عناصر الخطبة
1/ اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم – بسؤال ربه العافية 2/معنى العافية في الدين 3/منقصات العافية في الدين 4/العافية في الآخرة 5/لا يجوز جلب ما يضاد العافية 6/العافية في الجسد والأهل والمالاقتباس
إن المسلم حينما يسأل الله العافية في الدين فهذا معناه أنه يسأل الله أن يقيه من كل أمر يشين بالدين، أو يخل به، أو يخدش فيه من المصائب، والفتن، والمحن، والضلالات، والشبهات، والشهوات، ووساوس الشيطان، وغيرها من الأشياء التي تؤثر على دين العبد، وتسبب في ترقيقه...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، وسيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم لك الحمد على كل نعمة أنعمتَ بها علينا في قديم أو حديث، أو خاصة أو عامة، أو سرٍ أو علانية اللهم لك الحمد على نعمة العافية في الدين والدنيا والآخرة.
أما بعد:
عباد الله: أريد اليوم أن أحدثكم عن دعاء عظيم, قلّ فينا من يدعو به ومن يسأل الله إياه، مع أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- كان كثيراً ما يدعو الله بهذا الدعاء، إنه سؤال الله العافية في الدنيا والآخرة، يقول عبد الله بن عُمَرَ -رضي الله عنهما-: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -يَدَعُ هَؤُلَاءِ الدَّعَوَاتِ، حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ يُصْبِحُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي، وَعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي" [ أبو داود (5074) ].
فانظروا كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم -يحافظ على هذا الدعاء في كل يوم وليلة، وعند كل صباح ومساء، بل روى الترمذي في سننه، عَنْ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ -رضي الله عنه-، قَالَ: "قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ -عَزَّ وَجَلَّ-، قَالَ: سَلِ اللَّهَ العَافِيَةَ، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ, عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ، فَقَالَ لِي: يَا عَبَّاسُ يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، سَلِ اللَّهَ، العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ " [الترمذي (3514) ]، مرتان متتاليتان والعباس بن عبد المطلب عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم -يأتي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -يطلب منه أن يعلمه دعاء يسأل الله به، فيعلمه النبي -صلى الله عليه وسلم -أن يسأل الله العَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
فلنسأل أنفسنا أين نحن من هذا الدعاء؟ وهل سألنا الله العافية دائماً كما كان نبينا -صلى الله عليه وسلم -يفعل ذلك ويأمر به؟ وكما كان أصحابه وصفوته -رضي الله عنهم وأرضاهم-، فهذا أَبو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ -رضي الله عنه- قَامَ عَلَى المِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى، فَقَالَ: قَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم -عَامَ الأَوَّلِ عَلَى المِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ: "اسْأَلُوا اللَّهَ العَفْوَ وَالعَافِيَةَ، فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ اليَقِينِ خَيْرًا مِنَ العَافِيَةِ" [ الترمذي (3558) ]، وروى الطبراني عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ دَعْوَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللهِ أَنْ يَدْعُوَهُ بِهَا عَبْدٌ مِنْ أَنْ يَقُولَ: اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ أَوْ قَالَ: الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " [ المعجم الكبير (346) ].
قد يقول قائل وماهي العافية؟ وما معنى سؤال الله العافية في الدين والدنيا والآخرة؟ إن المسلم حينما يسأل الله العافية في الدين فهذا معناه أنه يسأل الله أن يقيه من كل أمر يشين بالدين، أو يخل به، أو يخدش فيه من المصائب، والفتن، والمحن، والضلالات، والشبهات، والشهوات، ووساوس الشيطان، وغيرها من الأشياء التي تؤثر على دين العبد، وتسبب في ترقيقه، وإضعاف الإيمان في قلبه، فتسأل الله أن يعافيك ويسلمّك من هذه الأدواء والأمراض، وأن يدفعها عنك حتى تستقيم على الدين، ويكمل عندك الإيمان واليقين، ولن يكون هذا ولن يتحقق إلا إذا عافاك الله من هذه الأمور.
وانظروا -يا عباد الله- كيف أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قدم العافية في الدين على العافية في الدنيا والمال والأهل والولد، لأنّ دينَ الإنسانِ أهمُ مِن دنياه ومُقدَّمٌ عليها، ومن استقام له دينه وعوفي له فيه استقام له كل شيء، وتيسرت له كل سبل الطاعة والخير، وأعظم مصيبة هي مصيبةُ الدِّينِ، نسألُ اللهَ أن يُثبِّتنا على دينه، فإذا أُصِيبَ الإنسانُ في دِينهِ والعياذُ بالله فهذه أَعْظَمُ مُصيبةٍ، وأكبر خطر يصيب الإنسان، ويجعله يخسر الدنيا والآخرة، لأن الدين يضعف في النفس، والقلب يمرض كما يمرض البدن، فلهذا أمُرنا بأن نسأل الله العافية في الدين.
إن نقصان العافية في الدين تكون بالوقوع في المحظورات والكبائر، والمجاهرة بالفواحش والموبقات التي توهن الدين، وتجعل العبد يعيش بإيمان ضعيف ودين غير مكتمل، يَقُولُ النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلاَنُ، عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ " [ البخاري (6069) ].
وجاء رجل فقال: يَا رَسُولَ الله، عَلِّمْنِي دُعَاءً، قَالَ: "قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ سَمْعِي، وَمِنْ شَرِّ بَصَرِي، وَمِنْ شَرِّ لِسَانِي، وَمِنْ شَرِّ قَلْبِي، وَمِنْ شَرِّ مَنِيِّي" [ الترمذي (1551) ]، فهذه المعاصي التي يفعلها الشخص بسمعه فيسمع الحرام، أو ببصره فيرى الحرام، أو بلسانه فيقول الزور والبهتان، والكذب وسائر العصيان، أو بقلبه الذي هو أعظم شيء في الإنسان، حتى لا يصيبه النفاق، أو الغل، والحقد، والحسد، أو بفرجه -أعاذنا الله وإياكم- كل هذه المعاصي؛ وخاصة إذا جاهر بها العبد فإنها تسبب في سلب عافية الدين منه.
وتنقص عافية الدين أيضاً بالشبهات التي تصيب القلب فتحرفه عن مساره وتنكسه عن الصراط المستقيم، فيعيش منحرفاً عن دين الله وشرعه، بعيداً عن هدايته.
وتنقص عافية الدين أيضاً بتقديم الدنيا على الدين، وإيثار عافية الدنيا على عافية الدين، والاقتصار على طلب العافية في الدنيا دون الدين، وذلك عندما يحرص الإنسان على عافية بدنه ونفسه ويبحث عن كل علاج يشفيه من الأمراض الحسية التي تصيب البدن، ويهمل علاج قلبه، وإصلاح نفسه، وعافية دينه، يقول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ... " [مسلم (2664) ]، فالمؤمن القوي في دينه خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف في إيمانه، المتزعزع في عقيدته، المتشكك في توحيده وثباته.
وأما العافيةُ في الآخرة فإنها تكونُ بالسّلامةِ والأَمْنِ مِن عذاب الآخرة، والوقاية من أهوال الآخرة، وشدائدها، وكرباتها، وما فيها من العقوبات، بدءً من الاحتضار، وعذاب القبر، والحشر والفزع الأكبر، والصراط، والميزان، وعذاب النار؛ والعافيةُ للميِّتِ تَكُونُ بسلامته مِن العذاب ومُنَاقَشَةِ الحساب، وضغطة القبر، وقد كان رسولنا -صلى الله عليه وسلم- يُعلم أصحابه إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا: "السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا، إِنْ شَاءَ اللهُ لَلَاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ الْعَافِيَةَ " [مسلم (975) ].
أيها الناس: لا يجوز لأحد منا أن يفعل أو يتمنى ما يضاد العافية، كمن يفعل فعلاً يجلب له الشر، أو يفتح على نفسه باب فتنة، أو يتمنى مجيء الأعداء لقتالهم، فإنه لا يدري إذا جاءوا هل سيقاتلهم أم يكون من القاعدين؟ وإذا قاتلهم فهل سيثبت في قتالهم أم يولي دبره ويتولى يوم الزحف؟ ولهذا فإن نبينا -صلى الله عليه وسلم -يقول: "أَيُّهَا النَّاسُ، لاَ تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ العَدُوِّ، وَسَلُوا اللَّهَ العَافِيَةَ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاصْبِرُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ الجَنَّةَ تَحْتَ ظِلاَلِ السُّيُوفِ" [البخاري (2966) مسلم (1742) ]، وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عَادَ رَجُلًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ قَدْ خَفَتَ فَصَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ أَوْ تَسْأَلُهُ إِيَّاهُ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ أَقُولُ: اللهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الْآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "سُبْحَانَ اللهِ لَا تُطِيقُهُ أَوْ لَا تَسْتَطِيعُهُ أَفَلَا قُلْتَ: اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " قَالَ: فَدَعَا اللهَ لَهُ، فَشَفَاهُ " [مسلم (2688)].
فهذا الرجل أراد أن يستعجل عذاب الآخرة، سائلا الله أن يعجل له في الدنيا ماله من العذاب في الآخرة فضعف وهزل جسمه حتى أصبح مثل العصفور الصغير، فعاتبه النبي -صلى الله عليه وسلم -على ذلك، وأخبره بأنه كان يسعه أن يقول: "اللهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ " فدعا بهذا فشفاه الله وعافاه.
نسأل الله أن يعافينا في ديننا، ويجنبنا من داء ضعف الدين والإيمان، وأن يعافينا يوم العرض عليه، وينجينا من العذاب، وأن يعافينا من عذاب القبر وهوله وضغطته، إنه سميع مجيب، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة : 201].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، واستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه، وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله حمداً حمداً، والشكر لله شكراً شكراً، الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً، فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شيء بعد، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أيها المسلمون: تحدثنا عن العافية في الدين، والعافية في الآخرة، وبقي الحديث عن العافية في الدنيا والمقصود بها طلب السلامة من الأسقام، والأمراض، والبلاء، وطلب الأمان من كل ما يضرّ العبد في دنياه، وليست مخصوصة بالعافية في الجسد فقط، وإنما تشمل العافية في الجسد، والعافية في المال، والأهل، والولد، وغير ذلك من أمتعة الدنيا، كما كان دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي".
فإذا عوفي الإنسان في بدنه فتلك نعمة جليلة ومنة عظيمة تستحق الشكر والثناء، فكم من شخص فقد العافية في سمعه فلا يستطيع السمع، أو يكون سمعه ثقيلا، أو في بصره فلا يبصر بالكلية، أو يكون أعوراً على عين واحدة، أو أعمش البصر لا يميز الأشياء ولا يرى البعيد، أو فقد العافية في رجله فيكون مشلولاً، أو لا يستطيع التحرك بسهولة، أو فقد العافية في لسانه فهو أبكم لا يتكلم، أو يتكلم بصعوبة، فلنحمد الله على نعمة العافية فإنه لا يعدلها شيء في الدنيا، يقول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا" [ الترمذي (2346) ].
يقول الشاعر:
رأيت البلاء كقطر السَّماء *** وما تنبت الأرض من نامية
فلا تسألنّ إذا ما سألت *** إلهك شيئاً سوى العافية
ويقول الآخر:
إنِّي وإن كان جمع المال يعجبني *** فليس يعدل عندي صحَّة الجسد
في المال زينٌ وفي الأولاد مكرمةٌ *** والسُّقم ينسيك ذكر المال والولد
وأما العافية في الأهل فتكون بوقايتهم من الفتن، وحمايتهم من البلايا والمحن، فليسع كل واحد منا لحماية أهله، والبحث في جلب العافية لهم من كل ما يضرهم في دينهم أو دنياهم، وأما العافية في المال فتكون بحفظه مما يتلفه من أن يحترق، أو يسترق، أو تمحق منه البركة، أو نحو ذلك من العوارض المؤذية، والأخطار المضرة.
فلنكثر من سؤال الله العافية في الدنيا والآخرة، ولنحافظ في جملة أذكارنا الصباحية والمسائية: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي ..." يقول ابن القيم -رحمه الله-: "فَجَمَعَ -صلى الله عليه وسلم -بَيْنَ عَافِيَتَيِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَلَا يَتِمُّ صَلَاحُ الْعَبْدِ فِي الدَّارَيْنِ إِلَّا بِالْيَقِينِ وَالْعَافِيَةِ، فَالْيَقِينُ يَدْفَعُ عَنْهُ عقوبات الآخرة، والعافية تَدْفَعُ عَنْهُ أَمْرَاضَ الدُّنْيَا فِي قَلْبِهِ وَبَدَنِهِ" [ زاد المعاد (4 / 197)].
اللهم إنا نسألك العفو، والعافية، والمعافاة الدائمة، في الدين، والدنيا، والآخرة.
اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في ديننا، ودنيانا، وأهلنا، ومالنا.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم