولا غلو، ومما يثبت لهم هذا الحق ما صح من حديث تميمٍ الداريِّ -رضي الله عنه-، أن النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "الدينُ النصيحة"، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابِه ولرسولِه، ولأئمة المسلمين وعامَّتهم" (صحيح مسلم 55).
ولكن يجب الاعتناء بآداب نصيحة ولاة الأمور، قال الإمام الشوكاني -رحمه الله-: "ينبغي لمن ظهرَ له غلَطُ الإمام في بعض المسائِل أن يُناصِحَه، ولا يُظهِرَ الشَّناعَةَ عليه على رُؤوسِ الأشهَاد؛ بل يأخُذُ بيدِه ويخلُو به، ويبذُلُ له النصيحة".
4- عدم الخروج عليهم:
من أكثر ما ينشر الفُرقة في المجتمع: مفارقة الجماعة، ونزع اليد من الطاعة. وإن الخروج على ولاة الأمور محرم في شريعة الله -تعالى- ما داموا مقيمون للشرع، معظمون للدين، ويقيمون الصلاة، ويوالون المؤمنين لا الأعداء، ولا يضيعون مقدرات الأمة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من فارق الجماعة شبرًا فقد خلع رِبْقَة الإسلام من عنقه" (سنن أبي داود 4758 وصححه الألباني).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثةٌ لا تسأل عنهم"، وذكر منهم "رجل فارق الجماعة وعصى إمامه فمات عاصيًا.." (صحيح الجامع 3058).
قال الإمام الطحاويُّ -رحمه الله-: "ولا نرَى الخروجَ على أئمَّتنا ووُلاة أمرِنا وإن جارُوا، ولا ندعُو عليهم، ولا ننزِعُ يدًا من طاعتِهم، ونرَى طاعتَهم من طاعةِ الله - عز وجل - فريضَة ما لم يأمُرُوا بمعصِية" (العقيدة الطحاوية ص69).
وقال الإمام الحافظُ أبو زُرعة الرازيُّ -رحمه الله-: "أدرَكنا العلماءَ في جميع الأمصار - حجازًا وعراقًا، شامًا ويمنًا -، فكان من مذهبِهم: ولا نرَى الخروجَ على الأئمَّة، ونسمعُ ونُطيعُ لمن ولاَّه الله - عز وجل - أمرَنا، ولا ننزِعُ يدًا من طاعة، ونتَّبِعُ السنَّةَ والجماعة، ونجتنِبُ الشُّذوذَ والخلافَ والفُرقَة" (شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي: 1/177).
5- الدعاء لهم:
رغَّب النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء لولي الأمر الصالح الرفيق، وبيّن في ذلك منزلة الحاكم المحبوب من رعيته، فإذا رفق بهم وحرص على دينهم ودنياهم أحبوه وأحبهم، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ -والصلاة هنا بمعنى الدعاء-، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ" (صحيح مسلم: 1855).
وقال الإمامُ الطحاويُّ -رحمه الله- في حقِّ الأئمة: "وندعُو لهم بالصلاحِ والمُعافاة". وقال الإمامُ أحمدُ - رحمه الله -: "لو أن لي دعوةً مُستَجابَة لصرَفتُها للإمام"، وعن الفضيل بن عياض قال: "لو أن لي دعوةً مستجابة ما جعلتُها إلا في السلطان، فقيل له: يا أبا علي! فسّر لنا هذا؟، قال: "إذا جعلتُها في نفسي لم تَعْدُني، وإذا جعلتُها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد" (شرح السنة للبربهاري 1/113).
6- التعاون معهم وتأليفُ القلوب لهم:
من حقوق الأئمة وولاة الأمور على الرعية: التعاون معهم، والوقوف في صفهم، وجمع القلوب عليهم، وستر معايبهم، وعدمُ تأليبِ العامَّة عليهم؛ وذلك لتنتظِم مصالِحُ الدين والدنيا، ويظهر المجتمع متماسكًا مما يضعف مؤامرات الكافرين والمنافقين.
5- الصبر على ما قد يقع منهم من جور:
لا يخلو بشر من نقص، ولا يبعد أحد عن تقصير، حاكمًا كان أو محكومًا، والمنهج الشرعي مع الحاكم المسلم الحافظ لدين الأمة والمعظّم لشرع الله، ألا يقف المسلم على هفواته، بل يصبر على ما قد يحدث من أخطاء فلعلها لم تصله ولم يعلم بها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئاً يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يُفَارِقُ الجَمَاعَةَ شِبْراً فَيَمُوتُ إِلاَّ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً"(صحيح البخاري 6646).
هذه وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصبر على الحاكم المسلم إن بدأ منه جور أو تأول موقفًا، لأن في عدم الصبر عليه ضررًا، يدمر المجتمعات، ويمحق البركات، ويخلّف قتلى وتدمير ممتلكات وضياع مقدرات، والناظر فيما حولنا من مجتمعات فسد رأسها وأفسد، فأدى ذلك إلى بحور من دماء وأجيال من الأيتام، وضياع خيرات الأمة في حروب ونزاعات لا يعلم أحد غير الله -تعالى- إلام تنتهي، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وأخيرًا لم نستقصِ كل حقوق الراعي على الرعية، وإنما سردنا بعض واجبات الرعية نحو ولي الأمر، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يولي عليهم خيارهم، وأن يجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ومن أجل تذكير المسلمين بشيء من حقوق الراعي على الرعية، وضعنا بين يديك أخي الخطيب الكريم مجموعة خطب منتقاة توضّح أهم وأبرز حقوق الحكام على الشعوب، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في الأقوال والأعمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
الخطبة الأولى: الحقوق بين الراعي والرعية، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
الخطبة الثانية: حقوق ولي الأمر، الشيخ عبدالرزاق البدر
الخطبة الثالثة: البيعة وأحكامها، الشيخ عبدالباري بن عواض الثبيتي
الخطبة الرابعة: أحكام الولاية والإمامة، الشيخ عبد الرحمن السديس
الخطبة الخامسة: موقف المسلم تجاه ولاة الأمر، الشيخ خالد بن عبدالله الشايع
الخطبة السادسة: الخطبة السابعة: ورضوان من الله أكبر.. من وحي رضا الراعي عن الرعية، الشيخ مبارك بن عبد العزيز بن صالح الزهراني
الخطبة السابعة: فوائد السمع والطاعة لولي الأمر وأهدافها، الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.
الخطبة الثامنة: رسالة إلى الحكام والمحكومين، الشيخ حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ
عنوان الخطبة | الحقوق بين الراعي والرعية | اسم المدينة | الرياض, المملكة العربية السعودية |
رقم الخطبة | 3549 | اسم الجامع | جامع الأمام تركي بن عبدالله (الجامع الكبير) |
التصنيف الرئيسي | بناء المجتمع, السياسة والشأن العام | التصنيف الفرعي | الأحداث العامة, باعتبار مواسم العبادات |
تاريخ الخطبة | 01/12/1432 هـ | تاريخ النشر | 6/12/1432 هـ |
اسم الخطيب | عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ | ||
أهداف الخطبة | |||
عناصر الخطبة | 1/ وضْع الإسلام أسس بناء المجتمع السليم 2/ حقوق الراعي على الرعية 3/ حقوق الرعية على الراعي 4/ ثمرات تكاتف الراعي والرعية وأداء كُلٍّ حقوقه 5/ الترحُّم على الأمير سلطان وتعديد مآثره 6/ توفيق خادم الحرمين -حفظه الله- في اختيار الأمير نايف وليا للعهد 7/ فضل العشر من ذي الحِجَّة |
إن الالتئام بين الراعي ورعيته يثمر أموراً عظيمة، فأولها اجتماع الكلمة، وتآلُف القلوب، فإن القلوب إذا تآلفت واجتمعت قويت الأمة وعزَّت، وإذا تفرقت الكلمة ضعُفت الأمة وضعُف كيانها، ولذا يقول الله تعالى: (وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)..المزيد..
عنوان الخطبة | حقوق ولي الأمر | اسم المدينة | المدينة المنورة, المملكة العربية السعودية |
رقم الخطبة | 9507 | اسم الجامع | جامع المحتسب |
التصنيف الرئيسي | السياسة والشأن العام, منهج أهل السنة في المعرفة والتعامل | التصنيف الفرعي | التربية |
تاريخ الخطبة | 10/4/1436 هـ | تاريخ النشر | 13/4/1436 هـ |
اسم الخطيب | عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر | ||
أهداف الخطبة | |||
عناصر الخطبة | 1/ الإسلام دينٌ كامل من جميع الوجوه 2/ على المحكومين تجاه الحاكم حقوق عظيمة 3/ قاعدة: لا دين إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمام ولا إمام إلا بسمع وطاعة 4/ جِماع حقوق ولاة الأمر على الرعية 5/ البيعة وأحكامها 6/ وجوب الحذر من الخروج على الإمام 7/ الحذر من سب الولاة ولعنهم وشتمهم والوقيعة فيهم. |
إن من توجيهات الإسلام السديدة وهداياته العظيمة؛ بيان ما يجب على الرعية تجاه الراعي، وعلى المحكومين تجاه الحاكم من حقوقٍ عظيمة لا تنتظم مصالح العباد الدينية والدنيوية إلا بها؛ فإن الرعية -عباد الله- متى رعَوا تلك الحقوق واعتنوا بها تحققت لهم الخيرية وانتظمت جميع مصالحهم الدينية والدنيوية؛ من أمنٍ وأمانٍ، وبُعد عن القلق والاضطراب والمخاوف، وانتظامٍ لجميع مصالح العباد. وإن من المتقرر أنه لا دين إلا بجماعة، ولا جماعة إلا بإمام، ولا إمام إلا بسمع وطاعة؛ فهي أمورٌ آخذ بعضها ببعض، لابد من مراعاتها والعمل على تحقيقها لتتحقق للعباد خيريَّتهم ولتنتظم جميع مصالحهم..المزيد..
عنوان الخطبة | البيعة وأحكامها | اسم المدينة | المدينة المنورة, المملكة العربية السعودية |
رقم الخطبة | 9499 | اسم الجامع | المسجد النبوي الشريف |
التصنيف الرئيسي | السياسة والشأن العام, الأحداث العامة | التصنيف الفرعي | منهج أهل السنة في المعرفة والتعامل |
تاريخ الخطبة | 10/4/1436 هـ | تاريخ النشر | 12/4/1436 هـ |
اسم الخطيب | عبدالباري بن عواض الثبيتي | ||
أهداف الخطبة | |||
عناصر الخطبة | 1/ في حياة الأُمم محطَّات تاريخيَّة ومُنعطَفات مهمة 2/ مصيبة موت زُعماء الأمة وقادة الوطن 3/ لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بإمارة 4/ مقتضيات البيعة وحقوقها 5/ نعمة الأمن ووجوب المحافظة عليها. |
لقد يمَّمَ الشرقُ والغربُ وجهَهُ شطرَ مبادِئ وضعيَّة، وقيَمٍ ذابِلة، فعاشَت شقاءَ الحياة، وحياةَ النَّكَد. ويمَّمَت هذه البلادُ شطرَ البيت الحرام، تُوحِّدُ ربًّا، وتتلُو آياتِه، في مناهِجها وجامِعاتها ومحاكمِها. يمَّمَ الشرقُ والغربُ شطرَ دُورِ الخَنَا والغِنا، يبنُون ويُشيِّدُون. ويمَّمَت هذه البلادُ شطرَ المسجِدَين المُبارَكَين، تُحيِي بهما الذكرَى المُبين، وترفعُ بهما رايةَ الإسلام العظيم، مع توسِعةٍ شامِلةٍ، وإنفاقٍ لا حدَّ له، وبَذلٍ لا نهايةَ له؛ خدمةً للحاجِّ والمُعتمِرِ والزائِر، وعمَّرَت المساجِدَ بالدروس العلمية، وحلقَات تحفيظِ القُرآن. وهذا أساسُ العِزِّ ودوامُه..المزيد..
عنوان الخطبة | أحكام الولاية والإمامة | اسم المدينة | مكة المكرمة, المملكة العربية السعودية |
رقم الخطبة | 9587 | اسم الجامع | المسجد الحرام |
التصنيف الرئيسي | السياسة والشأن العام, منهج أهل السنة في المعرفة والتعامل | التصنيف الفرعي | الأحداث العامة |
تاريخ الخطبة | 24/4/1436 هـ | تاريخ النشر | 26/4/1436 هـ |
اسم الخطيب | عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس | ||
أهداف الخطبة | |||
عناصر الخطبة | 1/ حاجة الناس إلى الإمام والسلطان 2/ فوائد الحاكم في صلاح أحوال العباد في المعاشِ والمعاد 3/ للبَيعَة واجِباتٌ ومسؤوليَّاتٌ وتبِعَات 4/ حقوق الراعي وولي الأمر على الرعية 5/ واجبات الرعية نحو ولي الأمر 6/ بيعة خادم الحرمين الجديد الملك سلمان . |
وللبَيعَة واجِباتٌ ومسؤوليَّاتٌ وتبِعَات: أهمُّها وأولاها: السمعُ والطاعةُ في غير معصِيَة؛ في "الصحيح" أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "على المرءِ المُسلمِ السمعُ والطاعةُ فيما أحبَّ وكرِه، إلا أن يُؤمَرَ بمعصِيَة"، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "اسمَعوا وأطيعُوا، فإنما عليهم ما حُمِّلُوا، وعليكم ما حُمِّلتُم"؛ رواه مسلم. قال الإمام الطحاويُّ - رحمه الله -: "ولا نرَى الخروجَ على أئمَّتنا ووُلاة أمرِنا وإن جارُوا، ولا ندعُو عليهم، ولا ننزِعُ يدًا من طاعتِهم، ونرَى طاعتَهم من طاعةِ الله - عز وجل - فريضَة ما لم يأمُرُوا بمعصِية"..المزيد..
عنوان الخطبة | ورضوان من الله أكبر.. من وحي رضا الراعي عن الرعية | اسم المدينة | الباحة , المملكة العربية السعودية |
رقم الخطبة | 2323 | اسم الجامع | جامع ذي النورين بالرومي |
التصنيف الرئيسي | أحوال القلوب | التصنيف الفرعي | الأحداث العامة |
تاريخ الخطبة | تاريخ النشر | 25/4/1432 هـ | |
اسم الخطيب | مبارك بن عبد العزيز بن صالح الزهراني | ||
أهداف الخطبة | |||
عناصر الخطبة | 1/ جمعة وفاء بين راعي البلاد ورعيتها 2/ رضا الرب تعالى عن عبده 3/ رضا الله هو الغاية الكبرى التي يسعى العباد لتحصيلها 4/ استشعار نعم الله سبب في جلب الرضا 5/ من موجبات رضا الله تعالى 6/ جزاء الرضا |
فهلمَّ إلى حديث عن رضا الرب تعالى عن عبده، فهي غاية ملكت قلوب المؤمنين، وأمل استحوذ على نفوس الصادقين، فحرك منهم الجوارح بعد أن أشعل العزم في الجوانح، فنصبوا نصبًا من أجلها، وجاهدوا سعيًا في سبيلها، ما يزنون بها نعيمًا، ولا يعطون بها ثمنًا، إنها غاية رضا الله تعالى عنهم، فقد أخبرنا الله تعالى أن هذه الغاية هي محط أعمال المؤمنين، ومنتهى آمالهم من ربهم ..المزيد..
عنوان الخطبة | موقف المسلم تجاه ولاة الأمر | اسم المدينة | ظهرة البديعة - الرياض, المملكة العربية السعودية |
رقم الخطبة | 8614 | اسم الجامع | جامع الحقباني |
التصنيف الرئيسي | منهج أهل السنة في المعرفة والتعامل | التصنيف الفرعي | السياسة والشأن العام |
تاريخ الخطبة | 3/11/1435 هـ | تاريخ النشر | 6/11/1435 هـ |
اسم الخطيب | خالد بن عبدالله الشايع | ||
أهداف الخطبة | |||
عناصر الخطبة | 1/ لا تستقيم حياة الناس إلا بإمام ينظم شئونهم 2/ وجوب السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين في غير معصية الله 3/ الواجب على المسلم تحكيم الشرع في كل مسألة من مسائل الدين 4/ أقسام ولاة الأمر وموقف المسلم تجاههم 5/ أهم مكاسب الشيطان في زمن الفتن 6/ توقير العلماء من سمات السلف الصالح 7/ مكانة الأمراء والحكام في الإسلام 8/ مفاسد الخوض في الحكام بالتفسيق والتكفير |
لعلماء نظرة ثاقبة في أوقات الفتن بفضل العلم الذي آتاهم الله، ولذا هم يناصحون سرًّا، وينكرون قدر الاستطاعة، ويدرءون المفاسد ويقللونها، ويجلبون المصالح ويكثرونها، وليس بشرط أن يسُمع لهم، كما أنهم يدرءون الفتن، ويحرصون على عدم إثارتها، وزعزعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ويدفعون الفتنة الكبرى بالفتنة الصغرى، ويرون أن المحافظة على أمن الناس من أهم الواجبات..المزيد..
عنوان الخطبة | فوائد السمع والطاعة لولي الأمر وأهدافها | اسم المدينة | الرياض, المملكة العربية السعودية |
رقم الخطبة | 7711 | اسم الجامع | جامع الأمام تركي بن عبدالله (الجامع الكبير) |
التصنيف الرئيسي | بناء المجتمع, منهج أهل السنة في المعرفة والتعامل | التصنيف الفرعي | |
تاريخ الخطبة | 21/4/1435 هـ | تاريخ النشر | 17/5/1435 هـ |
اسم الخطيب | عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ | ||
أهداف الخطبة | |||
عناصر الخطبة | 1/عظمة الدين في تشريعاته واجتماع اتباعه 2/الحكمة في اجتماع الناس على تأدية العبادات 3/تربية الإسلام أتباعه على العقيدة الصحيحة 4/أهمية الاجتماع على ولي الأمر والسمع والطاعة له 5/حكم الخروج على ولي الأمر الشرعي 6/مخاطر تفرق الأمة واختلافها 7/فوائد وآثار اجتماع الكلمة والسمع والطاعة لولي الأمر 8/أسباب تفرق الأمة 9/زرع أعداء الإسلام للفتن في البلدان الإسلامية 10/الحكمة في الدعوة إلى اجتماع الكلمة ونصب إمام للأمة 11/الواجب نحو ولاة الأمر 12/خطر التغريدات المؤججة للصراع بين ولاة الأمر والشعوب |
أيها المسلم: إن التفرق والاختلاف سبب لهلاك الأمة ودمارها، وإن اجتماعها وتآلفها سبب لقوتها وعزتها، فعز الأمة وقوتها وهيبتها ومكانتها؛ إنما يكون بالتآلف، واجتماع الكلمة، والسمع والطاعة، والتعاون على الخير في الأحوال كلها. وإذا تأمل المسلم كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- رأى أن لاجتماع الكلمة، والسمع والطاعة؛ فوائد كثيرة عظيمة: فمنها: أن السمع والطاعة لولي الأمر مما يسبب الخلوص من الفتن والمصائب..المزيد..
عنوان الخطبة | رسالة إلى الحكام والمحكومين | اسم المدينة | المدينة المنورة, المملكة العربية السعودية |
رقم الخطبة | 3422 | اسم الجامع | المسجد النبوي الشريف |
التصنيف الرئيسي | السياسة والشأن العام, منهج أهل السنة في المعرفة والتعامل | التصنيف الفرعي | الأحداث العامة |
تاريخ الخطبة | 2/11/1432 هـ | تاريخ النشر | 6/11/1432 هـ |
اسم الخطيب | حسين بن عبدالعزيز آل الشيخ | ||
أهداف الخطبة | |||
عناصر الخطبة | 1/ ابتلاء مسلمي بعض البلاد بالظلم والاضطهاد 2/ واجب المسلمين المضطهدين 3/ الرجوع الحقيقي إلى الله مانع من الشرور والابتلاءات 4/ واجب حكام المسلمين تجاه شعوبهم 5/ الراعي والرعية يجمعهم كتاب الله تعالى |
إن المسلمين في كل مكانٍ وقد تداعَت عليهم قُوَى الشرِّ والعُدوان، وأحاطَت بهم الكُروبُ من كل جانب، وتكاثَرَت عليهم الفتنُ من كل حدْبٍ وصوبٍ، عليهم أن يُجدِّدوا التوبةَ إلى الله -جل وعلا-، وأن يلجَؤوا إليه فهو الجبَّار، وأن يتضرَّعوا إليه ويطَّرِحوا بين يديه: (قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ)..المزيد..
(واجبات الراعي نحو رعيته وحقوقهم عليه) خطب مختارة
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم