عناصر الخطبة
1/ معاني الظل 2/ النعيم بالظل والعذاب بفقده 3/ بعض أحكام الظل 4/ أقسام الظل وأنواعه 5/ التدين السلبي والبقاء في الظل 6/ صور مشرقة من العمل للدين والإيجابية في الحياة 7/ مفهوم العطاء للدين وللدعوة.اقتباس
ما قيمة المسلم في الحياة إذا لم يسخر عمره كله لدينه؟! إن العمل للدين رسالة في الحياة، لا يمكن التحلل منها بحال شئت أم أبيت. إن الأمة لا تريد منك أن تكون من كبار علمائها ولا أن تكون الداعية الأول فيها، ولا المحاضر الأوحد لكن المطلوب منك ألا تكون سلبيًا. إن كل...
إن الحمد لله..
أما بعد: يعرف أهل اللغة الظل: بأنه نقيض الشمس أو ضوؤها، فكل ما كانت عليه الشمس فزالت عنه فهو ظل (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) [الفرقان: 45- 46].
الظل أيها الأحبة، مخلوق من مخلوقات الله جل وتعالى، قد يسخره الله لبعض عباده فيكون نعمة، وقد يسلطه على آخرين فيكون نقمة.
قال الله تعال ممتنًا على أهل الجنة، ما هم فيه من النعيم (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلاً ظَلِيلاً) [النساء: 57]، وقال تعالى: (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ) [الرعد: 35]، وقال جل شأنه: (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ) [يس: 55- 56] وقال سبحانه: (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً) [الإنسان: 13- 14]. إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة في كتاب الله، تذكر الظل على أنه نعمة، ورحمة من الله لأهل الإيمان الذين هم أهل الجنة، جعلنا الله منهم، ورزقنا وجميع إخواننا المسلمين ما أعده الله لأصحاب اليمين من سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود. وجعلنا نتفيؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدًا لله.
وفي المقابل، القسم الثاني من البشر ممن كتب الله عليهم الشقاوة فإنهم يعذبون بالظل (وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ) [الواقعة: 41- 44].
إنه الظل، ينعم به أقوام ويعذب به أقوام (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ * انْطَلِقُوا إِلَى مَا كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * انْطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ * إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ) [المرسلات: 28- 32].
أيها المسلمون: إن الناس بحاجة إلى الظل، خصوصًا إذا اشتد عليهم وهج الشمس، فإن الظل يكون له طعمه الخاص، لكن أحوج من هذا سيكون يوم القيامة، يوم يقف الناس بين يدي رب العالمين لفصل القضاء، وللمحاسبة، ووقوفهم يكون في يوم مقداره خمسين ألف سنة، ويكون ارتفاع الشمس من رؤوس الخلائق كما نطق به الصادق المصدوق، مقدار ميل. وعرق الناس يكون بحسب أعمالهم، إنهم أحوج ما يكونون إلى ظل يستظلون به، إذا كنت يا ابن آدم لا تتحمل قليلاً من الحر لبضع دقائق، فيكف بك بيوم طوله خمسين ألف سنة، وارتفاع الشمس عن رأسك قدر ميل.
ولهذا عد المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه، سبعة أصناف من الناس سيظلهم المولى جل وتعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله، روى البخاري في صحيحه حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة ربه، ورجل قلبه معلق في المساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل طلبته امرأة ذاتُ منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه» فاحرص يا عبد الله أن تكون أحد هؤلاء.
وهل ذلك الظل خاص بهؤلاء السبعة، لا يتعداهم إلى غيرهم، الجواب لا. يقول عليه الصلاة والسلام: «من نفّس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة، هذا إذا محا الدين عن غريمه» بل إن كرم الله أعظم من هذا، حتى لو أنظره وأمدّ له الأجل.
فعن عبد الملك بن عُمير عن ربعىّ عن أبي اليسرِ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أنظر مُعسرًا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله». وغير هؤلاء المتحابون بجلال الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي».
كل هذا أيها الأحبة قبل دخول الجنة، أما داخل الجنة فيحدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه فيما رواه البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها».
أيها المسلمون: هناك بعض الأحكام المتعلقة بالظل، ولعل من أوضح هذه الأحكام مواقيت الصلاة وكيف يمكن ضبطها. لقد ضبط المصطفى عليه الصلاة والسلام بعض الصلوات بالظل. فوقت للظهر من زوال الشمس حتى يكون ظل كل شيء مثله. ووقت للعصر من حين كان ظل كل شيء مثله إلى أن يصير ظل كل شيء مثليه. جاء في هذا حديث ابن عباس عند الترمذي.
ومن الأحكام: النهي عن الجلوس بين الظل والشمس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: «إذا كان أحدكم في الشمس فقلص عنه الظل وصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم».
ومن الأحكام: عدم جواز التبول أو التخلي في ظل ينتفع الناس به. روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا اللّعّانين، قالوا وما اللّعّانان يا رسول الله قال: الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم» وعن أبي داود والحاكم «اتقوا الملاعن الثلاث: البراز في الموارد وقارعة الطريق والظل» فهذا الإنسان بعمله القبيح هذا، قد آذى الناس؛ لأن أماكن الظل كثيرًا ما يحتاجه الناس ويستفيدون منه ويأوون إليه.
فذلك الرجل الذي أخبرنا المصطفى عليه السلام كما في صحيح مسلم خبره حين انفلتت منه راحلته وهو في أرض فلاة وعليها طعامه وشرابه، فبعد ما آيس منها، أين ذهب، ذهب إلى شجرة فاضطجع في ظلها، حتى ردها الله عليه. فالذي يفسد على الناس ظلهم يستحق هذا الوعيد.
ومن الأحكام: جواز استظلال المُحرم بحائط أو سقف أو خيمة أو غيرها؛ لحديث جابر عن مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقبة من شعر فضربت له بنمرة حتى أتى عرفه فوجد القبة قد ضربت له بنمرة، فنزل بها.
وهذا ما عليه جماهير الفقهاء، خلافًا لبعض المبتدعة الباطنيين، الذين طمس الله قلوبهم فإنهم لا يستظلون أبدًا ماداموا محرمين، لا بخيمة ولا بسيارة، ولا بغيرها، وهذا من عمى البصيرة. ولا غرابة فإن هذا من سُنة الله في خلقه، وهو أن الذي ينحرف عن الشريعة ولا يهتدي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم ويبتدع في الدين، فلا غرابة أن يأتي بأعاجيب وسخافات وبدع ما أنزل الله بها من سلطان. فنحمد الله جل وتعالى أن هدانا للسنة حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه.
ومن الظل ظل الملائكة على الشهيد. قال البخاري رحمه الله تعالى: باب ظل الملائكة على الشهيد، ثم ساق بسنده عن محمد بن المنكدر أنه سمع جابرًا يقول: "جيء بأبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد مُثِّل به ووُضع بين يديه، فذهبت أكشف عن وجهه، فنهاني قومي، فسمع صوت نائحة فقيل: ابنة عمرو – أو أخت عمرو – فقال: لم تبكي، أو لا تبكي، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها".
وروى البخاري أيضًا عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف».
ومن الأحكام: ما جاء في كتاب المغازي من صحيح البخاري فيما يتعلق بصلاة الجمعة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع قال: حدثني أبي وكان من أصحاب الشجرة قال: "كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم ننصرف وليس للحيطان ظل نستظل به".
أسأل الله جل وتعالى بأسمائه أن يجعلنا من السبعة الذين يظلهم بظله، يوم لا ظل إلا ظله وأن يرحمنا برحمته.
الخطبة الثانية:
الحمد لله..
أما بعد: ومما ينبغي أن يُعرف أيضًا في موضوع الظل، أن هناك ظلين: ظل حسي، وظل معنوي.
فمن الظل الحسي قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) [الفرقان: 45- 46]. ومن الظل المعنوي قول المصطفى عليه السلام كما في صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: «جعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذَّلة والصغار على من خالف أمري». إن كل ما ذكر في الخطبة الأولى كان عن الظل الحسي. أما الظل المعنوي فمن أمثلته ما تخيله صاحب الظلال فألف كتابه العظيم في ظلال القرآن.
أيها المسلمون: إن النبتة الصغيرة، عندما تنبت وتعيش في الظل تخرج ضعيفة هزيلة بعكس النبتة التي تنبت في الشمس فإنها تكون خضراء. هذا من الجانب الحسي.
أما المعنوي: فإن الأمة كما نعلم جميعًا أنها تعيش مرحلة عصيبة من عمرها، فتن وأحداث ومشاكل وقلاقل وحروب، بشتى أنواعها الباردة والساخنة.
إن الأمة الآن، كما تشاهدون وتسمعون تُحارَب في عقيدتها، وفي اقتصادها، وفي علمائها، وفي دعاتها، وفي تدينها، وفي أسرها، وفي أخلاقها، وفي كل مجال من حياتها. لكن مع كل أسف هناك عدد ضخم من المسلمين مازالوا يعيشون في الظل، لم ينزلوا إلى الميدان بعد. الأمة يكاد بها من كل جانب، وهم مثل تلك النبتة يحبون البقاء في الظل، ولا يحبون أن تصيبهم الشمس وإن كان الشمس، سيجعل أوراقهم خضراء.
ومع الأسف أن شيئًا من هذا الكلام ينسحب حتى على الشباب الملتزم، وعلى نسبة كبيرة من جيل الصحوة، وهو أنهم مازالوا في الظل، ولم يعيشوا بعد أحداث أمتهم، إن المرض الذي أصاب هؤلاء الشباب، والذي تسمى بمرض – التدين السلبي – الذي لا يقدم ولا يحرك ولا يتفاعل، لا يعيش خضم الأحداث بل يحب البقاء في الظل. إن الإيمان الحقيقي إذا خالطت بشاشته القلوب، استحكم الولاء له، وكان وراءه عمل وكان وراءه التحرك الإيجابي والعمل للإسلام والتفاعل مع قضايا المسلمين.
ما قيمة المسلم في الحياة إذا لم يسخر عمره كله لدينه. إن العمل للدين رسالة في الحياة، لا يمكن التحلل منها بحال شئت أم أبيت. إن الأمة لا تريد منك أن تكون من كبار علمائها ولا أن تكون الداعية الأول فيها، ولا المحاضر الأوحد لكن المطلوب منك ألا تكون سلبيًا. إن كل عطاء يقدم مهما كان قليلاً، وكل جهد يبذل مهما كان يسيرًا وكل فرصة تأتي لا يمكن أن يضيعها من سخر نفسه للعمل للإسلام. وإليك بعض الأمثلة:
أسماء بنت أبي بكر – امرأة – لما جهزت الرسول صلى الله عليه وسلم وأباها للهجرة، جمعت سفرة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي فيها طعامه، والسقاء الذي فيه شرابه، ثم جاءت لتحمله فلم تجد شيئًا تربط به السفرة والسقاء، فعمدت إلى نطاقها فشقته نصفين، فربطت بأحدهما السفرة وبالآخر السقاء.
امرأة، لا تعيش في الظل، وتأبى إلا أن تقدم للدين. وتعطي للدين، ولو كانت لا تملك إلا نطاقها فليكن عطائها هذا النطاق، ويطوى التاريخ صفحاته وأيامه، ويحمل لنا هذا الخبر ومعه تشريف أسماء بذات النطاقين
إن هذا اللقب يعبر عن العطاء للدين، والتفاعل مع الواقع، مهما كان هذا العطاء قليلاً، فهو الجهد وهو الطاقة.
مثال آخر: عبد الله بن أم مكتوم، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابي الأعمى، الذي عذره الله عن الخروج في الجهاد في سبيل الله. تأتي معركة القادسية، وهذا الرجل مع أنه شيخ كبير وأعمى، لكنه يرى أن بإمكانه أن يقدم شيئًا لدينه، ولا يريد أن يبقى في الظل فماذا قال لأصحابه، قال لهم: إني رجل أعمى لا أفر، فأعطوني الراية أمسك بها. يرى أن في عماه مؤهلاً لحمل الراية، ويطوي هنا أيضًا التاريخ صفحاته وأيامه، لينقل لنا هذا الخبر، ومعه أن عبد الله بن أم مكتوم كان أحد شهداء القادسية.
إن وضوح هذا المعنى للصحابة، هو الذي جعلهم يسجلون خلال سنوات قليلة، أعظم إنجاز عرفته البشرية يوم طوى بساط المشرق إلى الصين، وبساط المغرب إلى المحيط الأطلسي. لم يكن هذا الإنجاز يتحقق وهم يعيشون في الظل أبدًا.
أما اليوم، فإن مفهوم العطاء للدين وللدعوة، والبذل له، وتسخير الحياة من أجله. حتى إن الحياة كلها بليلها ونهارها. والنَّفَس كله، بمشاعره وزفراته، يسخر للدعوة توارى، وخفت وهجه في نفوس. لا أقول في نفوس كثير من أبناء الأمة، بل حتى في نفوس العناصر الطيبة منها.
نعم، هناك من سخر نفسه لله، وسخر حياته كلها للدعوة الدينية، لكن كم هم في مقابل الذين مازال تدينهم سلبيًا.
ثم إن هناك معادلة منطقية عادلة، يُستغرب غيابها عن أذهان الكثيرين، وهو أن هذه الهداية التي نحملها، وهذا الخير القليل الذي معنا، كيف وصلنا؟ إنه ما هو إلا جهد دعاة سبقونا، وأناس مخلصين سخروا ليلهم ونهارهم، بل زاحموا ساعات حياتهم عطاءً للدين. فالسؤال: ما مدى شكرنا لله، ثم شكرنا لمن أهدانا الهداية، وبذل الكلمة والوقت والنفس، دعوة وجهادًا ومجاهدة.
إن الغيرة على رسالات الله، منسحبة على ورثة أنبياء الله الذين يرثون عن الأنبياء دورهم في الأمة، فهلا تحركت أخي المسلم ونشطت في الدعوة، وتفاعلت مع مصاب الأمة، أم تحب أن تكون من أهل الظل. هل حاولت أن تؤثر في القطاع الذي تعمل فيه، أو الجزء الذي تعيش فيه، قل أم كثر، صغر أو كبر؟!
هل اشتريت كتابًا نافعًا لتقرأه، ثم أبى عليك حس الدعوة، أن تشتري بدل النسخة نسخًا، لنفسك منها واحدة، وللدعوة الآخر. وقل من هذا الكلام، بالنسبة للشريط الإسلامي هل فكرت أن تكفي الأمة مجتمعك، فإن عجزت فالحارة التي تعيش فيها، فإن قصرت، فبيتك وأولادك. هل تعلم أنه يجب عليك وجوبًا، أن يكون لك حضور في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لماذا تقول وجوبًا، لأن المنكرات عمت وطمّت وقد طفحت منها الشوارع والأسواق والشواطئ فدخلت كل بيت. ولا يدري الواحد من أين يبدأ، أو بماذا يتكلم والله المستعان.
أيها المسلمون: إن الطاقات موجودة، لكن تحتاج إلى تشغيل وصدق النية موجود، لكن يحتاج إلى عزيمة وعمل ليخرج للوجود.
لكن المشكلة إذا كان الأخ مازال مقتنعًا بل راغبًا للوقوف ففي الظل بدل الشمس لأنه أسهل وأسلم، وأقل تكلفة.
اللهم كما أغثتنا ببركات السماء فأغث قلوبنا بوحي السماء يا سميع الدعاء.
اللهم استعملنا في طاعتك. اللهم أمن الأوطان والدور وأصلح الأئمة وولاة الأمور واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك، واتبع رضاك يا رب العالمين …
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم