الكتابة
26اقتباس
أبرز آية تحدثت عن سنّة التداول ونطقت بها صراحة، جاءت في سياق أول صدمة أممية كبيرة يتعرض لها المسلمون بعد الهجرة؛ يوم أحد، قال-تعالى-(وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس)
" إنها ليست أفغانستان أو العراق أو سوريا حتى نرى فيها مشاهد الدمار والحرب"
" من المحزن جداً أن نرى ذوي العيون الزرقاء والشعور الصفراء لاجئين في الدول"
" إنهم ليسوا لاجئين من الطراز الذي اعتدنا عليه، إنهم مثقفون ويمتلكون حسابات على الانستجرام ونتفليكس، وسوف تستفيد منهم البلاد التي سيلجئون إليها "
" ليس من المعقول أن نرى بلداً أوروبياً تحت قصف الطائرات والمدافع"
هذه عينة من آراء بعض الساسة والمراسلين والإعلاميين والمحللين الأوروبيين على الحرب الدائرة في أوكرانيا، والذين صدمتهم هذه الحرب فخرجت منهم تلك الكلمات كالطلقات، معبرة عمّا تجيش صدورهم وتعتمل به نفوسهم السوداء تجاه العالم الإسلامي، وتجاه هذه الأحداث الصادمة في أوكرانيا.
آراء تفيض عنصرية واستعلاء وازدراء للشعوب المسلمة والعربية، كما تفيض آسى وحزن على تبدّل الأحوال وتغير الزمان، بحيث كان أمراً غير مسبوق أن تُرى مشاهد القصف والدمار في بلد غير مسلم، وأن تتصاعد أعمدة الدخان والنيران لأول مرة في القرن الحادي والعشرين من مدن أوروبية، أهلها نصارى، وبشرتهم بيضاء، وعيونهم زرقاء!!
هذا المشهد الفريد جاء محمّلاً بالكثير من العبر والعظات والدروس، وعلى رأس هذه الدروس والعبر؛ عمل تلكم السنّة الربانية الماضية عبر التاريخ، والتي ظن أعداء الأمة أنها لا تقع لقدرتهم وقوتهم-بزعمهم-على منع حدوثها، ونعني بها سنّة " التداول الأممي".
إن دراسة السنن الربانية لها أهميتها البالغة للخطباء والدعاة والمصلحين، لما تقدمه للإنسان من رؤية واضحة لمجريات الواقع البشري، وبما تحمله من فوائد جليلة وآثار عظيمة تعود على الأمم والشعوب والمجتمعات بالخير والفضيلة، فمعرفة هذه السنن وفقهها، واستيعابها من طرف الأمة، خاصة خطباؤها وعلماؤها ودعاتها، هو ما يمكنها من الدخول إلى صلب معترك الحياة، ويجعلها قادرة على فهم كل ما يجري في هذا العالم، ومواكبة متطلبات الرقي والتقدم، ومن ثم معرفة أين تضع قدمها؟ وما موقعها؟ وما دورها في هذه الحياة؟؛ ومن هذه السنن سنة التداول.
التداول في اللغة والاصطلاح
المادّة الأصلية لهذه الكلمة هي الحروف الثلاثة: الدال والواو واللام. ومنها اشتُقّ عدد من الكلمات تحوي جميعًا هذا المعنى مع زيادات تتفاوت باختلاف الاشتقاق. تداول القوم الشيء تداولًا هو حصوله في يد هذا تارة وفي يد هذا أخرى، ودالت الأيام تدول، مثل دارت تدور، وزنًا ومعنًى.
وفي مقاييس اللغة لابن فارس: "دول أصلان، أحدهما يدلّ على تحوّل شيء من مكان إلى آخر، والآخر يدلّ على ضعف واسترخاء. فأمّا الأول فقال أهل اللغة: اندال القوم إذا تحوّلوا من مكان إلى مكان. ومن هذا الباب تداول القوم الشيء بينهم: إذا صار من بعضهم إلى بعض.
وبناء على هذا المعنى اللغويّ يمكن تعريف سنّة التداول في الأمم والدول بانتقال الغلبة والقوة من أمّة لأخرى، ومن دولة لأخرى، وتبدّل أحوال الأمم من قوة إلى ضعف، ومن غنى إلى فقر، ومن عز إلى ذل، وهكذا.
ولقد أشار ابن خلدون في مقدمته إلى هذه السنة فقال: "من الغلط الخفي في التاريخ الذهول عن تبدل الأحوال في الأمم والأجيال بتبدل الأعصار ومرور الأيام وهو داء دوي شديد الخفاء، إذ لا يقع إلا بعد أحقاب متطاولة، فلا يكاد يتفطن له إلا الآحاد من أهل الخليقة، وذلك أن أحوال العالم والأمم وعوائدهم ونحلهم لا تدوم على وتيرة واحدة ومنهاج مستقر، إنما هو اختلاف على الأيام والأزمنة وانتقال من حال إلى حال كما يكون ذلك في الأشخاص والأوقات فكذلك يكون في الآفاق والأقطار والأزمنة والدول".
سنّة التداول في القرآن الكريم
سنّة التداول من أظهر السنن وضوحاً وتجلياً في مواطن كثيرة من القرآن الكريم، آيات عدّة تبين حقيقة التداول وشروطه وآلية عمله، وسريانه على الجميع، بعضها أوضح من بعض، وفيما يأتي أهمّ الآيات التي تفيد هذا المعنى:
قال الله –تعالى-: (إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)[آل عمران140]وقال(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[آل عمران 26]وقال الله(الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)[الحج 40]وقال(قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[الأعراف126]
فهم سنّة التداول
أبرز آية تحدثت عن سنّة التداول ونطقت بها صراحة، جاءت في سياق أول صدمة أممية كبيرة يتعرض لها المسلمون بعد الهجرة؛ يوم أحد، قال-تعالى-(وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس)
قال المفسرون: أي: نصرفها مرّة لفرقة، ومرّة عليها، وإنّما يصرف الله الأيام بين المسلمين، وبين الكفار، بتخفيف المحنة عن المسلمين أحياناً، وتشديدها عليهم أحياناً، لا بنصرة الكفّار عليهم، لأنّ الله لا ينصر الكفار على المسلمين، لأن النصرة تدل على المحبة، والله تعالى لا يحب الكافرين، وإنّما جعل الله الدنيا متقلّبة، لكيلا يطمئن المسلم إليها، ولتقلّ رغبته فيها، أو حرصه عليها، إذ تفنى لذاتها، ويظعن مقيمها، ويسعى للآخرة التي يدوم نعيمها.
وللأستاذ سيد قطب في تفسير الآية كلام هام جميل، فقال رحمه الله: "لقد أصاب المسلمين القرح في هذه الغزوة، وأصابهم القتل والهزيمة، أصيبوا في أرواحهم، وأصيبوا في أبدانهم بأذى كثير، قُتل منهم سبعون صحابيًا، وكُسِرت رباعية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وشُجَّ وجهُهُ، وأرهقه المشركون، وأثخن أصحابه بالجراح؛ وكان من نتائج هذا كله هزة في النفوس، وصدمة لعلها لم تكن متوقعة بعد النصر العجيب في بدر، حتى قال المسلمون حين أصابهم ما أصابهم: (أَنَّى هَذَا)، وكيف تجري الأمور معنا هكذا ونحن المسلمون؟!، والقرآن الكريم يرد المسلمين هنا إلى سنن الله في الأرض، يردهم إلى الأصول التي تجري وفقها الأمور، فهم ليسوا بِدْعًا في الحياة؛ فالنواميس التي تحكم الحياة جارية لا تتخلف، والأمور لا تمضي جزافًا، إنما هي تتبع هذه النواميس، فإذا هم درسوها، وأدركوا مغازيها، تكشفت لهم الحكمة من وراء الأحداث، وتبينت لهم الأهداف من وراء الوقائع". انتهى كلامه رحمه الله.
وإنّما جعل الله-تعالى-الدنيا دول، يوم للمؤمنين ويوم عليهم، لتستقيم معاني الإيمان في قلوبهم، ويلزموا طريق الجادة طيلة حياتهم، فلو استقرت مفاهيم السنن الربانية في عقول الناس، وعرفوا أنها الضابطة والحاكمة لتصرفاتهم الفردية والجماعية والأممية، أيقنوا أن كونهم مؤمنين وحده لا يكفي ما داموا لم يترجموا هذا الإيمان إلى واقع وسلوك في حياتهم، وأنهم متى تنكبوا طريق الاستقامة، وانغمسوا في شهوات الدنيا وملذاتها، وتصارعوا على السلطة، ونسوا رسالتهم الأصلية وحقائق دينهم، فإن الله عز وجل-يديل عليهم عدوهم، ويسلط عليهم من يخرجهم من عز الحرية إلى ذل التبعية، ومن جنة السؤدد والاستقرار إلى عذاب الفرقة والدمار، فمتى استقرت هذه المعاني في قلوبهم سوف يلزموا خطة الإيمان، ويستقيموا كما أُمروا.
وسنّة التداول تجري بأمر الله-تعالى-على كل أمة ودولة بغض النظر عن الدين واللون والجنس والمكان والزمان، فمتى فسدت الأخلاق، وحلّ الظلم، وضاعت الأمانة، وانتشرت الفواحش والمنكرات، وغاب المصلحون، وعلا المفسدون، وحوصر العلم والعلماء، ورنّ الفجور والسفهاء، ثم لم تجد كل هذه المعاصي والمحرمات من لا يتصدى لها بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، عندها تأخذ السنن وعلى رأسها سنة التداول في العمل فرديا وجماعياً وأممياً، والتاريخ خير شاهد على ذلك، فكم من حضارات كبيرة وممالك ضخمة وأمم عظيمة بادت وسقطت واختفت كأنها لم تكن، وآثارها في الأرض خير شاهد، فأين الفراعين؟! وأين الإغريق ؟! وأين كسرى وجيوشه، وهرقل وجنوده؟! ومن قبلهم أين عاد ذات العماد، وثمود الذين جابوا الصخر بالواد، وأين مدين وسبأ وقوم تبع؟! كلهم بادوا وصاروا مضرباً للأمثال والاعتبار.
ومن غابت عنه هذه الحقائق والثوابت الكونية والسنن الربانية، أتته العقوبة من حيث لا يدري، بل يراها ماثلة فوق رأسه، فيقول كما قالوا إخوانهم من قبل(هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم)[الأحقاف24]فصار يهذي كما هذي هؤلاء الأوروبيون من وقع الصدمة في حرب أوكرانيا، فالسنن لا تستثني أحداً، والعقوبة الجماعية بالتداول أشد أنواع العقوبات، وإنما يتذكر أولى النهى والأبصار.
سنّة التداول عبر التاريخ
عندما يتخفف الإنسان من ضغط الواقع، والدعايات المضللة، ويتجرد لقراءة الأحداث بعيداً عن أقلام التزوير وكهنة التحريف، سيتكشف له أن سنة التداول تجري على كل الأمم بلا استثناء، وهذا ما لم يدركه أصحاب التصريحات العنصرية البغيضة عن حرب أوكرانيا، إذ كانت لا تتصور عقولهم أبداً أن يأتي يوم يكون فيه السيد الأبيض المنتصر دائماً والمنتشي بجبروته أن تجري عليه سنّة التداول، ويذوق من نفس الكأس الذي أذاق منه المسلمين مراراً وتكراراً.
وبجولة تاريخية سريعة عبر الزمان يتجلى لنا عمل هذه السنّة وآلياتها وشرائطها وضوابطها. فالإسلام ظهر والعالم القديم يتناوشه قوتان كبيرتان؛ الفرس والروم، فلم يمض أقل من نصف قرن حتى دالت تلك القوى على يد المسلمين، فسقط الفرس للأبد، وانحاز الروم إلى بلادهم وخرجوا من جزيرة العرب، وورثهم المسلمون في المشرق والمغرب.
واستمرت عجلة الفتوحات في تحقيق وتفعيل سنّة التداول في الأمم الكافرة، فحاز المسلمون بلاد الأندلس من أيدي القوط والإسبان، وحازوا بلاد السند والهند من يد الهندوس، ووقفوا على مشارف الصين، حتى ظنت البشرية أن المسلمين سيرثون الأرض من عليها من سائر الأمم.
ثم وقع الخلاف بين المسلمين، وأداروا سلاحهم فأعملوه في أجساد بعضهم البعض، فكانت النتيجة أن خسر المسلمون كثير من فتوحاتهم في عصر النبوة والراشدين والعصر الأموي، ورفعت الفرق الضالة من شيعة ومجوس وبابكية ومانوية وقرامطة رؤوسهم، وتسلط الروافض البويهيين على الخلافة العباسية، فوجد فيها الروم فرصتهم السانحة فأعادوا الهجوم على بلاد الشام وخصوصاً حلب والجزيرة، وكانت له فصول هائلة مع الحمدانيين.
ثم استجمع المسلمون شملهم تحت راية السلاجقة أهل السنّة والجماعة، فطردوا الشيعة وأسقطوا الدولة البويهية، وأعادوا للخلافة العباسية احترامها، وانتصروا على البيزنطيين الروم في معركة ملاز كرد العالمية، واستعاد المسلمون بعضاً من هيبتهم.
ثم وقع الخلاف بين أمراء السلاجقة واقتتلوا على الملك، فعملت في المسلمين سنّة التداول وجاءت الحملات الصليبية الشهيرة، فاحتلوا بيت المقدس ومعظم سواحل الشام، وظلت المقدسات أسيرة لقرابة المائة سنة حتى ظهر الزنكيون والأيوبيون فانتصروا على الصليبيين وحرروا بلاد الشام منهم.
ثم وقع الخلاف بين الأيوبيين فزالت دولتهم وورثهم المماليك الذين كان ظهورهم رحمة للبشرية جمعاء إذا استطاعوا وقف المد الجارف للمغول في عين جالوت ثم البستان ثم حمص ثم شقحب، وطهروا بلاد الشام من آخر البؤر الصليبية. ثم وقع بين أمراء المماليك الخلاف وانتشر بينهم الظلم فزالت دولتهم على يد العثمانيين.
ولمدة خمسة قرون متصلة استمر الصراع بين العالم الإسلامي بقيادة الدولة العثمانية وأوروبا الصليبية، تارة بقيادة المجر، وتارة بقيادة النمسا، وتارة إسبانيا والبرتغال، وأخيراً إنجلترا وفرنسا والروس.
ظلت الدولة العثمانية محتفظة بالتفوق العسكري والسياسي والاستراتيجي على الأوروبيين حتى ظهرت المفاسد والمنكرات داخل الدولة، وانصرف سلاطينها عن الجهاد في سبيل الله، وتفرغ رجال الدولة للصراع على المصالح والنفوذ، وزاد تدخل العسكر الانكشارية، في المقابل أخذت أوروبا في التفوق العلمي وظهرت الثورة الصناعية، مع الانهاك الذي أصاب العثمانيين من كثرة القتال والخصوم، فأخذت سنّة التداول في العمل، وحاول بعض سلاطين الدولة العثمانية مثل السلطان عبد العزيز وابن أخيه عبد الحميد الثاني إدراك ما لم يمكن إدراكه، ولكن السهم قد مرق من الرمية، وتكامل شرائط التداول فسقطت الدولة العثمانية سنة 1924.
إن سنة التداول من أولى وأهم السنن رعاية واهتماماً من قِبل الخطباء والوعاظ والمصلحون، وعليهم أن ينبهوا الناس-كل الناس-بخطورتها وأهميتها في حياتهم، فالتداول يصيب الأفراد أيضاً كما يصيب الدول والجماعات، فكل مسئول، وكل من ولي من أمر الأمة شيئاً-صَغُر أم كَبُر-موقوف على ميزان المحاسبة الإلهي، ومعرض لئن يديله الله-تعالى-من موقعه، ويخرجه من هيبته ونفوذه وسلطته، إلى من يقوم بأمانة المنصب، ويحقق شرطي "القوي الأمين".
وأخيراً فإن سنّة التداول تبعث في نفوس المؤمنين المستضعفين، والعصاة المذنبين، والعصاة الجبارين، برسائل ممزوجة من الأمل والرجاء والخوف الشديد والوعيد الأكيد، بأن الدنيا لا تبقى على حال، ومن كانت له بداية، حتماً ستكون له نهاية، ولكن ليس النهايات سواء، فالعاقبة أبداً ودوماً للمتقين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم