عناصر الخطبة
1/ اختلاف معاملة الله مع المؤمن عنها مع الكافر 2/ سنن الله في عقوبة المسلمين وسببها 3/ سنن الله في استدراج العصاة والكافرين 4/ تأملات في أحداث غزوة أُحُد 5/ معالم تربوية في غزوة أُحُد 6/ أثر معاصي العباد في تسليط العدو عليهم.اقتباس
وهكذا يفعل الرب -تعالى- في عباده في عقوبات جرائمهم، فيؤدب عبده المؤمن الذي يحبه وهو كريم عنده بأدنى ذلة وهفوة فلا يزال مستيقظا حذرًا. وأما من سقط من عينه وهان عليه؛ فإنه يخلي بينه وبين معاصيه، وكلما أحدث ذنبًا أحدث له نعمة، والمغرور يظن أن ذلك من كرامته عليه، ولا يعلم أن ذلك عين الإهانة، وأنه يريد به العذاب الشديد والعقوبة التي لا عاقبة معها؛ كما في الحديث المشهور "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة".
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
تقدم فيما مضى أننا عندما نتعجب من أوضاع الأمة اليوم ونتساءل لِمَ كل هذا؟! لا بد أن نفتح باب الأسباب الشرعية والكونية، وننظر من خلال ذلك الباب لندرك الإجابة، لندرك لماذا صارت أحوال الأمة إلى ما نراه اليوم من تدهور مخيف.
أيها الإخوة: أما الأسباب الكونية المادية فهي -كما تقدم فيما مضى- جارية على جميع البشر مؤمنهم وكافرهم، وقد أبدع الكفار في اتخاذ التدابير المادية بخلاف المسلمين الذين تخلفوا عنها لظروف سياسية تاريخية يطول سردها.
ولذلك سنتكلم اليوم -إن شاء الله تعالى- عن الأسباب الشرعية التي هي خاصة بنا نحن المسلمين، فتعامل الرب -جل وعلا- مع المؤمن ليس كتعامله مع الكافر.
ولذلك علق ابن القيم -رحمه الله- حول ما حصل للثلاثة المخلّفين في غزوة تبوك، وما نزل فيهم من أحكام سماوية فقال: "وفي نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن كلام هؤلاء الثلاثة من بين سائر مَن تخلف عنهم دليلٌ على صدقهم" أي: الثلاثة المؤمنين "وكذب الباقين" أي: المنافقين، "فأراد" أي: الله –تعالى- "هجر الصادقين وتأديبهم على الذنب"، على ذلك الذنب، "وأما المنافقون فجرمهم أعظم مِن أن يُقابَل بالهجر، فدواء هذا المرض لا يعمل في مرض النفاق، ولا فائدة فيه، وهكذا يفعل الرب -تعالى- في عباده في عقوبات جرائمهم، فيؤدب عبده المؤمن الذي يحبه وهو كريم عنده بأدنى ذلة وهفوة فلا يزال مستيقظا حذرًا.
وأما من سقط من عينه وهان عليه؛ فإنه يخلي بينه وبين معاصيه، وكلما أحدث ذنبًا أحدث له نعمة، والمغرور يظن أن ذلك من كرامته عليه، ولا يعلم أن ذلك عين الإهانة، وأنه يريد به العذاب الشديد والعقوبة التي لا عاقبة معها؛ كما في الحديث المشهور "إذا أراد الله بعبده الخير عجّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة".
ولهذا أيها الإخوة يبطل عجب بعض المسلمين عندما يرون ابتلاء الله -تعالى- للمسلمين بشديد الابتلاءات دون المشركين، فالابتلاء لهم إمهال واستدراج والابتلاء للمسلمين توعية وتنبيه حتى يطهروا من ذنوبهم ويتطهروا، منهم من يتطهر ويصحو من غفلته ويعود المسلمون إلى دينهم عودة رشيدة فبه وحده عزنا كما قال -تعالى-: (مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا) [فاطر: 10].
وفي صحيح الترغيب بسند صحيح عن طارق بن شهاب قال: "خرج عمر بن الخطَّاب إلى الشَّام ومعنا أبو عبيدة بن الجرَّاح، فأَتَوا على مخاضة –مكان ضحل من الماء يخوضه الناس مشاة أو ركبانًا- وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفَّيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة: يا أمير المؤمنين! أأنت تفعل هذا، تخلع خفَّيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك، وتخوض بها المخاضة؟! ما يسرُّني أنَّ أهل البلد استشرفوك. فقال عمر: أوَّه، لو قال ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالًا لأمَّة محمَّد -صلى الله عليه وسلم-؛ إنَّا كنَّا أذلَّ قوم، فأعزَّنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العزَّة بغير ما أعزَّنا الله به أذلَّنا الله".
وإذا كانت معصية بعض الرماة في غزوة أُحد تسببت في الهزيمة، بل كاد أن يُقتل النبي -صلى الله عليه وسلم- وشُجّ وجهه، وكُسرت رباعيته، وتسببت تلك المعصية في سفك دماء خيرة الصحابة.
هذا كان في زمن خير البرية -صلى الله عليه وسلم- فكيف بزماننا اليوم، واستفحال المعاصي كبيرها وصغيرها، وبروزها علانية في كل ناحية من نواحي الأمة؟!
في صحيح البخاري عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: "جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- على الرجالة يوم أُحد وكانوا خمسين رجلاً عبد الله بن جبير، فقال: "إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم"، لا تتركوا ذلك المكان في جبل الرماة "هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم وأوطأناهم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم"، يوصيهم النبي -صلى الله عليه وسلم-.
"فهزموهم قال: فأنا والله رأيت النساء يتشددن قد بدت خلاخلهن وأسوقهن رافعات ثيابهن"، وهذا طبعًا قبل فرض الحجاب؛ لأن غزوة أحد كانت في السنة الثالثة من الهجرة، أما الحجاب فقد فُرض في السنة الرابعة أو الخامسة من الهجرة على الراجح.
فقال أصحاب عبد الله بن جبير: "الغنيمة أي قوم الغنيمة، ظهر أصحابكم فما تنتظرون؟" يعني قد هزموهم، فماذا تنتظرون؟! أدركوا تلك الغنائم. فقال عبد الله بن جبير: أنسيتم ما قال لكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قالوا: والله لنأتين الناس فلنصيبن من الغنيمة، فلما أتوهم صرفت وجوههم فأقبلوا منهزمين. فذاك إذ يدعوهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- في أخراهم فلم يبقَ مع النبي -صلى الله عليه وسلم- غير اثني عشر رجلاً فأصابوا منا سبعين. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه أصابوا من المشركين في يوم بدر مائة وأربعين، سبعين أسيرًا وسبعين قتيلاً".
ولما تساءل المسلمون أنَّى هذا؟ كيف ننهزم ونحن أولياء الله ونحن عباده الذين يقاتلون من أجل دينه؟! قال -تعالى-: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا) في انتصاركم في معركة بدر (قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران:165].
(قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ) أي: أن هذا هو نتيجة تنازعكم ومعصيتكم من بعد ما أراكم ما تحبون من النصر، فعودوا إلى أنفسكم أنتم باللوم، لوموا أنفسكم (إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [آل عمران:165].
إياكم وسوء الظن بالله؛ فإنه قادر على نصركم، ولكن حكمته كانت في ابتلاءكم ومصيبتكم تدريبًا لكم وتعريفًا بحقائق السنن، ولذلك قال سبحانه (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ) [محمد: 7].
وفي هذا أيضا أنزل الله -تعالى- قوله: (وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ)، هذا في بداية المعركة (حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [آل عمران:152].
هذه هي الحقيقة، هذه هي السُّنّة الشرعية التي شاء الله أن يعلمها عباده في صميم الحدث، إن القرآن هنا يربينا بأحداث معركة أُحد، وببيان الأسباب التي أدت إلى تخلف النصر على المسلمين حينما قصَّروا في احترام الأمر الشرعي في ذات أنفسهم في بعض مواقف المعركة، وهو سبب شرعي غير مرئي لكن أثره حاسم، وحينما قصروا كذلك في اتخاذ الأسباب العملية في بعض مواقفهم، حين ظنوا أن مجرد كونهم مسلمين فسوف ينتصرون حتمًا بغضّ النظر عن بذلهم للسبب العملي المادي حينئذ تركهم الله -عز وجل- يلقون الهزيمة ويعانون آلامها المريرة.
أما المشركون فسُنّة الله -تعالى- فيهم هي السنة الكونية المادية، تلك التي يشتركون فيها مع المسلمين، سواء بسواء، من أتقن وأحسن في اتخاذ الأسباب المادية كان أقرب إلى النصر من الآخر، لكنّ حدود المشركين الدنيا دون الآخرة فهم فيها منعمون رغم كفرهم.
وقد بيّن الله -تعالى- مبينًا سنته التي تجري على الكفار (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) [الأنعام:44].
تأملوا في السنة الربانية سُنّة الاستدراج ينسون ما أمرهم الله -تعالى- فيفتح الله عليهم أبواب كل شيء من الأرزاق والنعم والخيرات، هل هو محبة فيهم، اللهم لا، هل هو تقدير لفعلهم؟ فإنهم معرضون، كلا إنما هو استدراج كما قال -تعالى-: (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [الأعراف: 182- 183].
وكقوله -تعالى-: (فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [القلم: 44- 45]، وكما ظنَّ صاحب المال والأولاد أنه على خير لما قال -تعالى-: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا * وَبَنِينَ شُهُودًا * وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا * سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا) [المدثر: 11- 17].
وقال -تعالى-: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [آل عمران:180].
في صحيح الجامع من حديث عقبة قال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج"، ثم تلا قوله -تعالى-: (فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ) [الأنعام:44].
كم تنعم الفراعنة من قرن، كم تنعم الجبارون من قوم هود أولئك الذين بنوا (إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ) [الفجر: 7- 8]، كم؟ مئات السنين لكن الخاتمة كانت وبالاً عليهم، فما على العباد إلا اتخاذ الأسباب، أما أعمار الأمم فإنها لا تُقاس بأعمار الأفراد ننتهي، ويخلفنا غيرنا وغيرهم وهكذا، وموعود الله -تعالى- غيبي لا يعلمه إلا هو وقد قال -تعالى-: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا) [الكهف:59].
فنعود مرة أخرى معاشر المسلمين لنؤكد على أن السنن الشرعية غير المرئية هي من أقوى أسباب نهوض الأمة، واستنهاضها، وخلاصها من المستوى الذي نراه.
ولقد صح في البخاري أن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- رأى أن له فضلاً على من دونه أي: بسبب شجاعته وفروسيته، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "هل تُنْصَرُون وتُرْزَقُون إلا بضعفائكم"، وفي لفظ صحيح في النسائي: "إنما ينصر الله هذه الأمة؛ بضعيفها بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم".
هذا الحديث يدل على أن لمعاصي العباد أثر في تسليط عدوهم عليهم، ونَيْلهم منهم، وأن أعظم ما ينصر المؤمنين -قبل بذل الأسباب المادية-: صلاتهم ودعائهم وإخلاصهم لله -تبارك وتعالى-.
ولذلك قال أبو الدرداء: "إنما تقاتلون بأعمالكم" أي: بصالح أعمالكم، فلنراجع آية كريمة رتبت حقيقة التغيير ونصت على أن التغيير في العالم المحسوس يبدأ بتغيير ما في النفوس، فقد قال -تعالى-: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [الأنفال:53].
وقال سبحانه: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، إن الأسباب في حياة المسلم سواء كانت كونية أو شرعية تستدعي الفهم أولاً، ثم العزم الأكيد على التطبيق والتوكل على الله لا على الأسباب (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ) [الروم: 4- 5].
اللهم أعز الإسلام والمسلمين..
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم