اليهود تاريخ أسود من القتل الجبان

مركز حصين للدراسات والبحوث

2024-10-11 - 1446/04/08 2024-10-31 - 1446/04/28
عناصر الخطبة
1/ اليهود قتلة الأنبياء. 2/ محاولات اليهود لاغتيال النبي -صلى الله عليه وسلم-. 3/ من والى اليهود فهو منهم وشريك لهم.

اقتباس

إنَّ إجرامَ اليهودِ وفسادَهم فاقَ كلَّ حدٍّ، حتى باتُوا بأسفلِ سافلينَ في الخِسَّةِ والوَضاعةِ، إلا أنَّ سَفِلَةَ السَّفِلةِ من لا يزالُ بعدَ كلِّ هذا الإجرامِ يدعو إلى التّطبيعِ معهم...

الخُطْبَةُ الأُوْلَى:

 

الحمدُ للهِ الملكِ الديَّانِ، بعبادِهِ المستضعفينَ رحيمٌ رحمانُ، وعلى الظالمينَ عزيزٌ ذو انتقامٍ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ النبيُّ الأوفى، اللهم صلِّ وسلم عليه وآله وصحبِه.

 

أما بعد: فاتقوا اللهَ -عبادَ اللهِ- حقَّ التقوى، وراقبوهُ في السرِّ والنجوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).

 

عباد الله: لم ترَ الدنيا أمةً أخبثَ من اليهودِ، إنهم "الأمةُ الغضبيةُ، أهلُ الكذبِ، والبُهتِ، والغدرِ، والمكرِ، والحِيَلِ، قَتَلةُ الأنبياءِ، وأكَلةُ السُّحْتِ، أخبثُ الأممِ طَوِيَّةً، وأرداهم سَجِيَّةً، وأبعدُهم مِنَ الرحمةِ، وأقربهم من النِّقْمةِ، عادَتُهم البَغْضاءُ، ودَيْدَنُهم العَداوةُ والشَّحْناءُ، بَيْتُ السِّحرِ، والكذبِ، والحِيَلِ، لا يَرَوْنَ لغيرِهم حُرْمةً، ولا يَرْقُبونَ في مؤمنٍ إلًّا ولا ذِمَّةً.

 

لم يتركوا سوأةً إلا فعلوها، ولا حُرمةً إلا انتهكوها.

 

ومن أخبثِ ما يفعلونَ استحلالُهم دماءَ الخلقِ بكلِّ سبيلٍ، وخاصةً الأنبياءَ وأهلَ العدلِ والإحسانِ، كما قالَ الملكُ الديَّانُ: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ ‌بِالْقِسْطِ ‌مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) [آل عمران: 21-22].

 

تاريخُ أجدادِهم مليءٌ بدماءِ الأبرياءِ، وسِجِلُّهم حافلٌ بقتلِ الصالحينَ والأنبياءِ، فما إن يبعثُ اللهُ لهم نبيًّا بما يُخالفُ أهواءَهم إلا قَتلوه دونَ تورّعٍ أو وجَل، قال تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا ‌تَقْتُلُونَ) [البقرة: 87].

 

قتلوا زكريا ويحيى عليهما السلام، بل قتلُوا في يومٍ سبعين نبيًّا، وأقاموا السوقَ في آخرِ النهارِ كأنّهم لم يصنَعُوا شيئًا.

 

كانوا يفخرون -في غايةِ الخِسَّةِ والنذالةِ- أنهم قتلوا عيسى عليه السلام رسولَ اللهِ، وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبِّهَ لهم، قال جلّ وعلا: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا * وَقَوْلِهِمْ إِنَّا ‌قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) [النساء: 155-157].

 

مع أنَّ اللهَ -تعالى- لعلمِهِ بنفوسِهمُ الشيطانيةِ بيّنَ لهم تحريمَ قتلِ النفوسِ البريئةِ المعصومةِ أتمَّ بَيان، وأخبرَهم أنَّ قتلَ نفسٍ بريئةٍ يُساوي قتلَ الناسِ جميعًا، فقالَ سبحانهُ: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ ‌مَنْ ‌قَتَلَ ‌نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ) [المائدة: 32].

 

جاءتهم الرسلُ بالآياتِ والبيِّناتِ، ونهَوْهُم عن الفسادِ في الأرضِ، فأبت نفوسُهمُ الخسيسةُ إلا الطُّغْيانَ، فباتُوا يَسعَوْنَ في الأرضِ فسادًا، يوقدونَ الحروبَ بين الناسِ، ويَقْتاتونَ على دماءِ الأبرياءِ المسالِمينَ.

 

عبادَ اللهِ: إن هؤلاء الأرجاس امتلأت قلوبُهم غيظًا على نبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وأمَّتِه، كما قال سبحانه: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ ‌عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) [المائدة: 82].

 

ولقد حاولوا قتلَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مرارًا وتَكرارًا، منذ أن كان رضيعًا؛ فقد روى ابن سعد في الطبقات الكبرى عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بن أبي طلحة؛ أَنَّ أُمَّ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- لَمَّا دَفَعَتْهُ إِلَى السَّعْدِيَّةِ الَّتِي أَرْضَعَتْهُ قَالَتْ لَهَا: احْفَظِي ابْنِي، وَأَخْبَرَتْهَا بِمَا رَأَتْ (يعني في منامها وولادتها من البِشَارات)، فَمَرَّ بِهَا الْيَهُودُ، فَقَالَتْ: أَلاَ تُحَدِّثُونِي عَنِ ابْنِي هَذَا فَإِنِّي حَمَلْتُهُ كَذَا، وَوَضَعْتُهُ كَذَا، وَرَأَيْتُ كَذَا كَمَا وَصَفَتْ أُمُّهُ؟ قَالَ: فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: اقْتُلُوهُ، فَقَالُوا: أَيَتِيمٌ هُوَ؟ فَقَالَتْ: لاَ، هَذَا أَبُوهُ، وَأَنَا أُمُّهُ، فَقَالُوا: لَوْ كَانَ يَتِيمًا لَقَتَلْنَاهُ.

 

ولما هاجرَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- كفروا به وهم يعلمونَ أنه رسولُ اللهِ، وكان شعارُهم: "عداوته ما حيينا"، فظلُّوا يُضمِرونَ له الشرَّ، ويَنقضون العهودَ والمواثيقَ، كما قال سبحانه: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ ‌عَلَى ‌خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ) [المائدة: 13].

 

تكرَّرت مُحاولاتُ قتلِهم للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- عن طريقِ الغَدْرِ والخِيانةِ، فهم أهلُ الجُبنِ والنَّذالةِ، لا يَقْدِرونَ على المواجهةِ؛ لأنهم أحرصُ الناسِ على حياةٍ، ففي ذات يوم: “أَجْمَعَتْ يهود بَني النَّضِيرِ عَلَى الغَدْرِ برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فَأَرْسَلَتْ إِلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: اخْرُجْ إِلَيْنَا في ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِكَ، وَلْنَخْرُجْ في ثَلَاثِينَ حَبْرًا، حَتَّى نَلْتَقِيَ في مَكَانِ كَذَا، فَيَسْمَعُوا مِنْكَ، فَإِنْ صَدَّقُوكَ، وَآمَنُوا بِكَ، آمَنَّا بِكَ كُلُّنَا، فَخَرَجَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- في ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَخَرَجَ إِلَيْهِ ثَلَاثُونَ حَبْرًا مِنْ يَهُودٍ، حَتَّى إِذَا بَرَزُوا في بَرازٍ مِنَ الْأَرْضِ، قَالَ بَعْضُ الْيَهُودِ لِبَعْضٍ: كَيْفَ تَخْلُصُونَ إِلَيْهِ، وَمَعَهُ ثَلَاثوُنَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ، كُلُّهُمْ يُحِبُّ أَنْ يَمُوتَ قَبْلَهُ، فَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ: كَيْفَ تَفْهَمُ وَنَفْهَمُ، وَنَحْنُ سِتُّونَ رَجُلًا؟ اخْرُجْ في ثَلَاثَةٍ مِنْ أَصْحَابِكَ، وَيَخْرُجُ إِلَيْكَ ثَلَاثَةٌ مِنْ عُلَمَائِنَا، فَلْيَسْمَعُوا مِنْكَ، فَإِنْ آمَنُوا بِكَ آمَنَّا كُلُّنَا، وَصَدَّقْنَاكَ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِي ثَلَاثَةِ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، وَاشْتَمَلُوا عَلَى الْخَنَاجِرِ، وَأَرَادُوا الْفَتْكَ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَأَرْسَلَتِ امْرَأَةٌ نَاصِحَةٌ مِنْ بَنِي النَّضِيرِ إِلَى بَنِي أَخِيهَا، وَهُوَ رَجُلٌ مُسْلِمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَأَخْبَرَتْهُ خَبَرَ مَا أَرَادَتْ بَنُو النَّضِيرِ مِنَ الْغَدْرِ بِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَأَقْبَلَ أَخُوهَا مُسْرِعًا، حَتَّى أَدْرَكَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَسَارَّهُ بِخَبَرِهِمْ قَبْلَ أَنْ يَصِلَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِلَيْهِمْ، فَرَجَعَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ، غَدَا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِالْكَتَائِبِ، فَحَاصَرَهُمْ”(رواه عبد الرزاق).

 

ومرةً أخرى من الغدرِ والخيانةِ، حيث يذكرُ أكثرُ علماءِ السيرِ والمغازي أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- ذهبَ إلى يهودِ بني النضيرِ يستعينُهم في دفعِ ديةِ قتيلينِ من بني عامرٍ طِبقًا للعهودِ التي بينهم، فقالوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، نُعِينُكَ عَلَى مَا أَحْبَبْتَ مِمَّا اسْتَعَنْتَ بِنَا عَلَيْهِ، ثُمَّ خَلَا بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ فَقَالُوا: إِنَّكُمْ لَنْ تَجِدُوا الرَّجُلَ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ هَذِهِ، وَرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى جَانِبِ جِدَارٍ مِنْ بُيُوتِهِمْ قَاعِدٌ، فَقَالُوا: مَنْ رَجُلٌ يَعْلُو عَلَى هَذَا الْبَيْتِ فَيُلْقِيَ عَلَيْهِ صَخْرَةً فَيَقْتُلَهُ بِهَا فَيُرِيحَنَا مِنْهُ؟ فَأَتَاهُ الْخَبَرُ مِنَ السَّمَاءِ بِمَا أَرَادَ الْقَوْمُ، فَقَامَ -صلى الله عليه وسلم-.

 

ولم يكتفوا بذلك بل صنعوا سحرًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- يريدونَ قتلهُ به، حتى تأذَّى منه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى أرسل الله إليه ملكَيْنِ، “فَجَلَسَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِه، وَالآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيه، ثُمَّ قَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: مَا وَجَعُ الرَّجُلِ؟ قَالَ: مَطْبُوبٌ، قَالَ: وَمَنْ طَبَّهُ؟ قَالَ: لَبِيدُ بْنُ الأَعْصَمِ اليَهُودِيُّ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ، قَالَ: فِي مَاذَا؟ قَالَ: فِي مُشْطٍ وَمُشَاطَةٍ وَجُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، قَالَ: فَأَيْنَ هُوَ؟ قَالَ: فِي بِئْرِ ذِي أَرْوَانَ”(رواه البخاري ومسلم).

 

ثم بلغَ بهمُ الغدرُ أن وضعوا للنبيِّ -صلى الله عليه وسلم- السُّمَّ في الشاةِ، وضعَتْه له امرأةٌ من يهودِ خيبرَ، فحتى نساؤُهم كالأفاعي السامَّةِ الغادرةِ؛ فعَنْ أَنَسٍ -رضي الله عنه-، “أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ، فَأَكَلَ مِنْهَا، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَتْ: أَرَدْتُ لِأَقْتُلَكَ”(رواه البخاري ومسلم).

 

ولما تولى أبو بكرٍ الصديقُ -رضي الله عنه- الخلافةَ، ظلوا يُضمرونَ الشرَّ له، حتى وضعوا له السُّمَّ وقتلوهُ كذلك.

 

يقول إبراهيم النَّخَعِيُّ -رحمه الله-: "كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْيَهُودَ سَمُّوهُ؛ أي النبي -صلى الله عليه وسلم-، وَأَبَا بَكْرٍ". (رواه أحمد).

 

تاريخٌ أسودُ، بدأ ولم ينتهِ.

 

في التاريخِ المعاصرِ آلافُ المراتِ يقتلونَ الأبرياءَ غَدرًا واغتيالًا.

 

كلُّ من يقفُ أمامَ طغيانِهم يقتلونهُ، ولو لم يكنْ مسلمًا، فإن كان مسلمًا كان القتلُ أشرسَ وأعنفَ.

 

لقد كانوا يبحثونَ عن الكوادرِ العلميةِ الواعدةِ المسلمةِ، في شَتَّى بلدانِ المسلمينَ، فيقتلونَهم بدمٍ باردٍ، وبكلِّ سبيلٍ، حتى قتلوا العشراتِ من ذوي العقولِ والكفاءةِ.

 

ولا يزالُ شلّالُ الدمِ الطاهرِ البريءِ يتدفَّقُ، بتآمرٍ دَوْليٍّ مُجرمٍ، ولا عجَبَ فبعضُهم أولياءُ بعضٍ.

 

باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم فاستغفروهُ، إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ، وعلى آلهِ وصحبِه ومن والاه، وبعد:

 

عبادَ اللهِ: إنَّ إجرامَ اليهودِ وفسادَهم فاقَ كلَّ حدٍّ، حتى باتُوا بأسفلِ سافلينَ في الخِسَّةِ والوَضاعةِ، إلا أنَّ سَفِلَةَ السَّفِلةِ من لا يزالُ بعدَ كلِّ هذا الإجرامِ يدعو إلى التّطبيعِ معهم، أو يُعاونهم، أو يُجمِّل صورتَهم، فكلُّ من فعلَ هذا فهو خائنٌ للهِ ورسولِه وللمؤمنين، وخائنٌ لكلِّ دماءِ الأبرياءِ من الأطفالِ والنساءِ والمجاهدين، إنَّ اللهَ -تعالى- قالَ كلامًا فَصْلًا لا هَزْلَ فيه، بَيِّنًا لا التباسَ فيه، فقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ‌وَمَنْ ‌يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [المائدة: 51].

 

هكذا هي القاعدة القرآنية: (‌وَمَنْ ‌يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)؛ فمَن والاهم، وأعانهم، ورضِيَ بإجرامهم، وناصَرَهم على المؤمنين، فهو منهم، وشريكهم في القتل والخيانة، وإن زعم أنّه مسلم.

 

اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين، وأهلك اليهودَ المجرمين، اللهم وأنزِل السكينة في قلوب المجاهدين في سبيلك، ونجِّ عبادَك المستضعفين، وارفع رايةَ الدين، بقُوَّتِك يا قويُّ يا متين.

 

اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِ لِلبِرِّ وَالتَّقوَى.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

المرفقات

اليهود تاريخ أسود من القتل الجبان.doc

اليهود تاريخ أسود من القتل الجبان.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات