الشيخ: ابن باز
السؤال:
سماحة شيخ تركزون على العلم بطريق الدعوة إلى الله، وبطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لعل سماحة الشيخ يحدد العلم الذي ينبغي أن يتعلمه من يريد الدعوة إلى الله على بصيرة، ويريد الأمر بالمعروف والنهي على المنكر على الطريقة الشرعية؟
-02:54
الجواب:
لا بد من العلم، والعلم قال الله، وقال رسوله، والعلم أن يعتني بالقران الكريم وبالسنة المطهرة، يعرف ما ٍأمر الله به وما نهى الله عنه، ويعرف طريقة الرسول ﷺ في دعوته إلى الله وإنكاره للمنكر، وطريقة أصحابه وأرضاهم.
يكون متبصراً بهذا، بمراجعة كتب الحديث الشريف مع العناية بالقرآن الكريم مع مراجعة كلام العلماء في هذا الباب، أوسعوا الكلام - رحمة الله عليهم - وبينوا ما يجب، فالذي ينتصب لهذا الأمر يجب عليه أن يعنى بهذا الأمر حتى يكون في ذلك على بصيرة، من كتاب الله ومن سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، حتى يضع الأمور في مواضعها.
فيضع الدعوة إلى الخير في مواضعها، والنهي عن المنكر في مواضعها، وهكذا إنكار المنكر والأمر بالمعروف يكون في موضعه، على بصيرة، على علم، حتى لا يقع منه إنكار المنكر بما هو أنكر منه، وحتى لا يقع منه الأمر بالمعروف على وجه يوجد منكراً أكثر من هذا الأمر الذي دعا إليه، المقصود أنه لا بد من علم حتى يضع الأمور في مواضعها، وحتى إذا أنكر المنكر نفع ذلك ولم يترتب عليه ما هو أنكر، وحتى إذا دعا إلى المعروف يرجى أن يحصل المعروف أو على الأقل لا يترتب عليه منكر، فيكون أكبر منه وأعظم وأشر من ترك هذا المعروف.
المقدم: بارك الله فيكم، أختنا صاحبة الرسالة التي رمزت إلى اسمها بالمستمعة المؤمنة المتدينة، تقول: إذا رأت من أقاربها أحدًا يرتكب بعض المنكرات، كيف يكون موقفها؟
الشيخ: عليها أن تنكر المنكر بالأسلوب الحسن والكلام الطيب والرفق والعطف على صاحب المنكر؛ لأنه قد يكون جاهلاً، قد يكون... الأخلاق عند الإنكار عليه بشدة، يزداد شره وعليها أن تنكر المنكر على أختها في الله وعلى أخيها في الله لكن بالأسلوب الحسن، والكلام الطيب وذكر الدليل قال الله قال رسوله مع الدعاء له بالتوفيق والهداية، هكذا يكون عندها وعند الرجل من الحكمة والبصيرة والتحمل ما يجعل الذي ينكر عليه يتقبل، ما ينفر ولا يعاند، يعني يجتهد الداعي ويجتهد المنكر في استعمال الألفاظ التي يرجى من ورائها قبول الحق.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم