عناصر الخطبة
1/ اليوم العالمي للطفولة المشردة 2/ واجبات المسلمين تجاه الأطفال في العالم 3/ الجزاء من جنس العمل 4/ قصة مؤثرةاقتباس
لعل من يتتبع الأخبار عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمصورة والمقروءة تثيره ما وصلت إليه أحوال الأطفال في العالم، هذا العالم الذي اكتفى لهم بتخصيص يوم (26 نوفمبر) من كل سنة، وسماه: اليوم العالمي للطفولة المشردة، وإن قلب المسلم ليحزن، عندما يسمع أن مليون طفل يموتون جوعًا كل سنة، ومائة مليون منهم مهددون بالمجاعة أو دون مأوى، وهي أرقام تلقي المسؤولية على الكبار!!! ليُعِدُّوا الجواب لربهم غدًا عندما يعود الجميع ليوم الحشر ويوم الحساب ويوم التغابن! وخاصة من نصَّبُوا أنفسهم للاهتمام بشؤون الأطفال في العالم.
الخطبة الأولى:
الحمد لله، أعطى كلَّ شيء خَلْقَه ثم هَدى، وألزم عبادَه بما أنزل من الهُدى، أحمده على ما أرشد وهدى، وأشكره على ما أسدى وأعطى. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، إليه ترفع النجوى، وهو منتهى كل شكوى، وإليه المآب والرُّجعى. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، العبد المجتبى، والنبي المصطفى، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
أيها المسلمون والمسلمات: لعل من يتتبع الأخبار عبر وسائل الإعلام المكتوبة والمصورة والمقروءة تثيره ما وصلت إليه أحوال الأطفال في العالم، هذا العالم الذي اكتفى لهم بتخصيص يوم (26 نوفمبر) من كل سنة، وسماه: اليوم العالمي للطفولة المشردة، وإن قلب المسلم ليحزن، عندما يسمع أن مليون طفل يموتون جوعًا كل سنة، ومائة مليون منهم مهددون بالمجاعة أو دون مأوى، وهي أرقام تلقي المسؤولية على الكبار!!! ليُعِدُّوا الجواب لربهم غدًا عندما يعود الجميع ليوم الحشر ويوم الحساب ويوم التغابن! وخاصة من نصَّبُوا أنفسهم للاهتمام بشؤون الأطفال في العالم.
وانطلاقًا من كون كل طفل يولد على الفطرة، فإن المسلمين تعترضهم ثلاثة واجبات لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "ارحموا من في الأرض -كل الأرض- يرحمكم من في السماء".
وأول الواجبات: استشعار المسؤولية عن كل طفل مشرد ضائع؛ لأن المسلم صاحب رسالة جاء بها المبعوث رحمة للعالمين -صلى الله عليه وسلم-، والمسلم تابع ومتبع له ومقتد به، وإن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه، ولهذا فعلى كل الجمعيات، وذوي الإحسان، أن لا يغفلوا عن هذا الباب من أبواب الخير والتعاطف والتراحم.
الواجب الثاني: كفالة هؤلاء الأطفال، وعلى نهج أسلافنا الذين كانوا يتنافسون على كفالة اليتامى أو أبناء الفقراء ويضيفونهم إلى أبناء أصلابهم ويسوون بينهم في العناية والرعاية طمعًا في مرضاة الله تعالى وثوابه، وحتى ينفوا عنهم حالات وعواقب من يدُعُّ اليتيم ولا يحضُّ على طعام المسكين، ومن بات شبعان وجاره جوعان وهو يعلم.
الواجب الثالث: تشجيع الغير على هذا الخير بالكلمة الطيبة، وزيارة مآوي اليتامى والمشردين لإدخال السرور عليهم ولو بالابتسامة ولطف الكلام لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة"، إذ إن المسلمين أحق وأولى من المبشرين النصارى بهذا الخير بتقديم المساعدات والخدمات للمحتاجين في البلدان الفقيرة؛ لأن المسلمين أتباع من كان رحمة للعالمين، ومن كان يعلم الناس الخير بالقول والعمل، صلى الله عليه وسلم.
فها هم أطفال فلسطين، العراق، سوريا، مصر، وأطفال السودان والصومال، وأطفال العالم، ينتظرون الرحماء من أهل الأرض، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ارحموا من في الأرض، يرحمكم من في السماء".
نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يقومون بمسؤولياتهم، ويغفر الله لي ولكم ولمن قال آمين.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، ونشكره على ما أسدى وأعطى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين.
عباد الله: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا". فكيف بمن أصبح أحد أبناء أسرته مشردًا؟! وكيف بمن فقد الأمن والسكينة في بيته؟! وكيف بمن أهمل حق نفسه أو أهله؟! واسمعوا واعتبروا:
يُحكى أن امرأة كانت تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وتصنع رغيفًا إضافيًا لأي عابر سبيل جائع، وتضعه على شرفة النافذة، ويمر رجل فقير أحدب كل يوم فيأخذ الرغيف، وبدلاً من إظهار شكره وامتنانه لأهل البيت كان يقول: "الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك".
ولما استمر الأحدب الفقير على تلك الحال حدثت المرأة نفسها قائلة: "كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف، ترى ماذا يقصد؟!".
فأضمرت في نفسها أمرًا وقررت أن تتخلص من هذا الأحدب! فقامت بإضافة بعض السمّ إلى رغيف الخبز الذي صنعته له وكانت على وشك وضعه على النافذة، لكن بدأت يداها في الارتجاف، وألقت بالرغيف ليحترق في النار، ثم قامت بصنع رغيف خبز آخر ووضعته على النافذة، وكانت في كل يوم تلهج بالدعاء لولدها الذي غاب عنها بحثًا عن مستقبله ولشهور، ولا تعلم عنه شيئًا، وفي ذلك اليوم الذي تخلصت فيه من رغيف الخبز المسموم، سمعت دقات بباب البيت، وحينما فتحته وجدت -لدهشتها- ابنها واقفًا بالباب!! كان شاحبًا متعبًا وملابسه شبه ممزقة، وكان جائعًا ومرهقًا، وبمجرد رؤيته لأمه قال: "إنها لمعجزة وجودي هنا، كنت مشردًا، مجهدًا ومتعبًا وأشعر بالإعياء الشديد، وكدت أن أموت لولا مرور ذلك الرجل الأحدب الطيب الذي أعطاني رغيف خبز كامل!! وقال بأن هذا هو طعامه كل يوم، وآثرني لأن حاجتي أكبر كثيرًا من حاجته".
وبمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام، ظهر الرعب على وجهها واتكأت على الباب وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحًا!! لو لم تقم بالتخلص منه في النار لكان ولدها هو الذي أكله ولكان قد فقد حياته!
لحظتها أدركت معنى كلام الأحدب: "الشر الذي تقدمه يبقى معك، والخير الذي تقدمه يعود إليك".
فهل استشعرنا حق المشردين من الأطفال المعرضين للضياع وشتى أنواع المخاطر؟! اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم