عناصر الخطبة
1/ مواجهة الأزمات شريعة ربانية 2/ حاجتنا لتكرار الحديث عن مقاومة النوازل 3/ مظاهر التبلد في مواجهة الأزمات 4/ مائة عام ماضية من التبلد في مواجهة أزماتنا الكبرى 5/ التدافع بين الحق والباطل سنة ربانيةاقتباس
منازلة القوارع وعدم الاستسلام لها أو الضعف أمامها، شريعة ربانية، فالأقدار تدافع بالأقدار، والمسلمون عندما تقع بهم مصيبة عامة، فإن هذه النوازل إما أن تجيء ابتلاءً وامتحانًا، أو كفارة وتمحيصًا، وإما أن تجيء عقوبة وجزاءً دنيويًا: (وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله...
أما بعد:
أيها المسلمون: إن منازلة القوارع وعدم الاستسلام لها أو الضعف أمامها، شريعة ربانية، فالأقدار تدافع بالأقدار، والمسلمون عندما تقع بهم مصيبة عامة، فإن هذه النوازل إما أن تجيء ابتلاءً وامتحانًا، أو كفارة وتمحيصًا، وإما أن تجيء عقوبة وجزاءً دنيويًا: (وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).
والنوازل الواقعة، يجب على المسلمين تجاهها تكاليف وأحكام، وهو أن تؤمن بالقدر خيره وشره، نحمد الله على تقديره الخير، ونصبر على أقدار الشر، مع التزامنا بمدافعتها شرعًا بحسب الوسع والطاقة، وفي حدود ما شرع الله، ومن واجبنا كذلك أن نؤمن أن الأقدار خيرها وشرها من تدبير الله، فلا يتجاوز شيء منها ما خُط في اللوح المحفوظ، والله تعالى لا يقدر شيئًا منها عبثًا، ولا يجعل شيئًا منها شرًا محضًا، بل كلٌّ مقدَّرٌ لحكمة يعلمها هو -سبحانه وتعالى-.
أيها المسلمون: تحتاج الأمة دائمًا إلى تكرار الحديث عن مقارعة ومقاومة النوازل التي تحل بالأمة؛ لأن هناك من يتعامل مع النوازل بشعور براءة الذمة عند أول إخفاق في محاولات حل الإشكالات، وكأننا لم نؤمر بأن نصبر ونصابر ونرابط وأن نتحمل الآلام والتضحيات كما يفعل أعداؤنا للأسف بكل جَلَد وجلاد، وصبر وعناد، قال تعالى: (وَلاَ تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ القَوْمِ إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُون).
وسبب آخر -وهو أخطر من الأول- وهو أننا أصبحنا ندمن تطبيع العلاقات مع المصائب، بمعنى التعود عليها بعد زمن يسير، فلم تعد توجع لنا قلبًا، أو تُدمع لنا عينًا، أو تدفع الواحد منّا -وهذا هو الأخطر- إلى بذل شيء، أي شيء، للإعذار إلى الله في محاولة المساهمة في دفعها ورفعها، ولكنه الانتظار السلبي القاتل لمجهول يأتي، أو لحل خارق يجيء!
انظر -كمثال فقط- لحال الأمة مع الانتفاضة الفلسطينية عندما بدأت، وحالهم معها بعد هذه السنوات التي مرت، هل ظل التعاطف معها كما كان؟! هل بقي الدعم كما بدأ؟! هل زادت النصرة للمستنصرين على المستويات الرسمية والشعبية والجماعية والفردية؟! إن كل ذلك في تناقص واضح خطر، يحكي التناقض الصارخ المرير في أحوال أمة تزيدها النار برودة، ويزيدها الدمار هدوءًا، وتزيدها الدماء هروبًا للأمام، فهل الانتفاضة -أو بالأحرى الجهاد الفلسطيني- أحوج اليوم إلى الدعم والمعونة أكثر أم يوم بدأ؟! عندما كانت أعواد المنابر تهتز بالتأييد، وأصوات القنوت في المساجد ترفع بالدعاء، وصناديق التبرع تزيد وتفيض بالأموال؟!
وأما عن التفاعل الإعلامي مع الأحداث فحدّث ولا حرج! قارن فقط بين ما صاحب مقتل الطفل محمد الدرة في أوائل أيام الانتفاضة من مشاعر ألم وثورة ورغبة في الثأر، وبين ما يحدث الآن من مظاهر التبلد وقلة الاكتراث الذي أصبح يصاحب مشاهد القتل للعشرات من الأطفال مع مشاهد التفجير والهدم والتدمير في فلسطين وفي غيرها. أو قارن إن وجدت وجهًا للمقارنة بين حادثة اقتحام المجرم شارون للمسجد الأقصى في شهر رجب من عام 1421هـ، والتي أثارت غضبًا إسلاميًا عالميًا وعربيًا وفلسطينيًا -كانت الانتفاضة نفسها جزءًا منه- وبين الزيارة الإجرامية بعدها لوزير الداخلية الإسرائيلي لساحة المسجد الأقصى، تلك الزيارة التي صاحبتها مظاهر الاستفزاز والتحدي نفسها، ومع ذلك مرت مرورًا عابرًا دون أي مظهر من مظاهر الغضب أو الاحتجاج رسميًا أو شعبيًا!
إن كل مُعايِش للأمر يعلم أن إخواننا تزداد نازلتهم مع الأيام حدة وشدة، ولكن الحاصل أن ما يُقدم لهم يتناقص مع الأيام ماديًا ومعنويًا! أليس هذا مثالًا واضحًا على تخبطنا في التعامل مع النوازل؟! وهذا الكلام نفسه يقال في بقية قضايا الأمة اليوم، سواء القضية الأفغانية أو العراقية أو الصومالية أو البورمية والآن السورية.
أيها المسلمون: إن أكثر ما يؤرق في ظاهرة التبلد والانتظار أنها تعطي الأعداء إشارات خضراء للاستمرار في إنجاز خطواتهم ومشروعاتهم دون إزعاج أو قلق، وخطورة هذه الظاهرة تنبع من كونها بدأت تترسخ لتكرس الهزائم وتهوِّن الهوان! نقول هذا، ونحن نحتفظ في الوقت نفسه للمجاهدين المستضعفين الذائدين عن حرمات الأمة بحقهم الكامل في التقدير من كل مسلم، ولكن حديثنا هنا عن مجموع الأمة التي تملك من الإمكانات ما يُمكنها -بإذن الله- من الانتصار من أعدائها، والانتصاف لمستضعفيها، ولكنها لا تجد من يقود دفتها الجماعية لمواجهة الهجمة الإرهابية العالمية التي تقودها قوى الاستكبار الصهيونية، نصرانية ويهودية.
أيها المسلمون: إن النوازل تترادف تترى فوق رؤوس المسلمين منذ أكثر من عشرة عقود، فلا يجد أكثرها جهة جامعة تُنتدب لها، أو قوة ماضية تنتصب لمواجهتها، ففي الأعوام المائة الأخيرة فقط من حياة المسلمين تتابعت نوازل ووقعت كوائن، ما كان لها أن تخلّف ما خلفت من مصائب مقيمة لو أن الأمة اصطفت وقتها خلف قيادات علمية وعملية تنزّل من الشريعة على هذه النوازل ما يعاجلها بالعلاج، وما يناسبها من الأخذ بالأسباب.
لقد اجتمع على الأمة من النوازل خلال المائة الماضية ما لم يجتمع عليها منذ أن أُخرجت للناس، ومع ذلك فقد عبرت قوافل تلك النوازل غالبًا في طرق خالية خاوية دون عرقلة قوية مضادة، أو مواجهة شرعية جادة، بسبب تفرق خواص الأمة قبل عوامها، ولهذا سلّمت كل أزمة زمامها للتي بعدها، فتضاعفت خلال الأجيال حتى جاء جيلنا جيل الأزمات والملمات فوقف عاجزًا أو متعاجزًا بتفرُّقه وتشرذمه أمام جبل المسؤوليات، منتظرًا حدوث الخوارق ووقوع المعجزات، دون كثير اكتراث بما توجبه الشريعة من فروض وواجبات، وعلى رأسها تجميع الكلمة خلف المنهج القويم، ومواجهة الأعداء بصف مرصوص.
حقيقة أخرى ينبغي أن نصارح بها أنفسنا، وهي أن من تأمل في معظم أحوال النوازل الحاضرة سيجد أن لها جذورًا قديمة من التقصير العام، حيث كانت تجري في كل جيل عملية ترحيل للمسؤوليات إلى ما يسمى بـالجيل القادم، وعندما يَقدُم هذا الجيل فإنه يحيل أيضًا جزءًا كبيرًا من واجبات عصره وفرائض وقته إلى الجيل الذي يليه، حتى تراكمت الواجبات والتكليفات، وأصبحنا نعيش عصر نوازل عامة، لا يشابهه عصر من العصور الإسلامية السابقة. صحيح أن محنًا كثيرة مرت على المسلمين خلال التاريخ الإسلامي، مثل سقوط الأندلس، ووقوع بيت المقدس في يد الصليبيين، واجتياح التتار لبلدان المشرق الإسلامي، واستيلائهم على عاصمة الخلافة في بغداد، ولكن تلك الكوارث لم تصرف الأمة عن شريعتها، ولم تؤثر في هويتها، أو تتركها عاجزة عن التصدي والوقوف أمام أعدائها. كان هناك دائمًا انتصار بعد انكسار، وعزيمة للخروج من الهزيمة، وكان هناك إباء للضيم، واستعلاء على الاحتواء ضد من كان المسلمون يرونهم أدنى مدنية وديانة، وأردأ خلقًا وثقافة، وأضعف جندًا وحضارة.
أما في عصرنا الذي نعيشه فقد جدَّ من النازلات في حياة المسلمين ما حيَّر الألباب، لا من مجرد وقوعه بل من استمرار بقائه، فكم من نازلة نزلت فأقامت، وكم من كائنة عرضت ثم استقرت، ومصيبة قال الناس: ستزول، ولكنها طالت ودامت، وأخرى لفظوها ورفضوها، ثم استمرؤوها وعايشوها!!
هناك حشد من الوقائع الكبيرة الحادثة في هذه السنين المائة الأخيرة لم يكن للمسلمين عهد بها من قبل، ولكن تطبيع العلاقات مع النوازل والمصائب جعل الناس يتعايشون معها وكأنها شيء اعتيادي يمكن أن نظل في ظله خير أمة وأعز أمة وأقوى أمة، إنها وقائع جسيمة حقًا ولكن هناك من يريد تحقيرها وتصغيرها والإبقاء على استمرارها:
فلأول مرة يفرغ منصب الولاية والخلافة العامة للمسلمين نحو قرن من الزمان دون أن يَخلُف الخليفة أحد غيره كما كان العهد طوال التاريخ الإسلامي.
ولأول مرة يسقط كيان المسلمين الدولي وسلطانهم العالمي ممثلًا بنظام الخلافة الإسلامية الذي سقط بسقوط الدولة العثمانية دون أن يعود هذا النظام ليقود المسلمين مرة أخرى في زمن التكتلات النصرانية والإلحادية واليهودية والهندوسية.
ولأول مرة تستبدل الشريعة الإلهية التي حكمت المسلمين ثلاثة عشر قرنًا، لتحل محلها في الحكم بين المسلمين في معظم البلدان قوانين وضعية وضيعة، وشرائع بشرية جاهلية، يُحكم بها حكمًا عامًا في الدماء والأموال والأعراض والأبضاع والسياسات الداخلية والخارجية.
ولأول مرة في تاريخ الإسلام تكون للذين كفروا اليد العليا في إدارة العالم من خلال تحكمهم في المؤسسات الدولية والتكتلات العالمية، بينما يتخبط المسلمون مع منظماتهم الهزيلة إقليميًا وعالميًا.
ولأول مرة تقع معظم بلاد المسلمين تحت الحكم المباشر لجيوش المعتدين الكافرين كما حدث في النصف الأول من القرن المنصرم لتُسلّم بعد ذلك لفئام المنافقين، يُغرقونها في الإثم والعار، ويحكمونها بالحديد والنار.
ولأول مرة يقوم فوق حطام الكيان الإسلامي الضخم، كيان مسخ قزم، يجمع أشتات أسوأ المخلوقات البشرية من اليهود ليكون لأولئك الأرجاس دولتهم القوية التي يعدونها نواة لعولمة يهودية تريد إخراج الناس من النور إلى الظلمات، بعد أن أخرجهم الإسلام من الظلمات إلى النور.
ولأول مرة تسقط الأرض المقدسة في فلسطين في يد ذلك الكيان المرذول، وتجتمع لنصرتهم فيها وتمكينهم منها طوائف الكفار جميعًا، وبخاصة أنصار إبليس من نصارى العصر المتهودين "البروتستانت" الذين تناسوا ثاراتهم وعداواتهم مع من كانوا يعدونهم قتلة المسيح وأعداء الإله، ليتوحدوا بهذه العداوات ضد الموحدين.
ولأول مرة تكون لأصحاب الصليب صولة ودولة متفردة، يتهددون بها كل المسلمين في عقر ديارهم، وينازعونهم في أرزاقهم، ويفرضون عليهم حقارة حضارتهم وسخافة ثقافتهم.
أيها المسلمون: لقد أثمرت تلك الأوضاع متضافرة أزمة عامة حشوها أزمات، ونازلة كبرى مركبة من العديد من النوازل والنكبات، وصار تساؤل الكثيرين لا عن إمكانية الخروج عنها، أو التخفيف منها، بل عن كيفية التعايش معها والتسامح فيها.
نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين...
بارك الله...
الخطبة الثانية:
الحمد لله...
أما بعد:
أيها المسلمون: تحكي حركة التاريخ دائمًا أن التحولات في المجتمع البشري تأتي نتيجة عمليات غزو وغزو مضاد، وكل غزو يحمل فكرة أو عقيدة أو مذهبًا يريد العلو على غيره وفرض إرادته عليه.
ولما كانت الأفكار والإرادات والعقائد والثقافات تتقلب بين كفر وإيمان، وبين فساد وصلاح، كانت الغلبة لفريق غازٍ، هي غلبة لفكرته وإرادته وعقيدته وثقافته، فعندما يغزو المؤمنون أو يصدون الغزو، تنتصر وتعلو عقيدتُهم وثقافتُهم وإرادتُهم، والعكس يحدث عندما يغزوهم الكفار، أو يمنعونهم من الغزو لنشر الإيمان والاستقامة والتوحيد. وهذه هي سنة التدافع التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ)، وقوله تعالى: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ).
إن الآية الأولى جاءت تعقيبًا على قصة انتصار التوحيد بقيادة طالوت وداود، على الشرك والوثنية بقيادة جالوت، لتبين أنه لولا مثل هذا الدفع لفسدت الأرض بشرك أمثال جالوت.
والآية الثانية -وهي أول آية نزلت في القتال- جاءت بالإذن للمسلمين في قتال أهل الشرك من قريش لما بالغوا في إيذاء المسلمين لفتنتهم عن دينهم وإعادتهم إلى الشرك، وبيّنت الآية أنه لولا هذا الإذن بمثل ذلك الدفع في كل زمان لفسدت الأديان كلها، وظهر الشرك وأهله على الإيمان وأهله، ولهدمت الصوامع في ديانة موسى، والبِيَع والصلوات في ديانة عيسى، والمساجد في ديانة محمد -صلوات الله وسلامه عليه وعلى الرسل أجمعين-.
فتاريخ البشرية يحكي هذا التدافع الذي ينتج عنه فرض صاحب القوة لفكرته -مهما كانت كاسدة وفاسدة مفسدة- على المغلوب مهما كانت عقيدته راجحة صالحة ومصلحة.
أيها المسلمون: لم يحدث للمسلمين أن غُزُوا غزوًا عامًا بهذا المفهوم إلا في أعقاب إسقاط الخلافة العثمانية، وما تلاها من محاولات إحلال العلمانية الكفرية محل المناهج الإيمانية في الشريعة والعقيدة، لقد بدأ هذا الإسقاط بغزوات وحروب، قادتها في البداية روسيا النصرانية القيصرية الأرثوذكسية، ثم تتابع الكاثوليك والبروتستانت على محاربة هذا الكيان الإسلامي لغزوه، حتى كانت النهاية على يد البروتستانت الإنجليز في الحرب العالمية الأولى التي احتل الإنجليز فيها إستانبول في نهاية مطاف طويل من التحالف بينهم وبين فريق متكامل من المنافقين في داخل الدولة العثمانية، وبالتعاون مع حركة الصهيونية العالمية حديثة النشأة في ذلك الوقت، ومن يومها والأمة تتقلب بعد هذا الغزو من حال سيئة إلى حالة أسوأ.
تسأل: أين كان علماء الأمة وحكماؤها وأهل الحل والعقد فيها، وتلك الأحداث المتتابعة تفور وتمور بهذا الشكل المدمي للقلوب، ولماذا اعتُبرت هذه الأمور الخطرة على مستقبل الإسلام في العالم مجرد مشكلات محلية في الدولة التركية؟! ولماذا سكتت الشعوب على هذه المهازل التي أصابت جوهر حياة الإنسان المسلم؟!
تسأل مرة أخرى: عندما زالت الخلافة العثمانية، لماذا زالت معها معالم التمسك بالإسلام عقيدة وشريعة على مستوى الحكومات التي خلفتها في تركيا وغيرها، وهل كانت مشكلة المنافقين العلمانيين مع نظام الخلافة العثمانية أم مع نظام الحكم الإسلامي نفسه؟! هل كان دور المرتدين والمنافقين أسبق في إتمام المؤامرة أم كان دور الكفار من النصارى واليهود أسبق، أم أن غياب الوعي وعجز الإرادة في خواص الأمة هو الذي مهد الطريق لهؤلاء وهؤلاء؟!
والسؤال الأهم بعد هذا كله: ونحن لا نزال نعيش آثار العدوان على كياننا الإسلامي الجامع، هل هناك أمل باقٍ في إعذار شرعي حقيقي إلى الله يؤدي فيه هذا الجيل الواجب المنوط به، دون ترحيل للمسؤولية إلى الأجيال القادمة؟! أم أننا سنظل نؤثر الانتظار دون إعذار؟!
اللهم أصلح أحوالنا وأحوال المسلمين في كل مكان...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم