العراق (8) الإنجاز الأمريكي في العراق

ناصر بن محمد الأحمد

2010-09-20 - 1431/10/11
التصنيفات: الفكر والثقافة
عناصر الخطبة
1/ واقع العراق المؤسف بعد ثلاثة أعوام من الاحتلال 2/ تردي الأوضاع الأمنية 3/ ظهور الجريمة المنظمة وتزايد جرائم القتل 4/ ارتفاع معدلات حوادث الاختطاف 5/ عمالة الأطفال والتسرب المدرسي 6/ ارتفاع معدلات الفقر والبطالة 7/ انتشار آفة المخدرات 8/ اغتيال واختطاف العلماء والأكاديميين 9/ انتشار السرطان وازدياده بنسبة 300%

اقتباس

مرت أكثر من ثلاثة أعوام على الاحتلال الأمريكي للعراق من أجل تطهير المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، ومن أجل إنقاذ الشعب العراقي من الظلم والاضطهاد، ومن أجل إقامة حياة ديمقراطية كما زعمت أمريكا وما تزال تزعم ذلك، أكثر من ثلاثة أعوام مرت على الاحتلال الأمريكي، وها نحن نجد أنفسنا أمام صورة لعراق، لم يبق منه غير الاسم، وخارطة لها حدود واضحة مع الدول المجاورة، لكنها في الداخل ليست كذلك ..

 

 

 

إن الحمد لله... 

أما بعد:

أيها المسلمون: مرت أكثر من ثلاثة أعوام على الاحتلال الأمريكي للعراق من أجل تطهير المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، ومن أجل إنقاذ الشعب العراقي من الظلم والاضطهاد، ومن أجل إقامة حياة ديمقراطية كما زعمت أمريكا وما تزال تزعم ذلك، أكثر من ثلاثة أعوام مرت على الاحتلال الأمريكي، وها نحن نجد أنفسنا أمام صورة لعراق، لم يبق منه غير الاسم، وخارطة لها حدود واضحة مع الدول المجاورة، لكنها في الداخل ليست كذلك؛ هذا هو الإنجاز الأمريكي الضخم في العراق.

لقد شاهد العالم الحضارة الأمريكية والتقدم الأمريكي والأخلاق الأمريكية واضحة في العراق، فعلاً إنه إنجاز ضخم يستحق الإشادة!!

فالكل في الداخل يتناحر، وكل جهة من القوى المستأثرة بالمشهد تريد قضم المزيد من الوطن الممزق؛ لتوسيع مساحتها ومغانمها العرقية والطائفية والحزبية، وبأي ثمن كان، والمجتمع العراقي هو الضحية، وهو الذي يدفع الثمن.

ربما اعتقد كثيرون -وأولهم الرئيس الأمريكي وقادة الأحزاب والقوى العميلة قبيل الاحتلال- أن العراقيين سيستقبلون الجنود الأمريكيين بالزهور، وذهب البعض إلى أبعد من ذلك في تصويره لمشاهد الابتهاج التي ستسود نفوس العراقيين، وهم يصافحون بكل حرارة وحفاوة جنود المارينـز، الذين سيتجولون بكل استرخاء وهدوء داخل المتاجر والأزقة والأحياء العراقية الراقية والشعبية، وسيجلسون في المقاهي، يتسامرون مع العراقيين، ويتبادلون النكات والأحاديث، لكن بعد ثلاثة أعوام من ذلك التاريخ، الذي رسم الكثيرون له صورًا ومشاهد، جاؤوا بها من بوادي الخيال، ومن قناعات حاول الخطاب الأمريكي ترسيخها في عقول الكثيرين، فالذي حصل أن الجندي والضابط والمسؤول المدني الأمريكي في العراق، يعيش اليوم -والحمد لله- في حالة ذعر وهلع ورعب.

قبل ثلاثة أعوام قالوا: سوف نحوِّل العراق إلى أنموذج يقلده الجميع، لكن لم يحصل أي شيء من هذا الكلام.. قبل ثلاثة أعوام، كان الخوف لدى القلة، التي ترى على مسافات بعيدة، وتتمنى أن ينجح الاحتلال، ويصل إلى عقول العراقيين، لكن بعد ثلاثة أعوام انزاحت أثقال المخاوف؛ لأن أهم مراحل الاحتلال قد فشلت، وتبقى المخاوف، ويظل الحذر على أشده من المراحل الأخرى القادمة.

لقد كان الاحتلال البغيض -وما زال- ثقيلاً على نفوس العراقيين، وترك آثاره التدميرية على البناء المجتمعي في شتى نواحيه النفسية والاقتصادية والمعيشية والقيمية والسياسية.

أيها المسلمون: إن المراقب للأوضاع الاجتماعية في العراق -بعد ثلاثة أعوام من الاحتلال- يخرج بانطباع واحد لا يدعوه إلى التفاؤل، فمظاهر الحرب ما زالت ماثلة للعيون، بل إن الحرب ذاتها لا تزال قائمة، وهي واقعة كل يوم، مُوقِعةً خسائر بشرية ومادية واقتصادية واجتماعية بالمجتمع والمحتلين، فبقايا الحرب والتخريب الذي حصل في الطرق والجسور والمباني الحكومية والأهلية والعسكرية والمدنية ما زالت ماثلة كما هي، كما أن الراصد للآثار المجتمعية للحرب في العراق يجدها ماثلة على وجوه الناس ومشاعرهم ومعاناتهم، فأكثر من نصف مليون من السكان فقدوا أحد أبنائهم أو أقاربهم من الدرجة الأولى، كما أن مئات الآلاف من السكان يعانون من توقيف أبنائهم في السجون والمعتقلات الأمريكية، فضلاً عن أن الأجواء العامة للحرب -بكل تفاصيلها وبالصوت والصورة- لا تزال تخيم على الناس في المدن والقرى، فأصوات الانفجارات وأزيز الرصاص والقنابل الصوتية ومشاهد الطائرات الحربية الأمريكية تملأ أجواء المدن، وتملأ قلوب الأطفال بالخوف، وتمنعهم من النوم لساعات طويلة، فضلاً عن هواجس الخوف من المداهمات الليلية لقوات الاحتلال والحكومة، أو القصف العشوائي للمدن والأحياء.

نعم إن أمريكا تستحق الشكر على هذا الإنجاز العظيم في العراق، فمعدلات الجريمة في تصاعد، والهاجس الأمني يزداد خطورة، ودائرة الفقر تتسع، وترتفع نسبة البطالة، ويزداد التغريب والتهميش، وتنتشر مظاهر عدم الانضباط في الشارع، ويغيب القانون، ويحصل التجاوز على أبسط الحقوق من قِبَل قوات الاحتلال والحكومة وأفراد العصابات الإجرامية على حد سواء، وتنتشر مظاهر الجريمة والانحراف: مثل بيع المخدرات وحبوب الهلوسة، والمشروبات الكحولية، على الأرصفة، وغير ذلك من المشاريع الأمريكية العملاقة!!

إن الأوضاع المجتمعية في ظل الاحتلال على وجه الإجمال لا تُطمئن، لقد أضحى على كف عفريت كما يقال، إن لم تتداركه أيدٍ مخلصة مؤمنة نظيفة لتوقف تدحرجه نحو الهاوية لا قدر الله. وقدرت دراسة بريطانية حديثة عدد الضحايا المدنيين في العراق منذ أبريل 2003م وحتى الآن بنحو مائة ألف قتيل، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، الذين لقوا حتفهم نتيجة للغارات الجوية على مدنهم وقراهم. أما عن عدد القتلى من الأمريكيين في العراق بعد مرور ثلاثة أعوام على الاحتلال فقد تجاوز الثلاثة آلاف عسكري وفقًا لبياناتهم، وأن أكثر من خمسة عشر ألف عسكري أمريكي أصيبوا بجروح، غالبيتهم أصيبوا بجروح خطيرة أو عاهات مستديمة، والحمد لله، ونسأل الله المزيد. وتؤكد المعلومات الموثوقة من داخل العراق أن أرقام ضحايا الجيش الأمريكي الحقيقية تفوق المعلن بأضعاف.

ولو أردنا أن نلخص بعض الإنجازات الأمريكية في العراق مما يعتبر مفخرة لأمريكا خاصة وللغرب عامة تفتخر بها في عالم الحرية والديمقراطية، فيمكن أن نلخصه في نقاط:

أولاً: تردي الأوضاع الأمنية: يعد تردي الأوضاع الأمنية في مختلف المدن العراقية أعظم إنجاز للاحتلال الأمريكي، ويكفي أن العاصمة بغداد -وفق تصنيف عالمي نشرته صحيفة صينية بناءً على تقارير أجهزة مخابرات غربية- انضمت إلى أكثر من مائتي مدينة على مستوى العالم من حيث سوء العيش وانعدام الأمن. وأوردت إحصائية أشارت إلى أن عدد القتلى العراقيين تجاوز مائة ألف. وخلصت الصحيفة إلى القول: إنه إذا كانت هذه هي الجنة الموعودة للديمقراطية الأمريكية فإنه من المؤكد أن أيًّا من دول العالم لا تريدها ولا تنشدها، وربما تفضل جحيم الديكتاتورية عوضًا عنها.

وفي تقرير للمنظمة الدولية لحقوق الإنسان ورد فيه: "بعد أكثر من عامين على سقوط العراق لا يزال مستوى تعامل قوات التحالف مع الوضع الأمني سيئًا للغاية، وما زال السكان يعيشون في خوف من الجرائم العنيفة، ويظل قلقهم يشتد بشأن عجز قوات التحالف والقوات العراقية عن توفير مستوى أمني أفضل".

الإنجاز الثاني: ظهور الجريمة المنظمة، وتزايد جرائم القتل بالذات: لقد تضاعفت جرائم القتل -في العراق عمومًا وفي بغداد العاصمة خصوصًا- إلى أضعاف ما كانت عليه قبل الحرب، فقد صرح مدير الطب العدلي أنه في بغداد وحدها بلغ عدد القتلى الذين مرت جثثهم بالمشرحة المركزية للطب الشرعي خلال عام 2005م فقط بلغ 9066 جثة، بينما بلغ عددهم في عام 2003م -وهو عام الهجوم الأمريكي على العراق- 6012 شخصًا. وتشكل نسبة القتل بالرصاص بين هذا العدد من الضحايا 60%، وأغلبهم من الذكور. ويوميًا يتم إحالة جثث مجهولة الهوية لشبان جرى قتلهم بعد تعذيبهم إلى المشرحة العدلية، وسرعان ما يتبين أنهم قد تم اختطافهم من قِبَل عناصر تلبس ملابس السلطات الأمنية، ويتبين أن عناصر ميليشيات معينة محسوبة على دولة مجاورة تقوم باغتيالهم بعد تعذيبهم ورمي جثثهم في أطراف المدن.

الإنجاز الثالث: ارتفاع معدلات حوادث الاختطاف: شهدت فترة الأعوام الثلاثة الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات حوادث اختطاف الأطباء المشهورين وأطفال العوائل الميسورة والتجار من قِبَل عصابات منظمة، تهدف من وراء عمليات الاختطاف ابتزاز ذوي المخطوف والحصول على مبالغ مالية كبيرة. وهذا ما أكده في تصريح صحفي مدير مكتب الخطف في مديرية الجرائم الكبرى التابع لوزارة الداخلية، من أن الفترة الماضية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات حوادث الاختطاف في العراق، وأصبح هناك عصابات منظمة ومتخصصة في هذا المجال.

الإنجاز الأمريكي الرابع: عمالة الأطفال والتسرب المدرسي: إذا كانت هذه الظواهر الاجتماعية السيئة قد نشطت في العراق المحتل في ظل الانفلات الأمني، فإن ظواهر أخرى نشأت في ظل الاحتلال لم تكن باختيار ضحاياها الذين كان أغلبهم من الأطفال، الذين اضطروا للتوجه إلى كسب لقمة العيش الحلال، فمع الظروف القاسية التي خلفتها سطوة الاحتلال الأمريكي، وفصل عشرات الآلاف من الموظفين، وتعطل الكثير من الوزارات والجامعات، وهدم المستشفيات، اضطر هؤلاء لإجبار أطفالهم على ترك الدراسة والعمل لمعاونتهم في توفير مستلزمات حياتهم، بسبب البطالة التي أصابت آثارها كل مفاصل الحياة، وبالذات التابعة للقطاع الخاص، بعد أن توقفت المصانع الصغيرة التي كانت تضم مئات الآلاف من العاملين.

وعن تسرب الأطفال من مدارسهم في ظل الاحتلال الأمريكي الظالم أكد وزير حقوق الإنسان العراقي -في تصريح صحفي له- أن هناك حوالي مليون طفل متسرب من المدارس في العراق، ونفس العدد من الأطفال المعاقين والنازحين. وأشار إلى أن 80% من المدارس في العراق بناياتها غير لائقة تمامًا لممارسة العملية التربوية، كما أن 50% من المدارس تعاني من شح المياه الصالحة للشرب، ولا تتوفر فيها الخدمات الأساسية الضرورية، كالقاعات الدراسية المناسبة والمرافق الصحية.

لا شك أن ظاهرة تسرب الأطفال من المدارس هي إحدى إفرازات الاحتلال والانفلات وعدم المتابعة الجدية من قِبَل أجهزة الحكومة، حيث كانت قوانين العراق قبل الحرب تلزم رب العائلة باستمرار أبنائه على الدراسة، وتفرض عليه عقوبات تصل إلى السجن إن تسرب أبناؤه ولم ينتظموا على الدراسة، أما الآن فلا توجد أية متابعة من الحكومة التي لا همَّ لها سوى الانتخابات وتقاسم المناصب الحكومية، وتثبيت نفسها في السلطة بكل الطرق، بعيدًا عن مشاكل المجتمع.

الإنجاز الأمريكي الخامس: ارتفاع معدلات الفقر والبطالة: من البديهيات الاقتصادية أن زيادة نسبة البطالة تعني زيادة نسبة الفقر، خاصة في ظل غياب نظام للرعاية والضمان الاجتماعي، أو شبكات الأمان الاجتماعي، أو إعانات البطالة. وقد تضاعف عدد الأسر الفقيرة والمتعففة إلى عدة أضعاف عما كان عليه قبل الاحتلال.

وقد صرح وزير العمل والشؤون الاجتماعية في العراق مؤخرًا بأن نسبة من يعيشون دون خط الفقر في العراق اليوم تجاوزت الـ25% في بلد يطفو فوق أكبر بحيرة للنفط في العالم. ولا يبدو في الأفق أي حل صريح وواضح من جانب الحكومة لمعالجة هذه الآفة المستشرية، التي تتولد عنها مشكلات اجتماعية أكثر خطورة في الدفع نحو الجريمة أو الانحراف.

ربما تكون ظاهرة البطالة هي الأقسى بين الظواهر الاجتماعية في العراق المحتل، وكانت وما زالت هي سببًا أكبر للمظاهرات التي شهدتها المدن العراقية، والتي كانت ترفع خطاب المطالبة بالوظائف لكسب الرزق. بدأت هذه المظاهرات بخروج أفراد الجيش العراقي بعد حلِّه، والمطالبة بإعادتهم وصرف رواتبهم، ثم اتسعت لتشمل قطاعات شعبية أخرى.

ويعتبر ملف العاطلين عن العمل من أخطر الملفات في العراق، وفي كل يوم تطلع فيه الشمس يزداد هذا الملف اتساعًا مع استمرار انهيار الأوضاع الأمنية وتراجع عمليات الإعمار والبناء.

وأفادت أحدث دراسة أعدتها كلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد أن نسبة العاطلين عن العمل بين القوى العاملة في العراق قد وصلت إلى 70%، وهي أعـلى نسبة بطالة تسجل في تاريخ الدولة العراقية الحديثة. والشكر موصول للحكومة الأمريكية على هذا الإنجاز.

مع الأسف لم نرَ أي اهتمام بهذه المشكلة التي سببت دمارًا للاقتصاد العراقي، الذي ظل يعتمد على صادرات النفط فقط، وأُهمل تفعيل باقي القطاعات الاقتصادية، بل إننا لم نرَ من عائدات النفط أي شيء سوى الكلام، بل نتساءل: أين واردات النفط؟! مع أن واردات العراق خلال العامين الماضيين رغم تذبذبها تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات، فأين هي؟! نترك إجابة السؤال للإدارة الأمريكية المجرمة!!

الإنجاز السادس لأمريكا في العراق: انتشار آفة المخدرات في المجتمع العراقي: يشكل تعاطي المخدرات والإدمان عليها مشكلة تربوية اجتماعية؛ لأن آثارها تمتد إلى تهديد كيان المجتمع، وتخريب وإفساد العقول، وقد تعرض العراق إلى هجمة شرسة خلال أعوام الاحتلال، استهدفت تعطيل إمكاناته، وتخريب اقتصاده، بتفشي ظاهرة المخدرات بين بعض فئات المجتمع المهنية والعمرية، وخاصة الطلبة والشباب والعمال، بدعم من الإدارة الأمريكية. إن مشكلة المخدرات لم تعد مشكلة سلوكية فقط، وإنما امتدت آثارها إلى المستوى الصحي والسياسي والاقتصادي.

ومن الواضح أن تعاطي المخدرات حالة نفسية، وفي الغالب يُدمَن عليها في غياب الرقابة الطبية والاجتماعية، فضلاً عن أن هناك مواد تؤدي إلى التعلق بالمخدرات يصعب معها عدم الوقوع في فخ الإدمان عليها، ولا توجد في الوقت الحاضر أية وسيلة للتصدي لإدمان المخدرات والمشاكل المصاحبة لغياب الأمن والرقابة، وانفلات الحدود، وتفشي الفساد الإداري.

المنظمة الدولية لمراقبة تهريب المخدرات التابعة للأمم المتحدة في تقريرها السنوي الأخير كشفت أن العراق قد تحول إلى محطة مرور –ترانزيت- لنقل الهيروين المصنَّع من أفغانستان وإيران إلى أوروبا، وقال رئيس المنظمة: "إن الهيروين والمخدرات المستخرجة من الأفيون المزروع في أفغانستان وإيران تنقل عبر العراق إلى الأردن ودول الخليج، حيث ترسل إلى الأسواق في أوروبا".

ونقلت الصحف العراقية عدة تصريحات لمسؤولين محليين أنه قد تم ضبط ومصادرة مئات الكيلو جرامات من المخدرات في مدن العراق، كانت قد أُدخلت إليها عبر إيران. ولا شك أن أمريكا تفتخر بهذا الإنجاز!!

اللهم دمر أعدائك أعداء الدين، اللهم عليك بأمريكا، اللهم سلط عليهم عذابًا من عندك يا رب العالمين.

نفعني الله وإياكم بهدي...

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه...

أما بعد:

أيها المسلمون: الإنجاز العظيم السابع لأمريكا في العراق: ظاهرة اغتيال واختطاف العلماء والأكاديميين: لقد انتشرت بعد الاحتلال والإجرام الأمريكي في العراق -وبشكل واسع- ظاهرة اختطاف واغتيال العلماء والأكاديميين والأطباء العراقيين؛ بهدف تفريغ العراق منهم، وإجبار الآخرين على الهجرة، وتتحدث الأخبار عن اغتيال مئات من العناصر العلمية العراقية في مئات العمليات، وقيدت تلك الجرائم ضد مجهولين، ويشير العراقيون إلى دور لمخابرات أجنبية ودول مجاورة تحديدًا في تنفيذ تلك الاغتيالات.

ويشكل مسلسل الاغتيالات الذي يستهدف شخصيات سياسية وأكاديمية ومهنية في العراق رعبًا قائمًا للعراقيين الذين يعتقدون بوجود تنظيمات ذات خبرة واحتراف وراء تلك العمليات، ونتيجة لتصاعد عمليات القتل تملَّك الخوف والرعب بعض الأساتذة، على الرغم من أنه لم يتم إثبات أية علاقة بين هذه الاغتيالات ووظائفهم.

وبحسب مصادر إعلامية، فإن العشرات من العلماء والكفاءات العلمية العراقية بدؤوا بالفعل بمغادرة بلادهم للنفاذ بجلدهم من التصفيات الجسدية، التي تنفذ أحيانًا لأسباب تتعلق بوجهات النظر والآراء السياسية.

الإنجاز الأمريكي الثامن: انتشار السرطان وازدياده بنسبة 300%: لن تجد مكانًا آخر غير العراق في ظل الاحتلال الأمريكي، أفضل للاستشهاد بالمثل العربي الشهير "تعددت الأسباب والموت واحد"، فمن لم يمت تحت وقع القصف الأمريكي، وحوادث الانفجارات، وأعمال التصفيات والاغتيالات المنظمة، وأفعال الخطف والقتل التي باتت سمة يومية للحياة البائسة في عراق افتقد أغلى نعمتين: الصحة والأمان، من لم يمت بتلك، مات تحت وقع الأمراض الخبيثة بأنواعها، ونهشه السرطان من كل جهة.

ومقابر العراق اتسعت، ولم يعد في المقابر الحالية متسع، والمستشفيات تعاني من قلة الإمكانات، وشح الدواء، ونقص الأطباء المتخصصين، الذين باتت أياديَ خفية وبجهد استخباري منظم، تستهدفهم بالقتل والخطف والاغتيالات، ومن نجا منهم هرب وترك العراق التماسًا للأمن والحياة.

والسرطان بعد أن كان مرضًا يسمع عنه العراقيون، باتوا يعانون منه ومن تصاعد معدلاته التي زادها الاحتلال الأمريكي؛ بسبب التلوث البيئي الكبير الناتج عن الاستخدام المفرط للمواد الكيميائية والمشعة في البلد.

هذه بعض الإنجازات الضخمة التي تفخر بها أمريكا مما حققته في العراق، في ظل الديمقراطية والحرية المزعومة.

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك الصالحين، اللهم واحفظ دماء المسلمين وأعراضهم في العراق، اللهم وارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، ووحد صفهم، وبلغهم فيما يرضيك آمالهم، واجمع كلمتهم على الحق والهدى، وانصرهم على عدوك وعدوهم يا أرحم الراحمين.

اللهم من أراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل اللهم تدبيره تدميرًا عليه. اللهم احقن دماء المسلمين في العراق، واحم اللهم نساءهم وأطفالهم وشيوخهم وبلادهم وأموالهم. اللهم عليك بالنصارى الصليبيين فإنهم لا يعجزونك، اللهم أحصهم عددًا، وأهلكهم بددًا، ولا تغادر -يا ربي- منهم أحدًا. اللهم أقم علم الجهاد، واقمع أهل الشرك والكفر والزيغ والعناد، وانشر رحمتك على العباد، يا من له الدنيا والآخرة وإليه المآب. اللهم يا ولي الصالحين، ويا ناصر عبادك المستضعفين، نسألك اللهم أن تعين وتنصر إخواننا في العراق، اللهم آمن روعاتهم، واستر عوراتهم، واحفظهم اللهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم.

اللهم يا منـزل الكتاب، ويا مجري السحاب، ويا سريع الحساب، ويا هازم الأحزاب، اهزم الصليبيين المحاربين للإسلام والمسلمين في العراق، اللهم اهزمهم وزلزلهم, اللهم اقذِف الرعب في قلوبهم, اللهم فرّق جمعهم، اللهم شتت شملهم, اللهم خالف بين آرائهم, اللهم اجعل بأسهم بينهم، اللهم أرنا بهم عجائب قدرتك يا قوي يا قادر، اللهم أرسل عليهم الرياح العاتية, والأعاصير الفتاكة, والقوارع المدمرة، والأمراض المتنوعة, اللهم أشغلهم بأنفسهم عن المؤمنين، اللهم لا تجعل لهم على مؤمن يدًا، ولا على المؤمنين سبيلاً، اللهم أتبعهم بأصحاب الفيل، واجعل كيدهم في تضليل، اللهم أرسل عليهم طيرًا أبابيل, ترميهم بحجارة من سجيل، اللهم خذهم بالصيحة، وأرسل عليهم حاصبًا، اللهم صب عليهم العذاب صبًّا, اللهم اخسف بهم الأرض، وأنزل عليهم كسفًا من السماء، اللهم اِقلب البحر عليهم نارًا، والجو شهبًا وإعصارًا، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم.

اللهم إن بالمسلمين في العراق من الجهد والضنك والضيق والظلم ما لا نشكوه إلا إليك، لا اله إلا الله العظيم الحليم, لا اله إلا الله رب العرش الكريم، لا اله إلا الله رب السموات ورب الأرض ورب العرش العظيم.

اللهم اجعل لهم من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا. اللهم إنك قلت -وقولك الحق-: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، فنسألك اللهم أن تجعل هذه الساعة ساعة عز ونصر وتمكين للإسلام والمسلمين، كما نسألك اللهم أن تجعل هذه الساعة ساعة ذل وخزي وضعف للكفار والمشركين.
 

 

 

 

 

المرفقات

الأمريكي في العراق

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات