عناصر الخطبة
1/من ثوابت عقيدة المسلم أنه لا يعلم الغيب إلا الله 2/التحذير والتنفير من المشعوذين والكهان 3/أمثلة واقعية على كذب المنجمين والعرافين 4/العاقبة السيئة لمصدقي العرافين والمنجمين 5/عقيدة المسلم في القضاء والقدراقتباس
إنَّ إتيانَ، أو سؤالَ، أو تصديقَ المنجمينَ والعرَّافِينَ والكُهَّان الذين يدَّعون الإخبارَ بعلم الغيب زورًا وبُهتانًا ويعبثون بعقول السُّذَّج والأغرار لِيَأخُذُوا أموالَهم ويُفسِدوا عقائدَهم، كلُّ ذلك ممَّا حرَّمَتْه النصوصُ الشرعيةُ والأدلةُ القطعيَّةُ...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ عليه وعلى آله وأصحابه.
أمَّا بعدُ، فيا أيها المسلمون: أوصيكم ونفسي بتقوى الله -جل وعلا-، قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].
أيها المسلمون: من ثوابت العقيدة الصحيحة الإيمان الجازم واليقين بأنَّه لا يعلم أحدٌ الغيبَ إلا اللهُ -جل وعلا-، قال سُبحانَه: (قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)[النَّمْلِ: 65]، ومن هنا تعلمون -أيها المؤمنون- الدجلَ والكذبَ الجَلِيَّ لكل مَنْ يدَّعِي شيئًا من علم الغيب؛ من الكُهَّان والمنجِّمينَ، وأصحاب الأبراج وقراءة الكفّ والطالع والفنجان... وغير ذلك من الظواهر التي يزعمون بها دجَلًا وكَذِبًا الإخبارَ بما يقع في المستقبل، أو بما هو غائبٌ عن علم البشر، كما هو ظاهرٌ في بعض وسائل الإعلام، من نَشْر ما يُسمَّى بعلم الأبراج والنجوم ونحوها؛ ممَّا هو قائمٌ على أكاذيبَ مختلَقةٍ، وخزعبلاتٍ متنوعةٍ، من الكهانة والتنجيم، الذي لا حقيقةَ له في الواقع ولا برهان له في الشرع.
وقد أجمَع علماءُ الشريعة على تحريمِ مثلِ ذلك، وتعاطِيه والسماعِ له، فضلًا عن تصديقِه والاعترافِ به، قال صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اقتبَسَ شعبةً من النجوم" وفي رواية: "مَنِ اقتبَسَ علمًا من النجوم فقد اقتبس شعبةً من السحر، زاد ما زاد"(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وابن ماجه بإسناد صحيح)، وفي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه أنَّه قال: "من قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافرٌ بي، مؤمنٌ بالكوكب".
لَمَّا أرادَ أميرُ المؤمنين الخليفة الراشد عليُّ بنُ أبي طالب -رضي الله عنه- السيرَ لقتال الخوارج، اتفق المنجِّمون على أنَّه -رضي الله عنه- سيُهزَم؛ لأنَّه خرَج والقمر في العقرب، كما يزعمون، فقال رضي الله عنه لهم: "بل نسافر ثقةً بالله وتوكلًا على الله -جل وعلا-، وتكذيبًا لقول المنجمين"، فسافر -رضي الله عنه- وانتصر بجيشه، وأيَّدَه اللهُ بالنصر والظَّفَر، وفي معركة عمُّورِيَّةَ أجمَع المنجمون على أن الخليفة المعتصم لن ينتصر في غزوته هذه، فخالَفَهم وكذَّبَهم، وتوكَّل على الله، وكان النصرُ متحقِّقًا للمسلمين، حتى قال أبو تمام أبياته المشهورة:
السيف أصدق إنباءً من الكتب *** في حَدِّه الحَدُّ بينَ الجِدِّ واللَّعِبِ
إلى أن بين كذبهم ودجلهم فقال:
أين الرواية، بل أين النجوم وما *** صاغوه من زخرف فيها ومن كذب
تخرُّصًا وأحاديثًا ملفَّقةً *** ليست بنبع إذا عدت ولا غرب
لو بيَّنَتْ قطُّ أمرًا قبل موقعه *** لم يَخْفَ ما حلَّ بالأوثان والصُّلُبِ
أي: هذه الأخبار.
قال أهل العلم عن مثل هذه الحوادث التي كذب فيها المنجمون، وعن القضايا التي أظهرت كذبهم، قالوا: "لو جمعناها لقام منها عدة أسفار"؛ أي: كُتُب كثيرة، وروايات عديدة.
عبادَ اللهِ: لا يكاد يُعرَف أحدٌ تعلَّق بمثل هذه التُّرَّهات فما يأتيه ويذره إلا نُكِبَ أقبحَ نكبةٍ مقابَلةً له بنقيضِ قَصدِه؛ لأن مَنِ اطمأنَّ إلى غير الله -جل وعلا- أو وَثِقَ بسواه، أو ركَن إلى مخلوق يُدبِّره، أجرى اللهُ له بسبب ذلك أو من جهته خلافَ ما تعلَّق به؛ كما في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ تعلَّق شيئًا وُكِلَ إليه"(رواه أحمد، والترمذي بإسناد حسن).
لقد بيَّن الإسلامُ العلمَ الحقيقيَّ للنجوم بأنَّها زينة للسماء، وعلامات يُهتدى بها لمعرفة الاتجاهات، ومواسم الزروع، ومواسم الفصول السنويَّة ونحوِها، أمَّا غيرُ ذلك، من أفكار منحرفة، تُحاوِل ربطَ الناس بغير خالِقِهم، مالكِ الكونِ المتفرِّدِ بتدبيرِ المخلوقاتِ، وتصريفِ الكائناتِ، فذلكَ زيغٌ عن الدِّين الصحيح، والعقيدة السليمة.
عبادَ اللهِ: فاحذروا من هذه العلومِ الزائفةِ والأخبارِ التي يتعلَّق بها السُّذَّج؛ ممَّا يُوقِعهم في الأوهام الزائفة، والاعتقادات الجاهليَّة التي لم تُبنَ على أساس علميّ ولا برهان شرعيّ، ولهذا من الكفر الصريح والمحادَّة للدليل الصحيح الاعتقادُ بما يُسمَّى بعِلْم التأثير؛ بمعنى اعتقادِ أن النجومَ مؤثِّرة فاعلة، تَخلُق الحوادثَ؛ من حروبٍ وشرورٍ، فهذا الاعتقاد شركٌ أكبرُ مُخرِجٌ عن الملة، بإجماع العلماء، وكذا مَنْ جعَلَها سببًا للاستدلال بحركاتها وتنقُّلاتها وتغيراتها، على أنَّه سيكون كذا وكذا، فيُدَّعى بذلك معرفة الأخبار الغيبية، التي لم تقع وستقع في المستقبل بمطالع النجوم بما يُسمَّى الاستدلالُ بالأحوال الفلكيَّة على الحوادث الكونيَّة، فهذا كفرٌ بالله -جلَّ وعلا-؛ لأنَّه ادعاءٌ لعلم الغيب، الذي لا يَعلَمُه إلا اللهُ وحدَه، فمُدَّعي ذلك مُكذِّب لله -جل وعلا-، ولرسوله -صلى الله عليه وسلم-.
معاشرَ المسلمينَ: إنَّ إتيانَ، أو سؤالَ، أو تصديقَ المنجمينَ والعرَّافِينَ والكُهَّان الذين يدَّعون الإخبارَ بعلم الغيب زورًا وبُهتانًا ويعبثون بعقول السُّذَّج والأغرار لِيَأخُذُوا أموالَهم ويُفسِدوا عقائدَهم، كلُّ ذلك ممَّا حرَّمَتْه النصوصُ الشرعيةُ والأدلةُ القطعيَّةُ، روى مسلمٌ في صحيحه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "مَنْ أتى عرَّافًا فسأله عن شيء لم تُقبَل له صلاةٌ أربعينَ ليلةً".
فاحذر -أيها المسلم- من المجيء إليهم، أو سؤالهم؛ فذلك من المحرَّمات الأكيدة والآثام القبيحة.
وكلُّ مَنْ يدَّعِي معرفةَ عِلْم شيءٍ من المغيَّبات؛ فهو داخلٌ في اسم الكاهن والعرَّاف، أو مُشارِك له في المعنى؛ فيُلحَق به عند العلماء، أخرج مسلم في صحيحه عن معاوية بن الحكم قال: "قلتُ: يا رسول الله، أمور كنا نصنعها في الجاهليَّة؛ كنا نأتي الكهان؟ قال: فلا تأتوا الكهان"، وفي الصحيحين سأل أناسٌ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عن الكهان فقال لهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ليسوا بشيء. قالوا: يا رسول الله، فإنهم يحدثون أحيانًا بالشيء يكون حقًّا؟ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تلك الكلمة من الحق، يخطفها الجِنِّيُّ فيُقِرُّها في أُذُن وليِّه قرَّ الدجاجةِ، فيخلطون فيها أكثرَ من مئة كذبة"، وعن عائشة زوج النبي -صلى الله عليه وسلم-رضي الله عنها- وعن أبيها أنَّها سمعَتْ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الملائكة تنزل في العنان، وهو السحاب، فتذكر الأمرَ قُضي في السماء، فتسترق الشياطينُ السمعَ فتسمعه، فتُوحِيه إلى الكُهَّان، فيكذبون معها مئة كذبة، من عند أنفسهم".
معاشرَ المسلمينَ: ومَنْ صدَّق الكاهنَ ونحوَه فتصديقُه يجعله مُشارِكًا في عمله، معتقِدًا صحةَ قوله، والواجب اعتقاد بُطلان كلِّ مَنِ ادَّعى علم المستقبل؛ لأنَّه غيب مختص بالله -جل وعلا-، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حديث: "من أتى عرَّافًا أو كاهنًا فسأله فصدَّقه بما يقول، فقد كفَر بما أنزل على محمد"(أخرجه أحمد وأبو داود، والترمذي، والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما، وصححه الحافظ الذهبي، والعراقي، وغيرهما من العلماء).
فاتقوا الله -عباد الله-، احفظوا دينكم، احفظوا عقيدتكم، التزموا بتوجيهات نبيكم محمد -صلى الله عليه وسلم- تفلحوا وتفوزوا.
أسال الله -جل وعلا- أن يحفظ علينا عقيدتنا، وأن يوجهنا للالتزام بسنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، أقول هذا القول وأستغفر الله من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الحليم العظيم، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا هو، رب السماوات والأرض رب العرش العظيم، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، النبي الكريم، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على آله وأصحابه إلى يوم الدين.
أما بعدُ، فيا أيها المسلمون: كل شيء بقضاء الله وقدره، مقادير الأمور بيده -سبحانه-، مصدرها عن قضائه -عز شأنه-، علم كل شيء قبل كونه فجرى على قدره، لا يكون شيء في هذا الكون إلا بإرادته، ولا يجري خير أو شر إلا بمشيئته -سبحانه-، فعلينا أن نستيقن بعلم الله -جل وعلا-، بعلمه المحيط بكل شيء، والسابق لكل شيء، علينا أن نؤمن بأنَّه -سبحانه- كتَب كلَّ شيء مما هو كائن في اللوح المحفوظ، وعلينا أن نؤمن بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وعلينا أن نؤمن بأن الله خلق جميع المخلوقات وأنَّه هو مُدبِّرُها ومُصرِّفُها، وواجبٌ متحتمٌ علينا أن نعتقد بهذه المعاني العظيمة، وأن نتوكل على ربنا -جل وعلا-، وأن نفوض أمورنا إليه -سبحانه-، وأن نثق بحسن النظر، فيما يقدره ويدبره ربنا -جل وعلا-، وعلينا أن نصدق في اعتمادنا على خالقنا، في استجلاب المنافع والمصالح، ودفع المضارّ والْمَكارِه، يقول ربنا -جل وعلا-، وعدًا حقًّا: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)[الطَّلَاقِ: 3]؛ أي: كافيه، ومن كانت هذه حالته، وعقيدته، فإنَّه يرتاح قلبه، وتطمئن نفسه، ويسعد في دنياه وفي آخرته؛ لنقرأ بألسنتنا وقلوبنا قول ربنا -جل وعلا-: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[فَاطِرٍ: 2]، وعلنيا أن نعمل بالأسباب المشروعة متوكلين على الله خالق الأرض والسماء، متعلقين به -سبحانه-، معتصمين به وحده -عز شأنه-، حينئذ نهدى إلى كل خير وصلاح وفوز؛ (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[آلِ عِمْرَانَ: 101].
أيها المسلمون: من أفضل أعمالنا وأزكاها عند ربنا -جل وعلا-، الإكثار من الصلاة والتسليم على سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لموتى المسلمين، الذين شهدوا لك بالوحدانية، ولنبيك بالرسالة، اللهم أنزل عليهم رضاك يا أرحمَ الراحمينَ، اللهم اغفر لهم ذنوبَهم، اللهم كفِّر عنهم سيئاتِهم، اللهم وأحلِلْ بهم رضوانَكَ يا ذا الجلال والإكرام، اللهم أَرْضِنَا وارضَ عنَّا، اللهم احفظنا واحفظ المسلمين من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتكَ أن نغتال من تحتنا، اللهم اكتب السلامة والعافية للمسلمين في كل مكان، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم (آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم إنا نسألك الْهُدَى والسداد، اللهم ألهمنا رُشدَنا، وأعذنا من شرور أنفسنا، اللهم وفِّق وليَّ أمرنا، اللهم اكتب له الصحة والعافية، اللهم اجعله ممن طال عمره وحسن عمله، اللهم وفِّق ولي عهده لما تحبه وترضاه، اللهم أعنه ووفقه وسدده، اللهم أَعِنْهُ على كلِّ خيرٍ، ووفقه لكل صلاح يا ذا الجلال والإكرام، اللهم وفق جميع ولاة أمور المسلمين لما فيه صلاح رعاياهم.
اللهم اجمع المسلمين على الخير، اللهم اجمع كلمتهم على البر والتقوى، اللهم يا حي يا قيوم، نسألك أن تؤتي نفوسنا تقواها، اللهم زكها أنت خير من زكاها، اللهم اجعلنا سببًا ومفتاحا لكل خير، ومغلاقا لكل شر يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعلنا ممن يحب المسلمين كحب أنفسهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اجعلنا ممَّن يحبون للمسلمينَ ما يحبُّون لأنفسهم، يا حي يا قيوم، اللهم يا غني يا حميد، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم إنا فقراء إلى رحمتك، اللهم أغث بلادنا، اللهم أغث بلاد المسلمين، اللهم اسقنا، اللهم لك الحمد، على ما أنعمت به علينا من الغيث، اللهم نسألك المزيد، اللهم أنتَ الغنيُّ فنسألكَ المزيدَ، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، يا ذا الجلال والإكرام.
عبادَ اللهِ: (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)[الْأَحْزَابِ: 41-42].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم