عناصر الخطبة
1/ عفة المؤمن وقناعته 2/ آثار أكل الحرام 3/ من أقوال وأفعال السلف في تحري الحلال 4/ آيات وأحاديث تحذر من الربا وتبين خطورته 5/ حرمة الاكتتاب ببنوك ذات أصول أموال ربوية 6/ بيانٌ للجنة الدائمة يبين سبب ذلك التحريم اقتباس
ومما يجب بيانه عند الحاجة إلى ذلك، فتاوى علمائنا الأجلاء بحرمة الاكتتاب في أسهم البنك الذي تكون أصوله من الأموال الربوية، وقد أصدر مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة قرارًا بحرمة شراء أسهم الشركات والمصارف إذا كان في بعض معاملاتها ربًا، وكان المشتري عالمًا بذلك...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي أحلَّ البيع وحرم الربا، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فيا أيها المؤمنون، يقول ربكم -جل وعلا- في محكم التنزيل، الذي لا يقبل الإلغاء ولا التأويل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [البقرة:278].
لا يخفى عليكم -معاشر الأحبة- أننا في زمن فُتِحَت فيه الدنيا على الناس، وتعددت وجوه مكاسبهم، حتى كثرت صور البيوع والمعاملات، حتى حيَّرت الناس ولبَّست عليهم، حتى تساهل بعضهم بمصدر ماله، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن شيء من ذلك، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: "يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لاَ يُبَالِي المَرْءُ مَا أَخَذَ مِنْهُ، أَمِنَ الحَلاَلِ أَمْ مِنَ الحَرَامِ" رواه البخاري.
وإن العبد الصالح نقيُّ القلب لا يتبع كل ناعق، ولا يتابع كلَّ فاسق، بل يتبع من لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى -صلى الله عليه وسلم-، الذي قال: "أربعٌ إذا كنّ فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا: حفظ أمانة، وصدق حديث، وحُسْن خليقة، وعفَّة طُعمَة" رواه أحمد والحاكم وصححه.
والعبد إذا رُزق القناعة بعطاء ربه، وعلم وأيقن أن الخير فيما قسم له من رزقه، بين بسطه وتقديره، فهو راضٍ عن ربه، وربه راضٍ عنه، لا يتطلع لما في يد غيره، فقد آمن وصدَّق بقول الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-: "إن روح القدس نفث في رُوعِي أن نَفْسًا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنَّ أحدَكم استبطاءُ الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله -تعالى- لا يُنَال ما عنده إلا بطاعته" رواه الحاكم والبيهقي وأبو نعيم وصححه الألباني.
مثل هذا المؤمن محال أن يطلب الرزق بمعصية الله -تعالى-، ولو كان أضعافًا مضاعفة، يقول الله -جل في علاه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران:130]، بل يسير وفق منهج الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم-: "لا تستبطئوا الرزق؛ فإنه لم يكن عبدٌ ليموت حتى يبلغ آخر رزق هو له، فأجملوا في الطلب: أخذ الحلال، وترك الحرام" رواه ابن حبان والحاكم وصححاه.
أيها المسلمون: لقد حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- العبد من أكل الحرام، مبيِّنًا آثاره الضارة على دين العبد وسلامة عبادته، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أيها الناس! إن الله طيِّب لا يقبل إلا طيِّبًا، وإن الله -تعالى- أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) [المؤمنون:51]، وقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم) [البقرة:172]، ثم ذكر الرجلَ، يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذّي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك؟" رواه مسلم.
قال ابن رجب -رحمه الله- في شرحه لهذا الحديث: "في هذا الحديث إشارة إلى أنه لا يُقبَل العمل ولا يزكو إلا بأكل الحلال، وأنَّ أكل الحرام يفسد العمل، ويمنع قَبُوله، فإنه قال بعد تقريره: "إن الله طيِّب لا يقبل إلا طيِّبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا) [المؤمنون:51]، وقال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم) [البقرة: 172]".
والمراد بهذا أن الرسل وأممَهم مأمورون بالأكل من الطيِّبات التي هي الحلال، وبالعمل الصالح، فما دام الأكل حلالاً فالعمل صالح مقبول، فإذا كان الأكل غير حلال، فكيف يكون العمل مقبولاً؟ وما ذكره بعد ذلك من الدعاء، وأنه كيف يُتَقبَّل مع الحرام، فهو مثال لاستبعاد قبول الأعمال مع التغذية بالحرام". انتهى كلامه.
فهل بعد هذا الشرح الواضح الصريح يجازف عبد مؤمن بالله بأعماله وحياته من أجل دراهم يضعها في بنك أو مصرف، ثم يغذّي بها جسده وأجساد أولاده؟ والرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما صح إسناده إليه يقول: "لا يَدْخُلُ الجنةَ لحمٌ نبت من السُّحْتِ، وكلُّ لحمِ نبت من السُّحتِ؛ كانتِ النارُ أوْلَى به" رواه أحمد والبزار والحاكم وصححه.
وقال أبو عبد الله النباجي الزاهد -رحمه الله-: "خمس خصال بها تمام العمل: الإيمان بمعرفة الله -عز وجل-، ومعرفة الحق، وإخلاص العمل لله، والعمل على السُّنة، وأكل الحلال، فإن فُقدَت واحدة لم يرتفع العمل، وذلك أنك إذا عرفت الله -عز وجل- ولم تعرف الحق لم تنتفع، وإن عرفت الحق ولم تعرف الله لم تنتفع، وإن عرفت الله وعرفت الحق ولم تُخلِص العمل لم تنتفع، وإن عرفت الله وعرفت الحق وأخلصت العمل ولم يكن على السُّنة لم تنتفع، وإن تمَّت الأربع ولم يكن الأكل من حلال لم تنتفع".
وقال وهيب بن الورد: "لو قمتَ مقام هذه السارية لم ينفعك شيء حتى تنظر ما يدخل بطنك: حلال أم حرام؟".
ويقول ميمون بن مهران: "لا يكون الرجل تقيًّا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه، وحتى يعلم من أين ملبسه ومطعمه ومشربه؟".
وقال يوسف بن أسباط: "إذا تعبَّد الشاب يقول إبليس: انظروا من أين مطعمه؟ فإن كان مطعمه مطعم سوء قال: دعوه لا تشتغلوا به، دعوه يجتهد وينصب، فقد كفاكم نفسه".
وسَأل رجل سفيانَ الثوري عن فضل الصف الأول فقال: "انظر كسرتَك التي تأكلها من أين تأكلها، وقم في الصف الأخير".
وقال إبراهيم بن أدهم: "ما أدرك من أدرك، إلا مَن كان يعقل ما يدخل جوفه".
وقال عبد الله بن المبارك: "رَدُّ درهم من شبهة أحب إليَّ من أن أتصدق بمائة ألف درهم ومائة ألف ومائة ألف حتى بلغ ستمائة ألف".
لقد كان أسلافكم -رحمهم الله- يؤكدون على هذا المعنى كثيرًا، حتى إن الفضيل -رحمه الله- لما أراد أن يعرِّف أهلَ السُّنة قال: "أهل السُّنة مَن عرف ما يدخل بطنه من حلال".
وكم تجرأ بعض الناس -هداهم الله- على الكسب الحرام، فهذا عامل لا يؤدي عمله على وجه صحيح، وهذا رَبُّ عمل يقتطع من حق أجيره، وهذا موظف لا ينهض بمسؤولية وظيفته، وهذا تاجر يغشّ في سلعته، وهذا متجرئ على التعامل بالربا، وهذا متاجر بما يفسد عقول الناس ويدمر حياتهم، وذاك يرشي ويرتشي.
والكسب -حلاله وحرامه- ينعكس -يا عباد الله- على حال الأسرة والأولاد، فمما لا شك فيه أن الشجرة الطيِّبة التي تُسقَى بماء صافٍ لا تُنبِت إلا خيرًا، وإن صلاح الأولاد والذرية يبدأ من طِيب المطعم قبل البحث عن المرأة الصالحة، وإن لصلاح الذرية -بعد توفيق الله تبارك وتعالى- أسبابًا كثيرة، منها سببان ظاهران: الحرص على الحلال الطيِّب في المطعم والمنكح، والبحث عن الأسر الصالحة الطيِّبة عند الزواج، ليُخرِج الله لنا أبناءً بررة غُذُّوا بالحلال، ونُشِّئوا عليه وعلى تعظيم الشرع الحنيف، وهذا النبت هو أساس الشجر الوارف الظلال الذي ينتج للأمة ثمارًا نافعة، وأطفال اليوم هم قادة الغد، فيا ليتنا ننتبه إلى مبتدأ الطريق الصحيح حتى لا نضل ولا ننسى!.
لقد كان عمر بن عبد العزيز غرسًا طيِّبًا لأسرة كريمة طاهرة، فوالده هو عبد العزيز بن مروان بن الحكم، من خيار أمراء بني أمية، وكان شجاعًا كريمًا، وكان من تمام ورعه وصلاحه أنه لَمَّا أراد الزواج قال لخازنه: اجمع لي أربعمائة دينار من طيِّب مالي، فإني أريد أن أتزوج إلى أهل بيت لهم صلاح، فتزوج أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، حفيدة أمير المؤمنين. وإن زواجه من آل الخطاب ما كان ليتم لولا علمهم بحاله وحُسْن سيرته وخُلُقه.
وأما أمه فقد ورد عن أسلم قال: بينما كنت مع عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وهو يعسُّ بالمدينة إذا هو قد أعيا فاتَّكأ على جانب جدار في جوف الليل، فإذا امرأة تقول لابنتها: يا بنتاه! قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء -أي: اخلطيه-، فقالت لها ابنتها: يا أُمتاه! أما علمتِ ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم، ألاّ يُشاب اللبن بالماء؟! فقالت الأم: قومي إلى اللبن فامذقيه بالماء فإنك في موضع لا يراك فيه عمر ولا منادي عمر، فقالت البنت لأمها: والله ما كنت لأطيعه علانية وأعصيه سرًّا.
وكان أمير المؤمنين في استناده إلى الجدار يسمع هذا الحوار فالتفت إليَّ يقول: يا أسلم! ضع على هذا الباب علامة، ثم مضى أمير المؤمنين في عَسِّه، فلما أصبح ناداني: يا أسلم! امضِ إلى البيت الذي وضعتَ عليه العلامة فانظر من القائلة، ومن المقول لها؟ انظر: هل لهما من رجل؟.
يقول أسلم: فمضيت فأتيت الموضع، فإذا ابنة لا زوج لها، وهي تقيم مع أمها وليس معهما رجل، فرجعت إلى أمير المؤمنين فأخبرته الخبر، فدعا إليه أولاده فجمعهم حوله، ثم قال لهم: هل منكم من يحتاج إلى امرأة فأزوجه؟ لو كان بأبيكم حركة إلى النساء ما سبقه أحد منكم إلى الزواج بهذه المرأة التي أعرف نبأها، والتي أحب لأحدكم أن يتزوجها.
فقال عاصم بن عمر: يا أبتاه! تعلم أنْ ليس لي زوجة، فأنا أحق بزواجها. فبعث أمير المؤمنين من يخطب بنت بائعة اللبن لابن أمير المؤمنين عاصم، فزوَّجه بها، فولدت له بنتًا تزوجها عبد العزيز بن مروان، فولدت له خامس الخلفاء الراشدين الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، رضوان الله عليهم أجمعين.
وقد تولى الله -تعالى- أمر الغلامين صاحبي الجدار الذي يريد أن ينقض؛ فينكشف ما تحته من كنز لهما، تولى -عز وجل- حفظه وإقامته بأيدي ولي ونبي، وعلل ذلك الأمر العظيم والكرامة الكبرى بقوله -سبحانه-: (وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا) [الكهف:82]، فبالرزق الحلال يُحفَظ بالصلاح في حياة الإنسان وبعد موته.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكم، أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، يعزُّ من يطيعه، ويُذلُّ من يعصيه، وأشهد ألا إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فأيها المسلمون، اتقوا الله في أنفسكم وفي أهليكم، وأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإن المسلم إذا دُعي إلى خير أجاب، وإذا دُعي إلى معصية أبى، ولو أُغري بأرباح يعلم يقينًا أنها ممحوقة بنص الكتاب المبين: (يَمْحَقُ اللَّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ) [البقرة: 276].
ومما يجب بيانه عند الحاجة إلى ذلك، فتاوى علمائنا الأجلاء بحرمة الاكتتاب في أسهم البنك الذي تكون أصوله من الأموال الربوية، وقد أصدر مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة قرارًا بحرمة شراء أسهم الشركات والمصارف إذا كان في بعض معاملاتها ربًا، وكان المشتري عالمًا بذلك.
وإذا اشترى شخص، وهو لا يعلم أن الشركة تتعامل بالربا، ثم علم، فالواجب عليه الخروج منها.
وجاء في القرار: والتحريم في ذلك واضح لعموم الأدلة من الكتاب والسنّة في تحريم الربا؛ ولأن شراء أسهم الشركات التي تتعامل بالربا مع علم المشتري بذلك، يعني اشتراك المشتري نفسه في التعامل بالربا؛ لأن السهم يمثل جزءًا شائعًا من رأس مال الشركة، والمساهم يملك حصة شائعة في موجودات الشركة، فكل مال تقرضه الشركة بفائدة أو تقترضه بفائدة، فللمساهم نصيب منه؛ لأن الذين يباشرون الإقراض والاقتراض بالفائدة يقومون بهذا العمل نيابة عنه، وبتوكيل منه، والتوكيل بعمل المحرم لا يجوز.
أيها المسلمون: قد يعلن فئام من البشر عليك الحرب؛ فينصرك الله عليهم، ولكن حين تُعلن أنت الحرب على الله، فمن يستطيع أن ينصرك؟ قال الله -تعالى-: (فَإِن لم تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لاَ تَظْلِمُونَ وَلاَ تُظْلَمُونَ) [البقرة:279].
وقال -تعالى-: (وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آَتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ) [الروم:39].
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- آكل الربا ومؤكله وكاتبه وشاهديه"، وقال: "هم سواء" رواه مسلم.
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اجتنبوا السبع الموبقات" قالوا: يا رسول الله، وما هنّ؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات" متفق عليه.
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: خطَبنا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فذكر أمرَ الرِّبا وعظَّم شأنَه وقال: "إنَّ الدِّرهمَ يُصيبُه الرَّجلُ من الرِّبا أعظمُ عند اللهِ في الخطيئةِ من ستٍّ وثلاثين زنْيةً يزنيها الرَّجلُ، وإنَّ أربَى الرِّبا عِرضُ الرَّجلِ المسلمِ" رواه البيهقي في شعب الإيمان والمنذري في الترغيب والترهيب بإسناد حسن، وصححه الألباني.
وعن مسروق، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "الرِّبا ثلاثٌ وسبعونَ بابًا، أيسَرُها مثلَ أن ينكِحَ الرَّجلُ أُمَّهُ" رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
وقد صدرت فتوى رسمية عن اللجنة الدائمة للفتوى بالأمس الثاني والعشرين من ذي الحجة، عام خمسة وثلاثين وأربعمائة وألف، هذا نصٌّ منها:
...بعد دراسة اللجنة للاستفتاء أفتت بتحريم الاكتتاب والمساهمة في البنوك والشركات والمؤسسات التي تتعامل بالربا بيعًا وشراءً واستثمارًا؛ للأدلة الواردة في تحريم الربا، وفي تحريم التعاون على الإثم والعدوان في كتاب الله -تعالى- وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولإجماع علماء الأمة على تحريم الربا. وبالله التوفيق.
وترأس اللجنة الدائمة للفتوى الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ مفتي المملكة، وضمت في عضويتها كلاً من الشيوخ: أحمد بن علي سير المباركي، وصالح بن فوزان الفوزان، وعبد الله بن محمد بن خنين، وعبد الله بن محمد المطلق.
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وأغننا بفضلك عمَّن سواك.
اللهم احفظنا وبلادنا وأهلينا وأولادنا من كل سوء يُرَاد بنا، إنك سميع الدعاء.
اللهم يا عزيز يا حكيم أعز الإسلام والمسلمين وانصر إخواننا المجاهدين، وارفع البأس والظلم والجوع عن إخواننا المستضعفين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح ولاة أمورنا، ووفقهم لإصلاح رعاياهم.
اللهم استر علينا وعلى أعراضنا وعلى ذرارينا وذوينا، وأعراض المسلمين... إنك سميع الدعاء.
اللهم وفّقنا لصالح الأعمال واجعلها خالصة لوجهك الكريم، وتقبلها منا يا كريم.
اللهم فك أسرى المسلمين، واقض الدين عن المدينين، واهد ضالهم، وهيئ لأمة الإسلام أمرًا رشدًا يعز فيه أهل طاعتك، ويهدى فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.
اللهم بارك لنا فيما أعطيتنا، وأغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك، وأغننا برحمتك يا حي يا قيوم، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين واجعلنا من أهل جنة النعيم برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطاهرين، وصحبه أجمعين، وعنا معهم برحمتك وفضلك ومنك يا أكرم الأكرمين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم