عناصر الخطبة
1/ ميزان دقيق عند الاختيار للمناصب العامة 2/ أركان الولاية: القوة والأمانة 3/ من صور تضييعِ الأمانةِ: اختيارُ غيرِ الكُفءِ في الانتخابات 4/ وصايا ونصائح للناخبين والمرشحين 5/ هل ترشح المرأة نفسها في الانتخابات؟ 6/ الحث على انتخاب القوي الأمين.اقتباس
إن وطناً كهذا يستحقُّ منَّا الكثيرَ.. فيه الحَرَمانِ الشَّريفانِ.. وفيه قُبرَ خيرُ إنسانٍ.. فيه تحكيمُ السُّنَّةِ والقرآنِ.. وفيه الأمرُ بالمعروفِ والإحسانِ.. وفيه النَّهيُّ عن المنكرِ والعِصيانِ.. وفيه الأمنُ والآمانُ. حربٌ مُشتعلةٌ في الجنوبِ.. وحدودٌ ملتهبةٌ في الشِّمالِ.. ومُجرمٌ متربصٌ في الشَّرقِ.. وصديقٌ قد أدارَ لها الظَّهرَ.. وكافرٌ يشمتُ.. وعدوٌ يترَّقبُ.. وخنجرٌ تُطعنُ به من أبنائها في الظَّلامِ.. ومنافقٌ يتربَّصُ الفُرصةَ ويَنخُرُ في العِظامِ.. ومعَ ذلكَ يذهبُ النَّاسُ إلى أعمالِهم بسلامٍ.. أبوابُهم مفتوحةٌ.. وصدورُهم مشروحةٌ.. يأتي إليها من أنحاءِ العالمِ الملايينُ.. عُمَّالاً وزوَّاراً وُحجاجَاً ومُعتمرينَ.. الأسواقُ عامرةٌ.. والفرحةُ غامرةٌ.. وفي ظلِّ الأوضاعِ الاقتصاديةِ والأزماتِ.. تأتي بحمدِ اللهِ وفضلِه الميزانيَّةُ بالملياراتِ.. ألا يستحقُّ هذا الوطنُ منَّا.. أن نختارَ له رجلاً قويَّاً أميناً؟!
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ الذي أنعمَ علينا بنعمةِ الإيمانِ والإسلامِ، حيثُ أنزلَ علينا خيرَ كُتبِه، وأرسلَ إلينا أفضلَ رسُلِه، وشرعَ لنا أفضلَ شرائعِ دينِه، له الحمدُ كلُّه، وبيدِه الخيرُ كلُّه، وإليه يُرجعُ الأمرُ كلُّه، يخلقُ ما يشاءُ ويختارُ، ما كانَ لنا الخِيَرةُ، سبحانَه له الحمدُ في الأولى والآخرةِ، وله الحكمُ وإليه تُرجعونَ..
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه وخليلُه وخيرتُه من خلقِه، بلَّغَ الرِّسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأمَّةَ، وجاهدَ في اللهِ حقَّ جهادِه، وتركَنا على المحجَّةِ البيضاءِ، ليلُها كنهارِها، لا يزيغُ عنها إلا هالكٌ، فصلواتُ ربي وسلامُهُ عليه، وعلى آلِ بيتِه الطَّيبينَ الطَّاهرينَ، وعلى أصحابِه والتَّابعينَ ومن تبعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ) [لقمان: 23].
أما بعد: (يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص: 26].. ميزانٌ دقيقٌ.. ومنهجٌ وثيقٌ.. في الصِّفاتِ اللَّازمةِ فيمن يختارُه النَّاسُ لمصالحِهم وشئونِهم.. وخاصةً إذا كانتْ هذه المصالحُ عامةً.. فإن مسئوليةِ الاختيارِ تكونُ أعظمُ.
قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميَّةَ -رحمَه اللهُ- في السِّياسةِ الشَّرعيَّةِ: "فَإِنَّ الْوِلَايَةَ لَهَا رُكْنَانِ: الْقُوَّةُ وَالْأَمَانَةُ".
فالقوَّةُ هي القدرةُ على أداءِ المُهمَّةِ المُوكلةِ إليه وتحمُّلُ المسئوليةِ دونَ إخلالٍ بالواجباتِ المطلوبةِ.. والأمانةُ هي المحافظةُ على أخلاقياتِ العملِ ورعايةِ مصالحِه وعدم التَّقصيرِ أو التَّفريطِ في الحقوقِ.
أيُّها الأحبابُ..
بعثَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- جبريلَ -عليه السَّلامُ- في أكبرِ مُهمَّةٍ أُرسلَ بها رسولٌ.. بأعظمِ رسالةٍ حملَها رسولٌ.. إلى أفضلِ وخيرِ رسولٍ.. وهي النُّزولُ بكلامِ اللهِ تعالى على النَّبيِّ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-.. واختارَ لهذه المُهمَّةِ القويَّ الأمينَ: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) [التكوير: 19- 21].
وكانَ نبيُّنا -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- لا يُولّي أحداً على أمورِ المُسلمينَ إلا من كانَ قويَّاً أميناً.. فمع تزكيتِه لأبي ذرٍّ -رضيَ اللهُ عنه-، حيثُ قالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو -رضيَ اللهُ عنهما-: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- يَقُولُ: "مَا أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ –أيْ: الأرضُ-، وَلَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ – أيْ: السَّماءُ-، مِنْ رَجُلٍ أَصْدَقَ لَهْجَةً مِنْ أَبِي ذَرٍّ".. لكنَّه لم يستعملْه على المسلمينَ لأنه ليسَ قويَّاً في أمورِ الوِلايةِ..
فعنْ أبي ذرٍّ -رضيَ اللهُ عنه- قالَ، قلتُ: يَا رَسُولَ الله، أَلاَ تَسْتَعْمِلُنِي؟، قَالَ: فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَىَ مَنْكِبِي، ثُمّ قَالَ: "يَا أَبَا ذَرٍّ إنّكَ ضَعِيفٌ، وَإنّهَا أَمَانَةٌ، وَإنّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلاّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقّهَا وَأَدّى الذِي عَلَيْهِ فِيهَا".. فلا مُجاملاتٍ في إدارةِ أمورِ المُسلمينَ.. فليسَ يتولَّاها إلا القويُّ الأمينُ.
ونحن على أبوابِ الانتخاباتِ البلديَّةِ.. وهي انتخاباتٌ حيويَّةٌ.. ينتظرُ النَّاسُ من أعضائها الكثيرَ الكثيرَ.. والأملُ باللهِ تعالى ثُمَّ بمن رشَّحوهم كبيرٌ.. وفي كلِّ دورةٍ تتجدَّدُ المطالبُ والآمالُ.. ويترقَّبُ الرِّجالُ والنِّساءُ والأطفالُ.
فيا أيٌّها النَّاخبونَ..
إن من تضييعِ الأمانةِ اختيارَ غيرِ الكُفءِ.. كما جاءَ عن أَبُي هُرَيْرَةَ -رضيَ اللهُ عنه- قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- فِي مَجْلِسٍ يُحَدِّثُ الْقَوْمَ، جَاءَهُ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ فَمَضَى رَسُولُ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- يُحَدِّثُ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: سَمِعَ مَا قَالَ، فَكَرِهَ مَا قَالَ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ لَمْ يَسْمَعْ، حَتَّى إِذَا قَضَى حَدِيثَهُ، قَالَ: "أَيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟"، قَالَ: هَا أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "فَإِذَا ضُيِّعَتِ الأمَانَةُ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ"، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا؟، قَالَ: "إِذَا وُسِّدَ الأمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ، فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ".
فإيَّاكم أن تُصوِّتوا لقرابةٍ أو صداقةٍ أو مصلحةٍ.. فقد قالَ عمرُ بنُ الخطابِ -رضيَ اللهُ عنه-: "مَن اسْتعملَ رجلاً لِمَوَدَّةٍ أو لِقَرابَةٍ، لا يستعمِلُه إلاَّ لذلك؛ فقد خانَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ والمؤمِنينَ".
كم اشتكينا من نقصِ المرافقِ العامةِ! وكم طالبنا بالخدماتِ الهامَّةِ! وكم تألَّمنا لشوارعِنا المسكينةِ! وكم كدَّرنا منظرَ حدائقِنا الحزينةِ! فجاءَ الوقتُ لتختاروا من يُوصلَ صوتَكم، ويُبدي رأيَكم، فعليكم بالقويِّ الأمينِ، اسألوا عنه، وابحثوا عنه، لمصلحةِ الإسلامِ والمُسلمينَ.
وأنت أيُّها المُرشَّحُ..
تذكَّرْ أن هذه المناصبَ تكليفٌ وليسَت بتشريفٍ.. و"إنّهَا أَمَانَةٌ، وَإنّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إلاّ مَنْ أَخَذَهَا بِحَقّهَا وَأَدّى الذِي عَلَيْهِ فِيهَا".. ولا تنسى ما قُلتَه في حملتِك الإعلاميَّةِ.. (كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) [الصف: 2].
وإيَّاكَ إذا لَبستَ بِشْتَك.. أنْ تُعرضَ بظهرِك لمن رشَّحَكَ.. وأنْ تُنكرَ فضلَ من انتَخبَك.. وأن تَنشغلَ بالاجتماعاتِ والمناسباتِ.. والزِّياراتِ والوَجاهاتِ.. عن مطالبِ النَّاسِ.. فإن كُنتَ اليومَ مسئولاً.. فغداً ستكونَ مسئولاً.
عنْ فاطمةَ امرأةِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، أنها دخلتْ على عُمَرَ -رحمَه اللهُ-، فإذا هو جالسٌ فِي مصلاه مُعتمداً يدَه على خدِه، سائلةٌ دموعُه على لحيتِه، تقولُ، فقلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، ألشيءٍ حدثَ؟،" قَالَ: يا فاطمةُ، إني تقلدتُ أمرَ أمَّةِ مُحَمَّدٍ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- أحمرِها وأسودِها، فتفكرتُ فِي الفقيرِ الجائعِ، والمريضِ الضَّائعِ، والغازي المجهودِ، والمظلومِ المقهورِ، والغريبِ الأسيرِ، والشَّيخِ الكبيرِ، وذي العيالِ الكثيرِ والمالِ القليلِ، وأشباهِهم فِي أقطارِ الأرضِ وأطرافِ البلادِ، فعلمتُ أن ربي سيسألني عنهم يومَ القيامةِ، وإن خصمي دونَهم مُحَمَّدٌ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-، فخشيتُ أن لا يثبتُ لي حُجةٌ عندَ خصومتِه، فرحمتُ نفسي فبكيتُ".
وأنت أيُّتُها المُرشحةُ..
قولي كما قالتْ أختُك المؤمنةُ التَّقيةُ العاقلةُ: (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) [القصص: 26]، قالتْها لمَّا وجدتَ قويَّاً أميناً يقومُ بأعباءِ العملِ الشَّاقِ، ويكفيها الخروجَ للعملِ وفِتنةَ الاختلاطِ، التي قد دافعتْ عن نفسِها فيما سبقَ بقولِها: (لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ)، فلا نختلطُ بالرُّعاةِ، وذكروا العُذرَ بقولهما: (وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ) [القصص: 23]، فما خرجنا إلا للضَّرورةِ، واجعليها لقويٍّ أمينٍ، يعرفُ وصيَّةَ نبيِّه -عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ- بكِ حينَ قال: "اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ"، فهو قد أَلْحَقَ الحَرَجَ وَهُوَ الإثْمُ بِمَنْ ضَيَّعَ حَقَّهُمَا، ويكونُ خصمَه يومَ القيامةِ.
المرأةُ في الغربِ خرجتْ من بيتِها وزاحمتْ الرِّجالَ.. حينُ ظُلمتْ.. وحقوقُها هُضِمتْ.. فخرجتْ لتواجَه الأعباءَ.. وتبحثُ عن الكِساءِ والغِذاءِ.. لتأخذَ حقَّها بيدِها.. فأصبحتْ رجلاً في صورةِ امرأةٍ.... فالأجيالُ عاقَّةٌ.. والحياةُ شاقةٌ.. فهي بينَ قريبٍ هاجعٍ.. وبينَ غريبٍ طامعٍ.. وأما أنتِ.. فلا زالَ في هذه الأمَّةِ من يعرفُ لكِ قدرَكِ.. فأنتِ الأمُّ الحانيَّةُ.. وأنتِ الأختُ الغاليَّةُ.. وأنتِ الزَّوجةُ الكريمةُ.. وأنتِ البنتُ الرَّحيمةُ.
وبئسَ قومٌ ليسَ فيهم قويٌّ أمينٌ ويَحتاجونَ لامرأةٍ لتقومَ بشئونِهم.. فهؤلاءِ لم يكتبْ اللهُ تعالى لهم الفلاحَ لا في الدُّنيا ولا في الآخرةِ.. بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى اللهُ عليه وسلمَ- أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى.. وهي بنتُ مَلكٍ قد بلغتْ في التَّربيةِ والتَّعليمِ أعلى الدَّرجاتِ.. ومع ذلكَ قَالَ: "لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً".
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ ونفعني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذِّكرِ الحكيمِ، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم ولسائرِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ وحدَه.. وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له.. وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه أدَّى الأمانةَ وبلَّغَ الرِّسالةَ -صلى اللهُ عليه وسلمَ-.. أما بعد:
عبادَ اللهِ..
إن وطناً كهذا يستحقُّ منَّا الكثيرَ.. فيه الحَرَمانِ الشَّريفانِ.. وفيه قُبرَ خيرُ إنسانٍ.. فيه تحكيمُ السُّنَّةِ والقرآنِ.. وفيه الأمرُ بالمعروفِ والإحسانِ.. وفيه النَّهيُّ عن المنكرِ والعِصيانِ.. وفيه الأمنُ والآمانُ.
حربٌ مُشتعلةٌ في الجنوبِ.. وحدودٌ ملتهبةٌ في الشِّمالِ.. ومُجرمٌ متربصٌ في الشَّرقِ.. وصديقٌ قد أدارَ لها الظَّهرَ.. وكافرٌ يشمتُ.. وعدوٌ يترَّقبُ.. وخنجرٌ تُطعنُ به من أبنائها في الظَّلامِ.. ومنافقٌ يتربَّصُ الفُرصةَ ويَنخُرُ في العِظامِ..
ومعَ ذلكَ يذهبُ النَّاسُ إلى أعمالِهم بسلامٍ.. أبوابُهم مفتوحةٌ.. وصدورُهم مشروحةٌ.. يأتي إليها من أنحاءِ العالمِ الملايينُ.. عُمَّالاً وزوَّاراً وُحجاجَاً ومُعتمرينَ.. الأسواقُ عامرةٌ.. والفرحةُ غامرةٌ.. وفي ظلِّ الأوضاعِ الاقتصاديةِ والأزماتِ.. تأتي بحمدِ اللهِ وفضلِه الميزانيَّةُ بالملياراتِ.. ألا يستحقُّ هذا الوطنُ منَّا.. أن نختارَ له رجلاً قويَّاً أميناً؟!
اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ كَمَا خَلَقْتَنَا، وَرَزَقْتَنَا، وَهَدَيْتَنَا، وَعَلَّمْتَنَا، وَأَنْقَذْتَنَا، وَفَرَّجْتَ عَنَّا، لَكَ الْحَمْدُ بِالْإِسْلَامِ، وَالْقُرْآنِ، وَلَكَ الْحَمْدُ بِالْأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْمُعَافَاةِ، كَبَتَّ عَدُوَّنَا، وَبَسَطْتَ رِزْقَنَا، وَأَظْهَرْتَ أَمْنَنَا، وَجَمَعَتْ فُرْقَتَنَا، وَأَحْسَنْتَ مُعَافَاتَنَا، وَمِنْ كُلِّ مَا سَأَلْنَاكَ رَبَّنَا أَعْطَيْتَنَا، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ذَلِكَ حَمْدًا كَثِيرًا، لَكَ الْحَمْدُ بِكُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيْنَا فِي قَدِيمٍ وَحَدِيثٍ، أَوْ سِرًّا أَوْ عَلَانِيَةً، أَوْ خَاصَّةً أَوْ عَامَّةً، أَوْ حَيٍّ أَوْ مَيِّتٍ، أَوْ شَاهِدٍ أَوْ غَائِبٍ، لَكَ الْحَمْدُ حَتَّى تَرْضَى، وَلَكَ الْحَمْدُ إِذَا رَضِيتَ..
اللَّهُمَّ إِنِّا أَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ، وَنَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ قَلْبَاً سَلِيمَاً، وَلِسَانَاً صَادِقَاً، وَنَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا تَعْلَمُ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا تَعْلَمُ، وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا تَعْلَمُ، إِنَّكَ أنْتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ.
اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَينَا الإيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا، وَكَرِّهِ إلَينَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ.
اللهم وَفِّقْ وليَ أمرِنا لما تحبُه وتَرضاه، اللهمَّ وأعنْه على البِّرِ والتَّقوى، اللهم وارزقه البِطانةَ الصَّالحةَ النَّاصحةَ، اللهمَّ وفِّقْ جميعَ ولاةِ أمرِ المسلمينَ لكلِ قولٍ سديدٍ ولكلِ عملٍ رشيدٍ فيه صلاحُ الإسلامِ وعزِّ المسلمينَ يا ربَّ العالمينَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم