عناصر الخطبة
1/ اهتمام الإسلام بالشباب 2/ صور من عناية النبي –صلى الله عليه وسلم- بالشباب 3/ تأملات في قصة حياة مصعب بن عمير 4/ رسائل إلى الآباء والمسئولين 5/ ضرورة الثقة بالشباب وتشجيعهم.اقتباس
لقد كان اهتمام نبينا -صلى الله عليه وسلم- بالشباب اهتمامًا عظيمًا، وهي رسالة نقدمها للمسئولين وللآباء والمعلمين والمربين أن يهتموا بالشباب، وأن يولوهم العناية الفائقة، وأن يعينوهم على بلوغ أحلامهم ومقاصدهم، فكم من شاب قد وئد ووئد طموحه وأهدافه؛ لأنه لم يجد تلك اليد التي تمتد إليه فتعينه على بلوغ غايته، فأعينوهم وكونوا لهم كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لصحابته الكرام، وكما كان الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم وأرضاهم- للصحابة الكرام -رضي الله عنهم جميعا-...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نستغفره ونستعينه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا.
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وعلى من سلك سبيلهم أو سار أو استنار بهدي المصطفى الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: معاشر المسلمين: اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا من دينكم بالعروة الوثقى، واعلموا أن أجسامنا على النار لا تقوى.
إخوة الدين والعقيدة: الشباب هم أمل هذه الأمة، وهم عُدّتها وعتادها، وقد كان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يحرص كل الحرص على أن يربّي هؤلاء الشباب، وأن ينمّي فيهم الإيمان والعلم؛ لأن تربيتهم على العلم والإيمان بادرة خير لمستقبل مشرق بإذن الله جل وعلا.
الشباب اهتم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأفكارهم، وبقوتهم، وبتطلعهم إلى الأمام، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حريصًا كل الحرص على أن يستوعب الشباب، وأن ينظر إلى أفكارهم وتطلعاتهم، وأن يستوعب أحيانا تلكم الأفكار الغريبة التي يتبنونها.
يأتي أحد الشباب أمام المصطفى -صلى الله عليه وسلم- فيطلب أمرًا غريبًا، فيقول: يا رسول الله ائذن لي في الزنا، فكاد الصحابة -رضوان الله عليهم- أن يبطشوا بذلك الشاب، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: على رسلكم، ثم أقبل إلى ذاك الشاب وأخذ يحاجّه ويقنعه إقناعًا عقليًّا بأن الزنا غير محمود العواقب، فقال له يا غلام "أتحبه لأمك؟" قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم"، قال: "أفتحبه لابنتك"، قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لبناتهم"، قال: "أفتحبه لأختك"؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لأخواتهم"، قال "أفتحبه لعمتك"؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لعماتهم", قال: "أفتحبه لخالتك"؟ قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال "ولا الناس يحبونه لخالاتهم". قال: فوضع يده الكريمة يده الشريفة يده البرّة الرحيمة على صدر هذا الغلام، وقال: "اللهم اغفر ذنبه وطهّر قلبه وحصّن فرجه".
يقول الشاب: "فوالله الذي لا إله غيره ما عدت أجد شيئًا مما ذكرته للنبي -صلى الله عليه وسلم-".
إنه يتحدث للنبي -صلى الله عليه وسلم- بخلجات نفسه، فاستوعب النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الغلام، وأرشده إلى طريق الحق والصواب، وعلّمه كيف تكون الأمور، فعاد إلى رشده، وتاب إلى ربه، والتزم أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم-.
وبلغ من عناية النبي -صلى الله عليه وسلم- بالشباب أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعطيهم الفرصة ليقدموا الشيء الكبير في هذا الدين، فيأتي النبي -صلى الله عليه وسلم- في معركة تحتاج إلى رجل خبير بالمعارك قادر على سياسة الأمور وقيادتها، فيأتي عليه الصلاة والسلام إلى أسامة بن زيد ابن حِبّ النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يتجاوز الثامنة عشرة من عمره ليبعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى قتال الروم في جيش مؤلّف من كبار الصحابة -رضوان الله عليهم- فيهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وسادة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلكم الشاب، فأخذ يوصيه ويعلّمه كيف يدير الأمور والمعركة، ثم بعد ذلك يوجّه النبي -صلى الله عليه وسلم- رسالته إلى الصحابة، فيقول لهم: "إن تكونوا تطعنوا في إمرته -لأنه صغير السن- فقد طعنتم في إمرة أبيه من قبل، ووالله وأيم الله إنه لخليق بالإمارة، وإنه من أحب الناس إليّ بعد أبيه".
لقد كان الإسلام يعطي المسلم فرصة ليظهر ما لديه من قدرات، وكما أن الإسلام يهتم بالأمة، ويعطي مساحة كبيرة للجماعة، فهو كذلك يعطي مساحة لا تقل أهمية للأفراد ليبرزوا، وليقدموا ما لديهم، وليبدعوا ولينجحوا في هذه الحياة، سواء في أمور دينهم وهذا هو الأهم، أو في أمور دنياهم.
أيها المؤمنون: سأذكر نموذج لأحد الشباب الذين تربوا في مدرسة محمد -صلى الله عليه وسلم-، لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا من نصر الله -جل وعلا- له، لأنه لا يربي الناس على الأقوال فقط، ولا يعطيهم مبادئ لا يعمل بها، ولا تطبق ولا يعطيهم شعارات لا تكون نبراسًا لهم في حياتهم، وإنما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتلو عليهم القرآن ليطبّقوه في حياتهم، ويعلّمهم الإيمان، فيكونوا مصابيح للدجى، ونورًا يهتدى بهم -رضي الله عنهم وأرضاهم-.
لقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حريصًا على أن يجعل من صحابته نماذج يحتذى بها ويقتدى بها بين الناس جميعًا، لقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم- قرآنًا يمشي على الأرض، وإن من نصر الله -جل وعلا- لنبيه أن الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم وأرضاهم- كانوا كنبيهم -صلى الله عليه وسلم- يمشون في الأسواق ويأكلون الطعام، ويعملون بالقرآن، فإذا بالقول والعمل يقترن في أحسن اقتران في سيرة الصحابة الكرام -رضوان الله عليهم-.
لقد طبع النبي -صلى الله عليه وسلم- عشرات النسخ من القرآن، بل المئات، بل الآلاف، لكنها ليست بالمداد، وإنما نقش القرآن في تلك القلوب المؤمنة، وتلك الأفئدة الصادقة التي عملت بالقرآن، وآمنت بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
مصعب بن عمير من أوائل من أسلم، كان -رضي الله عنه وأرضاه- قبل الإسلام فتى مكة المدلل المنعم المرفّه الذي يتحدث الناس عن الرفاهية التي يعيشها، كان مصعب بن عمير -رضي الله عنه وأرضاه- يتحدث الناس عن حذائه الذي يرتديه وعن نوعيته، فإذا سار في طريق يقول الناس: إن مصعب بن عمير قد سار في هذا الطريق؛ لأن هذا الطيب لا يوجد إلا لديه.
عاش هذه الحياة منعمًا مرفّهًا لكن قلبه ما إن استمع إلى القرآن وجلس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى تبدلت أحواله، ووجد لذة غير هذه اللذة التي ينظر إليها الناس، لقد عاشها وخالطها لكنها لم تروِ غليله، ولم تشفِ قلبه وفؤاده، فذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ليعلن الوحدانية لله -جل وعلا-، ويتردد على دار الأرقم بن أبي الأرقم، تعلم أمه بالخبر، فإذا بها تهدده وتتوعده، إن لم يعد إلى عبادة الأصنام أن تقطع عنه الطعام والشراب، فأبى أن يرتد عن دينه، ثم بعد هذا تأخذه أمه فإذا بها تحبسه لديها حتى لا يختلط بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، ولما أذن المصطفى بالهجرة إلى الحبشة، وإذا به أول المهاجرين ليعود بعد ذلك -رضي الله عنه وأرضاه-.
وتخيلوا هذا المشهد، وتخيلوا هذا الموقف يرويه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه. يقول -رضي الله عنه-: "بينما نحن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا طلع علينا مصعب بن عمير برداء ممزق مرقع، فنظر إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- فتذكر حاله، وتذكر النعمة التي كان يعيش فيها، ثم قال -صلى الله عليه سلم-: "أنتم اليوم خير"، وهو يرى العذاب والأذى الذي لحق بالصحابة، ويرى فقرهم وحاجاتهم، قال "أنتم اليوم خير أم يوم يُغدَى عليكم بطعام فيه خبز ولحم؟" قالوا: يا رسول الله ذاك يوم خير لنا نكفى مئونة، ونتفرغ لطاعة الله جل وعلا. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بل أنتم اليوم خير"، ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا فتنافسوها كما تنافسوها فتهلككم كما أهلكتهم".
مصعب بن عمير -رضي الله عنه وأرضاه- جعله النبي -صلى الله عليه وسلم- أول سفير في الإسلام، بعثه النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الدين ليعلّم أهل المدينة، وهذا هو السفير الحق الذي يحمل مبادئ الإسلام، ويحمل قيم النبي -صلى الله عليه وسلم- فكان من كرامة الله -جل وعلا- له وهو شابّ لا يزال في مقتبل عمره أن أسلم على يديه اثنان من كبار الصحابة -رضوان الله عليهم-.
أما أحدهما فقد تنزلت ملائكة الرحمن لتستمع إلى تلاوته العذبة، وأما الآخر فقد اهتز عرش الرحمن لموته -رضي الله عنه وأرضاه-؛ أسلم على يديه أُسيد بن الحضير -رضي الله عنه وأرضاه-، وأسلم على يديه سعد بن معاذ -رضي الله عنه وأرضاه-، فإذا به يأخذ أجرهم وينال نصيبهم، وقد قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: "لئن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لكم من حمر النعم".
لقد علم النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك الشاب أن الولاء الحقيقي هو الولاء لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-، علمه النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الإيمان لا يتم إلا بأن يكون الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراء ممن عادى الله ورسوله والمؤمنين.
في غزوة بدر وإذا بأخيه شقيقه يقع في الأسر بين يد أحد الأنصار، وهو أبو عزيز بن عمير، فيأتي مصعب بن عمير فيقول للأنصاري: اشدد وثاقك به؛ فإن أمه ذات متاع فتفديه أمه بما تشاء، فيلتفت أبو عزيز بن عمير إلى أخيه الذي تربى معه وأكل معه وشرب معه وهو شقيقه لأمه وأبيه، فيقول: يا مصعب أهذه وصاتك بي؟ قال: "هذا أخي من دونك".
لقد غيَّر الإسلام أحوالهم، وقد بدّل الإسلام سلوكهم واهتماماتهم؛ لأن ولائهم لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-.
ويأتي مصعب بن عمير أخرى ليقدم تضحية جديدة، وهو في مقتبل عمره في غزوة أُحد ليرفع لواء المسلمين، فيأتي ابن قمئة فيظن أنه النبي -صلى الله عليه وسلم- رفع مصعب بن عمير لواء المؤمنين بيده اليمنى، فأتى ابن قمئة فقطعها فأخذها باليسرى وهو يردد (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ)، فقطع اليسرى فضمها إلى عضديه ثم أخذ رمحًا فأنفذه في جسده، فكان آخر حياته -رضي الله عنه وأرضاه-.
يمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالقتلى، وإذا بمصعب بن عمير، ينظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مصعب الذي خرج من حياة الرفاهية والمال والجاه والعز ليبذل مهجته في سبيل الله، خرج من هذه الدنيا جميعًا من أجل أن يدافع وينافح ويناضل عن دين الله -جل وعلا-، التفت إليه، ثم تلا قول الله -جل وعلا-: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ) [الأحزاب: 22].
لقد كان مصعب بن عمير في هذا الموقف وهو في مقتبل عمره قدوة حسنة لكبار الصحابة، رضي الله عنهم.
يؤتي لعبد الرحمن بن عوف، وقد كان صائمًا فنظر إلى الطعام، وقال: لقد قتل مصعب بن عمير، وقد كان خيرًا مني، فلما قتل أُتي إليه ببردة إذا غُطي رأسه بدت رجلاه، وإذا غُطيت رجلاه بدا رأسه، ثم بعد ذلك وإذا بنا نستقبل هذه النعم، وأخشى أن نكون ممن عُجلت لهم طيباتهم، وحسناتهم في الحياة الدنيا.
يا شباب الإسلام! يا مستقبلها! إن العلم والإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب فإن العبد يفعل لدينه ودنياه ما لا يفعله لأي أمر آخر.
تأملوا في حياة صحابة محمد، وانظروا في مسيرتهم، وانظروا إلى الإيمان، كيف هذّب أرواحهم وأخلاقهم، وإذا بهم يقدمهم صحابة لمحمد -صلى الله عليه وسلم- اصطفاهم الله –عز وجل- على العالمين جميعا.
عباد الله: لقد كان اهتمام نبينا -صلى الله عليه وسلم- بالشباب اهتمامًا عظيمًا، وهي رسالة نقدمها للمسئولين وللآباء والمعلمين والمربين أن يهتموا بالشباب، وأن يولوهم العناية الفائقة، وأن يعينوهم على بلوغ أحلامهم ومقاصدهم، فكم من شاب قد وئد ووئد طموحه وأهدافه؛ لأنه لم يجد تلك اليد التي تمتد إليه فتعينه على بلوغ غايته، فأعينوهم وكونوا لهم كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لصحابته الكرام، وكما كان الخلفاء الراشدون -رضي الله عنهم وأرضاهم- للصحابة الكرام -رضي الله عنهم جميعا-.
أعينوهم، أمدوهم، ساعدوهم، ساندوهم، خذوا بأيديهم حتى تقر أعيننا -بإذن الله عز وجل- بعزهم وسعادتهم وفلاحهم ونجاحهم في الدنيا والآخرة، ونقول لشبابنا: إن أعظم أمر يوصى به هو الالتزام بهذا الدين، والالتزام بشريعة سيد المرسلين -عليه أفضل الصلاة وأتم السلام- ففيها الخير والعز، وفيها التمكين والنصر -بإذن الله جل وعلا-.
اللهم أصلح شبابنا ، اللهم أصلح شبابنا، اللهم أصلح شبابنا..
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم