عناصر الخطبة
1/صفات المتقين 2/ وقفة مع حديث معاذ 3/ أهمية حفظ اللساناهداف الخطبة
الترغيب في التزام التقوى / تقريب بعض صور التقوىعنوان فرعي أول
أهل التقوىعنوان فرعي ثاني
يسر الشريعةاقتباس
فمن ملك لسانه فأشغله بما يقربه إلى الله من علم وقراءة وذكر ودعاء واستغفار، وحبسه عن الكلام المحرم من غيبة ونميمة وكذب وشتم, وكلما يسخط الجبار، فقد ملك أمره كله, واستقام على الصراط المستقيم، ومن أطلق لسانه فيما يضره, استحق العذاب الأليم
الحمد لله الذي فاوت بين عباده في العقول والهمم والإرادات، ورفع بعضهم فوق بعض بالإيمان وبالعلم ولوازمهما درجات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الذات، ولا سمي له في الأسماء، ولا مثيل له في الصفات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أشرف البريات، اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم في كل الحالات.
أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى؛ فتقوى الله وقاية من الشر والعذاب، وسبب موصل للخير والثواب.
عباد الله، قد بين الله لكم مراتب الخير وثوابه، وحضكم على ذلك، وسهل لكم طرقه وأسبابه، فقال تعالى: (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) [آل عمران:133].
فوصف المتقين بالقيام بحقوقه، وحقوق عباده، وبالتوبة والاستغفار، ونفى عنهم الإقامة على الذنوب والإصرار، وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: يا رسول الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، وينجني من النار، قال صلى الله عليه وسلم: " لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير لمن يسره الله عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت". أي: فمن قام بهذه الشرائع الخمس حق القيام، استحق النجاة من النار، ودخول دار السلام.
ثم لما رآه شديد الرغبة في الخير، وضّح له وللأمة الأسباب التي توصل إلى خير الدنيا والآخرة، والأبواب التي تفضي إلى النعم الباطنة والظاهرة، فقال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، أي: وقاية في الدنيا من الذنوب، ووقاية في الآخرة من الكروب، والصدقة تطفئ الخطيئة, كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل, ثم تلى قوله: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [السجدة:16].
ثم قال: " ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة, وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله, فأخذ بلسان نفسه وقال: كف عليك هذا، قلت يا رسول الله: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ, وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم".
فمن ملك لسانه فأشغله بما يقربه إلى الله من علم وقراءة وذكر ودعاء واستغفار، وحبسه عن الكلام المحرم من غيبة ونميمة وكذب وشتم, وكلما يسخط الجبار، فقد ملك أمره كله, واستقام على الصراط المستقيم، ومن أطلق لسانه فيما يضره, استحق العذاب الأليم.
فانظروا -رحمكم الله- ما أسهل هذه الشرائع وأيسرها؟!
وما أعظم ثوابها عند الله وأكملها؟!
فجاهدوا نفوسكم على تحقيقها وإكمالها، وسلوا ربكم الإعانة على أقوالها وأفعالها.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم