عناصر الخطبة
1/ الانحراف الفكري 2/ الهجوم على سجن الرويس 3/ وقفات مع هذا الهجوم 4/ وقفة مع مقال لأحد الكتاب المنحرفيناقتباس
وأما ما قام به تنظيم القاعدة من تفجير وفساد، وأعمال شنيعة في بلادنا وبلاد المسلمين، فهي نتيجةٌ لانحرافٍ في فكر التنظيم، وتخبطٍ في الاستراتيجيات، وخللٍ في المنهج، وهذه الأعمال المنكرة المحرمة بإجماع العلماء، لا يمكن أن تسوغها بعض اجتهادات التنظيم السابقة، رضي من رضي، وسخط من سخط.
الحمد لله الولي الحميد، أمر بالشكر ووعد بالمزيد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحكم ما يريد، ويفعل ما يريد، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد العبيد، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه إلى يوم المزيد.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم.
عباد الله: فتنة عمياء، فتنت بها طائفة شاذة من شبابنا وأبنائنا، تفجيراتٌ وإطلاقٌ للنار، واستهانةٌ بالأرواح، وإتلافٌ للممتلكات، وترويعٌ للآمنين، في أعمالٍ لا يشكُّ العاقل أنها من ضروب البغي والفساد في الأرض، يذكيها ويسوقها انحرافٌ فكري، وفكرٌ تكفيري.
ولئن كانت هذه الفتنة قد خبت نارها مؤخراً برهة من الزمن، فإن مجريات الأحداث تشير بأنها لا تزال موجودة؛ ففي يوم السبت الماضي أعلنت وزارة الداخلية أنها ألقت القبض على 136 شخصاً، كان بعضهم يخطط لتنفيذ عمليات انتحارية وعمليات خطف وقتل.
وفي يوم أمس، تابعنا -بكل أسف- ما وقع بالأمس في جدة، حينما التجأ بعض المسلحين إلى أحد المباني في حي سكني مكتظ بالسكان، ثم قاموا بإطلاق النار على الحراسات الأمنية لسجن الرويس، مما أسفر عن مقتل اثنين من رجال الأمن -رحمهما الله-، وإصابة غيرهم.
واستمرت المواجهات وإطلاق النار في الشوارع عدة ساعات، حتى انتهت العملية -بحمد الله- بالقبض على بعض أفراد الفئة الضالة.
ومع هذه الجريمة، هذه خمس وقفات:
الوقفة الأولى: (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنَاً) [فاطر:8]: إنك لتحزن أشَدَّ الحزن حينما ترى الحال الذي وصل إليه هؤلاء الشباب -هداهم الله، وكفى الأمة شرهم-.
عملية إجرامية وفاشلة بجميع المقاييس، لا الشريعة تبيحها، ولا العقل ولا المنطق يؤيدانها؛ والذي يبدو أنها نوع من الإحباط والفشل الذي وصلت إليه هذه الفئات المنحرفة عن جادة الحق، وهم يظنون أنهم بهذه الأعمال يحسنون صنعا, أو سيحققون نصراً.
وعلى فرض الفشل المتوقع، فإن هناك من يغسل أدمغتهم بأنكم إن فشلتم وقُتلتم فأنتم من الشهداء، لأنكم تقومون بعمل بطولي يهز كيان الدولة، وأن التاريخ سيسجل محاولاتكم وتضحياتكم. وصدق الله : (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ) [محمد:14].
قال ابنُ كثيرٍ: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَة مِنْ رَبّه)، أَيْ: عَلَى بَصِيرَة وَيَقِين فِي أَمْر اللَّه وَدِينه بِمَا أَنْزَلَ اللَّه فِي كِتَابه مِنْ الْهُدَى وَالْعِلْم وَبِمَا جَبَلَهُ اللَّه عَلَيْهِ مِنْ الْفِطْرَة الْمُسْتَقِيمَة، (كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوء عَمَله وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ)، أَيْ: لَيْسَ هَذَا كَهَذَا. اهـ.
وقال الإمامُ ابنُ القيمِ : وكلُ ظالمٍ وفاجرٍ وفاسقٍ لابد أن يريهُ اللهُ تعالى ظلمهُ وفجورهُ وفسقهُ قبيحاً، فإذا تمادى عليه ارتفعت رؤيةُ قبحهِ من قلبهِ، فربما رآهُ حسَناً عقوبةً له. اه.
ـ
سبحان الله! هل يعتقدُ مَن في قلبهِ ذرة من الإيمان أن ما قام به هؤلاءِ من الفساد وقتلِ الأبرياءِ، هو من العملِ الحسنِ؟ كلا والله! لكنَّ عين الهوى عمياء.
الوقفة الثانية: (فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعَاً) [المائدة:32].
عباد الله: لقد عُنيت الشريعةُ بالنفسِ التي هي أحدُ الضروريات عنايةً عظيمة، فلا يجوز -بحالٍ- الاعتداء عليها بغير حق، كما قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً) [المائدة:32]، وقال تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [النساء:93]. قال ابنُ كثيرٍ: وَهَذَا تَهْدِيد شَدِيدٌ وَوَعِيدٌ أَكِيدٌ لِمَنْ تَعَاطَى هَذَا الذَّنْب الْعَظِيم الَّذِي هُوَ مَقْرُون بِالشِّرْكِ بِاَللَّهِ فِي غَيْر مَا آيَة فِي كِتَاب اللَّه. اهـ.
أما الأحاديث فكثيرة جداً، فعن عبد الله بن عَمرو -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "والذي نفسي بيده! لَقَتْلُ مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا"رواه الترمذي والنسائي وصححه الألباني.
وعن أبي هريرة وأبي سعيد -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار " رواه الترمذي وصححه الألباني.
فنقولُ لهؤلاءِ العابثين: كفوا أيديكم، واتقوا اللهَ في أنفسكم وفي دماءِ إخوانكم المسلمين.
الوقفة الثالثة: اللهم إنا نبرأُ إليك مما صنعوا:
عباد الله: أمام مفاسد هذه الأعمال، فإن ذمة المسلم لا تبرأ إلا بالبراءة الصريحة الواضحة من هذه الأعمال المنكرة، وعمل المستطاع لإنكارها؛ فلا يجوز المجاملة ولا المداهنة، لا تقل كما يقول بعض كتاب الانترنت: إن هؤلاء الشباب مجتهدون، أو أن نيتهم طيبة، أو أنهم تعرضوا لضغط الواقع، وغير هذه الشبهات التي تثار في المنتديات.
إن مثل هذه الأعمال الخطيرة، المتعلقة بالسياسة العامة للأمة، لا يجوز أن يجتهد فيها أفراد الناس دون الرجوع إلى العلماء الموثوقين، وإلا لأصبحت بلاد المسلمين فوضى، فيأتي كل من هب ودب، ويتفرد برأيه، ويقول: إني مجتهد.
فإلى كل أخ متعاطف أو مجامل، أقول: اتق الله يا عبد الله، لا تجامل أحداً على حساب دينك، ولو كان أقرب الناس إليك، ولا سيما في مثل هذه المسائل الخطيرة: في الدماء.
وقد روى البخاري عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث خالد بن الوليد -رضي الله عنه- إلى بني جَذِيمة، لما وصل خالد إليهم وأحاط بهم دعاهم إلى الإسلام، فبدلاً من أن يقولوا: أسلمنا، أخذوا يقولون: صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل منهم ويأسر، فلما رجعوا إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وأخبروه أنكر ما فعله خالد، ورفع يديه وقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد، مرتين".
ومع أنه شتَّانَ بين فعل خالد وفعل هؤلاء، لكني أقول: إذا كان خير خلق الله -صلى الله عليه وسلم- يتبرأ من صنع سيف الله المسلول ويرفع يديه ويكرر الكلام، استنكاراً لهذا العمل, رغم وجود القرائن القوية بأنه قتَلَهم مجتهداً، بناءً على ظاهر اللفظ, فكيف لا نتبرأ نحن ممن يقتل مسلما يشهد أن لا إله إلا الله لشبهة فاسدة, وحجة متهالكة؟
وإنك لتعجب،كيف يتعدى هؤلاء هذا التعدي السافر على حرمة مسلم يشهد شهادة التوحيد, ثم يظنون أنهم بقتله يحسنون بذلك صنعا, أو يحققون مكسبا؟!.
الوقفة الرابعة: لا لتقديس الأشخاص والمناهج: إن من المزالق الفكرية التي ينتهجها بعض الناس التقديس الشخصي، أو التعصب الأعمى لمن يحبه من العلماء أو العاملين؛ فقد يعجب أحدهم بعالم أو طالب علم أو مجاهد، فيجعل هذا الإنسان حجة الله على خلقه، كأنما هو منزه عن الخطأ، ومبرأ من الزلل، وهذا مزلق خطير في توحيد الاتباع، كما قال -سبحانه-: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلَاً مَا تَذَكَّرُونَ) [الأعراف:3].
ترى كثيراً من هؤلاء الشباب المتأثرين بهذا الفكر يتعلق برأي فلان أو الكاتب فلان في الانترنت، ويترك وراء ظهره شِبه إجماع العلماء والدعاة والمفكرين على فساد هذه الأعمال.
أقول لكل من يحمل أو يجامل هذا الفكر، هل تشك في علم وصدق هؤلاء العلماء: الشيخ عبدالعزيز بن باز, ومحمد بن عثيمين, وعبدالرحمن البراك, وعبد الله بن جبرين، وعبدالعزيز آل الشيخ، وغيرهم داخل وخارج المملكة؟ هل تشك بأنهم لا ينصحون بصدق, ولا يبينون ما يعتقدونه مخالفا للكتاب والسنة؟ هل أعمى الله كل هؤلاء العلماء عن الحق، واختص به بعض الأفراد أو طلاب العلم الذين ليسوا من العلماء؟.
وحتى أكون معكم صريحاً: لا يعرف لتنظيم القاعدة أو غيره ممن يتبنى التفجيرات عالم معتبر يفتي بجواز أفعالهم.
قال بعض المتعاطفين: إن تنظيم القاعدة له جهود في جهاد الكفار، وإذلال أمريكا في أحداث سبتمبر. قلت: أما جهوده القديمة في حرب الروس في أفغانستان، فتُذكَر وتشكر؛ لأنها من الجهاد في سبيل الله، الذي ندين الله بمشروعيته، ونصرة وتأييد كل من قام به بقدر ما نستطيع، يا أخي نحن نتقرب إلى الله تعالى بحب الجهاد والمجاهدين في كل مكان، لكن الجهاد في مواطنه وبضوابطه الشرعية.
وأما أمريكا فأتفق معك على أنها عدوةُ الله ورسوله، وهي وراء أكثر مصائب المسلمين ودمائهم النازفة، ونسأل الله أن يرينا فيها يوماً أسود؛ وأما أحداث سبتمبر، فإننا مع كرهنا لأمريكا نقول: إنه قد تبين الآن ما كنا نقوله من أول ما وقعت هذه الأحداث، أن ضررها على المسلمين أكبر من نفعها.
يا أخي، ليس لتنظيم القاعدة ولا لغيره من التنظيمات أن يزج بالمسلمين ومصالح المسلمين بمثل هذه المواجهة، ويملي عليهم سياساته الخاصة.
وأما ما قام به تنظيم القاعدة من تفجير وفساد، وأعمال شنيعة في بلادنا وبلاد المسلمين، فهي نتيجةٌ لانحرافٍ في فكر التنظيم، وتخبطٍ في الاستراتيجيات، وخللٍ في المنهج، وهذه الأعمال المنكرة المحرمة بإجماع العلماء، لا يمكن أن تسوغها بعض اجتهادات التنظيم السابقة، رضي من رضي، وسخط من سخط.
إن على طالب الحق أن يتجرد في طلبه، وأن ينظر في اختلاف الناس بعين الدليل، متجرداً عن الهوى، مبتعداً عن العواطف والميول الشخصية. قال ابن القيم: شيخ الإسلام ابن تيمية حبيبنا، والحق أحب إلينا منه. اهـ. وأقول لأحبابي الشباب: العواطف عواصف، ما لم تضبط بضوابط الشريعة والعقل.
إن العاطفة قد تدفع بعض الشباب المتحمسين إلى تخطئة وازدراء بعض العلماء، واتهامه بالعجز والخور والجبن، لماذا؟ لأنه لم يصدر الفتاوى النارية، ولو أفتى بما يهوون لرفعوه فوق رؤوسهم.
ونحن نسأل هؤلاء: هل كان -عليه الصلاة والسلام- جباناً أو عاجزاً عندما عقد صلح الحديبية وهو على الحق؟ وهل كان -بأبي هو وأمي، صلى الله عليه وسلم- خوّاراً عندما هم بإعطاء بعض الأحزاب ثلثي ثمار المدينة ليرجعوا عن أصحابه لما شَعُر بقوة العدو وعدم التكافؤ؟.
إن البطولة لا تكون بالاندفاع والمواجهة في كل حال، دون نظر أو علم شرعي؛ بل البطولة حقاً أن تقف مع أمر الله دائماً سلماً وحرباً.
نسأل الله تعالى أن يكشف الغمة، ويصلح الأمة، وأن يعز دينه، ويعلي كلمته، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي خلق فسوى.
الوقفة الخامسة والأخيرة: لا لخلط الأوراق! فإن من الخطأ أن تُستغل هذه الأحداث بطريقة تصفية الحسابات مع هذا الطرف أو ذاك, على نحو ما تصنعه بعض الجهات الإعلامية.
إننا مطالبون ببيان خطر الغلو في الدين، و ضرورة حفظ أمن المجتمع، ومطالبون كذلك ببيان خطر بعض الكتاب في الصحافة والقنوات والإذاعات الذين لا يزالون منذ وقوع هذه الأحداث ينفثون سمومهم، ويبثون افتراءاتهم على الدين أو العلماء أو المتدينين، وكأن الدين هو سبب هذه الأحداث.
اسمحوا لي ولو أطلت عليكم قليلاً اليوم.
والله إنني لأعجب، بل لا أكتمكم سراً أني قد أضحك -وشر البلية ما يضحك- وأنا أقرأ لأحد الكتاب المنحرفين فكرياً وأخلاقياً، وأنزه هذا المنبر عن ذكر اسمه، يذكر في مقاله قبل أمس أن هذه الحوادث العنيفة طبيعتها الدينية، وأن سببها الكتب الشرعية والخطب! يقول بالنص: كل هؤلاء الذين صاروا وقوداً لهذه الحوادث هم ضحية لغياب ثقافة الكتاب الحديثة، وسيطرة ثقافة الكتاب القديم، والثقافة الشفهية التي تقوم على مخاطبة العاطفة برنين الكلمات، والصوت الجهوري الرنان. اهـ.
ثم يتهم هذا الضال لجان المناصحة التي نفع الله بها في السجون بأنهم مثل مَن يناصحونهم؛ لكونهم ينتمون إلى مدرسة واحدة، فيقول: في بعض الأحيان أشعر أن هؤلاء المناصحين هم في حاجة إلى من يناصحهم. هم المشكلة وليسوا الحل. لماذا؟ يقول: كلا الطرفين يقرأ من الكتاب نفسه، ويصدر عن المنطلقات نفسها، ويتجه إلى الأهداف نفسها!.
هكذا! بكل خبث وجرأة، يتجرأ هذا السفيه على ثوابت الأمة ومنطلقاتها الدينية؛ بل ويطعن في المنهج الشرعي (القديم كما يزعم)، والذي قامت عليه هذه البلاد المباركة، بدعوى أن أفراداً شُذَّاذَاً ينتمون إلى هذا المنهج قاموا بهذه الأعمال.
إننا نتساءل أمام هذا الكلام الخطير، أين الرقابة والمحاسبة لهذا الكاتب؟ أين رئيس التحرير هذه الصحيفة؟ بل أقول: أين وزارة الثقافة والإعلام؟ وهل يرضى معالي الوزير -هداه الله- بهذا الطعن الذي يتكرر مراراً من هذا الكاتب؟.
إن خلط الأوراق، وتوسيع دوائر الاتهام يزيد الشعور بالعدوان والظلم، وإن من يتمتع بحس شرعي، أو على الأقل بحس وطني، لا يسوِّغ له أن يسهم في زيادة وقود الفتنة.
ألا فليعلم هؤلاء أن الكلمة أمانة, ورب كلمة تهوي بصاحبها في النار، (فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) [البقرة:79].
عباد الله: إنه على الرغم من الجهود الجبارة التي يقوم بها رجال الأمن -وفقهم الله- في التصدي لهذا الفكر الضال وأعمالِه الإفسادية، إلا أننا نقول: الأمن مسؤولية الجميع، إن الإبلاغَ عن كُلِّ ما يريب، ومناصحةَ كل أخ أو قريب، أمانةٌ في عنق كل مسلم، وأنَّ الإنكار على كل فكرةٍ باطلة أو قولٍ منحرف هو من فروض الأعيان على كُلِّ قادر من طلبة العلم والدعاة والمربين، نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين.
اللهم صل على محمد... اللهم ارحم أبطالنا رجال الأمن، واكفنا شر هؤلاء المفسدين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم