عناصر الخطبة
1/ حقيقة الغُثائية 2/ المؤمن كالغيث 3/ أعداء الأمة يعملون 4/ صفوف المسلمين ثلاثةاقتباس
إنَّ مالكَ الملكِ اللهُ -جل جلالُه-، بيدهِ وحدَهُ ملكوتُ كلِّ شيءٍ، يؤتي الملكَ من يشاءُ وينزعُ الملكَ ممن يشاءُ. هو وحدَهُ مَلِكُ السماواتِ والأرضِ وما بينهما وما فيهن، يملكُ الخلقَ وما يملكونَ، يملكُ الملائكةَ والإنسَ...
الخُطْبَةُ الأُوْلَى:
الحمدُ للهِ الملكِ الحقِّ المبينِ، له ملكُ السَّماواتِ والأرضِ وما بينَهما وما فيهنَّ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأشهدُ أنّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ: فاتَّقوا اللهَ -عبادَ اللهِ- حقَّ التَّقوى، وراقبوهُ في السِّرِّ والنَّجوى، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
عبادَ الله: “إِنَّا لَا نَسْجُدُ إِلَّا لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-”.
هكذا أعلنها جعفرُ بنُ أبي طالبٍ -رضي اللهُ عنه-، عندما دخلَ على النجاشيِّ ملكِ الحبشةِ، وكانت قريشٌ قد أوفدَتْ إليه عمرَو بنَ العاص وعُمارةَ بن الوليدِ معهما الهدايا ليعودَا بالمهاجرينَ المستضعفينَ إلى مكةَ، فيسوموهُم سوءَ العذابِ.
ما إنْ دخلَ عمرو وعُمارةُ على النجاشيِّ حتى سجدَا له، فلما دخلَ عليه جعفرُ بن أبي طالبٍ ومَن معهُ مِن الصحابةِ رضوانُ اللهِ عليهم لم يسجدوا للملكِ، فقال الحُرّاس لجعفر: مَا لَكَ لَا تَسْجُدُ لِلْمَلِكِ؟ قَالَ: “إِنَّا لَا نَسْجُدُ إِلَّا لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-”، قَالوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: “إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ- بَعَثَ إِلَيْنَا رَسُولَهُ -صلى الله عليه وسلم- وَأَمَرَنَا أَنْ لَا نَسْجُدَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-”. رواه أحمد.
أصلُ فسادِ الإنسانِ طُغيانُه، وإنَّما ينشأُ طُغيانُه عندما يرى أنَّه استغنى عن ربِّهِ ومولاه، قال -تعالى-: (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى) [العلق: 6-7].
وإنما تنشأُ رُؤيةُ الاستغناءِ عن اللهِ برؤيةِ المِلك، فكلَّما مَلَكَ الإنسانُ شيئًا، حدَثَ له من الاستغناءِ بقدرِ ما يملكُ، وخضعَ الناسُ له بقدرِ ما يرونَ معهُ من ذلك، وهذا هو أصلُ كلِّ فسادٍ في هذا العالمِ؛ فكلُّ مَن ملكَ مالًا أو جاهًا أو سلطانًا أو شيئًا من الدُّنيا تعلَّقتْ به القلوبُ؛ طَمَعًا في شيءٍ مما يملكُ.
فتِّشْ عن تملُّقِ المنافقينَ لأسيادِهم من الكافرينَ، وعن مُداهنةِ عمائمِ السُّوءِ للغَربِ أو للسلاطينِ، وعن تزلُّفِ ذي الوَجهين لأصحابِ الملايين، ترَ أنَّهم ما فعلوا ذلكَ إلا رجاءَ شيءٍ مما يملِكُهُ المساكينُ.
انظُرْ إلى هَشاشةِ النُّفوسِ أمامَ قُوةِ المجرمينَ وأهلِ الفجورِ، فإنّها ما ضَعُفَتْ إلا ظنًّا أنَّهم يملكونَ مقاليدَ الأمورِ. بلِ انظُرْ إلى رياءِ المرائينَ، ترَهُم ما راءَوا بأعمالِهم أهلَ الدنيا، إلا طمَعًا في حظٍّ ملكوهُ منها. بل تأمَّلْ في كلِّ شركٍ باللهِ حصلَ في هذا العالمِ، ترَ أن منشأَهُ هو تعلُّقُ القلوبِ بغيرِ اللهِ، ظنًّا أن لهم من المُلكِ والتصرُّفِ شيئًا.
عبادَ اللهِ: إنَّ مالكَ الملكِ اللهُ -جل جلالُه-، بيدهِ وحدَهُ ملكوتُ كلِّ شيءٍ، يؤتي الملكَ من يشاءُ وينزعُ الملكَ ممن يشاءُ.
هو وحدَهُ مَلِكُ السماواتِ والأرضِ وما بينهما وما فيهن، يملكُ الخلقَ وما يملكونَ، يملكُ الملائكةَ والإنسَ والجنَّ والطيرَ والوحشَ والجبالَ والأموالَ، يملكُ النفعَ والضَّرَّ، يملكُ الحياةَ والموتَ، يملكُ العطاءَ والمنعَ، يملكُ السمعَ والأبصارَ والأفئدةَ، يملكُ القوةَ والقدرةَ، يملكُ الغلبةَ والمنعةَ.
ألم يَقُلِ اللهُ: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) [الملك: 1]؟
ها هي الآياتُ تخاطِب قلبَك لتسجُد به له وحدَه: (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ * قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) [المؤمنون: 84-89].
يقول الملكُ الحقُّ -سبحانه-: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ) [آل عمران: 26].
الملكُ الحقُّ، الذي بيدهِ خزائنُ كلِّ شيءٍ، والمتصرِّفُ في كلِّ شيءٍ على الحقيقةِ، هو الله، قال -سبحانه-: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ) [طه: 114].
ويقولُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: “لَا مَالِكَ إِلَّا اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ-”. رواه مسلم.
لقد كان -صلى الله عليه وسلم- يُعلِن إذا أصبحَ وإذا أمسى وإذا أخذ مضجعَهُ، أنَّ المَلِكَ هو اللهُ وحدَه، ويحمدُ ربَّهُ أنَّ المُلْكَ له وحدَه.
فكان يقول إذا أصبح: “أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ”، وإذا أمسى قال أيضا: “أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لِلَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ” رواه مسلم.
وكان -صلى الله عليه وسلم- يقول إذا أخذ مَضْجَعَهُ: “اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَلِكَ كُلِّ شَيْءٍ، وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ، وَلَكَ كُلُّ شَيْءٍ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ النَّارِ”. رواه أحمد.
كان يعلِنُ في صلاته بقلبه ولسانه -صلى الله عليه وسلم- أنّ اللهَ هو المَلِكُ وحدهُ لا شريك له.
فقد كان مِن ثناء النبي -صلى الله عليه وسلم- على ربه إذا استفتح صلاتَه يقول: “اللهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي، وَأَنَا عَبْدُكَ”. رواه مسلم.
وكان يقولُ في ركوعه وسجوده: “سُبْحَانَ ذِي الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ”. رواه أبو داود.
إذا كان اللهُ يملكُ كلَّ شيءٍ، فماذا يملكُ غيرُه؟
إنَّ كلَّ مَن سِوى اللهِ لا يملكونَ مثقالَ ذَرَّةٍ في السماواتِ والأرضِ، وليس لهم مع اللهِ أدنى شراكةٍ في مِلكٍ، لا يملكون لأنفسِهم ولا لغيرِهم موتًا ولا حياةً، ولا نفعًا ولا ضَرًّا، ولا كشفَ ضُرٍّ ولا تحويلَه.
استمع إلى كلامِ ربِّك وهو يحررُ قلبَك من التعلقِ بغَيرِه فيقول: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا) [الفرقان: 3]، ويقولُ -سبحانه-: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) [سبأ: 22]، ويقولُ عزّ وجلّ: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا) [الإسراء: 56]، ويقولُ -تعالى-: (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ) [الفرقان: 2].
إلى أولئك الذين تعلَّقَت قلوبُهم بالأنداد من الأحياء أو الموتى؛ ظنًّا أنَّ لهم تصرُّفًا في مُلْك الله، ألم يَقُلِ اللهُ لخَيرِ خَلقِه نبيِّنا محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-: (قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ) [الأعراف: 188]؟
إلى أولئك الذين تعلَّقَت قلوبُهم في أرزاقهم بغير الله، فنافَقُوا أو داهَنوا خوفًا على قطع أرزاقهم مِن عَبيدٍ مثلِهم، ألم يَقُلْ -سبحانه-: (إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [العنكبوت: 17]؟
أتخافُه وهو لا يملك القِطْمير؟ (ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ) [فاطر: 13]. أتدري ما القِطميرُ؟ أرأيتَ تِلكَ اللُّفافةَ الرقيقةَ على النَّواةِ؟ فإنَّ أربابَ السُّلطةِ والأموالِ لا يملكونَها!
يا من راءَيتَ بعملِكَ الخلقَ لِيُحبُّوكَ ويُثْنوا عليك، واللهِ! لا يملكُ الخلقُ قلوبَهم، لا يملكونَ الحُبَّ والبُغضَ، والزَّينَ والشَّينَ، والخفضَ والرفعَ، بل كلُّ ذلك للهِ. قال رَجلٌ للنبي -صلى الله عليه وسلم-: “إِنَّ حَمْدِي زَيْنٌ وَإِنَّ ذَمِّي شَيْنٌ”، فَقَالَ له -صلى الله عليه وسلم-: “ذَاكَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-”. رواه الترمذي.
إنَّ العبدَ الموحِّدَ لربِّه حقًّا لا يفتقرُ قلبُه إلا لله، ولا يَدينُ إلا له، ولا يَعبدُ إلا إياه، ولا يَخضعُ لحاكمٍ سواه، ولا يقصِدُ مرضاةَ غيرِه، لأنه على الحقيقةِ لا مَلِكَ إلا اللهُ؛ فالذي يملكُ حقًّا هو الذي يُعبَدُ، وهو الذي يَشْرَعُ، وهو الذي يُوجِبُ ويُحِلّ ويُحرِّم، وإذا كان ملوكُ الدُّنيا يأبَونَ أن يُنازعَهُم أحدٌ حُكمَهُم، فكيفَ بمَلِكِ الملوكِ الذي هو فَوقَ كلِّ ملكٍ، وهو المالكُ وحدَهُ على الحقيقة؟ قال -تعالى-: (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [المائدة: 76].
باركَ اللهُ لي ولكُم في القرآنِ العظيمِ، ونَفَعني وإيّاكم بما فيهِ من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، وأَستغفرُ اللهَ لي ولكُم فاستغفِروهُ، إنَّه هو الغَفورُ الرّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آلهِ وصحبِه ومن والاه.
أما بعدُ، عبادَ الله: فإنَّ الإنسانَ في هذه الدنيا يظنُّ أن له مُلكًا، فإذا كان يومُ القيامةِ أدركَ جميعُ الخلقِ أنَّ الـمُلْكَ حقًّا لله، إذ يأتونَ ربَّهم فُرادى كما خلقَهم أولَ مرةٍ، حُفاةً عُراةً، بارزينَ بين يديه.
إنَّه -سبحانه- مالكُ الدنيا والآخرةِ، مالكُ يومِ الدين، حيث قال -سبحانه-: (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ) [غافر: 16]، وقال -تعالى-: (الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا) [الفرقان: 26]؛ فأين ملوكُ الأرض يومَ القيامة، وأينَ ما كانوا يملِكون؟
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ، وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ”. رواه البخاري ومسلم.
يومئذٍ لا تملِكُ نفسٌ لنفسٍ شيئًا، لا يملِكونَ شفاعةً ولا خطابًا، إلا بإذن الـمَلكِ الحقّ الذي له الـمُلكُ كلُّه، لا شريكَ له.
اللهم املأ قلوبنا إيمانًا بك، وتوحيدًا لك، وتوكُّلًا عليك.
اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك -صلى الله عليه وسلم- وعبادَك الصالحين.
اللهم نجِّ عبادَك المستضعفين، وفرِّج عن المكروبين من إخواننا المؤمنين.
اللّهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمّتَنا وُولاةَ أمورِنا، واجعل وِلايتَنا فيمن خافَكَ واتّقاكَ واتّبعَ رِضاك.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم