عناصر الخطبة
1/ طرح موضوع الاكتتاب في الجنة 2/ دعوة الله ورسوله إلى الاكتتاب في الجنة 3/ شروط الاكتتاب في الجنة 4/ نماذج من الأسهم للاكتتاب في الجنةاقتباس
في عصر الأسهم والاكتتابات، وبين الأسهم المتداولة، الحاليةِ منها والمستقبَلَة، أطرح بين يديكم اليوم اكتتابًا جديدًا لمن فاته الاكتتاب, اكتتاب مبارك، سهمه لا يتأثر بمؤشرات البورصة، ربحه مضمون وموفور، وتجارته رابحة لا تبور, هذا الاكتتاب ليس في مصرف تجاري، ولا في شركة صناعية ولا زراعية، بل هو اكتتاب في الجنة ..
الحمد لله العظيمِ في قدرِه، العزيزِ في قهرِه، العليمِ بحالِ العبد في سرِّه وجَهرِه، أحمده على القدَر خيره وشرِّه، وأشكره على القضاءِ حُلوِه ومُرِّه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ) [الروم:25]، وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، جاهَد في الله حقَّ جهادِه طولَ عُمُره، ودعا إلى الله سائرَ دهرِه، صلَّى الله وسلم عليه، وعلى سائر أهله وأصحابه، ما جادَ سحابٌ بقطرِه، وطلَّ ربيعٌ بزَهره.
أما بعد: ففي عصر الأسهم والاكتتابات، وبين الأسهم المتداولة، الحاليةِ منها والمستقبَلَة، أطرح بين يديكم اليوم اكتتابًا جديدًا لمن فاته الاكتتاب, اكتتاب مبارك، سهمه لا يتأثر بمؤشرات البورصة، ربحه مضمون وموفور، وتجارته رابحة لا تبور, هذا الاكتتاب ليس في مصرف تجاري، ولا في شركة صناعية ولا زراعية، بل هو اكتتاب في الجنة.
نعم، اكتتاب في الجنة، السهم الواحد فيه عمل صالح يتاجر فيه العبد الفقير مع الكريم الغنيِّ، الشكور الحييِّ، الذي يُجزل العطاء، ويضاعف الربح والجزاء.
إخوة الإيمان: لقد دعانا الله -تعالى- إلى المساهمة في العمل الصالح، والتسابق إلى الجنة في آيات كثيرة, كما قال تعالى: (سابقوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنَّة) [الحديد:21] وقال: (وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنَّة ) [آل عمران:133].
وأما السنة النبوية الصحيحة فهي طافحة بالأحاديث التي تحثُّ على المساهمة في العمل الصالح، لكني سأقف مع حديث من أعجب هذه الأحاديث، وهو ما ثبت في المسند عن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها".
حديث عجيب ومحيِّر: متى تكبر هذه الفسيلة وتثمر وقد توقف الزمن وقامت القيامة؟ ومن الذي سيأكل منها وقد فنيت الدنيا والناس إما إلى جنة وإما إلى نار؟!.
والجواب: لا أحد، لكنه صلى الله عليه وسلم يريد أن يربي فينا قلوبًا برَّةً، تساهم في الخير ابتغاء وجه الله والآخرة، تري الله من أنفسها خيرًا، ولا تنتظر من غيره أجرًا، بل لا تنتظر أن ترى ثمرة عملها.
ها هو أبو الدرداء -رضي الله عنه- يمر به رجل وهو يزرع جوزة فيقول له: أتغرس وأنت شيخ كبير؟ وهذه لا تُطعم إلا في كذا وكذا عامًا!! فيقول أبو الدرداء: ما علي أن يكون لي أجرها، ويأكل منها غيري.
عباد الله: ما هي شروط الاكتتاب في هذه المساهمة؟
ونحن نتحدث عن المساهمة في الخيرات والاكتتاب في الجنة، يجب أن نعلم أن هذه المساهمة لها شرطان:
أولهما: الإخلاص لله، والثاني: المتابعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
النية أمرها عظيم في اكتتاب الجنة، فليس كل من ساهم في الظاهر يربح، وليس المساهمون سواء في توزيع الأرباح، وإن تساووا في كمية الأسهم.
ولهذا ذكر ابن القيم أن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل القلوب، فتكون صورة العمل واحدة وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض.
وحتى ندرك أثر النية على قبول العمل وثوابِه، فلنقارن -يا عباد الله- بين هاتين الصورتين: شهيد يموت على فراشه, ومجاهد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- يدخل النار.
أما الصورة الأولى: فلما مات عبد الله بن ثابت -رضي الله عنه- قالت ابنته: والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيدًا ، فإنك كنت قد أتممت جهازك ( أتممت ما تحتاج إليه في سفرك للغزو) ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"إن الله أوقع أجره على قدر نيته".
وأما الصورة الثانية: رجل اسمه قزمان، خرج مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد فأبلى بلاءً حسنًا، وكان لا يدع للكفار شاذَّةً ولا فاذَّةً إلا أتبعها يضربها بسيفه، حتى قال بعض الصحابة: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنه من أهل النار"، فتتبَّعه صحابي آخر فرآه قد أُصيب فهنَّأه بالشهادة وبشَّره، فقال: بم تبشرون؟ والله ما قاتلت إلا عن أحساب قومي، ولولا ذلك ما قاتلت، ثم أخرج سهمًا من كنانته فقتل به نفسه، فمات كافرًا.
بل أقول: يكفي في بيان خطورة النية وعمل القلب: الحديث العظيم، حديث أبي كبشة الأنماري عندما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- للصحابة:"وأحدثكم حديثًا فاحفظوه، قال: إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل, وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء, وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهذا بأخبث المنازل, وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء" رواه أحمد والترمذي وابن ماجه بسند صحيح.
إذن النيةَ النيةَ؛ فإنها تصحح العمل وتعظمه، وهي الإكسير الكيماوي الذي إذا وضع منه مثقال ذرة على قناطير من نحاس الأعمال قلبها ذهبًا خالصًا.
عباد الله: لو تأملنا في حياة السلف الصالح واغتنامهم الأوقات بالمساهمة في الخيرات، لطال بنا المقام، ولكن، دعونا نأخذ أنموذجًا واحدًا من أولئك العظماء، وهو الإمام أبو الفرج ابن الجوزي، يقول عن نفسه "كتبت بأصبعي هاتين ألفي مجلد، وتاب على يدي مائة ألف، وأسلم على يدي عشرون ألف يهودي ونصراني, ولو قلت أني قد طالعت عشرين ألف مجلد، كان أكثر وأنا بعد في طلب".
وقال عنه صاحب كتاب الكنى والألقاب:"إن براية أقلام ابن الجوزي التي كتب بها الحديث جمعت فحصل منها شيء كثير فأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ففعل ذلك فكفت وفضل منها".
وإذا كانت هذه أحوالهم في استثمارهم للوقت والحياة، فقل لي بربك كيف هي أحوالنا؟ هل استثمرنا الحياة؟ هل ساهمنا في اكتتاب الجنة، أم أننا في دنيانا غارقون، وفي شهواتنا لاهون، فلا نصحو إلا بعد إغلاق المساهمة وانتهاء الاكتتاب.
إن من كيد الشيطان أنه يزين الدنيا في نفس الإنسان، ويثقل عليه مفارقتها، حتى تعوقه عن المساهمة في الجنة، فتنتهي المهلة وهو متعلق بالدنيا.
ومن الأمثلة المضروبة أن صيادَ سمك فقيراً، كان يصيد في اليوم سمكة، فتبقى في بيته ما شاء الله، فإذا انتهت ذهب إلى الشاطئ ليصطاد سمكة أخرى.
وفي أحد الأيام وجدت زوجة الصياد لؤلؤة كبيرة في بطن السمكة، فأخذ الصياد اللؤلؤة، وذهب بها إلى بائع اللؤلؤ، فقال له: إنها لؤلؤة غالية، وأنا لا أستطيع شراءها، اذهب إلى شيخ الباعة في المدينة المجاورة، فذهب إليه فقال له: ليس عندي ثمنها، ولكن اذهب إلى والي المدينة فهو القادر على شراء مثل هذه اللؤلؤة, ودخل الصيد على الوالي، وطار الوالي فرحًا باللؤلؤة، وقال للصياد: هذه اللؤلؤة لا تقدر بثمن، لكني سأسمح لك بدخول خزنتي الخاصة لمدة ست ساعات فقط، وخذ منها ما تشاء, دخل الصياد خزنة الوالي, فرأى منظرًا مهولاً، غرفة كبيرة جدًا، مقسمة إلى ثلاثة أقسام: قسم مليء بالجواهر والذهب، وقسم به فراش وثير يسر الناظر، وقسم به ما لذ وطاب من الأكل والشرب, قال الصياد لنفسه: ماذا سأفعل في ست ساعات؟ لعلي آكل من الطعام الموجود في القسم الثالث, ثم أقوم بجمع الذهب، وبدأ الصياد يأكل ويتمتع حتى انقضت ساعتان، ثم نظر إلى الفراش الوثير وقال لنفسه: لا زال هناك وقت طويل، فلأستمتع بالنوم قليلاً، فاستلقى على الفراش, وغط في نوم عميق، ولم يستفق إلا على قول الحراس: قم أيها الصياد الأحمق, لقد انتهت المهلة، قال: هاه، كيف؟ أعطوني فرصة من الوقت لأجمع الذهب، قالوا: يا أحمق، ألم تجلس ست ساعات في الخزنة, لماذا لم تصبر، وتشتغل بجمع الذهب والجواهر، ثم إذا خرجت، اشتر لك أفضل الطعام وأفخر الفرش؟, ولكنك أحمق لا تعيش إلا في يومك، ولا تفكر إلا في محيطك.
أيها الأحبة: هذه الخزنة التي رأيناها في المثال هي حياتنا الدنيا، التي يمكن أن نجمع فيها الكثير من كنوز وجواهر العمل الصالح الذي يكون لنا كنزًا وذخرًا عند ربنا، وفي المقابل يجب أن نحذر من الانغماس في شهوات الدنيا، أو الاستلقاء على فراش الغفلة، فتنتهي المهلة، ونخسر كثيرًا من المغنم، ونندم ولات حين مندم, وصدق الله -تعالى-: (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) [المنافقون:10].
نقل ابن الجوزي في (بستان الواعظين) عن بعض الصالحين أنه قال: "رأيت في المنام رجلا هو في غابة وأمامه غزالة، وهو يجري خلفها وهي تفر منه، وأسد كأعظم ما يكون خلفه وقد هم أن يلحقه، والأسد يمد رأسه للرجل فلا يجزع منه، ثم يجري خلف الغزالة حتى لحق به الأسد فقتله، فوقفت الغزالة تنظر إليه وهو مقتول، إذ جاء رجل آخر قد فعل ما فعله الأسد ولم يدرك الغزالة، فخرج آخر ففعل ذلك، قال: فما زلت أعد واحدًا بعد واحد حتى عددت مائة رجل صرعى والغزالة واقفة، فقلت: إن هذا لعجب، فقال الأسد: مم تعجب؟ أوما تدري من أنا ومن هذه الغزالة؟ فقلت: لا، فقال: أنا ملك الموت، وهذه الغزالة الدنيا وهؤلاء أهلها يجرون في طلبها، وأنا أقتلهم واحدًا بعد واحد حتى آتي على آخرهم.
إذن, نحن لا نقول طلق الدنيا واتركها مطلقًا، بل نقول احذر فتنتها، واعلم أن الدنيا ممر وليست بمقر, إن أعانت على طاعة الله وبلوغ الجنة فهي محمودة، وإن أعاقت عنها فهي مذمومة, (فلا تغرنَّكم الحياةُ الدنيا ولا ييغرنَّكم بالله الغرور) [لقمان:33, وفاطر:5].
نسأل الله -تعالى- أن لا يجعل الدنيا أكبر همنا, ولا مبلغ علمنا، وأن يوقظنا من رقدات الغفلة، وأن يهدينا مادمنا في زمن المهلة؛ إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية
عباد الله: هل هناك نماذج من الأسهم التي نتحدث عنها؟.
لقد حفلت أحاديث النبي-صلى الله عليه وسلم- بنماذج عديدة من الأسهم المباركة التي يكتتب العبد بها في الجنة، أذكر بعضها على سبيل المثال, فمن الأسهم المباركة:
1- قراءة القرآن, وحفظه, والعمل به, والسَّهم فيه ربحه مضاعف، فعن ابن مَسْعُودٍ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ, وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا, لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ, وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ, وَلَامٌ حَرْفٌ, وَمِيمٌ حَرْفٌ" رواه الترمذي وصححه الألباني.
2- الذكر, ومن أرباحه ما رواه جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له نخلة في الجنة" رواه الترمذي وصححه الألباني .
3- التوكل, ومن أرباحه الدخول في السبعين ألف، الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، كما في حديث ابن عباس المتفق عليه.
4- الدعاء, وهو سهم رابحٌ، إما باستجابة الدعاء، أو يصرف الله عن الداعي من الشر بقدر دعائه، أو يدخره له يوم القيامة.
5- التبكير للصلاة وإدراك الصف الأول, ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا".
6- التبكير للجمعة, ففي الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرَّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرَّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرَّب كبشا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرَّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر".
وإن من الحرمان العظيم، ما انتشر عند الناس اليوم من التأخر عن الحضور للجمعة.
فقل لي بربك أخي المتأخر، كم فاتك من الخير العظيم؟.
كيف وقد قال -صلى الله عليه وسلم- كما في المسند بسند حسن: "احضروا الجمعة وادنوا من الإمام، فإن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها".
7- كثرة صلاة النافلة, فقد روى مسلم عن ربيعة بن كعب -رضي الله عنه- أنه قال للنبي -صلى الله عليه وسلم: "أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أعني على نفسك بكثرة السجود".
8- الخشوع, فإن أرباح المصلين من صلاتهم على حسب الخشوع وحضور القلب, فعن عمار بن ياسر قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن الرجل لينصرف وما كتب له إلا عشر صلاته, تسعها, ثمنها, سبعها, سدسها, خمسها, ربعها, ثلثها,نصفها" رواه أبو داود وحسنه الألباني.
9- الصدقة, ومن أرباحها: ما ثبت عند أحمد عن عقبة بن عامر وصححه الألباني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "كل امرئ في ظل صدقته حتى يقضى بين الناس".
ها هو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يتعاهدُ عجوزًا عمياء في أطراف المدينة من الليل، فيستقي لها ويقوم بأمرها، فكلما جاءها عمر وجد غيره قد سبقه إليها، فتعجب الفاروق ممن يسبقه إلى الخير، فرصده ذات ليلةٍ فإذا هو أبو بكر -رضي الله عنه- فقال عمر: "والله ما سابقت أبا بكر إلى خير قط إلا سبقني إليه".
ويدعو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الإنفاق لتجهيز جيش العسرة لغزوة تبوك، فيأتي عمـر -رضي الله عنه- بنصف مالـه وهو يقول: لأسبقن أبا بكر اليوم، فيأتي الصديق -رضي الله عنه- وقد ملأ ثوبه من الذهب والفضة فيلقيه في حجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيقول له الرسول -صلى الله عليه وسلم-:" ما أبقيت لأهلك يا أبا بكر"؟ فيقول: "أبقيتُ لهم الله ورسوله".
10- تنويع الأسهم والدخول في أكثر من مساهمة, أول هذه الأمة في هذا الباب أبو بكر -رضي الله عنه- كما ثبت في مسلم عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- سأل أصحابه يومًا: "من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر: أنا، قال: من تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ قال أبو بكر: أنا، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة".
أيها الأحبة: بقي في موضوعنا قواعد ومهارات لاكتتاب الآخرة، ما من مساهم في العمل الصالح يعمل بها إلا علت درجته، وزادت أرباحه، وهو ما سأتحدث عنه في خطبة قادمة بإذن الله.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم