عناصر الخطبة
1/مواقف في بيت النبي صلى الله عليه وسلم 2/تعامل النبي مع بناته وإحسانه إليهن 3/معالم نبوية في تربية البنات 4/ رسائل لآباء البنات وأخواتهن 5/خطورة كثرة دلال البنات 6/الاستعانة بالله على تربية الأبناء 7/الحب الحقيقي للبنات.اقتباس
الحبّ الحقيقي -يا أبا البنات- هو الذي تسعى معه لتخليص ابنتك من النار، فليس من اللائق ولا من القيام بالمسؤولية أن ترى ابنتك على منكر فلا تنكر عليها؛ خاصةً في لباسها وحجابها وأخلاقها، فالحشمة تمنعها من أذى الذئاب وسرَّاق الأخلاق والعفاف....
الخطبةُ الأولَى:
إنَّ الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأوَّلين والآخرين، وقيُّوم السماوات والأرَضين، أرسل رسله حجة على العالمين ليحيى من حيَّ عن بينة، ويهلك مَن هلك عن بينة.
وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، ترك أُمّته على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربِّي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما غفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره، واستَنَّ بسُنَّته إلى يوم الدين.
أما بعد: عباد الله، اتقوا الله وأطيعوه، وابتدروا أمره ولا تعصوه، واعلموا أن خير دنياكم وأُخْراكم بتقوى الله -تبارك وتعالى-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق: 2، 3]، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)[الطلاق: 5]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا)[الأنفال: 29]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70- 71].
عبد الله: أريدك أن تُحَلِّق في سماء الماضي، وتعيش في حياة الذكريات، وتعيش هناك حيث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حجراته ومع أزواجه وبنيه وبناته لنطرق الباب فندخل فتصافح أرواحُنا أرواحَهم، لنتعرف على عيشهم وطريقة حياتهم؛ حيث تتمثل المحبة في أبهى حُللها، والصفاء والود والرحمة في أوضح تجلياتها، بيت وحجرات ترفرف فيها السكينة، وتتغشاها الرحمة، فيها الوحي تنَزَّل، والأمر من رب البرية يمتثل، فأنجبت أُمُّنا خديجة -رضي الله عنها- ولدين وأربع بنات: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة.
من أعظم حسنات تربين في بيت محمد -صلى الله عليه وسلم-، ربَّاهن تربية حسنة، فتألفوا وتوادوا وتراحموا حتى إذا ما احتاج النبي -صلى الله عليه وسلم- لبنياته الصغار كانت فاطمة -رضي الله عنها- في الموعد، حين وضع أشقى القوم سَلَى الجزور على ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو ساجد لله، يقول ابن مسعود -رضي الله عنه-: "فهبتُ أن أرفعه"؛ فنادى فاطمة وكانت جارية مستغلاً أعراف القوم بعدم إيذاء الجواري، فأخذها فذهبت منتصرة لأبيها، رافعةً الأذى عن حبيبها الذي كثيرًا ما رفع أكُفَّه باسمها وأمطرها بسيل القبلات الحانية والرعاية الأبوية المشفقة، واتجهت إلى القوم تشتمهم، فلما قضى حبيبك -صلى الله عليه وسلم- صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم ثلاث مرات، فخرست تلك الضحكات، ورُئِيَ من دعا عليهم النبي صرعى في يوم بدر.
فرسالتي لك يا أبا البنات، اقترِبْ من بنياتك، واغمرهن بحنانك وحُسْن فِعَالك وتربيتك؛ تبعد عنهن الأذى ما لم يخطر لك ببال، وتفُزْ بالرضا في الدنيا والدعوات من بناتك في الحياة وبعد الممات.
وتذكر على الدوام قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن ابتُلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كُنَّ له سترًا من النار"، والابتلاء هو الاختبار، فمن ينجح فيه؟
واعمل بعمل رسولك -صلى الله عليه وسلم-، تقول أُمُّك عائشة -رضي الله عنها-: "ما رأيت أحدًا كان أشبه سَمْتًا وهَدْيًا ودِلًّا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. قالت: وكانت إذا دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- قام إليها فقَبَّلها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقَبَّلته وأجلسته في مجلسها".
ما أحوجنا للتكريم المعنوي لأولادنا ولبناتنا! لا سيما وأسهم الأعداء قد وُجِّهت إليهم، وفاطمة مرة أخرى تدخل على أبيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيُرحِّب بها -عليه الصلاة والسلام-، ثم يُجلسها عن يمينه أو شماله، فيسارُّها، فتبكي، فلما رأى حزنها سارَّها مرة أخرى فضحكت، فكانت المسارَّة الأولى بإخبارها بقرب أجله ثم بشَّرها، فقال لها: "يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة".
فتأمل -أيها الأب المبارك- في حسن الاستقبال، وبيان المنزلة، وإعطاء السر الذي يدلّ على كمال الثقة، وحرصه -بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام- على إدخال السرور على ابنته.كم فيها من معاني الثقة وعظيم المودة والتفاؤل!
يا الله، ما أجمل حياتهم! حينما يُفْضِي الوالد لولده بسرِّه، ويحرص على ما يسرُّه، وهذه رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبيل خروجه لبدر مرضت المرض الذي ماتت فيه، فأمر زوجها عثمان -رضي الله عنه- بالجلوس عندها، وقال له: "إن لك أجرَ رجلٍ ممن شهد بَدْر"، فأحسن لابنته وأدرك حاجة صهره، فوعده بأجر الجهاد.
وهذه البنات سارع في تزويجهن، واختار لهن من رأى فيهن رجاحة العقل أو الدين المتين، وشاورهن وأشار عليهن.
فيا أيها الآباء: كم من الآباء اليوم لا يُعِين ابنته على اختيار زوجها، فيجعل الأمر وكامل القرار لها، وهي لا تستطيع بمفردها أن تتحمل قرارًا مثل هذا، فالرجال أعرف بالرجال، فهنيئًا لرجل زوَّج ابنته كفئًا! فزوَّج عليه الصلاة والسلام زينب لأبي العاص وهو ابن خالتها هالة بن خويلد، وزوَّج رقية لعثمان بن عفان -رضي الله عنهم-، فلما ماتت زوَّجه أختها أم كلثوم، وزوَّج فاطمة -رضي الله عنها- لعليّ بن أبي طالب.
وكان يدعو -عليه الصلاة والسلام- لبناته، فحين زوَّج عليًّا قال له ولفاطمة: "اللهم بارك فيهما، وبارك لهما في بنائهما"، فأين الدعوات للذرية؟! فهذا حاضر حتى في أدعية الأنبياء والمرسلين -عليهم الصلاة والسلام-.
فيا من ترجون صلاح ذرياتكم الدعاء الدعاء، وكان يقيم أزواج بناته ولا يتدخل في الخلافات اليسيرة بينهما، فمرة دخل إلى فاطمة -رضي الله عنها- فسأل عن زوجها، فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني فلم يَقِلْ عندي -أي: لم يجلس القيلولة عندها- ثم أتاه وهو بالمسجد سقط رداؤه عن شقِّه وأصابه تراب، فجعل المصطفى -عليه الصلاة والسلام- يمسح عنه التراب ويقول: "قُمْ أبا تراب".
قال ابن حجر -رحمه الله-: "وفي الحديث من الفوائد: مداراة الصهر وتسكينه من الغضب".
ومن الملاحظ أن النبي -عليه الصلاة والسلام- لم يستفسر من فاطمة عن الخلاف، ولم يطلب منها سِرَّ المغاضبة؛ بل تغاضَى وذهَب لعليٍّ يسترضيه.
وهنا رسائل أبعثها لآباء البنات وأخواتهن: أكرموا أزواج بناتكم وأخواتكم؛ فهو من حُسْن العهد، وسبب لاستقرار حياة ابنتك وأختك، ولا تكن عونًا للشيطان على هدم البيوت، فاحترام أزواج البنات له سِرٌّ عظيمٌ في استدامة الحياة الزوجية، فالنفس جُبِلَتْ على احترام من يحترمها.
وكان -عليه الصلاة والسلام- من حفاوته ببنياته أنه كان يُحِب أسباطه، فيحملهما في صلاته، ويلاعب الحسن والحسين ويعودهما، ويعلن حبَّه لهما، ويدعو الناس لحبهما، وفي هذا كسب لقلوب الصغار ووالديهم.
فرسالتي إلى الأجداد: أحسِنوا إلى أحفادكم وأسباطكم، فالبر والإحسان يبقى أثره، فتزداد المحبة والأُلْفة، وتكثر لك الدعوات بالرحمة، ويستمر ذِكْرك، وهو مِن الوصل الذي أمَر الله به، فـ"مَن أحَبَّ أن يُبسَط له في رزقه ويُنسأ له في أثره فليصِلْ رَحِمَه"؛ فاغتنم ما تبقَّى من عمرك، ثم هو قبل ذلك وبعده هو هدي حبيبك -صلى الله عليه وسلم-.
وكان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- مع بُنيَّاته أن يحملهن من المسؤولية، فلقد قال -عليه الصلاة والسلام- لفاطمة: "يا فاطمة، أنقذي نفسك من النار؛ فإني لا أملك لكم من الله شيئًا"، وفي لفظ للبخاري: "يا فاطمة بنت محمد، سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئًا".
فمن الأخطاء المتكررة في مجتمعنا: كثرة دلال البنات مما يجعلهن عاجزات عن تحمُّل المسؤولية؛ فيكثر بعد ذلك الطلاق.
وكما كان النبي -عليه الصلاة والسلام- حريصًا على أن تهنأ بناته بحياة رضية؛ كان -عليه الصلاة والسلام- يأمرهن بالمعروف وينهاهن عن المنكر، وكان يحثّ فاطمة على قيام الليل، فمرة طرق الباب على عليّ وفاطمة في ليلة فقال: "ألا تقومان فتصليان"، ومرة يحثهما على الذكر والدعاء، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لفاطمة: "يا فاطمة! ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به: أن تقولي إذا أصبحت وإذا أمسيت: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".
فالحبّ الحقيقي -يا أبا البنات- هو الذي تسعى معه لتخليص ابنتك من النار، فليس من اللائق ولا من القيام بالمسؤولية أن ترى ابنتك على منكر فلا تنكر عليها؛ خاصة في لباسها وحجابها وأخلاقها، فالحشمة تمنعها من أذى الذئاب وسرَّاق الأخلاق والعفاف.
ولقد كان -عليه الصلاة والسلام- يُواسي بناته عند مصابهن، فمرة أرسلت ابنة له أن ابنها قد قُبِض، فأقرأها السلام وقال: "لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل عنده بأجل مُسمًّى، فلتصبر ولتحتسب"، فأقسمت عليه أن يأتي، فإذا روح الولد تقعقع، كأنها فاضت عيناه، فسُئل عن ذلك فقال: "إنها رحمة".
وكان عند وفاة بناته فقَدْ فَقَدَهُنَّ كلهن ما عدا فاطمة، وكان -عليه الصلاة والسلام- عند وفاة بناته يشرف على تغسيلهن وتكفينهن، ويصلي عليهن ويدفنهن، ويقف على قبورهن ويدعو لهن رعايةً في الحياة وعند الممات وبعد الممات.
وكان -عليه الصلاة والسلام- يُربّي بناته على الحشمة والحياء والحجاب ويأمرهن بالستر ممتثلاً أمر ربه -تبارك وتعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)[الأحزاب: 59].
عباد الله: الحجاب شعيرة من شعائر الدين الظاهرة، تتميز به المرأة الصالحة من الفاسقة، فالمرأة لابسة الحجاب منتصرة على الشيطان الذي يريد أن ينزع عنها حياءها، فينزع لباسها، وتخفيفًا يريد نزع حياءها، فتنزع لباسها وتخففه مدخل عظيم للشيطان، وتأملوا في قول ربكم -جل جلاله-: (يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ)[الأعراف: 27].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشانه، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.
أما بعد: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)[الكهف: 46]، الولد الصالح ينفع والده في دنياه، وينفع والده في قبره، ويرفع درجة والده في الجنة، والأب الصالح كذلك (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)[الطور: 21].
استعينوا بالله على حسن تربية الأولاد، واعرفوا لكل مرحلة ما يناسبها، فالصغير غير الشاب غير الكبير، وقد ربَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- أولاده وذريته خير تربية، وهو لكم أسوة فاقتدوا به؛ (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الأحزاب: 21].
اللهم اجعلنا مُعظِّمين لأمرك، مؤتمرين به، واجعلنا مُعظِّمين لما نهيت عنه منتهين عنه، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم إنَّا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تعز الإسلام والمسلمين، وأن تذل الشرك والمشركين، وأن تُدمّر أعداء الدين، وأن تنصر من نصر الدين، وأن تخذل من خذله، وأن توالي من والاه بقوتك يا جبار السماوات والأرض.
اللهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى.
اللهم من أرادنا وأراد ديننا وأمننا وشبابنا ونساءنا بسوء وفتنة اللهم اجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره دماره يا سميع الدعاء، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازهم خير الجزاء، اللهم اقبل من مات منهم، واخلفهم في أهليهم يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمع كلمتهم على ما يرضيك يا رب العالمين، اللهم بواسع رحمتك وجودك وإحسانك يا ذا الجلال والإكرام، اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وتفرُّقنا من بعده تفرقًا معصومًا.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حيًّا فأطل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بره ورضاه، ومن سبق للآخرة فارحمه رحمةً من عندك تُغنيهم عن رحمة من سواك.
اللهم ارحم المسلمين والمسلمات، اللهم اغفر لأموات المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيِّك بالرسالة، اللهم جازهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا يا رب العالمين.
اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ووفقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك.
اللهم أصلحنا وأصلح ذريتنا وأزواجنا وإخواننا وأخواتنا ومن لهم حق علينا يا رب العالمين.
اللهم ثبّتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين، اللهم كن لإخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم كن لهم بالشام وكل مكان يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الصمد تصمد إليك الخلائق في حوائجها، لكل واحد منا حاجة لا يعلمها إلا أنت، اللهم بواسع جودك ورحمتك وعظيم عطائك اقضِ لكل واحد منا حاجته يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنا خير ما جازيت والدًا عن ولده، اللهم من كان منهم حيًّا فأطل عمره وأصلح عمله وارزقنا بره ورضاه، ومن كان منهم ميتًا، فارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء وجميع أموات المسلمين يا أرحم الراحمين.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182]، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم