بقلم: محمد رياض
تعتبر من أعظم العبادات في الإسلام وأقدسها. لها مواقيت محددة يضرب من خلالها العبد موعدا مع الله، فيناجيه بهمومه ويطلعه على مشاكله، ويدعوه بما يشاء ويشتهي. يقيمها المسلمون فتطمئن نفوسهم، ويؤديها المؤمنون فترتاح قلوبهم. هي الصلة العظمى بين المخلوق والخالق، والعروة الوثقى بين المأمور والآمر، إذا صلحت صلحت الأعمال و العبادات، وإذا فسدت فسدت القربات وتهدمت الطاعات. يتعلق الأمر بالركن الثاني في الإسلام: الصلاة.
تعريفها
الصلاة لـغـة الدعاء، وشرعاً عبادة تشتمل على أقوال وأفعال مخصوصة تفتتح بالتكبير وتختتم بالتسليم. وقد فرضها الله تعالى على المسلمين في السماء ليلة الإسراء والمعراج، فكانت في البدء خمسين صلاة في اليوم ثم خففها الله تعالى إلى خمس، فهي خمس في الأداء وخمسون في الثواب. والصلوات الخمس هي: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، كما استقر على ذلك إجماع المسلمين.
أهميتها
تستمد الصلاة أهميتها من كونها عماد الدين والركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة؛ فإن قُبلت قُبل سائر العمل، وإن رُدَّت رُدَّ كل العمل. كما أنها علامة مميزة للمؤمنين المتقين مصداقا لقوله تعالى في كتابه الكريم: ﴿وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ﴾ [البقرة:3]. وللصلاة أهمية خاصة في حياة المؤمن فإن حفظها حفظ دينه، وإن ضيّعها فهو لما سواها أضيع. وغالبا ما تكون الصلاة علامة محبة من العبد لربه وتقديره لنعمه. وتكفي الإشارة إلى أن الله عز وجل أمر بالمحافظة عليها مهما كانت الظروف ليعلم العبد أهميتها ويدرك قيمتها.
شروطها
شروط الصلاة تسعة: (الإسلام) وضده الكفر والكافر عمله مردود. و(العقل) وضده الجنون والمجنون مرفوع عنه القلم حتى يفيق. و(التمييز) وضده الصغر دون سبع سنين. و(رفع الحدث) وهو الوضوء المعروف. و(إزالة النجاسة) من البدن والثوب والبقعة. و(ستر العورة) لإجماع العلماء على بطلان الصلاة دون لباس. و(دخول الوقت) مصداقا لقوله تعالى: {إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} [النساء:103]. و(استقبال القبلة). وأخيرا (النية) ومحلها القلب دون التلفظ بها.
أركانها
إذا كان للبيت قواعد تشد بنيانه وتحفظه من الانهيار، فـللصلاة أركان تقوي مقاصدها وتحفظها من البطلان وتجعلها متقبلة بإذن الرحمان. وهذه الأركان أربعة عشر هي: القيام مع القدرة على ذلك، وتكبيرة الإحرام، وقراءة سورة الفاتحة، والركوع، والرفع من الركوع، والسجود على الأعضاء السبعة، والاعتدال من السجود، والجلسة بين السجدتين، والطمأنينة في جميع الأركان، والترتيب، والتشهد الأخير، والجلوس للتشهد، والصلاة على النبي، والتسليمتان.
أنواعها
تختلف الصلوات وتتعدد أشكالها، فهناك صلاة الجمعة، وصلاة العيدين، وصلاة الكسوف، وصلاة الاستسقاء، وصلاة الجنازة، وصلاة التطوع، وصلاة التوبة، وصلاة الاستخارة، وصلاة التراويح وغيرها من الصلوات التي تختص كل واحدة منها بمناسبة ما أو ظرف معين. وهي بذلك تختلف من حيث الشكل والهيئة، لكنها تتوحد من حيث كونها وسيلة روحية للصلة مع الله، والتقرب منه، والخضوع له سبحانه وتعالى. وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بالتمسك بالصلاة وعدم التفريط فيها فقال: (الصَّلاةَ الصَّلاةَ اتَّقُوا اللَّهَ فِيمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم).
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم