عناصر الخطبة
1/ ضرورة الاعتناء بقضايا المرأة 2/ ما هو الفراغ العاطفي؟ 3/ وجوب إعانة المرأة على مصارعة الأعداء 4/ المسلمون بين طرفي نقيض 5/ العدل بين الأولاد 6/ الاهتمام بالزوجة والبنت والمحارم ورعايتهم عاطفيًّا 7/ الهدي النبوي في معاملة النساء 8/ بعض الحلول في معاملة المرأة 9/ فساد المجتمع بسبب الإجحاف في الإفراط والتفريطاقتباس
فهل نعرف ما هو الفراغ العاطفي، إنه الجفاء في المعاملة مع المرأة، أيًّا كانت زوجة أو بنتًا أو أختًا، فلا تسمع بكلام طيب، ولا يحيط بها في المنزل إلا الأوامر والنواهي، فإذا سمعت بكلام من يزعم أنه يدعو إلى حرية المرأة، انحرف قلبها إليه؛ ظنًّا منها أن في ذلك خلاصًا لما تعيشه من الفراغ العاطفي، وجحيم الأسرة حسب فكرها ..
أما بعد:
فيا أيها الناس: في زحمة المغريات، وكثرة أعداء الفضيلة الذين يتربصون بالمرأة، يجب أن يكون المسلم يدًا معينة للمرأة على البقاء على قِيَمها، وحدود شرعها، وصون كرامتها.
عباد الله: إنني أقول ذلك لأنني أرى بعض الأولياء من آباء وإخوان وأزواج أصبحوا بسوء معاملتهم مع مولياتهم يدفعون بهن إلى ما يلقيه أعداء المرأة، ويجعلها تنخدع بكلامهم المزيف.
نعم عباد الله: إن كثيرًا من نسائنا يحتويهن الفراغ العاطفي.
فهل نعرف ما هو الفراغ العاطفي، إنه الجفاء في المعاملة مع المرأة، أيًّا كانت زوجة أو بنتًا أو أختًا، فلا تسمع بكلام طيب، ولا يحيط بها في المنزل إلا الأوامر والنواهي، فإذا سمعت بكلام من يزعم أنه يدعو إلى حرية المرأة، انحرف قلبها إليه؛ ظنًّا منها أن في ذلك خلاصًا لما تعيشه من الفراغ العاطفي، وجحيم الأسرة حسب فكرها.
معاشر المسلمين: إن المرأة أيًّا كانت زوجةً أو أمًّا أو أختًا أو بنتًا يحيط بها في مجتمعنا أمور عظيمة من شهوات وشبهات ومضللون، كلهم يحاولون إضلالها، وعلى الولي مهمة عظيمة في إعانة المرأة على مصارعة هؤلاء الأعداء.
فالمدرسة، والحي، و الأقارب، والإعلام، والإغراءات المادية، والشهوات الجنسية، تطارد المرأة في هذه الزمن، من كل حدب وصوب، وفي كل طريق، وذلك أنها قد تجد بعض رفقاء السوء خلال هذه القنوات.
عباد الله: انه للأسف نرى كثيرًا من الرجال أصبح معينًا للمرأة على الضلال لا أنه يجيئها بالفتن ونحوه فحسب، بل لانحرافه من الجهة الأخرى، فالشدة والاتهامات، والأوامر والنواهي المتوالية في الحد من تطلعات المرأة، يجعل المرأة تبحث عن السعادة ولو كانت باتباع أنصار الحرية الوهمية، وذلك لجهلها وجهل وليها ولأنها تحتاج أن تملأ فراغها العاطفي.
أيها المسلمون: سأضرب لكم مثلاً ليتضح المقال: في إحدى الأيام ألقت الهيئة القبض على امرأة مع رجل في خلوة محرمة، وبعد التحقيق اتضح أن المرأة متزوجة ولديها أولاد وبنات، وكان سبب سقوطها مع هذا الرجل الأجنبي هو تلك الكلمات المعسولة التي يُسمِعُها إياها، تقول: لم أعتد على هذه الكلمات، ولم أسمعها ولو مرة واحدة من زوجي.
هذا هو الفراغ العاطفي، ومثله البنت لا تسمع من أبويها إلا الأوامر والنواهي لم يقبّلها أبوها يومًا، فضلاً أن يضمها لصدره حتى ولو قدم من سفر، لم تسمع منه كلمة ثناء ومدح لجمالها، بل قل أن يجلس معها ويسامرها.
وكذلك الأم تنشغل عن بناتها، تقول إحدى البنات والتي تبلغ من العمر 16سنة: سبب انحرافي هو انشغال أمي عني بالذهاب إلى بيت جدي وجدتي، فهي تذهب في الأسبوع قرابة ثلاث مرات، وكلما طلبت منها البقاء، قالت: بأني لست طفلة، فقد كبرت ولا أحتاج لحنان الأم.
وأخرى انشغلت عنها أمها بالرشاقة والزينة.
عباد الله: نحن بين طرفي نقيض إما كبت وحرمان، وشكوك واتهامات، أو إلقاء للحبل على الغارب فلا رقيب ولا حسيب.
نحن نحتاج إلى من يجمع بين الأمرين، نحتاج إلى من يجعل همه كله لبيته، فيملأ الفراغ العاطفي الموجود في بيته، ومع ذلك يجعل خطوطًا حمراء لا يمكن التجاوز عنها بحال. حتى لا يميل إلى أحد الطرفين ويعدل عن الوسطية.
أيها المؤمن: إن من الرجال من تجاوز ذلك كله إلى الضرب المبرح، الذي يزج بحياة الأسرة إلى الهاوية.
ألم تسمعوا بهروب الفتيات؟ نعم فتيات يهربن من بيوت أهلهن، فعلى حسب إحصاءات وزارة الداخلية ودوائرها المختصة، بلغ عدد الفتيات الهاربات من بيوت أهلهن 850حالة خلال عام واحد، وهي إحصائية قبل أكثر من خمس سنوات، هذا فضلاً عمن آثر الصمت ولم يبلغ عن فتاته الهاربة، أي بمعدل فتاتين في كل يوم تهرب من بيت أهلها.
عباد الله: ليس من العيب أن يتعلم الرجل كيف يتعامل مع قريبته سواء زوجة أو أختًا أو بنتا، فالبعض لا يعرف ألفاظ العاطفة إلا مع الزوجة.
وآخرون يعامل أبناءه الذكور بغير معاملة الإناث فتجده إذا أقبل من السفر قبّل الذكور وإما الإناث فالسلام من بعيد، والبنت لا تجرؤ على تقبيل أبيها؛ لأنه لا يشعرها بالرغبة في ذلك، بل لا يجلس معها ولا يسامرها بالحديث.
أيها المؤمنون: نحن بحاجة إلى ترتيب الأوراق في معاملتنا مع نسائنا، فالأمر خطير، وأعداء المرأة يستغلون قسوتنا لالتقاط أفكار نسائنا، ومن ثم إخراجهن من حدود الشرع.
اللهم أصلح أحوال المسلمين، واحفظ نسائهم من التبرج والسفور.
أقول قولي هذا وأستغفر الله.........
الخطبة الثانية:
أما بعد: فيا أيها المؤمنون: كل الهدي في اتباع شرع نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فلقد كان مثالاً يحتذى في المعاملة مع المرأة، ونجد أن كثيرًا من المسلمين بعيدون عن سيرة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
فها هو صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخلت عليه ابنته فاطمة قام إليها وقبَّل ما بين عينيها، وأخذ بيدها وأجلسها بجنبه.
وكان صلى الله عليه وآله وسلم يسابق عائشة رضي الله عنها. كما أخرجه أهل السنن.
وكان يستشير نساءه كما فعل مع أم سلمة في صلح الحديبية.
بل كان يسهر مع نسائه ويسامرهن، كما أخرجه البخاري من حديث عائشة في قصة أم زرع.
فأين نحن من هذا الهدي النبوي الكريم؟
إن القاعدة العامة التي يجب على الجميع السير وراءها أنه لا إفراط ولا تفريط فكثير من الأولياء يعامل نساءه وكأنه يعيش قبل خمسين سنة.
عباد الله: كما أن خروج المرأة وقيادتها للسيارة، وكشف وجهها، واختلاطها بالرجال من الأخطار التي تهدد المرأة، لنعلم أن التعامل مع المرأة وكسب فراغها العاطفي هو أكبر العوامل في صد هذه الأخطار، ولربما كان العكس سببًا في الزجّ بها في تلك الهاوية، ولهذا سنتعرض بإيجاز لبعض الحلول في معاملة المرأة أيًّا كانت داخل المنزل وخارجه.
أيها المسلمون: إن المرأة إنسان له غرائزه التي تحتاج إلى من يحسن المعاملة معه، ومن أراد الحياة الهنية له ولأهل بيته، ومن أراد أن يحافظ على نسائه، فليتعلم كيف يتعامل مع نسائه، فمن أسباب الانحراف وعكسها هو الحل:
أولاً: العدل بين البنات والأبناء في المعاملة، فلماذا يلبّي الأب كل رغبات الابن من سيارة ونحوها من الكماليات، وإما البنت فلا؟!!
ثانيًا: المعاملة داخل المنزل لا بد من وجود أساليب العاطفة والأبوة، فالأب يقبّل ابنته، ويلاطفها ويجلس معها ويحاورها، ويهدي إليها عبارات الحنان والدلال والحب.
ثالثًا: لا بد أن تكون الأم لصيقة لبناتها، فتكن معهن أينما كنَّ، فالخروج من المنزل وترك الفتيات لوحدهن خطر عظيم، كما يجب على الأم أن تعايش بناتها، وتلبّي احتياجاتها، فكثيرًا من الهموم لدى البنت لا تستطيع البوح بها إلا لأمها، فإذا فقدتها فلمن تبيح بمكنونها؟
رابعًا: إعطاء البنت نوعًا من الثقة، وأن لا يشعرها الأب بالاتهامات، مع وجوب أخذ الحيطة والمراقبة من بعيد، فلا يعني ذلك خروجها مع السائق لوحدها، أو زيارات لصديقاتها....
خامسًا: إيجاد ما يملأ الفراغ لدى الفتيات، من التنزهات العفيفة، ومن جعلها تخرج لما تحتاج إليه من المهمات، وإعطاؤها ما يشبع رغباتها من الكماليات مع الضوابط الشرعية. فهل تعلمون أن شابًّا أسقط شابة في شراكه لما أهداها جوالاً وبطاقات لشحنه، وأهل البيت غافلون.
سادسًا: استخدام وسائل التوعية لدى الفتيات، فالأشرطة التي تحل مشاكل الفتيات، وتملأ فراغهن كثيرة، وكذلك الكتيبات والقصص الهادفة.
- وكذلك دور التحفيظ النسائية، ففيها الخير الكثير والناس عنه بمعزل.
- واختيار الجو المناسب لدراسة المرأة فالمنزل أحيانًا أفضل من بعض المدارس؛ لما تحويه من شر وضلال، وليس كل ما يُعلم يقال.
- انتقاء صديقاتهن والحذر من صديقات السوء، وغالبًا ما يكن من الأقارب وزميلات الدراسة.
- إزالة وسائل الإعلام الفاسدة، واستبدالها بالمفيدة، فقناة المجد خير من الدش والتلفاز والفيديو، وأما المعافى فليحمد الله.
وغيرها كثير، ولكن الواجب أن يبدأ الجميع في العمل من الآن، فالمجتمع يهوى بسبب الإجحاف في الإفراط والتفريط، وقل من الناس من يتعامل بوسطية.
وختامًا لا يغفل المسلم عن الدعاء، فليدع لنفسه ولولده بالصلاح، وليبذل أسباب ذلك، فمن صدق الله صدق الله معه.
اللهم أصلح أحوال المسلمين وألف بين قلوبهم، اللهم احم شباب المسلمين وفتياتهن من كل سوء وضلال، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم فرج عن المسلمين...
ربنا آتنا في الدنيا حسنة........ ربنا لا تجعل في قلوبنا غلاً.......
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم