الألفة بين المسلمين تقوية للدنيا والدين

الشيخ محمد سرندح

2024-05-17 - 1445/11/09 2024-05-19 - 1445/11/11
عناصر الخطبة
1/بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت ألفة ورحمة للمسلمين 2/الألفة والتعاون يُمْن والتفرق والاختلاف شؤم 3/واجب المسلمين نحو إخوانهم المستضعفين في غزة وفلسطين 4/الألفة مطلب ديني واجتماعي 5/حث أهل فلسطين على الألفة والرباط المتين

اقتباس

كُلَّما اشتغَل المسلمون بمعالي الأمور وتنازَلوا عن التفاهات التي تُفرِّق الأمةَ، بقي في الأمة سرُّ قوتِها وعزتِها وبقائها، فأركانُ قيامِ المجتمع الإسلامي الألفة والتعاون والاجتماع، فما عرفت النزاعات بين أبناء الأمة الواحدة إلا عندما فتحت عليهم الدنيا، ودفعت الأموال للولاءات...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله؛ (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا في الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[الْأَنْفَالِ:63].

 

الحمد لله؛ (وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)[آلِ عِمْرَانَ:103].

 

الحمد لله؛ (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[الْأَنْفَالِ:46].

 

نحمدك حمدًا لا ينفد أبدًا، حمدًا لا ينتهي مددًا، سبحان الجبار الذي لا يرام، سبحان العزيز الذي لا يضام، سبحان القيوم الذي لا ينام، سبحان من خضعت له الرقاب، سبحان من ذلت لجبروته الصعاب، سبحان من لانت لقدرته الشدائد الصلاب، نسألك تجليات قهرك، نسألك تجليات جبروتك، نسألك لأهل فلسطين تجليات من رحمتك وعطفك، إنَّا عبيدك وبنو عبيدك وبنو إمائك، تجل على أهلنا في غزة بالحفظ والأمن، وتجل على أقصانا بالحفظ والحماية والطهر، إنك أنت السميع البصير.

 

وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ، وحدَه لا شريكَ له، ألف بين القلوب بنعمته، وألف بين المخلوقات بحكمته، وألف بين الكائنات بكنه عظمته، فألَّف آدمَ حوَّاءَ، وطلبتِ الأرضُ الماءَ، ورغبتِ الروحُ السماءَ، وعَشِقَ المرابطونَ أرضَ الإسراءِ، اللهمَّ كما ألَّفتَ بين الروح والجسد، مُنَّ علينا بالأمن والتمكين؛ فإنَّا لجلالك آمنون.

إنَّ للشِدَّةِ مُدَّةً *** ثُمَّ يَلْقَى المرءُ سَعْدَهْ

فَاصْطَبِرْ تَلْقَ انْفِرَاجًا *** فَاصْطِبَارُ المَرْءِ عُدَّةْ

لم يدم قطٌّ بلاءٌ *** فارجُ مِنْ رَبِّكَ رِفْدَهْ

أحسِنِ الظنَّ وأيقِنْ *** أنَّ كلَّ الأمرِ عِنْدَهْ

فإذا ما شاء شيئًا *** لا يطيق الخلق رَدَّهْ

ومع الإعسارِ يُسْرٌ *** ثُمَّ يُسْرٌ جاء بَعْدَهْ

وإذا أعياك همٌّ *** وتعدَّى الأمرُ حدَّهْ

قُمْ بجوفِ الليلِ سرًّا *** وَاسْأَلِ الرحمنَ وَحْدَهْ

كل ما ترجو قريب *** حاضرٌ تُدنِيهِ سَجْدَةْ

وإنَّ وعدَ اللهِ حقٌّ *** يُنجِزُ الرحمنُ وعدَهْ

 

وأشهد أن سيدنا محمدًا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، اللهُمَّ صل على سيدنا محمد صلاة تحسن بها الأخلاق، وتيسر بها الأرزاق، وتدفع بها المشاق، وتملأ منها الآفاق، صلاة دائمة من يوم خلقت الدنيا إلى يوم التلاق، واسترنا بين يديك يا عزيز يا خلَّاق.

 

لقد أشرق وجهُ التاريخ، وعمَّ نورُ الإسلام على هذه الأرض منذُ أن بُعِثَ رسولُ الإنسانيَّة، لقد كانت القبائل تضجُّ بالصراعات، وبالحروب الطاحنة، كالوحوش الضارية، فنَزع -صلى الله عليه وسلم- فتيلَ العداوة بينها، وأطفأ شرارة الفتن والأحقاد، وعمَّت الألفة في أرجاء المعمورة، فأصبح العدو صديقًا، ولا تعجب من ذلك؛ لأن المؤلف بين القلوب هو خالقها، فالأوس والخزرج المتحاربون سمَّاهم الوحي بالأنصار، والعرب المتناحرة صهرهم بالألفة والمحبة، ووحد -صلى الله عليه وسلم- العرب فحملوا الدين؛ لقد تحول البغض إلى الألفة والمؤاخاة، والتخاصم إلى التكاتف، والتفرق إلى الوحدة، وأثنى الله عليهم بقوله: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)[التَّوْبَةِ:100]، وقال -تعالى-: (وَلَا يَجِدُونَ في صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا)[الْحَشْرِ:9]؛ فظهرت آثار الألفة بالإيثار، ولو كان بهم خصاصة وفقر، وبدأت حضارة الإسلام تبنى، ورأى التاريخ منها عجبًا، ودانت المعمورة بالإسلام، وغدت الأمة الإسلاميَّة تنشر دين الله بأخلاقها وسماحتها، وأخذ أمراء الإسلام يحمون بيضة الدين، ويحمون أرضه ومقدساته، ولم يجرؤ أحد على الإسلام وأهله وأرضه، أمة قويَّة لا تنازع بينها، وحذرهم الله؛ (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ)[الْأَنْفَالِ:46].

 

وكُلَّما اشتغَل المسلمون بمعالي الأمور وتنازَلوا عن التفاهات التي تُفرِّق الأمةَ، بقي في الأمة سرُّ قوتِها وعزتِها وبقائها، فأركانُ قيامِ المجتمع الإسلامي الألفة والتعاون والاجتماع، فما عرفت النزاعات بين أبناء الأمة الواحدة إلا عندما فتحت عليهم الدنيا، ودفعت الأموال للولاءات، وأدى بها إلى ذلها، وهوانها، وسلبت قوتها؛ "‌مَا ‌الْفَقْرَ ‌أَخْشَى ‌عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ، كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكُكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ".

 

وأصبح الغرب الحاقد يتبجح باعتداءاته، ويشكل التحالفات ضد الإسلام وأهله، ويمسك الأموال والعتاد لينزع لبنة التآلف بين الإسلام والمسلمين، ولا زال الغرب ينفق المال حتى أصبح الكبر والتعالي مفخرة، وفرق الأمة إلى دويلات بعد أن كانت بظل خلافة واحدة، إلى أن وصل الحال على ما نحن عليه؛ أرواحنا أرقام، ومستضعفونا تجارب، وأطفالنا تشرد، وثرواتنا منهوبة، ومسجدنا مستباح، وندين كل اعتداء يخدش حرمته، على كل صعيد دولي وقانوني، ويتحمل مسؤوليَّة ذلك من أجرى ذلك تحت حمايته.

 

أيها المسلمون: إنَّ شوكةَ الإسلام لا تقوى إلا بالأُلفة الواحدة، هل التآلف بين الأمة الإسلاميَّة معناه الانشغال بسفاسف الأمور، ومسابَقات الطعام والغناء؟! وهل التآلف في هذا الوقت العصيب معناه تلوين لصورة الدين بتزوير الفتاوى؟! وهل التآلف معناه بطر الحق وغمط الناس؟! هل الألفة بين المؤمنين أن تضيع مقدساتها على مرأى من أبناء جلدتنا؟! وهل الألفة تعني أن تُوزَّع الدولُ حسبَ الولاءات للغرب والشرق؟! ويخرج علينا مَنْ يُثِير نعراتٍ مذهبيةً تارةً، وفقهيَّةً تارةً أخرى، وتناسى كلُّ قُطر همَّ أخيه، وغرقتِ الأمةُ في وحل الوطنيَّة والقوميَّة، والشهوات وحُبّ الذات.

 

أين الألفة في قلوب أبناء جِلْدتنا؟ تجاه أطفالنا ونسائنا بلا طعام ولا ماء ولا دواء ولا غطاء؟ أين تلك الألفة الإيمانية تجاه من لا أمن لهم ولا أمان؟ ففي الحديث: "إِنَّ ‌الشَّيْطَانَ ‌قَدْ ‌أَيِسَ ‌أَنْ ‌يَعْبُدَهُ ‌الْمُصَلُّونَ ‌فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ في التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ"؛ (وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)[الْمُؤْمِنَونَ:52]، لا إله إلا الله، محمد رسول الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

 

معذرةً سيدي يا رسول الله، فقد قلتَ: "المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيانِ، يَشُدُّ بعضُه بعضًا"، وشبَّك بين أصابعه، وحُرماتُنا تُنتَهَكُ، ودينُنا يُهَدَّدُ؛ (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ)[مُحَمَّدٍ:38]، ومن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم، فالمستضعفون المشردون في غزة ألف الله بينهم وبين قلوب أحرار العالم، بل وبين قلوب المثقفين أعني من جامعات وعلماء؛ لأنَّنا على حق، استبدل الله لهم من يتآلف معهم بالإنسانية، وجعَل لهم الرحمن وُدًّا، لقد أضاءت الأحداث الأخيرة شموعًا في الإنسانيَّة من الألفة والرحمة، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن يَأْلَفُ ويُؤلَفُ، ولا خيرَ فِيمَنْ لا يَأْلَفُ ولا يُؤْلَفُ، وخيرُ الناسِ أنفعُهم للناسِ".

 

إلى أولئك المتقاعسين: هل تنازلتم عن محبة رسول الله لكم؟! الذي قال: "إِنَّ ‌أَحَبَّكُمْ ‌إِلَيَّ ‌أَحَاسِنُكُمْ ‌أَخْلَاقًا ، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا ، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ"، فالألفة مطلب ديني، واجتماعي وإنساني؛ لذلك أمرنا بالجمعة والجماعات؛ لتذوب الفوارق بين أفراد المجتمع، بين الفقير والغني، بين القوي والضعيف، بين الرئيس والمرؤوس، والألفة مقصد شرعي، لا يستثنى منه أحد، بل الراعي مكلف بالأفة وبث بذورها بين أفراد المجتمع، قال -صلى الله عليه وسلم-: "خيارُ أئمتِكم الذين تحبونهم ويحبونكم، ويُصَلُّون عليكم وتُصَلُّونَ عليهم، وشرارُ أئمتِكم الذين تَبغَضُونهم ويَبغَضُونَكم، وتلعنونهم ويلعنونكم"؛ فليس منَّا مَنْ قطع أواصر المحبة والألفة والأخوة بين أفراد مجتمعه، فهذا لا يخدم قضيتنا، فأمة الجسد الواحد هي أمة الإسلام، إذا اشتكى منه طفل أو مستضعف أو امرأة من آلة الحرب تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، جسد واحد إذا اشتكى مسجدهم تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر، ولم تتجاهل آذانهم أصوات البيانات والآهات الصادرة عن معاناة الأقصى وأهله، بل وهذه مسؤوليَّة العالم الإسلام تجاه المسرى دولًا وأفرادا، اللهمَّ هيئ لهذه الأمة إمامًا يؤلف بينها بألفة الإسلام وحكمه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الزمانَ قد استدارَ كهيئتِه يومَ خلَق اللهُ السماواتِ والأرضَ، السنةُ اثنَا عشرَ شهرًا، منها أربعةٌ حُرُمٌ"؛ (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الْحَجِّ:32]، فادعوا الله أن يؤلف بين قلوب المسلمين، إنه قريب مجيب.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي وفَّق مَنْ أراد من عباده لفعل الخيرات، وترك المنكَرات، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه -صلى الله عليه وسلم-؛ (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا)[الْفَتْحِ:29]، (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ)[الزُّخْرُفِ:67]، فاستعينوا على عقبات الآخر بالألفة والمحبة، فيوم الحشر؛ (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ)[عَبَسَ:34-36]، إلا المتحابين في الله، لهم منابر من نور، يَغْبِطُهم النبيون والشهداء.

 

تَزَوَّدْ لآخرتِكَ بأخٍ صالحٍ تدعو له ويدعو لكَ، أمَا واللهِ إنَّ الألفةَ رحمةٌ، والفُرقةَ عذابٌ؛ (فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ)[الْمَائِدَةِ:14]، غابت الألفة وظهرت الخصومات بين الأقارب والعائلات والجيران، بيوت تُهدَّم، وأولاد يتيهون، خلافات على الميراث؛ لضَعْف الألفة في القلوب، قال الحكماء: "لا يَصْدُقُ حالُ الإنسانِ إلا بالألفةِ، فإنَّ الإنسانَ مقصودٌ بالأذيةِ، محسودٌ بالنعمةِ، فإذا كان آلِفًا مألوفًا انتصَر بالألفة على أعاديه، وسَلِمَ من حاسديه".

 

أيها المرابطون الطيبون: صورة المجتمع التي أرادها الله بالألفة؛ (فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)[فُصِّلَتْ:34].

 

يا أهل بَيْت الْمَقدسِ، يا أهل الألفة والمحبة، يا أهل الرباط: لقد أفاض الله عليكم من محبته، وجعَل لكم الرحمنُ ودًّا وعِزًّا، وقلوب العالَم ترنو إلى أرض الإسراء والمعراج وأهله، فبعدما رجَع رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك، وأشرق على المدينة قال من شدة ألفته للمدينة: "هذه طَيْبَةُ الطَّيِّبَةُ، هذا أُحُدٌ جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"، ونحن نقول: "هذا المسجد الأقصى نحبه ويحبنا، وهو أمانة في أعناقنا، وهو جزء من عقيدتنا وديننا".

 

يا أهل الرباط، يا أهل الألفة والعطاء: حافِظوا على أُلفَتِكُم نحوَ مسجدكم المبارَك، فهو أمانة في الأعناق، قال صلى الله عليه وسلم: "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم، ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم، ولا من خذلهم، حتى تقوم الساعة".

 

اللهُمَّ أصلح ذات بيننا، وألف بين قلوبنا، ولا تجعل في قلوبنا غِلًّا للذين آمنوا؛ (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)[آلِ عِمْرَانَ:8]، والله المسؤول أن يشمل الأمة المُحمديَّة بعظيم نعمته وعميم رضاه، وأن يؤلف بينها بألفته القوية.

 

اللهمَّ ألق الألفة والمحبة بين أبناء شعبًا، اللهمَّ احفظ ديارنا وسائر ديار المسلمين، اللهُمَّ وحد كلمتنا، واجمع شملنا، اللهُمَّ إنَّا نسألك للمسجد الأقصى فرجًا عاجلًا قريبًا، اللهُمَّ ارفع الهم والغم والحرب عَنَّا يا الله، اللهُمَّ ارفع الحرب وأوزارها عن غزة وأهلها، اللهُمَّ ارحم شهداءنا، واشف جرحانا، وأطلق سراح أسرانا، وآو مشردينا يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهُمَّ اجز عَنَّا سيدنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- خير الجزاء، واجز عَنَّا علماءنا ومشايخنا خير الجزاء، واجز عَنَّا والدينا خير الجزاء، اللهُمَّ يا مَنْ جعلتَ الصلاةَ على النبي من القُرُبات، نتقرب إليك بكل صلاة صليت عليه من أول النشأة إلى ما لا نهاية للكمالات؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ:180-182]، وأَقِمِ الصلاةَ.

 

 

المرفقات

الألفة بين المسلمين تقوية للدنيا والدين.doc

الألفة بين المسلمين تقوية للدنيا والدين.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات