عناصر الخطبة
1/ضياع الكرامة وامتهانِ العفة 2/خطر الملابس الفاضحة والعبايات المزركشة 3/بعض أحوال الغارقات 4/تقارير ودراسات مذهلة عن العلاقة المحرمة بين الجنسين 5/الغيرة على الأعراض وبعض المظاهر المخلة بها 6/نصيحة للفتياتاقتباس
أيها الناس: الأمر خطيرٌ، الخطب جللٌ، الفتيات يتعرضن اليومَ لهجومٍ كاسحٍ كاسرٍ، يتعرضن اليومَ لابتزازٍ مدمِّرٍ فاجر. أيتها الغافلات: أنتنّ اليوم الشغلُ الشاغلُ للصحافة، وأحاديث المجتمع، صِرْتُنَّ اليوم فرائسَ لذئابٍ بشريةٍ، ما فتئت تلاحقكن في كل مكان. والمصيبة أنك في غفلة وسذاجة، أنتِ أحيانًا سببُ الجريمة، كلما هتكتِ سترَ الحياء، ونزعتِ الحجاب، وكشفت اللحم انقَضَّت عليك العيونُ الجائعة، والقلوبُ المتلصصة. أيتها الفتاة: عندما ترتدين عـ...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره...
أيها الإخوة المسلمون: هذه الخطبةُ ربما ليست لكم، هي صيحةٌ في هواء، أو صرخةٌ في سكون، إن شئتم أن تسمعوها فاسمعوها، وإن شئتم أن تضعوا أصابعكم في آذانكم فضعوها، وإن شئتم أن تغفوا فاغفوا قليلا.
هذه الخطبة لآخرين بعيدين؛ موجهةٌ عبر الأثير إلى فئة من الفئات، موجهةٌ إلى من ختم الله على قلوبهم، وأعمى أبصارهم، وأصمَّ أسماعَهم، موجهةٌ إلى نائمين غافلين ساهين لاهين، قد يستيقظون على خبرٍ صاعق، ونبأٍ قارع -أُعِيذُكم بالله من ذلك اليوم القاصم-، حين يتلقَّى فيه الأبُ والأمُّ والزوجُ والأخ، يتلقَّون فيه النبأ، أو الفضيحة، أو العارَ والشنار.
إنه يومُ ضياعِ الشرف والكرامة يومُ امتهانِ العفةِ والأمانة، لبناتِهم، أو أخواتِهم، أو زوجاتِهم على يدِ وحشٍ ضارٍ، على يدِ لصٍ يهتك الأعراضَ، ويصطاد الحرائرَ؛ ليأكلَ عفافَهُنَّ وحياءَهنَّ، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)[النــور: 19].
يا أهل الغيرة والنخوة: إني أتحدث إليكم حديثاً واقعياً حقيقياً، حديثاً ملؤه الألم والحسرة، حديثًا ملؤه الخوف والشفقة.
أيها الناس: الأمر خطيرٌ، الخطب جللٌ، الفتيات يتعرضن اليومَ لهجومٍ كاسحٍ كاسرٍ، يتعرضن اليومَ لابتزازٍ مدمِّرٍ فاجر.
أيتها الغافلات: أنتنّ اليوم الشغلُ الشاغلُ للصحافة، وأحاديث المجتمع، صِرْتُنَّ اليوم فرائسَ لذئابٍ بشريةٍ، ما فتئت تلاحقكن في كل مكان.
والمصيبة أنك في غفلة وسذاجة، أنتِ أحيانًا سببُ الجريمة، كلما هتكتِ سترَ الحياء، ونزعتِ الحجاب، وكشفت اللحم انقَضَّت عليك العيونُ الجائعة، والقلوبُ المتلصصة.
أيتها الفتاة: عندما ترتدين عباءةً مزركشةً مخصَّرةً مُجسِّدة على الكتف، فتظهر الزينةُ والمستور، ألست تهيجين الغرائز؟ ألست تحرشين الشباب؟ ألست تشاركين في الجريمة؟ قال صلى الله عليه وسلم: "صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا" وذكر: "وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلَاتٌ مُمِيلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا"[رواه مسلم].
وقال صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ"[رواه النسائي وهو حسن].
يا عقلاء يا آباء يا نساء: هل رأيتم الشبابَ في الأسواق كيف يلبسون اللباسَ الغربيَّ الفاضح، يعبثون في شعورِهم بأشكالٍ مخجلة، فيها تشبُّهٌ بالكفرة، قال صلى الله عليه وسلم: "لعن الله الْمُخَنَّثِينَ مِنَ الرِّجَالِ"[رواه الترمذي وهو صحيح].
أتدرون ماذا يريد هؤلاء المتسكِّعون؟ إنهم يبغون بناتِكم ويبحثون عن نسائكم؟
يا أيها الناس: هل دريتم عن هروب الفتيات إلى أوكار الدعارة وشقق الرذيلة؟
هل بلغَتْكُمُ أخبارُ خروج الفتيات مع الفتيان؟
هل علمتم أنَّ من البنات مَنْ توحي لمن أوصلها أنها دخلت مدرستَها أو كليتَها لكنها تحتال وتركب مع عشيقها الخائن من الصباح إلى الظهيرة، يرتادون المطاعمَ والكبائنَ يأكلون ويمرحون ثم يعودون ولا يلوون على شيء؟
كل ذلك يتمُّ دون أن يعلم الأبُ الغافل أو الأخُ الهامل؟
هل تعلمون أن هذه المصائبَ تحدث في الحرمين الشريفين؟
حين يظن الأهلُ أنهم يقضون أوقاتاً إيمانيةً في رحاب الحرم، بينما البناتُ يتجولنَ في الأسواق في مغازلاتٍ مع هاتكي الأعراض، وقاتلي الشرف، وناحري العفة.
كلُّ ذلك يحدث والأهل غافلون، والمصيبة أعظمُ حينما يعلمون ولا يغارون -فنعوذ بالله من الدِّياثة- قال صلى الله عليه وسلم: "ثَلَاثَةٌ قَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَنَّةَ: مُدْمِنُ الْخَمْرِ، وَالْعَاقُّ، وَالدَّيُّوثُ الَّذِي يُقِرُّ فِي أَهْلِهِ الْخُبْثَ -الفسق والفجور-"[رواه أحمد بسند صحيح].
عباد الله: هل ما أقوله واقعٌ أم زورٌ؟ لا قيمة له عند الغارقين في النوم.
إن الذي يحصل حقائقُ ووقائعُ ليست كاذبةً خاطئةً ولا كلاماً جِزافاً ولا تهويلاً، إنها الحقيقةُ المُرّة، ولدى الجهاتِ المختصةِ سِجِلاّتٌ كثيرةٌ بالفواجعِ والفظائع، دونكم هيئةَ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسائلوا الشرطة، لتدركوا فداحةَ المأساة، وحجم المشكلة.
هل ترتادون الأسواق؟
هل تشاهدون ما أشاهد؟
هل تسمعون ما أسمع؟
هل تقرؤون ما أقرأ؟
أيها الغيورون: التقارير تقول: إن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر رصدت مؤخراً في تقريرٍ لها ما يزيد على 200 قضيةٍ ما بين ابتزازٍ وخلوة محرمة بسبب بيئة العمل المختلطة، يبدأ التعارف بزملاء العمل، أو باستغلال مسؤولي الفتيات لسلطتهم الإدارية لابتزازهن، وقد استفحل الأمر بعد تأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية.
أيها الغيورون: الدراسات تقول: إن كارثةً اسمُها العلاقة بين الجنسين، تهدد الأسرَ وتقوض الفضيلة، وتهدم العفة، تبدو مظاهرُها في أشياءَ كثيرةٍ: تبدو في تمرّد الفتاة على البيت، تبدو في كثرة خروجها للأسواق بسبب وغير سبب، تبدو في استخدام الجوالاتِ في ساعات الليل، تبدو في الجلوس أمام الكمبيوتر والفضائيات حتى الفجر.
الدراسات تقول: إن مراسلات الانترنت ومحادثات الشاتات أصبحت جزءاً من حياة الفتاة اليومي إلا من رحم الله.
الدراسات تقول: إن الفتيات يتبادلن اليوم شرائط جنس، ودسكات فجور، وفلاشات رذيلة، ورسائل غرام وأرقام جوالات الذئاب، وصور ساقطين مخنثين كالنساء.
الدراسات تقول: إن موضةً جديدةً تغزو النساء، وهي: استرجالُ النساء ما يسمَّى بالبويات "بويز" تَشَبُّهُ المرأةِ بالرجل في لباسه وشعره وهيئته وألفاظه وتعاطي الدخان والشيشة وربما ما هو أدهى وأمر، قال عائشةُ -رضي الله عنها-: "لَعَنَ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلَةَ مِنَ النِّسَاءِ"[رواه أبو داود وهو صحيح].
وقال ابن عباسٍ -رضي الله عنها-: "لَعَنَ صلى الله عليه وسلم المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بِالنِّسَاءِ، وَالمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بِالرِّجَالِ"[رواه البخاري].
أيها الناس: وماذا بعدُ؟ وماذا بعدُ؟ متى يستيقظ الرجال؟ متى يتنبه الآباء؟ متى يستفيق الأزواج؟ متى ينهض الإخوان؟ متى يقوم الرعاة والمسؤولون بواجبهم تجاه أعراضهم؟.
شعر:
أنا في أرضٍ فلاةٍ *** تائهٌ في الظلماتِ
ربّ ساعدني على *** إصلاح أهلي وبناتي
اللهم استرْ عوراتنا، وأمِّنْ روعاتنا، واحفظنا واحفظْ بناتنا.
أقول قولي هذا...
الخطبة الثانية:
أيها المسلمون: قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ يَغَارُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنَ يَغَارُ" [متفق عليه].
فأين الغيرة على المحارم -يا أمَّة الإسلام-؟
أين الغيرة فيما نشاهده من تكسُّرٍ وتغنُّجٍ وتفسُّخٍ وتبرُّجٍ، نسمع قهقهاتٍ وآهاتٍ بين النساء والرجال والشباب والبنات، ولا حول ولا قوة إلا بالله؟!.
عباد الله: كل مسلمٍ دينٍ صيِّنٍ يعلم من مسلَّمات دينه، وثوابتِ عرضه؛ ما للمرأة المسلمة من خصوصية عن الرجل.
كل مسلم شريفٍ حصيفٍ يفرح ويبتهج حينما توجد في مجتمعاتنا مجمَّعاتٌ نسائية مغلقة، خاصة بالنساء، كمدارس ومعاهد، وكلياتٍ وجامعاتٍ، وأسواق ومستشفياتٍ.
إن المسلم الغيور؛ ليأخذه العجب الشديد، كيف نقع في مخالفةٍ صريحةٍ للشريعة في مسألةٍ يتعدَّى ضررها إلى الأعراض، قال صلى الله عليه وسلم: "إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ" فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: "الْحَمْوُ الْمَوْتُ" [متفق عليه].
فبالله عليكم -يا مسلمون-: هل من الدين والعقل أن يقتحم رجالٌ لتدريس فتيات في جامعات خاصةٍ بالنساء؟
هل من ضرورةٍ أن يشتري الرجل ويتعامل مباشرةً مع فتيات بائعات؟
هل من المنطق والشرف أن تدرِّس أستاذةٌ طلابَ جامعات؟
لماذا هذا الاستفزاز لمشاعر الغيورين؟
يا مسلمون ومسلمات: إذا كان هناك أناسٌ مفسدون يخطِّطون لتغريب المرأة بفرض الاختلاط عليها، والتخلي عن حجابها، فلماذا تستجيب المرأةُ العفيفة لهذه المؤامرةِ الدنيئة؟!
يا فتاةُ: قابلي كلَّ دعوةٍ للحريَّة والتحرر بالاحتقار والازدراء.
نصيحتي لك: أن تتخذي من البيت مقرًّا لحياتك وعملك، وأن تحيليه للزوج والأولاد جنةً وارفةَ الظلال.
بيتَك تحمدي، بيتَك تحمدي، قال تعالى: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)[الأحزاب: 33].
شعر:
إذا قلتُ حقاً فهل تغضبين *** فإني إليك من الناصحين
فقولي لماذا خلعتِ الحجابَ *** وأبرزت جسمَك للناظرين
اللهم أصلح لنا النية والذرية، وارزقنا عيشة هنية.
اللهم اهد شباب وبنات المسلمين، وقربهم من كل خير، وباعدهم عن كل شرٍّ، واجعلهم من الراشدين.
اللهم إنا نسألك أن تحفظ فتياتنا بحفظك، وتولاهن برعايتك.
اللهم اجعلهن مؤمنات عابداتٍ صالحاتٍ مصلحاتٍ، داعيات عاملات برحمتك يا رب البريات.
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان: 74].
اللهم من أراد مجتمعنا وبيوتنا بفسادٍ، أو إفساد؛ فاشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره.
اللهم جنبنا الفتن، ما ظهر منه وما بطن.
اللهم توفنا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين.
اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[البقرة: 201].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم