عناصر الخطبة
1/من ثمرات السفر 2/ من سنن السفر 3/ وصايا للمسافرين 4/ أصناف المسافريناهداف الخطبة
تعليم الناس لوازم السفر وآدابه / تحبيب التفكر في مخلوقات الله في نفوس الناسعنوان فرعي أول
كلها لله العظيم تسجدعنوان فرعي ثاني
يعلمون ظاهرا من الحياة الدنياعنوان فرعي ثالث
خير سفير وأشرف أميناقتباس
وأما آيات الله في أرضه ففي مشاهدتها فوائد للمستبصر؛ ففيها قطع متجاورات وفيها الجبال والبراري والبحار وأنواع الحيوان والنبات، وما من شيء منها إلا وهو شاهد لله بالوحدانية ومسبح له بلسان ذلق لا يدركه إلا من ألقى السمع وهو شهيد
فاتقوا الله عباد الله وكونوا حيث أمركم الله أن تكونوا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المائدة:8].
عباد الله: إنه روضة من رياض العقول, ومعبر لبلوغ المأمول إنه مَجْلاة للسّأم والكلال، وبُعدٌ عن الرّتابة والإملال، إنه الداعي إلى الإدكار والحاث على الاعتبار.
إن العلا حدثتني وهي صادقة *** فيما تحدث أن العز في النُقَلِ
السفر والانتقال مطلب محمود به ينظر العبد لآيات خالقه فيزداد بها إيماناً (قُلْ سِيرُواْ فِى الأرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ) [العنكبوت:20].
إبّان السفر تتجلّى عظمة الخالق البارئ بديع السماوات والأرض فتخشعُ القلوب لعظمته، وتنكسر النفوس لكبريائه، وتعج الألسن بذكره؛ إن علت طالعاً كبرت أو هبطت وادياً سبحت.
وفي كل شيء له آيةٌ *** تدل على أنه الواحدُ
أراضٍ شاسعةٌ فِيح، أنبتت أجملَ زهر بأطيب ريح، رياضٌ أُنُف وحدائق غُلب، سماوات بلا عمد, وأرض قارة لا تميد, بحار تزخر, وسحب تمطر, إنس وجان, نبات وحيوان, كلها لله العظيم تسجد.
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [الحج:18].
نقل فؤادك إبصاراً ترى عجبا *** في كل شيء دليل أنه الله
(أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالأرْضَ وَأَنزَلَ لَكُمْ مّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ لَكُمْ أَن تُنبِتُواْ شَجَرَهَا أَإلهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَّعْدِلُونَ * أَمَّن جَعَلَ الأرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلاَلَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِىَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإله مَّعَ اللهِ بل أكثرهم لا يعلمون) [النمل:60-61] .
تأمل في نبات الأرض *** وانظر إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاخصات *** بأحداق هي الذهب السبيك
على كثب الزبرجد شاهدات *** بأن الله ليس له شريك
وإنما يَنْعَمُ بهذه الآيات من ازداد بها تعظيما لله.
عباد الله: إن السفر درس لتعظيم الله، وتأملوا علاقة المسافر بربه؛ لتدركوا هذه الحقيقة فإنه يسن للمسافر أولاً أن يدعو الله قبل سفره وفي التنزيل يقول العزيز الجليل: (وَالَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ * لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) [الزخرف:13].
وتأملوا دعاء السفر وصدق اللجأ فيه؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجاً إِلَى سَفَرٍ، كَبَّرَ ثَلاثاً، ثُمَّ قَالَ: " سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وَإنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلبُونَ. اللّهُمَّ إنا نسألكَ في سفرنا هذا البرّ والتَّقوى، ومنَ العملِ ما ترضى، اللَّهُمَّ هَوِّن عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ. اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ في السَّفَرِ، والخَلِيفَةُ في الأهْلِ. اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ المَنْظَرِ، وَسُوءِ المُنْقَلَبِ في المالِ وَالأَهْلِ وَالوَلَدِ " وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: " آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ " رواه مسلم.
فالله هو الحافظ والصاحب في السفر وهو الخليفة في الأهل, وتأمل حال المسافر المتبع وهو في سفره ولسانه رطب بذكر الله مسبحاً مكبراً.
عن ابن عمرَ رضي اللهُ عنهما، قَالَ: " كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم وجيُوشُهُ إِذَا عَلَوا الثَّنَايَا كَبَّرُوا، وَإِذَا هَبَطُوا سَبَّحُوا ". رواه أَبُو داود بإسناد صحيح.
وعنه، قَالَ:" كَانَ النَّبي صلى الله عليه وسلم إِذَا قَفَلَ مِنَ الحَجِّ أَوْ العُمْرَةِ، كُلَّمَا أوْفَى عَلَى ثَنِيَّةٍ أَوْ فَدْفَدٍ كَبَّرَ ثَلاثَاً، ثُمَّ قَالَ: " لاَ إلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ " متفقٌ عَلَيْهِ.
وإن مما يسن للمسافر أن يكثر من الدعاء, والدعاء اتصال برب الأرض والسماء, وكيف لا يدعو المسافر ودعاؤه مستجاب! فعن أَبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ:" قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَات لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ " رواه أَبُو داود والترمذي، وقال: " حديث حسن".
وإن من صدق اللجأ والاتكال على الله المتعال في حال السفر ما ورد عن خولة بنتِ حَكِيمٍ رضي الله عنها، قالت: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " مَنْ نَزَلَ مَنْزِلاً ثُمَّ قَالَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ مِنْ مَنْزِلِهِ ذَلِكَ " رواه مسلم.
وإذا عاد المسافر من سفره سن له أن يبدأ بالمسجد مصلياً؛ فما أعظم حال المسافر المؤمن بدأ السفر بالدعاء واستدام الذكر والثناء لرب الأرض والسماء ثم ختم السفر بالصلاة والدعاء؛ فعن كعب بن مالِك رضي الله عنه: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرٍ، بَدَأ بِالْمَسْجِدِ فَرَكَعَ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ. متفقٌ عَلَيْهِ.
عباد الله: وإن خير ما يوصى من عزم على السفر تقوى الله في أمره كله والإكثار من ذكره؛ فعن أَبي هريرة رضي الله عنه: أنَّ رجلاً قَالَ: يَا رسول الله، إنّي أُريدُ أنْ أُسَافِرَ فَأوْصِني، قَالَ: " عَلَيْكَ بِتَقْوَى اللهِ، وَالتَّكْبِيرِ عَلَى كلِّ شَرَفٍ " فَلَمَّا وَلَّى الرَّجُلُ، قَالَ: " اللَّهُمَّ اطْوِ لَهُ البُعْدَ، وَهَوِّنْ عَلَيْهِ السَّفَرَ " رواه الترمذي، وقال: " حديث حسن".
عباد الله: ويكره للمسافر أن يخرج وحيداً لحديث ابن عمرَ رضي اللهُ عنهما، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " لَوْ أنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ مِنَ الوحدَةِ مَا أعْلَمُ، مَا سَارَ رَاكبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ! " رواه البخاري.
وعن عمرِو بن شُعَيْبٍ، عن أبيه، عن جَدهِ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " الرَّاكِبُ شَيْطَانٌ، وَالرَّاكِبَانِ شَيْطَانَانِ، وَالثَّلاَثَةُ رَكْبٌ " رواه أَبُو داود والترمذي والنسائي بأسانيد صحيحةٍ، ومن خرجوا في سفر فليؤمروا أحدهم فإنها السنة لقول رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: " إِذَا خَرَجَ ثَلاَثَةٌ في سَفَرٍ فَليُؤَمِّرُوا أحَدَهُمْ " حديث حسن، رواه أَبُو داود بإسنادٍ حسن.
عباد الله ومن كان عازماً على السفر فحري به أن يحيط بأحكام السفر علماً, وإدراكاً وفهماً, كأحكام قصر الصلاة وجمعها ومدد المسح على الخفين ومعرفة اتجاه القبلة وغيرها مما يرد على المسافرين فإن من إجلال العبادة فقهها وفهمها وتعلم أحكامها
ومن قضى نهمته من سفره فليعجّل بالرجوع إلى أهله، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " السفرُ قطعة من العذاب، يمنع أحدَكم طعامه وشرابه ونومه، فإذا قضى أحدكم نهمتَه فليعجّل إلى أهله " أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
ألا فاتقوا الله عباد الله وعظموا ربكم فإنه أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد ومن هدي لتعظيم الله فقد هدي إلى خيري الدنيا والآخرة، ومن ضل عن هذا فقد خسر خسراناً مبيناً.
قال الغزالي رحمه الله: " وأما آيات الله في أرضه ففي مشاهدتها فوائد للمستبصر؛ ففيها قطع متجاورات وفيها الجبال والبراري والبحار وأنواع الحيوان والنبات، وما من شيء منها إلا وهو شاهد لله بالوحدانية ومسبح له بلسان ذلق لا يدركه إلا من ألقى السمع وهو شهيد.
وأما الجاحدون والغافلون والمغترون بلامع السراب من زهرة الدنيا فإنهم لا يبصرون ولا يسمعون؛ لأنهم عن السمع معزولون وعن آيات ربهم محجوبون (يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ) [الروم:7] ".
بارك الله لي ولكم...
الخطبة الثانية:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وتابعيه وحزبه.
أما بعد:
فإن المتأمل في حال المسافرين في مواسم الإجازات يجد عجباً, فبين مشرق في الخير والمعروف, ومغرب في المنكرات والشبهات؛ وشتان بين مشرق ومغرب.
أول صنف من المسافرين: قوم صالحون هم دعوة إبراهيم عليه السلام حين دعا (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) [إبراهيم:37].
فنعيمهم ومهوى أفئدتهم في بلوغ بيت الله الحرام, لا يجدون سياحةً أجمل من الصفا والمروة, ولا ماء أعذب من زمزم, ولا مرتفعاً أبهى وأجل من الكعبة.. بين مكة والمدينة تجد ركائبُهم طريقها, هنيئاً لهم ما تولوا وطوبى لهم فقد قصدوا شيئاً وقصد الناس شيئاً آخر.
والصنف الثاني من المسافرين: قوم صالحون يمموا مراكبهم إلى كل جميل وآمن, فلم يدفعهم حب الجمال والسياحة إلى الخروج لأماكن المنكرات, فسياحتهم مضبوطة بتعاليم الإسلام وأخلاقه وآدابه, ومن تأمل نصوص الوحيين أيقن أن البعد عن أماكن المنكر مندوب إليه في كل حين.
وإن في المدن المحافظة من أماكن السياحة ما فيه الغنية عن سواها إذا كان السِوى غيرَ آمن,
وكم من بلاد يتحدث الناس أنها جميلة المناظر وينسون أنها كثيرة المخاطر, تتزاحم على الوافد إليها جيوش الشهوات والشبهات والمغريات.
ولئن كان الكهل العاقل قادراً على ردها فما بال ذي الرهق الغر الصغير الذي كان قدَره أن يصحب أسرته إلى تلك الأماكن الموبوءة!
ألم يأن للراعي أن يدرك أنه مسؤول عن رعيته فيعد للسؤال جواباً وللجواب صواباَ!
والصنف الثالث: مسافرون زلت أقدامهم, فطاروا في سماء الله وساروا على أرض الله, لا ليطيعوه أو يعظموه؛ كلا فمرادهم ومنالهم أن يعصوه! ألا ساء المقصد والمقصود, أعيذكم بالله من حال أولئك الذين أضاعوا دينهم ودنياهم؛ فكم من تائه ضال, زائغ زال عاد لبلده بعد رحلة الزنا فاقداً دينه وصحته، وأيما أمة فشا فيها الزنا حتى أعلنوا به إلا ظهرت فيهم من الأوبئة والأمراض ما لم يكن في أسلافهم, وتأملوا حال العالم اليوم وانفتاحه على الزنا ثم تأملوا انتشار الأوبئة المعدية وغير المعدية لتروا بعين اليقين تحقق وعيد الله فيمن عصاه.
وإني أتساءل أيُّ دين وقيمٍ عند من يسافرون إلى مباءات الأوبئة حيث يعصى الله ويكذب رسوله صلى الله عليه وسلم..؟
كيف تنتصر الأمة على أعدائها وفي بعض شبابها من لا يبالي بدين ولا قيمٍ ولا أمن ولا ذمم, فليت شعري! أبمثل هؤلاء تبنى المجتمعات ويشاد صرح الحضارات؟! وليت شعري! أبمثلِ هذا تعمَر الأوقات وتدوم الخيرات والبركات؟
أيّها المسافرون: إنّ النار حفَّت بالشهوات، فلا يكْلِمنّ الشيطان دينَكم بدعوى الترفيه والاصطياف في بقاع وبيئة شائكة بذيئة.
ويا بغاةَ الشرِّ ومروجي طرقه كفّوا وأقصروا؛ فمن دعا لضلال فوزر تابعه عليه لا ينقص ذلك من وزر التابع.
ومسك الختام وصية لمن اضطر إلى السفر إلى هاتيك الديار أو عزم عليه لحاجة: فيا أيها المبارك الميمم مركبه: اللهَ اللهَ في إقامة شعائر دينك، والاستمساك بأخلاقك، والولاء لعقيدتك وأمّتك في عزّةٍ وإباء، وليكن منك في السوَيداء أنَّ دينك وقيمَك في الذُرى جمالاً وجلالاً، وفي القمة عزاً وكمالاً؛ فكن له خيرَ سفير وأشرف أمين، وإن الإنسان حيث يضع نفسه.
اللهم سلم المسافرين في أرضك وسمائك وبرك وبحرك، واحفظ عليهم دينهم، وردهم سالمين غانمين يا رب العالمين.
عباد الله صلوا على نبيكم وأكثروا...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم