عناصر الخطبة
1/ إثبات صفة الشكر لله تعالى في الكتاب والسنة 2/ معنى الشكر 3/ تأملات في اسمي الله -تعالى-: الشاكر والشكور 4/ توحيد الله تعالى بالتعبّد والدعاء بهذين الاسمين 5/ عاقبة الجحود وعدم شكر الله على نعمه 6/ كيف نشكر الله تعالى على نعمه؟ 7/ مما يعين على شكر الله على نعمه.اقتباس
إن من أسماء الله الحسنى اسم: الشاكر، فقد سمى الله به نفسه، كما في قوله -تعالى-: (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) [البقرة:158]... ومن أسمائه أيضاً: الشكور، قال -تعالى-: (إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر:34]...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) [آل عمران:102]. (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]. (يَا أَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].
أما بعد: فإنّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
عباد الله: إن من أسماء الله الحسنى اسم: الشاكر، فقد سمى الله به نفسه، كما في قوله -تعالى-: (وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ) [البقرة:158]، وقوله: (مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِراً عَلِيماً) [النساء:147].
ومن أسمائه أيضاً: الشكور، قال -تعالى-: (إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) [فاطر:34]، وقال: (وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) [التغابن:17].
وورد إثبات صفة الشكر لله في السنة، فقد روى البخاري في صحيحه عن أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- "أَنَّ رَجُلاً رَأَى كَلْبًا يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ الْعَطَشِ، فَأَخَذَ الرَّجُلُ خُفَّهُ فَجَعَلَ يَغْرِفُ لَهُ بِهِ حَتَّى أَرْوَاهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ".
وفي صحيح البخاري -أيضاً- من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِى بِطَرِيقٍ وَجَدَ غُصْنَ شَوْكٍ عَلَى الطَّرِيقِ فَأَخَّرَهُ، فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ، فَغَفَرَ لَهُ".
والشكر هو الثناء الجميل على الفعل الجليل حتى لو كان قليلا، والله شاكرٌ يجازي العباد على أعمالهم، ويزيد لهم في أجورهم، فيقابل شكرهم بزيادة النعم في الدنيا، وواسع الأجر في الآخرة.
وفي البخاري من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أن النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لاَ يَدْخُلُ أَحَدٌ الْجَنَّةَ إِلاَّ أُرِيَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ، لَوْ أَسَاءَ، لِيَزْدَادَ شُكْرًا؛ وَلاَ يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ إِلاَّ أُرِىَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ، لَوْ أَحْسَنَ، لِيَكُونَ عَلَيْهِ حَسْرَةً". قال -تعالى-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُون) [البقرة:152]، وقال: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم:7].
والله -سبحانه- شاكر، فيرضى بأعمال عباده وإن قلّت، وهذا تكريم لهم، حيث يقبل منهم أقل من حقه عليهم، ويتفضل بمضاعفة ما لهم من أجر، ويمحو بمشيئته ما عليهم من وزر.
وعند أحمد، من حديث أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-، أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- دخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، رأيت فلانا يشكر، يذكر أَنَّكَ أَعْطَيْتَهُ دِينَارَيْنِ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لكن فلانا قَدْ أَعْطَيْتُهُ مَا بَيْنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْمِائَةِ فما شكر، وَإِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَسْأَلُنِي الْمَسْأَلَةَ فَأُعْطِيهَا إِيَّاهُ فَيَخْرُجُ بِهَا مُتَأَبِّطُهَا وَمَا هي لَهُمْ إِلاَّ نَارٌ"، قَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلِمَ تُعْطِيهِمْ؟ قَالَ: "إِنَّهُم يَأْبَوْن إِلاَّ أَنْ يَسْأَلُونِي، وَيَأْبَى اللَّهُ لِيَ الْبُخْلَ" وهو حديث صحيح.
واسم الله الشاكر يدل على صفة من صفات الأفعال اللائقة به -سبحانه-.
عباد الله: كيف ندعو الله -باسمه الشاكر واسمه الشكور: دعاء مسألة ودعاء عبادة؟.
أما دعاء المسألة، فكما ورد في قول سليمان -عليه السلام-: (فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل:27].
وأما دعاء العبادة فتوحيد العبد لربه في اسمه الشاكر يوجب عليه شكر الله على نعمه السابغة، وشكر الناس على إحسانهم له، فعند أبى داود، وصححه الشيخ الألباني، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لاَ يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لاَ يَشْكُرُ النَّاسَ"، وعند أحمد، ورجاله رجال الصحيح، أن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ"، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَمَنِ الْفُسَّاقُ؟ قَالَ: "النِّسَاءُ"، قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَوَلَسْنَ أُمَّهَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا؟ قَالَ: "بَلَى! وَلَكِنَّهُنُّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ، وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ".
وفي سنن الترمذي، وصححه الشيخ الألباني، من حديث ثَوْبَانَ قَالَ: لَمَّا نَزَلَتِ (الَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ) كُنَّا مَعَ النبي -صلى الله عليه وسلم- في بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: أُنْزِلَ في الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ مَا أُنْزِلَ! لَو عَلِمْنَا أي الْمَالِ خَيْرٌ فَنَتَّخِذَهُ؟ فَقَالَ: "أَفْضَلُهُ لِسَانٌ ذَاكِرٌ، وَقَلْبٌ شَاكِرٌ، وَزَوْجَةٌ مُؤْمِنَةٌ تُعِينُهُ عَلَى إِيمَانِهِ".
أخي المسلم: إن مما تعارف عليه الناس، واتّفق عليه العقلاء، أن من أسدى إليك معروفًا أو قدّم لك خدمة فحقٌّ له عليك أن تشكره عليها وتحمده لأجلها، بأن تثني عليه بلسانك، وتجتهد في خدمته بجوارحك، وتتمنى لو سنحَت لك فرصة لكي تردّ عليه جميله.
وليس من الأدب أو ردّ الجميل أن تقصّر في حقه وأنت تستطيع، أو تسيء إليه بلا ذنب، فإن هذا من خلُق اللئام، وأفعال الطّغام؛ لذلك ثبت في الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَن أتى إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له" رواه والطبراني وهو حديث صحيح. فكيف -يا عبد الله- إذا كان صاحب المعروف هو الله؟ وليس معروفًا واحدًا! بل آلاف النعم في كل صباح ومساء، وفي عمرك كله، بل وفي كل لحظة!.
وليس من شكرِ الله -تعالى- على نعمه التنكبُ عن أمره، والابتعاد عن طاعته، وارتكاب كل ما يغضبه ويجلب سخطه، بل هو مدعاة إلى زوال النعمة وذهابها، أو انعدامها واضمحلالها، وقد ذكر الله -سبحانه- لنا في القرآن قصة قرية لم تقابل النعم بالشكر فقال: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ) [النحل:112].
كما قصّ الله علينا قصة مملكة سبأ وما أعطاها الله من أنواع النعم والخيرات، فلَم تشكر، فقال -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لِسَبَأٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ) [سبأ:15-17].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد: أيها الأحبة الكرام: ليس من شكر نعمة الله تعالى تركُ الصلاة التي أمر الله بها، أو منع الزكاة التي هي حقّ الله في المال، أو ترك الحجّ الذي هو ركن من أركان الإسلام؛ كما أنه ليس من شكر النعمة محاربة الله ورسوله بالربا، أو السعي وراء المسكر والزنا، أو الاستهزاء بالدين وشريعة رب العاملين، أعاذنا الله وإياكم وجميع المسلمين.
عباد الله: ومما يعين على شكر الله على نعمه ما يلي:
أولاً: القناعة بما قسم الله لك من رزق، كما روى الترمذي أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس" حديث حسن.
ثانياً: العلم بأن الله سائله عن شكره لنعمه، قال الله -تعالى-: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ) [الصافات:24]، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا ابن آدم، حملتك على الخيل والإبل، وزوجتك النساء، وجعلتك تربع وترأس، فأين شكر ذلك؟!" رواه أحمد وإسناده على شرط مسلم.
ثالثاً: العلم بأن النعمة تدوم بالشكر، وتزول وتضمحل بالجحود والكفر، قال الله -تعالى-: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
رابعاً: شكر الناس على معروفهم، ففي سنن أبي داود وأحمد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" حديث صحيح.
اللهم ارزقنا شكر نعمتك، وألهمنا حمدك والثناء عليك، ووفقنا للخير بتوفيقك، واعصمنا من الشر بعصمتك يا رب العاملين.
اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، ودمّر أعداء الدين، وأهلك الزنادقة والكافرين.
اللهم مَنْ أرادنا وأراد أمننا وإيماننا وعلماءنا وشبابنا ونساءنا بسوءٍ فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره يا قوي يا عزيز.
اللهم آمنَّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعلهم هداة مهتدين، واجعل اللهم ولايتنا فيمَنْ خافك واتقاك واتبع رضاك يا أرحم الراحمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين حكاماً ومحكومين، اللهم اجمع كلمتهم على الحق وردهم إلى دينك رداً جميلاً، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، واحفظنا بالإسلام قاعدين، واحفظنا بالإسلام راقدين، ولا تشمت بنا أعداء ولا حاسدين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك يا ربنا سميع كريم مجيب الدعوات.
اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من الآيسين، اللهم اسقنا وأغثنا، اللهم إنّا خلقٌ من خلقك فلا تمنع عنّا بذنوبنا فضلك، اللهم اسق بلادك وعبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، اللهم إنّا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً. نستغفرك اللهم ونتوب إليك.
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا واغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. والحمد لله رب العالمين.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم