محمد بن فنخور العبدلي
@ALFANKOR
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مقدر الوباء ، والصلاة والسلام على خير الانبياء ، وعلى آله وصحبه الأتقياء الأنقياء ... وبعد
مقدمة
لا شك أن كورونا مرض عالمي سريع الانتشار ، وقد استنفرت الدول كامل طاقاتها لمواجهة هذا الوباء ، واتخذت الاجراءات القاسية والمؤلمة ، وكان أقساها إغلاق المساجد ، وإيقاف الجمع والجماعات ، وكل ذلك جائز لأن الهدف هو حماية الإنسان ، هذا الكيان العظيم المكرم عند الله .
الناس تنظر لهذا الوباء من منظور سلبي بحت ، على أنه مرض وجائحة ووباء ، وهذا خطأ ، فهذا الوباء لا يخلو من إيجابيات وحسنات ، عَلِمَها من علمها ، وجَهِلَها من جهلها ، وغاب عن البعض أن الله سبحانه وتعالى لا يقدر قدراً شراً محضاً ، بل لابد أن يكون في الشر المقدر منحٌ .
هل لكورونا حسنات
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن : هل لكورونا حسنات ؟ ، لقد عَلَمَنا هذا الفايروس مدى ضعفنا ، وقلة حيلتنا ، وضحالة ثقافتنا ، وهشاشة مخزوننا الديني ، وجهلنا الصحي ، وتفككنا الأسري والاجتماعي ، وضعف حسنا الأمني والوطني ، وضياعنا الاقتصادي ، وأميتنا التقنية .
لكل بلية ، أو مصيبة ، أو حدث جانبان ( سلبي وإيجابي ) ، والسلبي هنا هو الغالب لأننا نتعامل مع جائحة ووباء ، وهذا البلاء من وجهة نظري له جوانب إيجابية غفل عنها الكثير ، ومنها حسب علمي ما يلي :
الجانب الديني
1-- العودة الى الله عز وجل .
2-- تذكرنا هادم اللذات ( الموت ).
3-- شعرنا بتقصيرنا في شهود الجمع الجماعات ، وبعد قرار غلق المساجد استشعرنا قيمتها واهميتها وندمنا عليها .
4-- تذكرنا مدى قدرة الله عز وجل .
5-- تذكرنا بأنه لا يحدث شيء بدون علم الله وإرادته .
6-- هذا الفيروس أحد مخلوقات الله وجنده ، لا يسير وفق هواه .
7-- في هذا البلاء حِكمة علمانا أو جهلناها ، (محبة أو تنبيه أو عقوبة).
8-- تذكرنا الابتلاء سُنّة ماضية .
9-- زاد الايمان لدى الناس .
1.-- علم الناس بضعفهم وجهلم .
الجانب الصحي
1-- المرض يكون مناعة للجسم .
2-- ارتفعت الثقافة الصحية لدى الناس .
3-- تعلمنا بعض الطرق الوقائية الصحية .
4-- كما تبين لنا جهل بعض الممارسين الصحيين ( قلة ) .
5-- تبين لنا استهتار بعض الممارسين بالمرض ( قلة ) .
الجانب الاقتصادي
نتيجة الهلع والخوف غير المبرر عند البعض من استنفاذ للسلع ، أو ارتفاع اسعارها ، مع أن الدولة وفقها مستنفرة أقصى طاقاتها لأجل ضمان الاستقرار الاقتصادي الداخلي :
1-- بدأنا نحفظ الاسعار .
2-- نؤمن المهم من الاغراض .
3-- تخفيف المصاريف المنزلية بترك الكماليات غير الضرورية .
4-- قلة ارتياد المطاعم ومحلات الحلويات .
5-- المناسبات أصبحت عائلية ممّا قلل المصروفات .
6-- السفر محلي وعند الضرورة فقط .
الجانب الوطني
1-- مكانة المملكة العربية السعودية وحرصها على شعبها .
2-- الدولة تضحي بالاقتصاد مقابل الحفاظ على المواطنين والمقيمين على أرضها .
3-- ثبت لكل متذمر من ( الداخل أو الخارج ) بأن المملكة العربية السعودية حريصة على المواطنين والمقيمين على أرضها ، حيث توفير العلاج ، والرعاية الصحية ، والعزل في أرقى الفنادق ، وترحيل العالقين في الخارج بأسرع وقت ممكن مع تأمين السكن الراقي لهم .
4-- امتثال الشعب لأوامر ولاة الأمر وتوجيهاتهم وطاعتهم ، فهنا تجلت الوطنية الحقة في الشعب السعودي النقي .
الجانب التقني
1-- تبين جهل البعض بالتقنية والتعاملات الالكترونية الحكومية وغير الحكومية .
2-- تعلمنا كيف نتعامل مع التقنية ، من إنجاز معاملاتنا الحكومية ، وغير الحكومية ، والمصرفية .
3-- بروز التعليم عن بعد ، من خلال البلاك بورد ، ومنصات التعلم الالكتروني ، والواتساب وبرامج التعلم الأخرى ، ( استفاد المعلم والطالب )
الجانب الاسري والاجتماعي
الأسرة قبل هذا الوباء كانت تعاني من بعض التفكك والتباعد بين أفراد الأسرة ، ولا يجتمعون في الغالب إلا على مائدة الغداء ، والعشاء ، إلا من رحم الله ، ضاعت الأسرة بين العمل والتجارة والاستراحة والسفر .
هذا الوباء قدم للأسرة والمجتمع خدمة حيث تعرف بعضنا على أهله ، وأسرته ، واكتشف أن في بيته مشاكل ، ونواقص ضاعت بين العمل ، والتجارة ، والاستراحة ، والسفر .......ألخ ، ومن الإيجابيات :
1-- عودة الاجتماعات الأسرية لفترات أطول ممّا كانت عليه في السابق .
2-- تقوية العلاقات بين الازواج .
3-- تقوية العلاقات مع الابناء .
4-- التشارك في الأعمال المنزلية
5-- عودت القراءة والاطلاع والبحث .
6-- استثمار الوقت بالتوجيه غير المباشر .
7-- انتشار ثقافة الحوار والنقاشات العائلية الهادفة .
8-- إقامة شعيرة صلاة الجماعة في البيوت .
الجانب السياسي
الرسالة السعودية العظمى
السعودية تصعق العالم وتذهله فقد ضحت بالاقتصاد المحلي لأجل المواطن والمقيم على أراضيها، فسلامة الإنسان مقدم على المال ، لأن الدولة تتاجر بالمواطن ، بل وضخت المليارات لحماية أرضها ومن عليها ، من أدوية ، وعزل بأرقى الفنادق ، ومعقمات ، وتعقيم للأماكن العامة والمزدحمة بالناس ، وتأمين جميع المستلزمات الغذائية والطبية وغيرها .
حفظك الله يا بلادي وخذل أعدائك ، وحفظ لنا ولاة أمرنا ووفقهم لكل خير
كشف حقيقة مشهوري السناب ومواقع التواصل
أزمة كورونا أعادت ترتيب الأوراق التي تبعثرت واختلطت فطغى غَثُّها على سَمِينها ، فهذه الأزمة أعادت ترتيب { طبقات المؤثرين } في المجتمع ، حيث برز ( المفتي والداعية الواعي ، والطبيب والممارس الصحي المتمكن ) ، ومن في حكمهم ، ومساند لهم من عِلْيَةِ القوم علماً وفضلاً وحرصاً وأمانةً ، وخنس مشهوري السناب ومواقع التواصل ، ممن ضَحُلت بضاعتهم وتَفُهَتْ ، فهؤلاء لا تأثير لهم في مثل هذه الأزمات ، بل ليتهم سكتوا ( البعض ) ، فقد شاهدنا منهم من أرعب الناس وخوفهم ، وأستهزئ بعقولهم وأفهامهم ، فأرسل لهم رسالات تافهة كشرب الديتول وغيره .
رسالــــة
قال الله تعالى { فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } ، فقد يكون وراء هذا الوباء خيراً كثيراً نجهله ، وقال تعالى { وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } ، فكن مع الله ولا تبالي ..... والحمد لله رب العالمين .
كتبه
محمد فنخور العبدلي
معلم وخطيب ومدرب ومستشار أسري
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم