ابتلاء الله محنة ومنحة

يوسف بن عبد الوهاب أبو سنينه

2024-11-15 - 1446/05/13 2024-11-18 - 1446/05/16
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/بعض الحِكَم من الابتلاء 2/ابتلاء أهلنا في غزة والشد على أيديهم 3/نماذج من ابتلاءات الصالحين 4/رسائل ونصائح لكل مسلم مبتلى صابر

اقتباس

أيها المسلمُ: استعمِلْ في كل بيلة تَطْرُقُكَ حسنَ الظنِّ بالله -عز وجل- في كشفها، فإن ذلك أقرب بك إلى الفرج، أفضل عمل الممتحَنين انتظارُ الفرجِ من الله، والصبرُ على قدر البلاء، الصبرُ كفيلٌ بالنجاح، والفلاح، والصلاح، والمتوكل لا يخيب ظنُّه...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي لا ينسى مَنْ ذكَرَه، والحمد لله الذي لا يخيب مَنْ رجاهُ، والحمد لله الذي مَنْ توكَّل عليه كَفَاهُ، والحمد لله الذي مَنْ وَثِقَ به لم يَكِلْهُ إلى غيره، والحمد لله الذي يجزي بالإحسان إحسانًا، وبالسيئات غفرانًا، والحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة، والحمد لله الذي يكشف ضرنا بعد كربنا، والحمد لله الذي هو ثقتنا، حين تسوء ظنوننا بأعمالنا، والحمد لله الذي هو رجاؤنا، حين تنقطع عَنَّا الحيل.

 

ونشهد ألَّا إلهَ إلا الله، خضعَتْ له الرقابُ، ووجِلَتِ القلوبُ من مخافته، ونشهد له بما شهد به لنفسه، وأولو العِلْم مِنْ خَلْقِه، لا إله إلا هو العزيز الحكيم.

 

ونشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وخليله وحبيبه، وأمينه ونجيه، وصفيه ووليه، ومختاره ومرتضاه، تم به أنبياءه، وهدى به أولياءه، وشرع به دينه القويم، وهدى به الصراط المستقيم، ومن به على عباده المن العميم، وجعله أمانًا لأهل السماوات والأرض، وفيهم آدم والخليل والكليم، وعهد إليهم في تعزيره وتوقيره، وسمَّاه بالرؤوف الرحيم، أتباعه رهبان بالليل، وأسد بالنهار، متراحمون متواصلون متبارون، جعلهم المولى -تبارك وتعالى- ورثة الأنبياء، وحملة العلم، أزهد الناس في الدنيا، وأرغبهم في الآخرة، مذكورون في الملأ الأعلى، محبوبون بين الناس، يحبهم من لم يراهم، ويذكرهم من لم يخالطهم، اللهمَّ يا خفي اللطف، أغثنا في وقتنا هذا، والطف بنا بلطفك الخفي، إلهنا ومولانا: مسَّنا الضرُّ والخوفُ وأنتَ أرحمُ الراحمينَ.

 

أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: المحنُ آدابُ اللهِ -عز وجل- لخلقه، وتأديبُ اللهِ يفتح القلوب والأبصار، والمحن فيها تمحيص من الذنب، وتنبيه من الغفلة، وتعرُّض للثواب بالصبر، وتذكُّر بالنعمة، واستدعاء للمثوبة، وفي نظر الله وقضائه الخيار، فنحن اليوم في محن عظيمة، وابتلاءات كبيرة، وتذكروا -يا عباد الله- أن الله -تبارك وتعالى- يجرب عبده بالبلاء كما يجرب أحدكم ذهبه بالنار؛ فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز، ومنهم مَن يخرج أسود محترقا، ومنهم مَن يخرج بين ذلك، فانظروا في أنفسكم، ومن أي قسم أنتم؟!

 

ولا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة، في جسده وماله وولده حتى يلقى الله -تبارك وتعالى- وما عليه خطيئة، أهلنا في غزَّة ذاقوا أصناف البلاء، قدموا أولادهم ونساءهم وكبارهم من أجل الثبات على الدين، وتشبهوا بالخليل عندما ألقي في النار؛ (وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 70].

 

إن المعونة -يا عباد الله- تأتي العبد من الله -تبارك وتعالى- على قدر المؤونة، وإن الصبر يأتي على قدر شدة البلاء، كيف كانت النتيجة؟! قال المولى تبارك -تعالى-: (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 69]، ثم كانت النجاة؛ (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 71]، وتلك هي سنة الله في عباده، طول الزمان وكثرة الأحزان، قيل لنبي الله يعقوب عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم السلام: "مَا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرَكَ، وَقَوَّسَ ظَهْرَكَ؟ فَقَالَ: ‌أَمَّا ‌الَّذِي ‌قَوَّسَ ‌ظَهْرِي، فَالْحُزْنُ عَلَى بِنْيَامِينَ، وَأَمَّا الَّذِي أَذْهَبَ بَصَرِي، فَالْبُكَاءُ عَلَى يُوسُفَ"؛ إنه الصبر الجميل، لجأ إلى قرب خلاصه من الضر بالصبر.

 

وأنتم يا أهلنا في غزَّة: لقد بكيتُم كثيرًا وحزنتُم كثيرًا على فِقْدَان فلذات أكبادكم، فنسأل اللهَ -تبارك وتعالى- أن يتولاكم برعايته، وأن يحفظكم بعينه، ولسان كل واحد منا يقول: اللهمَّ اجعل لنا فرجًا قريبًا، واحفظ المسلمين في كل مكان يا ربَّ العالمينَ.

 

عبادَ اللهِ: مَنْ تعرَّض لمحبة الله جاءته المحنُ والبلايا والآفاتُ من سائر الأقطار؛ فالحزن يُلقِّح العملَ الصالحَ، والابتلاءُ لا يكون إلا في الفحول من الرجال.

 

فيا أيها المسلمُ: اعلم أنكَ في زمان كان أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعوَّذون أن يُدْرِكُوهُ، ومعهم من العلم ما ليس معنا، ولهم من القِدَم ما ليس لنا، فكيف بنا حين أدركناه على قِلَّة العلم وقلة الصبر؟! وقلة الأعوان على الخير، وفساد من الزمان وكدر من الدنيا؟! فقد تعايش الناس زمنًا بالدين، حتى ذهب دينهم، ثم تعايشوا بالمروءة زمنًا طويلًا حتى ذهبت المروءة، ثم تعايشوا بالحياء زمنًا طويلًا، حتى ذهب الحياء، ثم تعايشوا بالرغبة والرهبة، وسيأتي بعد ذلك ما هو أشد منه، كانت أعمالهم قليلة، ولكن قلوبهم كانت سليمة.

 

لقد ابتعدوا عن جرائم القتل وارتكاب الفواحش والزنا، وللأسف فقد انتشر اليوم بين الناس والواجب على الآباء والأمهات أن يحفظوا أبناءهم عن الوقوع في الرذائل والمعاصي والآثام، المجتمعات لا تهدم إلا بالفساد، فكفانا ما نحن فيه من الشدة والأسى، والبلاء والكرب، الله الله في حقن دماء المسلمين، ولم شعثهم، وجمع أمر الأمة، فإن الأمر قد تقارب.

 

عبادَ اللهِ: يقول المولى -تبارك وتعالى-: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)[الْمَائِدَةِ: 27]، الذين يتقون سفك الدماء، وارتكاب المحرمات، فكيف بنا اليوم ونحن نقتل بعضنا بعضًا؟! كفانا ما نحن فيه من الألم، فقد ورد في تفسير قول الله -تبارك وتعالى-: (رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ)[فُصِّلَتْ: 29]، من الجن؛ أي: إبليس، ومن الإنس: ابن آدم؛ فهو أول من سن المعصية، حين قتل أخاه، كانت الدنيا بحذافيرها في أيديهما، فحسد أحدهما صاحبه، فلم يصبر حتى قتله، لقد توالت العزائم الرديئة، واستحكمت القصود الفاسدة، والنفس لا تدعو إلا إل اتباع الشهوات ومتابعة المعصية، فمن لم يتب عن الشهوات لا يلبس أن ينزل بساحات الندم، ولات ساعة مندم! فاتقوا الله يا عبادَ اللهِ، وأصلِحوا ذاتَ بينكم؛ (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ)[الْأَنْفَالِ: 1]، ابذلوا جهدكم في الإصلاح، وإيَّاكم والتراخي، فلن يأتي التراخي بالفلاح، وإن يد الله على الجماعة، والفذ مع الشيطان، وإن الحق أصل في الجنة، وإن الباطل أصل في النار، يأتي زمان يظهر فيه الباطل، ويأتي زمان يقول الرجل: "والله ما أدري ما أنا".

 

اللهمَّ إنك أنتَ أصلحتَ الصالحينَ، فاجعلنا صالحينَ حتى نكون من الصالحينَ، يا ذا المن القديم، يا عظيم لا إله إلا أنت، عافنا وفرج عَنَّا.

 

فيا أيها المسلمُ: استعمِلْ في كل بيلة تَطْرُقُكَ حسنَ الظنِّ بالله -عز وجل- في كشفها، فإن ذلك أقرب بك إلى الفرج، أفضل عمل الممتحَنين انتظارُ الفرجِ من الله، والصبرُ على قدر البلاء، الصبرُ كفيلٌ بالنجاح، والفلاح، والصلاح، والمتوكل لا يخيب ظنُّه، من أتبع الصبر اتبعه النصر، الصبور يُدرِكُ أحمدَ الأمورِ، الفرج والروح في اليقين والرضا، والهم والحزن في الشك والسخط.

 

أيها المسلمُ: قنوطك من رحمة الله التي وَسِعَتْ كلَّ شيء أعظمُ عليكَ من ذنبك، فاتق الله واستغفر، وتب إلى المولى -تبارك وتعالى-، ولا تيأس من روح الله، يا أيها المؤمنون لا تقنطوا من رحمة الله -تبارك وتعالى-؛ فهو الرحيم بِعِبَادِهِ، ورحمته وسعت كل شيء، فكونوا من أهل الرضا بالقضا، أبى الملك الجبار إلا أن يختبر أولياءه بتسليط عدوه عليهم؛ ليرى كيف صبرهم عليه، فإن صبروا على بلوى عدوهم، جل لهم بعلمه، وحباهم بوصله، وأسكنهم في جواره، ونعمهم بمشاهدته، ولذَّذَهُمْ بذِكْرِه، وأوصَلَهم بمعرفته، وجعَلَهم أئمةً يُقتدى بهم، ونجاةً لعباده، ورحمةً في أرضه.

 

أيها المسلم الصابر: اجمع همة العزم، وقوِّ شدةَ الحزم؛ فالأوضاع اليوم تُفني الجِلَادَ، وتُفَتِّتُ الأكبادَ، وتُضنِي الأجسادَ، وتدفع السُّهادَ، وتُسقِم القلبَ، وتُذيب الفؤادَ.

 

يا ربِّ، ندعوكَ من هذه الرحاب الطاهرة، ونقول: إن الجوع قد اشتد على أهلنا في غزَّة، فإنا نقسم عليك يا رب إلا أطعمتهم وسقيتهم الساعة الساعة، ربنا -تبارك وتعالى- هو الذي يطعم ولا يطعم، وهو وحده القادر على ذلك، فكم أطعم جائعًا، وكم كسى عاريًا، وكم وزن مهر فقير، وكم أوفى دينا، وكم رحم، وكم ستر، -سبحانه- هو أرحم بنا من أنفسنا وأهلينا.

 

توجهوا إلى الله -تبارك وتعالى-، وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، فيا فوزَ المستغفرينَ استغفِرُوا اللهَ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي جعَل بعد الشدة فرجًا، ومن الضُّرِّ والضيقِ سعةً ومخرجًا، ولم يُخل محنةً من منحة، ولا نقمة من نعمة، ولا نكبة ورزية من موهبة وعطية، ونشهد ألَّا إلهَ إلا الله، صاحب العز والسلطان، والطول والامتنان، الرؤوف الرحيم الرحمن، غافر الذنب وقابل التوب، لا إله إلا هو العزيز الحكيم.

 

ونشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسله الله -تبارك وتعالى- والناس أهل عبادة أوثان، في ضلال مبين، يسفكون دماءهم، ويقتلون أولادهم، عيشهم الظلم، وأمنهم الخوف، وعزهم الذل، فجاء -صلى الله عليه وسلم- منقذًا ورحمة لهم، وأعقبه المولى بالنصر والتمكين، فقمع الجاحدين، الذين كانوا عن الحق ناكثين، وبالدين مستهزئين، وللمؤمنين مناصبين متوعِّدين، ورضي الله -تبارك وتعالى- عن الصحابة أجمعينَ، وآل البيت المكرَمين، في الشجاعة والدين، ألم يقتلوا مبارزي بدر؟! وأفنوا أهل أحد؟! وهزموا الأحزاب وقتلوا أهل حنين؟! وفرقوا أهل هوازن وثقيف، فيا لها من وقائع زرعت في قلوب قوم نفاقًا، وردة وشقاقا، ونسأل المولى -تبارك وتعالى- أن يجمعنا بهم في جنات النعيم، على سرر متقابلين.

 

أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: ورَد عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "‌رَأَيْتُ ‌أَنَّ ‌عَمُودَ ‌الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوَبٌ بِهِ فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنَّ الْفِتَنَ إِذَا وَقَعَتْ أَنَّ الْإِيمَانَ بِالشَّامِ".

 

عبادَ اللهِ: أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- أحد السابقين الأولينَ، ومن عزم الصديق على توليته الخلافة، شهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، وسمَّاه أمينَ الأمة، كان موصوفًا بحُسن الخُلُق، وبالحِلْم الزائد والتواضع، قال عمر -رضي الله عنه-: "أتمنى بيتًا ممتلِئًا رجالًا مثل أبي عبيدة"، بلغ عمرَ أن أبا عبيدة حصر بالشام، ونال منه العدو، فكتب إليه عمر -رضي الله عنه-: "أمَّا بعدُ، فإنَّه ما نزل بعبد مؤمن شدة إلا جعل الله بعدها فرجًا، وإنه لا يغلب عسر يسرين؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 200]، فكتب إليه أبو عبيدة: "أمَّا بعدُ، فإن الله -تبارك وتعالى- يقول: (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ في الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ)[الْحَدِيدِ: 20]، فخرج عمر -رضي الله عنه- بكتاب أبي عبيدة فقرأه على المنبر، فقال: يا أهل المدينة، إنما يعرض بكم أبو عبيدة، أو بي"، ولما تُوفِّي الصديق وتولى عمر بادر بعزل خالد، واستعمل على الكل أبا عبيدة، فجاءه التقليد، فكتمه مدة، وكل هذا من دينه ولينه وحلمه، ولما فتح دمشق أظهر التقليد، فكانت ردة فعل خالد، خالد سيف الإسلام، وليث المشاهد، الأمير الكبير، ماذا قال؟ قال: "ما قاتلت يومًا من أجل عمر"، ما كانوا يعرفون الكراسي والمناصب، وإنَّما كان عملهم من أجل الإسلام والمحافظة على المقدسات، فأين نحن اليوم من أهل العزيمة والشرف؟! أين نحن اليوم من المخلصين الصادقين، الذين يعملون لآخرتهم؟! أين نحن من العلماء العالمين الذين يدعون من ضل عن الْهُدَى، وينهون عن الردى، الذين يحيون بكتاب الله الموتى، وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل الجهالة والردى؟!

 

انظروا إلى علماء الأمة من سلفنا الصالح، كم من قتيل لإبليس أحيوه؟! وكم من ضال تائه قد هدوه؟! فما أحسن آثارهم عن الناس! ينفون عن دين الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الضالين.

 

اللهمَّ اجعلنا من الذين أنعمتَ عليهم في الأولين والآخرين، وارفعنا عندك معهم في عليين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

عبادَ اللهِ: ورد عن عبد الله بن جعفر -رضي الله عنهما- قال: "علمتني أُمِّي أسماءُ بنتُ عميرٍ شيئًا أَمَرَهَا رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أن تقوله عند الكرب: اللهُ ربِّي، لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا"، فمن أصابه هم أو غم أو سقم أو شد أو ذل أو لأواء، فقال: "اللهُ ربِّي، لَا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا"، كشف الله ذلك عنه.

 

يا مَنْ فلَق البحرَ لموسى: نَجِّنَا كما نجيتَ به موسى، يا رب بِمَنْ نستغيث إذا لم نستغث بكَ؟! فأغثنا، يا رب، إلى من نتضرع إذا لم نتضرع إليك فترحمنا؟! يا رب، من ندعو إذا لم ندعوك فتستجيب لنا؟! يا رب، مننت علينا بدينك، وعلمتنا كتابك، فاحفظنا بحفظك من شر خلقك.

 

اللهمَّ اكفنا شرَّهم، وارحم أهلَنا في أرضنا المبارَكة، وفي هذه الرحاب الطاهرة، وتقبل شهداءنا، واكتب الشفاء العاجل لجميع جرحانا، وأطلق سراح أسرانا، واحفظ لنا أقصانا، اللهمَّ ارفع عَنَّا الجُهْد والجوع والعري، واكشف عَنَّا البلاء ما لا يكشفه غيرك.

 

اللهمَّ إنَّا نستغفرك إنك كنت غفَّارًا، فأرسل السماء علينا مدرارًا، وأمددنا بأموال وبنين، واجعل لنا جنات واجعل لنا أنهارًا.

 

اللهمَّ اسمع دعاءنا، وأجب نداءنا، وأقل عثرتنا، وأرحم غربتنا ووحشتنا ووحدتنا في قبورنا يا ربَّ العالمينَ.

 

عبادَ اللهِ: توجهوا إلى المولى الكريم، وأنتَ يا مقيمَ الصلاةِ أَقِمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45]، فاذكروا الله الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم؛ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

ابتلاء الله محنة ومنحة.doc

ابتلاء الله محنة ومنحة.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات