عناصر الخطبة
1/الشريعة وحفاظها على الأعراض والأنساب 2/تحريم الشرع لوسائل كثيرة موصلة للزنا 3/ضعف التمسك بالدين وأثره على العفاف 4/من الأضرار السلوكية والأخلاقية للاختلاط 5/مطالبات منضمات إنسانية باستنساخ الحياة الغربيةاقتباس
وقد ظلت الأمة تحمي عرين هذه الفضيلة الجليلة من سهام أعدائها، وتمنعها من الاندثار والتسلل غير أن ضعف التمسك بالدين، وتواتر جهود الكافرين لهزيمة الأمة وقهرها قد أدى إلى ظهور بعض مظاهر خدش العفاف عند بعض المسلمين؛ مثل...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)[النساء:1 ]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)الأحزاب:70-71].
أما بعد:
أيها المسلمون: إن هناك معاول هدم وخدش لحصن العفة والصيانة، قد يغفل الناس عنها، أو يتساهلون في الحذر منها، ولا يستيقظون إلا على قرع البلاء الشديد لأبوابهم.
ومن تلك المعاول التي قد تتابعت ضرباتها وما زالت، ووجدت آثارها الموجعة على جدار العفة: معول الاختلاط بين الذكور والإناث في أماكن الدراسة؛ في المدارس والجامعات والمعاهد والمنتديات، وفي أماكن العمل والوظائف والملتقيات، وفي ربوع المتنزهات.
عباد الله: اعلموا أن هذه الشريعة الحكيمة هي شريعة النقاء والطهارة المعنوية والحسية، ومن مجالات ظهور ذلك أنها جاءت للحفاظ على الأعراض والأنساب من الدنس والرفث والخبث؛ فقد شرع الله -عز وجل وهو الحكيم فيما شرع والعليم بعباده ومصالحهم حينما كلفهم بذلك الشرع- شرع لهم الوسائل والأسباب التي تحافظ على العرض نقياً عن كل عيب، رفيعاً عن كل ريب، ونهاهم عن الطرق المعوجة التي توصل إلى نحر العرض بخنجر الزنا والفاحشة أو مقدماتها؛ ولهذا نجد -معشر المسلمين- ديننا الحنيف يحرم الوسائل والسبل التي توصل إلى جريمة الزنا والوقوع في عفنها وقذرها.
ومن قواعد تشريعنا الإلهي أن الوسائل لها أحكام المقاصد، ومن أمثلة هذه القاعدة العظيمة في هذا الباب قوله -تعالى-: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً)[الإسراء:32]؛ فحرم الله -جل جلاله- قربان الزنا، وفي قرب الزنا تدخل كل وسيلة توصل إليه ومن ذلك:
إطلاق البصر من الرجال والنساء، والخلوة بين الرجل والمرأة الأجنبية، وسفر المرأة بلا محرم، ومس المرأة الأجنبية بالمصافحة، والتبرج والسفور، ويقف الاختلاط على رأس هرم هذه الوسائل والأسباب؛ لأنه قد يجمع أكثر من وسيلة وسبب مما حرم الشارع على الرجال والنساء أو على أحد الجنسين، إضافة إلى هذه المناهي-التي يمثل البعد عنها دروعاً واقية- نجد أن الشرع الحنيف أمر أن يكون سؤال الرجل للمرأة من وراء حجاب، وبين الحكمة من ذلك فقال الله -تعالى-: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)[الأحزاب:53].
وأمر بالتفريق بين الأولاد في المضاجع إذا بلغوا عشر سنوات، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع"(رواه أبو داود).
و أمر المرأة بالقرار في البيت وعدم الخروج منه إلا لحاجة فقال: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)[الأحزاب:33].
فإذا خرجت فقد نهاها عن التبرج، ونهاها عن المشي وسط الطريق المزدحمة بالرجال؛ فعن حمزة بن أبى أسيد الأنصاري عن أبيه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول وهو خارج من المسجد فاختلط الرجال مع النساء في الطريق فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للنساء: "استأخرن؛ فإنه ليس لكن أن تحققن الطريق عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تلتصق بالجدار حتى إن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به"(رواه أبو داود، وهو حسن).
ونهاها عن التطيب والتعطر عندما تخرج وتمر على الرجال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية، وكل عين زانية"(رواه الترمذي، وهو صحيح).
ونهاها أن تصف المرأةَ الأجنبيةَ لزوجها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تباشر المرأة المرأة لتنعتها لزوجها كأنما ينظر إليها"(رواه البخاري)؛ فهذه بعض الأوامر الشرعية التي تجعل العرض الشريف بعيداً عن الخطر والتهم.
معشر المسلمين: إن المجتمعات المسلمة مجتمعات محافظة على كنز الحشمة وصيانة الشرف؛ لأن ذلك من تعاليم الدين الحنيف الذي يربي في الناس الفضائل ويحرسها، ويقتلع منهم الرذائل ويمنع عودتها.
وقد ظلت الأمة تحمي عرين هذه الفضيلة الجليلة من سهام أعدائها، وتمنعها من الاندثار والتسلل غير أن ضعف التمسك بالدين، وتواتر جهود الكافرين لهزيمة الأمة وقهرها قد أدى إلى ظهور بعض مظاهر خدش العفاف عند بعض المسلمين؛ مثل اختلاط الرجال بالنساء، والتساهل وعدم المبالاة بأخطاره وأضراره.
وقد كان من نتائج ذلك الضعف الديني لدى المسلمين وقوة الجهود عند الكافرين: دخول الاستعمار بلادَ أهل الاسلام للعبث بمعتقداتهم وسلوكهم، وتفتيت وحدتهم واجتماعهم، ونهب عقولهم ومقدرات أوطانهم، فنشر الاستعمار التفسخ والسفور، واختلاط الإناث بالذكور، ابتداء بنسائه بين نساء المسلمين، كما حصل من الاستعمار الفرنسي لمصر والشام، فرأى بعض المسلمين والمسلمات هذه المظاهر فتأثروا بها فلما رأى المستعمرون أن رسالتهم التدميرية لعفة المسلمين قد وصلت إلى عقول أولئك المخدوعين بعد أمدٍ سلموا لهم زمام الأمور في بلدان المسلمين، فراح أولئك المخذولون المخدوعون يبثون الاختلاط ومقدماته ومآلاته بين الشعوب المسلمة، في التعليم، والإعلام، والصحة، والتوظيف، وغير ذلك.
حتى ظهر البث الفضائي والتلفزة ووسائل الإعلام الحديثة المختلفة، فتأثر بعض النساء والرجال بما يشاهدون، فحصل التساهل والمسارعة إلى الاختلاط بين الذكور والإناث، فالتقت النار بالهشيم.
أيها المسلمون: إن الذين يروجون للاختلاط بين الذكور والإناث بين المسلمين قد يكونون أعداء للعفة، فيريدون أن تراق بين الناس لتعبث الرذيلة بعد ذلك كيف شاءت، وبعضهم يروج للاختلاط ويشجع عليه بدافع حسن جاء نتيجة الجهل والغفلة عن الأضرار والاثار المترتبة على هذا المعول الهدام، أو لا يعلم أهل الاختلاط والداعون إليه أن الاختلاط بين الجنسين سبب لأضرار أخلاقية وسلوكية، وأضرار صحية ونفسية، وأضرار اجتماعية واقتصادية، وأضرار عقلية وتعليمية؟!
فمن أخطر الأضرار السلوكية والأخلاقية: تفشي الفاحشة واستصغارها، وهذا أمر وارد لكثرة الملازمة، وإطلاق العيون في المفاتن والجواذب. قالت طبيبة غربية تدعى ماريون: "وإني أعتقد أنه ليس في الإمكان قيام علاقة بريئة من الشهوة بين رجل وامرأة، ينفرد أحدهما بالآخر ساعات طويلة".
وإذا حصلت الجريمة -والعياذ بالله- ترتبت عليها أضرار أخرى منها:
الحمل خارج عش الزوجية؛ ففي دراسة أجرتها النقابة القومية للمدرسين في بريطانيا أكدت فيها أن التعليم المختلط أدى إلى انتشار ظاهرة التلميذات الحوامل سفاحاً، وأعمارهن أقل من ستة عشر عاماً كما أثبتت الدراسة تزايد معدل الجرائم الجنسية والاعتداء على الفتيات بنسب كبيرة، وفي أمريكا بلغت نسبة التلميذات الحوامل سفاحاً 48% من تلميذات إحدى المدارس الثانوية.
ومن نتائج الجريمة: كثرة حالات الإجهاض، فقد نشرت إحدى المجلات العربية عن بعض التقارير الرسمية أنه في عام واحد بلغ عدد عمليات الإجهاض للطالبات في المدارس الثانوية وحدها في أمريكا (250) ألف عملية، وأن أكثر من ستين في المائة من اللواتي تزوجن -ومنهن من هي دون التاسعة عشرة- ذهبن إلى بيوت أزواجهن ليلة الزفاف، وفي بطن كل منهن جنين لم يكتمل تكوينه لا يعلم من أبوه!.
ومن نتائج الجريمة: كثرة أولاد الزنا، فقد نشر في صحيفة إنجليزية أن عدد الأطفال غير الشرعيين في بريطانيا بلغ في عام واحد 63 ألف طفل.
ومن نتائج الجريمة: كثرة الأمراض الجنسية، يقول دكتور فرنسي متخصص في جراحة الأمراض النسائية: "إن أغلب الأمراض الجنسية التي نعاني منها سببها الاختلاط غير المشروع بين الرجل والمرأة".
بل في دولتين صغيرتين سكانهما نصارى ووثنيون بلغت نسبة المصابين بالإيدز فيهما 40% حوالي نصف السكان، كما نشرت ذلك منظمة الصحة العالمية.
أيها المسلمون: ومن الأضرار الأخلاقية والسلوكية للاختلاط: ذهاب الحياء من الرجال والنساء، وقد ذكر أحد الباحثين في مصر أن الاختلاط على مقاعد الجامعة جرأ بنات من بيوت كريمة على الاختلاط في حمام المعرض، وعلى التجرد من الملابس للاستحمام أمام الرجال.
ومن الأضرار الأخلاقية والسلوكية للاختلاط: حصول السلوك العدواني، ومن ذلك التحرش الجنسي، فقد ذكرت مجلة سفنتيز الأمريكية أن ما لا يقل عن 89% من الفتيات يتعرضن للتحرشات الجنسية ابتداء باللمس وانتهاء بالاغتصاب.
ومن ذلك السلوك العدواني: جرائم القتل والاغتصاب، وتمثل الولايات المتحدة الأمريكية أعلى معدل في العالم في جريمة الاغتصاب، فقد أعلن مركز الضحايا الوطني أن واحدة من ثمان بالغات تعرضت للاغتصاب، ويشير المسح إلى أن 61% من حالات الاغتصاب تمت لفتيات تقل أعمارهن عن 18 عاماً.
ومن الأضرار السلوكية: الانطواء، وضعف القدرة على التعامل مع الآخرين، وتغير طبيعة الرجل والمرأة، وفقدان الأمن والشعور بالقلق والخوف.
أيها المسلمون: كما أن هناك أضراراً تعليمية للتعليم المختلط؛ فمن ذلك:
ضعف القدرات الذهنية لانشغال كل جنس بالآخر، وانخفاض المستوى الدراسي، وتؤكد بعض الإحصائيات في دراسة لمجلة نيوزويك الأمريكية أنه عندما يدرس كل جنس بعيداً عن الاخر؛ فإن التفوق العلمي يتحقق.
عباد الله: ولم تقف الأضرار هنا بل هناك أضرار اجتماعية وعلى رأسها: العزوف عن الزواج حينما تصير المرأة مبتذلة يحصِّل منها الرجل ما يريد، فلا يفكر بعد ذلك بالزواج وأعبائه، فتؤكد بعض الإحصائيات أن ثلث سكان فرنسا يعيشون بدون زواج أو ارتباط.
ومن الأضرار الاجتماعية: كثرة الطلاق بسبب العلم بالعلاقات المحرمة نتيجة الاختلاط، ومن الأضرار: تنامي ظاهرة الزواج العرفي، ومن الأضرار: تحطيم الأسرة لما سبق من الأضرار.
ومن الأضرار: انهيار المجتمع، فقد كشفت دراسة مصرية أن أكثر من (14) ألف طفل مصري على الأقل بلا اسم ولا هوية أو نسب، وأغلب هؤلاء الأطفال جاء من الزواج العرفي.
عباد الله: ومن أضرار الاختلاط: الأضرار الاقتصادية حيث يحاول كل من الجنسين إظهار كرمه وسخائه وجماله أمام الجنس الآخر، فيتحمل بذلك مسؤوليات كبيرة ونفقات باهضة؛ للاهتمام باللباس والمظهر الخارجي ونفقات الاتصالات الهاتفية.
والضحية الكبرى والخاسر الأكبر في الاختلاط هو المرأة؛ فقد تصاب بالتوتر والقلق والكبت إذا حافظت على عفتها، وقد تترك الدراسة والوظيفة لكثرة المضايقات والتحرشات، أما إذا سلَّمت نفسها للوحوش الكاسرة فقد ضيعت أعز ما تملك، وأصبحت في صراع نفسي قد يتحول إلى صراع عائلي وتصير خائنة في نظر أسرتها، ضائعة في مجتمعها لا تعرف دفء الأسرة، ولا حنان وراحة الحياة الزوجية النظيفة؛ فهل من متعظ بعد هذه التصريحات والأرقام والإحصائيات يا عباد الله؟!
نسأل الله أن يحفظ بيوت المسلمين وأعراضهم من كل هدم وخدش.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، واستغفروا الله يغفر لكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها المسلمون: من العجائب -والعجائب جمة- مطالبات حثيثة وسعي لا يمل من منظمات نسائية في بلاد المسلمين بالمساواة المطلقة بين الرجال والنساء في كل شيء، ويلزم من ذلك وجود الاختلاط في كل مجال.
والعجب كل العجب أن هذه النداءات الصارخة تريد استنساخ الحياة الغربية بعفنها لتطبق في بلاد المسلمين، ومن ذلك ما يتعلق بالاختلاط، وعقلاء الغرب قد رجعوا من هذه السوق معترفين نادمين خاسرين، وبعض المسلمين والمسلمات يريدون أن يذهبوا إلى هذه السوق مبكرين، واسمعوا إلى أقوال هؤلاء الغربيين، وتأملوا في أحوالهم، لتعرفوا عظمة الإسلام، وحرصه على حفظ أعراض المسلمين وعفتهم.
تقول الكاتبة الانجليزية الشهيرة أنا رود: "ألا ليت بلادنا كبلاد المسلمين فيها الحشمة والعفاف، إنه عار على بلاد الانجليز أن نجعل بناتنا مثلاً للرذائل بكثرة المخالطة للرجال، فمالنا لا نسعى وراء ما يجعل البنت تعمل بما يوافق فطرتها الطبيعية، وبما يوافق القيام في البيت وترك أعمال الرجال للرجال سلامة لشرفها وحفاظاً على أنوثتها".
وفي ألمانيا قامت مظاهرة نسائية تدعو إلى تحرر المرأة من العمل وتفريغها للبيت وشؤونه، ونادت النساء في هذه المظاهرة أن ينص عقد الزواج على عدم مزاولة المرأة للعمل، وأن تكون رسالتها الزوجيةَ والأمومةَ لا مزاحمةَ الرجال في المكاتب والمصانع والمرافق الحكومية.
ويقول أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي: "إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقاً إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة".
وهذه كاتبة أمريكية مشهورة تقول للمسلمين: "أنصح بأن تتمسكوا بأخلاقكم وتقاليدكم، وامنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية المرأة، بل وارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية ومجون أوروبا وأمريكا".
ويقول جورج رائيلي: "والسبب الخطير الذي عمت لأجله الفوضى الجنسية في المجتمع أن النساء لا يزلن يتهافتن على الأشغال التجارية ووظائف المكاتب والحرف المختلفة، حيث تسنح لهن فرص الاختلاط بالرجال صباح مساء، وقد حط ذلك المستوى الخلقي في الرجال والنساء".
فيا أمة العفاف والنقاء: هذه صورة عن تلك المجتمعات البعيدة عن الإسلام، وهذه حروف الندم يكتبونها للعالم:
ذاقوا البلاء فأرسلوا كلماتهم *** للاهثين وراءهم ليعوها
هذي ندامتهم وصدق حديثهم *** في الاختلاط وعِبرة عرفوها
قل للذين يسارعون لنهجهم *** عودوا فهذي حكمة فخذوها
فماذا بعد هذا؟ ألا نحمد الله على ديننا دين العفة والنزاهة، الذي من تمسك بتعاليمه ربح السعادة في الدنيا والآخرة، (فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ)[يونس:32].
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب محمد...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم