عناصر الخطبة
1/البعثة النبوية رحمة للبشرية 2/الإيمان بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم شرط لصحته 3/من جحد نبوته فقد جحد نبوة المرسلين من قبله 4/لا يدخل الجنة إلا من آمن بنبوته 5/مقتضيات الإيمان بنبوته صل الله عليه وسلم.اقتباس
الآيات والبراهين التي دلت على صحة نبوته وصدقه -عليه الصلاة والسلام- أضعاف أضعاف آيات من قبله من الرسل، فليس لنبي من الأنبياء آية توجب الإيمان به إلا ولمحمد -صلى الله عليه وسلم- مثلها أو ما هو في...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين وتابعيهم وسلم تسليمًا كثيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب:70-71]؛ أما بعد:
أيها المؤمنون: إن من رحمة الله بنا وبالبشرية جمعاء، أن بعث محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، وأمرنا بالإيمان به وتصديقه، واتباعه، والاقتداء به، والانتصار له، ومحبته، وتقديمه على النفس والمال والولد؛ فعلى يديه كمل الدين، وبه ختمت الرسالات -صلى الله عليه وسلم-، قال تعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)[آل عمران:164].
وقال تعالى: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ)[التوبة: 128].
حريصٌ عليكم، رحيمٌ بكم، مشفقٌ عليكم، يتمنى سعادتكم وراحتكم في الدنيا ونجاتكم يوم القيامة.
بل كادت نفسه -صلى الله عليه وسلم- أن تذهب، وروحه أن تُزهق حرصاً على المؤمنين وهدايتهم، قال سبحانه: (فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)[فاطر: 8].
فأي قلب كريم! وأي رجل رحيم! هذا الذي يواسيه ربه -عز وجل- حتى لا يهلك أسًى وحزنًا على إعراض قومه، وكان يقول في أشد لحظات إيذائهم له: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون"(البخاري 3290).
بل إنه -صلى الله عليه وسلم- ادخر دعوته وشفاعته لأمته يوم القيامة، فقال: "لكل نبي دعوة دعا بها في أمته فاستُجيب له، وإني أريد إن شاء الله أن أدخر دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة"(صحيح الجامع: 5174).
إن هذا الحرص وهذا الحب لأمته ينبغي أن لا يقابَل بالبعد والجفاء، وعدم الاقتداء به والالتزام بسنته، والسير على نهجه.
قال تعالى: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النور:63].
وقال تعالى: (قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)[النور:54].
معاشر المسلمين: لا يكون إيمان المرء سليماً وصحيحاً وحقيقياً ومقبولاً إلا بالإيمان بنبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، إذ لا يمكن الإيمان بنبي من الأنبياء أصلاً مع جحود نبوة محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومن جحد نبوته فهو لنبوة غيره من الأنبياء أشد جحدًا، وهذا يتبين بوجوه:
الوجه الأول: أن الأنبياء المتقدمين بشَّروا بنبوته، وأمروا أممهم بالإيمان به؛ فمن جحد نبوته فقد كذَّب الأنبياء قبله فيما أخبروا به، وخالفهم فيما أمروا وأوصوا به من الإيمان به، والتصديق به لازم من لوازم التصديق بهم، وإذا انتفى اللازم انتفى ملزومه قطعًا، وبيان الملازمة هي الوجوه الكثيرة التي تلي هذا مباشرة، وهي تفيد بمجموعها القطع على أنه -صلى الله عليه وسلم- قد ذكر في الكتب الإلهية على ألسن الأنبياء.
الوجه الثاني: أن دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- هي دعوة جميع المرسلين قبله، من أولهم إلى آخرهم؛ فالمكذب بدعوته مكذِّب بدعوة إخوانه كلهم، وهذا التكذيب كفر؛ فوجب الإيمان بدعوته -عليه السلام- واتباعه.
الوجه الثالث: أن الآيات والبراهين التي دلت على صحة نبوته وصدقه -عليه الصلاة والسلام- أضعاف أضعاف آيات من قبله من الرسل؛ فليس لنبي من الأنبياء آية توجب الإيمان به إلا ولمحمد -صلى الله عليه وسلم- مثلها أو ما هو في الدلالة مثلها، وإن لم يكن من جنسها، فآيات نبوته -عليه الصلاة والسلام- أعظم وأكبر، والعلم بنقلها قطعي، لقرب العهد وكثرة النقلة واختلاف أمصارهم وأعصارهم واستحالة تواطئهم على الكذب.
عباد الله: إن جميع أهل الأرض بعد بعث محمد -صلى الله عليه وسلم-، ليس لهم نجاة إلا باتباع محمد -عليه الصلاة والسلام-، الذي قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى؟ قيل يا رسول الله من يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني دخل النار"(البخاري).
فأتباع محمد -صلى الله عليه وسلم- هم الذين يدخلون الجنة دون غيرهم، ويقول -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة: يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار"(مسلم)، فلا يكون من أهل الجنة بعد بعث محمد -صلى الله عليه وسلم- إلا مَن تابعه، هذا هو الذي من أهل الجنة، أما من بلغه خبره وكفر به، ولم يؤمن به فهو من أهل النار.
أما من لم يبلغه خبر النبي -صلى الله عليه وسلم- من أهل الفترات، الذين لم يسمعوا بالرسول ولا بالقرآن، فهؤلاء يقال لهم أهل الفترة، وأمرهم إلى الله يوم القيامة، يمتحنهم -جل وعلا-، ومن نجح في الامتحان دخل الجنة، ومن لم ينجح دخل النار؛ كما شهدت بذلك الأحاديث.
أيها الناس: وإن من مقتضيات الإيمان بنبوته -صلى الله عليه وسلم-: الاعتقاد أنه -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين فلا نبي بعده قال الله تعالى: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)[الأحزاب:40]، وفي سنن أبي داود وغيره من حديث ثوبان مولى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي".
ومن ذلك: الاعتقاد أنه واسطةٌ بين الله وبين خلقه في إبلاغ دينه وبيان شرعه، وليس واسطةً في العبادة وجلب المنافع ودفع المضار؛ فإنه ليس شيءٌ من ذلك إلا لله تبارك وتعالى.
ومن مقتضيات الإيمان بنبوته: الاعتقاد بعموم رسالته وأنه رسولٌ للعالمين كما قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)[سبأ:28]، وقال الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)[الأنبياء:107]،
بل يجب - عباد الله- أن نعتقد أنه -عليه الصلاة والسلام- مرسَل إلى الثقلين الإنس والجن، قال تعالى: (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ * قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ * يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ)[الأحقاف:29-31].
ومن ذلك: الاعتقاد بفضله وأنه أكمل الناس طاعةً لله وأعلمهم بالله وأتقاهم لله، وأنه -عليه الصلاة والسلام- أحسن الناس قيلاً، وأقومهم حديثًا، وأطيـبهم وأزكاهم عملاً - صلوات الله وسلامه عليه-، وفي الصحيح أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّ أَتْقَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِاللَّهِ أَنَا".
ومن مقتضيات الإيمان بنبوته: محبته -صلى الله عليه وسلم- وتقديم محبته على محبة النفس والوالد والولد والناس أجمعين وأنه أوْلى بكل مؤمن من نفسه، قال الله تعالى: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ)[الأحزاب:6]، وفي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: "يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: فَإِنَّهُ الْآنَ وَاللَّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي، فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْآنَ يَا عُمَرُ"، وفي الصحيحين عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ".
هذا خُبَيبُ بنُ عَدِي -رضي الله عنه وأرضاه-، أُسِرَ في مكة، وأُخرج إلى خارج حدودِ الحرم، لتُضرَب عنُقُه، ليُقْتَل.. اسمعوا ماذا قال لهم: "أمهلوني حتى أصلي ركعتين، فصلى ركعتين خفيفتين، ثم قدَّموه للقتل، بعد أن عذَّبوه ونكَّلوا به، ورفعوه على خشبة، لتُقطع عنقه، فقالوا له: أَتُحِبُّ أنَّك في أهلِكَ ومحمدٌ مكانَك؟ فيقول قول الصادق الحب: "واللهِ ما أُحبُّ أن أكونَ في أهلي، ومحمدٌ يُشاكَ بشوكةٍ في قدمه".
إنه يقول: والله لو قتل أهلي ما أحب أن يشاك محمداً شوكة في قدمه.
بل كان للمرأة المسلمة صور ناصعة في حب هذا الرسول، والدفاع عنه؛ فهذه نسيبة بنت كعب أم عمارة -رضي الله عنها- خرجت يوم أُحد في جيش المسلمين تداوي الجرحى، فلما رأت أن المشركين قد تكاثروا على رسول الله، وقد أحاطوا به وحاصروه استلَّت سيفَها، ودخلت بين صفوفِ المقاتلين، تضرِبُ يمينًا وشمالاً، حتى وقفت بين يدي رسول الله، وجعلت تقاتِلُ دونَه، وتدفَعُ عنه، وهى تردُّ الضربات، بجسدها عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حتى قال -عليه الصلاة والسلام-: "من يُطيقُ ما تُطِيقين يا أمّ عُمارة، سليني" قالت: "أسالك مرافقتك في الجنة، قال: أنت رفيقتي في الجنة".
ألا يا محبَ المصطفى زد صبابةً *** وضمِّخ لسان الذكرِ منكَ بطِيبهِ
ولا تعبأن بالمبطلين فإنما *** علامةُ حُب اللهِ حُب حبيبهِ
اللهم اجعلنا ممن يؤمنون به ويهتدون بهديه ويستنون بسنته، قلت ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
أيها المؤمنون عباد الله: لقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل 1400 قرنًا من الزمان، يدرك أن هناك أناسًا من أمته، سيكون حبهم له عظيمًا، وشوقهم إليه كبيرًا، فكان يذكرهم لأصحابه ويتمنى أن يراهم ويجلس معهم، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من أشدّ أمتي لي حبًّا: ناسٌ يكونون بعدي يودُّ أحدُهُم لو رآني بأهله وماله"(رواه مسلم 2832).
فكونوا -رحمكم الله- من أصحاب هذا الإيمان والحب الصادق لهذا النبي العظيم بالوفاء لدينه، والتزام سنته، والشوق للقائه، في جنة عرضها السماوات والأرض.
اللهم اجعلنا من أتباعه واحشرنا في زمرته، هذا وصلوا وسلموا على أمرتم بالصلاة والسلام عليه، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب:56].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم