عناصر الخطبة
1/أمر الشرع باجتناب الخمور والمخدرات 2/ عقوبة المتعاطي في الدنيا والآخرة 3/ حكمة تحريم الخمور والمخدرات 4/ مفاسد الخمور والمخدرات .اهداف الخطبة
التحذير من تعاطي الخمور والمخدرات / بيان المفاسد الدنيوية والأخروية لتعاطي الخمور والمخدرات .عنوان فرعي أول
فهل أنتم منتهونعنوان فرعي ثاني
طينة الخبالعنوان فرعي ثالث
أيهما أشد ؟اقتباس
أن المخدرات أشد من الخمر، وكلاهما ضر وشر، فالمخدرات من الآفات الخطيرة التي تهدد المجتمع الإنساني بالفناء والدمار، وتقضي على الشباب، فخطرها لا يقل عن خطر الأمراض الوبائية التي تفتك بالأمم والشعوب
الحمد لله، حبب إلى نفوس أوليائه المتقين الإيمان، وزينه في قلوبهم، وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان، أحمده تعالى وأسأله تعالى أن يجعلنا من الراشدين، وأشكره وقد تأذن بالزيادة للشاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد..
فيا عباد الله.. اتقوا الله تعالى وأطيعوه، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة:90-91].
عباد الله.. هذا كتاب الله ووحيه السماوي، يهيب بنا إلى آدابه وتعاليمه السامية التي ما أنزلت إلا لتهذيب النفوس، وتنوير العقول.
وقد أمر الله تعالى في هذه الآية الكريمة باجتناب الخمر، وما في حكمها من مخدرات، ولا فرق في التحريم بين قليله وكثيره؛ لحديث: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مخدر ومفتر"، وحديث "كل مسكر خمر، وكل خمر حرام"، وحديث "ما أسكره كثيره فملؤ الكف منه حرام".
وقد أجمع العلماء على تحريم الخمر وما في حكمها من حبوب؛ لما دلت عليه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية.
وقد روى البخاري ومسلم عن حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا فمات وهو يدمنها لم يشربها في الآخرة".
وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ينفر عنها، ويحمل على الترفع عن شربها قوله: "ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن" أي أن الخمر والإيمان لا يجتمعان، وما ذلك إلا لعظم خبث الخمر، والإيمان شجرة طيبة، ولا يجتمع خبث وطيب في موضع واحد.
وقد أوجب الإسلام على شاربها الحد، فتمتهن كرامته، وتسقط في مجتمعه عدالته، وتوعد من تمادى في تعاطي الخمر وما في حكمها حتى مات ولم يتب بالعذاب الأليم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من مات وهو يشرب الخمر كان حقاً على الله أن يسقيه من طينة الخبال" وهي عصارة أهل النار، وقذارتهم، وقيحهم، وصديدهم.
وكل ذلك -عباد الله- مما يردع أصحاب العقول والبصائر النيرة عن المجازفة بدينهم، وفقد الكرامة في مجتمعهم، وتعريض نفوسهم لسخط الله، وأليم عقابه في آخرتهم.
واعلموا -رحمكم الله تعالى- أن الخمر وما في حكمها حرمت لما يصدر عنها من أمراض فتاكة بالأخلاق والعقول والأبدان، فهي كما يقول الأطباء تلهب الأمعاء والكبد، وتحدث الشلل والصرع، وتضعف البدن عن مقاومة الأمراض، لذا فقد سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم أم الخبائث.
كما أن صاحبها يشربها فتذهب بعقله، فقد يقول كلمة الكفر، وربما سرق أو زنا، أو أكل ضاراً، أو عمل عملاً يضر نفسه أو يضر غيره، كل ذلك بسبب شرب الخمر، وتعاطي المخدرات.
واعلموا -رحمكم الله تعالى- أن المخدرات أشد من الخمر، وكلاهما ضر وشر، فالمخدرات من الآفات الخطيرة التي تهدد المجتمع الإنساني بالفناء والدمار، وتقضي على الشباب، فخطرها لا يقل عن خطر الأمراض الوبائية التي تفتك بالأمم والشعوب، فانتبهوا -رحمكم الله تعالى - لهذا الخطر العظيم، والوباء الفتاك، ولاحظوا أولادكم عن الوقوع في هذا الخطر الكبير، ووجهوهم الوجهة الرشيدة الطيبة، وأرشدوهم إلى الطريق المستقيم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته".
وتمسكوا -رحمكم الله تعالى- بما أمركم الله تعالى به وأمركم به نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك محاربة الخمر والمخدرات بكل ما تستطيعون، فإنها قاتلة للروح المعنوية، قاتلة للفضائل والأخلاق الإسلامية، فشرها ظاهر محسوس على الفرد والمجتمع والأمة؛ لأنها من عمل الشيطان؛ ليوقع بها المؤمنين في العداوة والبغضاء، ويصدهم عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة التي هي عمود الدين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [المائدة: من الآية2].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم وجميع المسلمين بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم