أسرة
2022-10-11 - 1444/03/15التعريف
العناصر
1- شأن الأسرة في الإسلام عظيم
2- أهداف قيام الأسرة في الإسلام
3- مظاهر عناية الإسلام بالأسرة
4- أسباب عدم استقرار الأسر
5- وسائل العولمة لإفساد الأسرة المسلمة
6- طرق مواجهة العولمة
الايات
1- قال تعالى: (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[البقرة:130-132].
2- قال تعالى: (قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)[البقرة:124].
3- قال تعالى: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)[البقرة:133].
4- قال تعالى: (وَلَا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلَا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)[البقرة:221].
5- قال تعالى: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلا وُسْعَهَا لا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ فَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)[البقرة: 233].
6- قال تعالى: (وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ)[البقرة:237].
7- قال تعالى: (وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا * وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا)[النساء:5-6].
8- قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء:19].
9- قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا)[النساء:34].
10- قال تعالى: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ)[النساء:128].
11- قال تعالى: (وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[الأنعام: 152].
12- قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا)[الأعراف:189].
13- قال تعالى: (وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ)[الأنفال: 75].
14- قال تعالى: (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ * قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ)[هود:45-46].
15- قال تعالى: (قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا)[يوسف:25-26].
16- قال تعالى: (اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ لذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)[الإسراء:23-24].
20- قال تعالى: (وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ)[مريم:55].
21- قال تعالى: (إِذْ رَأى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً)[طـه:10].
22- قال تعالى: (وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي)[طه:29-30].
23- قال تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا)[الأنبياء:84].
24- قال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا)[الفرقان:74].
25- قال تعالى: (فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ)[النمل:57].
26- قال تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم:21].
27- قال تعالى: (فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ)[الروم: 38].
28- قال تعالى: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) الآيات [لقمان: 13].
29- قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ)[الأحقاف:15].
30- قال تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)[محمد:22].
31- قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)[الحجرات:13].
32- قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ)[الطور: 21]
33- قال تعالى: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً)[الطلاق: 7].
34- قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)[التحريم:6].
34- قال تعالى: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ)[الضحى:9].
الاحاديث
1- عن مَعْقِلَ بنَ يَسارٍ المُزَنِيَّ -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "ما مِن عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَومَ يَمُوتُ وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ، إلّا حَرَّمَ اللَّهُ عليه الجَنَّةَ"(رواه مسلم:١٤٢).
2- عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: قال رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلِي"(رواه ابن ماجه:١٦٢١، وصححه الألباني).
3- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "اسْتَوْصُوا بالنِّساءِ؛ فإنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ"(رواه البخاري:٣٣٣١).
4- عن ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أيُّما امرأةٍ سألَت زَوجَها الطَّلاقَ في غيرِ ما بأسٍ، فحرامٌ علَيها رائحةُ الجنَّةِ"(رواه ابن ماجه:١٦٨٥، الألباني).
5- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِن مَولودٍ إلّا يُولَدُ على الفِطرةِ. ثم يَقولُ: اقرَؤُوا: (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ)[الروم:٣٠] (أخرجه البخاري:٤٧٧٥، ومسلم:٢٦٥٨).
6- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ما مِن مَوْلُودٍ إلّا يُولَدُ على الفِطْرَةِ، فأبَواهُ يُهَوِّدانِهِ، ويُنَصِّرانِهِ، كما تُنْتِجُونَ البَهِيمَةَ، هلْ تَجِدُونَ فيها مِن جَدْعاءَ، حتّى تَكُونُوا أنتُمْ تَجْدَعُونَها؟" قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ: أفَرَأَيْتَ مَن يَمُوتُ وهو صَغِيرٌ؟ قالَ: "اللَّهُ أعْلَمُ بما كانُوا عامِلِينَ"(أخرجه البخاري:٦٥٩٩، ومسلم:٢٦٥٨).
7- عن عبدالله بن عباس-رضي الله عنه- قال: قال لي رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يا غُلامُ إنِّي أعلِّمُكَ كلِماتٍ، احفَظِ اللَّهَ يحفَظكَ، احفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تجاهَكَ، إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّهَ، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّهِ، واعلَم أنَّ الأمَّةَ لو اجتَمعت على أن ينفَعوكَ بشَيءٍ لم يَنفعوكَ إلّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ لَكَ، وإن اجتَمَعوا على أن يضرُّوكَ بشَيءٍ لم يَضرُّوكَ إلّا بشيءٍ قد كتبَهُ اللَّهُ عليكَ، رُفِعَتِ الأقلامُ وجفَّتِ الصُّحفُ"(رواه الترمذي:٢٥١٦، وصححه الألباني).
8- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامَت شهرَها، وحصَّنَتْ فرجَها، وأطاعَت زوجَها، قيلَ لها: ادخُلي الجنَّةَ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شِئتِ"(أخرجه ابن حبان:٤١٦٣، وصححه الألباني في صحيح الجامع ٦٦٠).
9- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- قال: قال رَسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كُلُّكُمْ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فالإِمامُ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ في أهْلِهِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ في بَيْتِ زَوْجِها راعِيَةٌ وهي مَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِها، والخادِمُ في مالِ سَيِّدِهِ راعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، قالَ: فَسَمِعْتُ هَؤُلاءِ مِنَ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وأَحْسِبُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: والرَّجُلُ في مالِ أبِيهِ راعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ"(أخرجه البخاري:٢٥٥٨، ومسلم:١٨٢٩).
10- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ مِن أَشَرِّ الناسِ عندَ اللهِ مَنْزِلَةً يومَ القِيامةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ وتُفْضِي إليه، ثم يَنْشُرُ سِرَّهَا"(رواه مسلم:١٤٣٧).
11- عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أحَدِكُمْ إلى المَسْجِدِ فلا يَمْنَعْها"(أخرجه البخاري:٨٧٣، مسلم:٤٤٢)
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحدٍ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها"(أخرجه الترمذي:١١٥٩، وصححه الألباني).
12- عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: أَعْطانِي أبِي عَطِيَّةً، فَقالَتْ عَمْرَةُ بنْتُ رَواحَةَ: لا أرْضى حتّى تُشْهِدَ رَسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأتى رَسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: إنِّي أعْطَيْتُ ابْنِي مِن عَمْرَةَ بنْتِ رَواحَةَ عَطِيَّةً، فأمَرَتْنِي أنْ أُشْهِدَكَ يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: "أعْطَيْتَ سائِرَ ولَدِكَ مِثْلَ هذا؟"، قالَ: لا، قالَ: "فاتَّقُوا اللَّهَ واعْدِلُوا بيْنَ أوْلادِكُمْ، قالَ: فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ"(أخرجه البخاري:٢٥٨٧، ومسلم:١٦٢٣).
13- عن سبرة بن معبد الجهني -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مُروا الصَّبيَّ بالصَّلاةِ إذا بلغَ سبعَ سنينَ وإذا بلغَ عشرَ سنينَ فاضرِبوه علَيها"(رواه أبو داو:٤٩٥، وقال الألباني: حسن صحيح).
14- عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- قالت: قَدِمَتْ عَليَّ أُمِّي وهي مُشرِكَة، فاسْتَفْتَيْتُ رسولَ الله، فقلت: يا رسولَ الله، قدمتْ عليَّ أمِّي وهي راغبةٌ، أَفَأَصِلُ أمِّي؟ ، قال: "نعم، صِلِي أُمَّكِ"(أخرجه البخاري:٢٦٢٠، ومسلم:١٠٠٣).
15- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: أنَّ رَجُلًا قالَ: يا رَسُولَ اللهِ، إنَّ لي قَرابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إليهِم وَيُسِيؤُونَ إلَيَّ، وَأَحْلُمُ عنْهمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقالَ: "لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ وَلا يَزالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ على ذلكَ"(رواه مسلم:٢٥٥٨).
16- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، فَلَمّا فَرَغَ منه قامَتِ الرَّحِمُ، فقالَ: مَهْ، قالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِنَ القَطِيعَةِ، فقالَ: ألا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ، قالَتْ: بَلى يا رَبِّ، قالَ: فَذَلِكِ لَكِ، ثُمَّ قالَ أبو هُرَيْرَةَ: (فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ)[محمد: ٢٢] (أخرجه البخاري:٧٥٠٢، ومسلم:٢٥٥٤).
17- عن عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قالَ اللَّهُ تبارَك وتعالى: أنا اللَّهُ وأنا الرَّحمنُ، خَلقتُ الرَّحِمَ، وشقَقتُ لَها مِنَ اسمي، فمَن وصلَها وصلتُه، ومَن قطعَها بتتُّهُ"(رواه الترمذي ١٩٠٧ وصححه الألباني).
18- عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كلُّ ما يَلهو بِه المرءُ المسلِمُ باطلٌ إلّا رميَه بقوسِهِ وتأديبَهُ فرسَهُ ومُلاعَبتَه امرأتَهُ"(رواه ابن ماجه:٢٢٨٥، وصححه الألباني).
19- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قيل لرسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: أيُّ النساءِ خيرٌ؟ قال: "التي تسرُّه إذا نظر، وتطيعُه إذا أمر، ولا تخالفُه في نفسِها ومالها بما يكره"(رواه النسائي:٣٢٣١، وقال الألباني: حسن صحيح).
20- عن معاوية بن حيدة القشيري-رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسولَ اللَّهِ، ما حقُّ زَوجةِ أحدِنا علَيهِ؟، قالَ: "أن تُطْعِمَها إذا طَعِمتَ، وتَكْسوها إذا اكتسَيتَ، أوِ اكتسَبتَ، ولا تضربِ الوَجهَ، ولا تُقَبِّح، ولا تَهْجُرْ إلّا في البَيتِ"(رواه أبو داود:٢١٤٢، وقال الألباني: حسن صحيح).
الاثار
1- قال علي -رضي الله عنه-: " أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- وحب آل بيته، وقراءة القرآن ".
2- كتب عمر الفاروق إلى المسلمين: " علموا أولادكم السباحة والرمي والفروسية "(كتاب فضائل الرمي؛ لإسحاق القراب).
القصص
1- يروى أنَّ عتبةَ بن أبي سفيانَ رحمهُ اللهُ اختارَ لأطفالهِ معلماً، ثم أوصاهُ فقالَ: "ليكن أولَ ما تبدأُ به من إصلاحِ بَنِيَّ إصلاحُ نفسِكَ؛ فإنَّ أعينَهم مَعقودةٌ بعينيكَ، فالحسنُ عندهم ما استحسنتَ، والقبيحُ عندهم ما استقبحت، و علِّمْهم كتاب الله، ولا تكرههم عليه فيَمَلُّوه، ولا تتركهم منه فيهجروه. ثم روّهم من الشعر أعفَّه، ومن الحديث أشرفه، ولا تخرجهم من علم إلى غيره حتى يحكموه، فإن ازدحام الكلام في السمع مَضَلَّةٌ للفهم، وعلمهم سِيَرَ الحكماء وأخلاق الأدباء، وجنبهم محادثة النساء. وتهددهم بي، وأدّبهم دوني، وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء، ولا تتكل على عذري، فإني قد اتكلت على كفايتك، وزد في تأديبهم أزدك في بري إن شاء الله تعالى"(البيان والتبيين:2-35).
2- مما يُروى من وصية عتبةَ بن أبي سفيانَ رحمهُ اللهُ لولده: ما أخبر به ابنه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، قال: كنت أساير أبي ورجل يقع في رجل، فالتفت إليَّ أبي، فقال: "يا بني، نَزِّه سمعك عن استماع الخَنَا كما تُنَزِّه لسانك عن الكلام به؛ فإن المستمع شريك القائل. ولقد نظر إلى أخبث ما في وعائه فأفرغه في وعائك، ولو رُدَّتْ كلمةُ جاهل في فيه؛ لسَعِدَ رادُّها كما شقي قائلُها"(بهجة المجالس:1-400).
3- قال ابراهيم بن أدهم: "قال لي أبي: يا بني! اطلبِ الحديث، فكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك درهم؛ فطلبت الحديث على هذا".
الاشعار
1- قال أحدهم:
وَيَنشَأُ ناشِئُ الفِتيانِ مِنّــا *** عَلى ما كانَ عَوَّدَهُ أَبوهُ
وَما دانَ الفَتى بِحِجىً وَلَكِن *** يُعَــلِّمُهُ التَدَيُّنَ أَقرَبوهُ
(ديوان أبي العلاء المعري:2-421)
2- قال أحدهم:
قَدْ يَبْلُغُ الأَدَبَ الأَطْفَالُ فِي صِغَرٍ *** وَلَيسَ يَنْفَعُهُم مِنْ بَعدِهِ أَدَبُ
إِنَّ الغُصُـونَ إِذَا قَوَّمْتَها اعْتَدَلَتْ *** وَلَا يَلِـــينُ إِذا قَوَّمْتَهُ الخَشَـــبُ
(الأمثال الشعبية في البيئة القطرية)
الحكم
كل فتاة بأبيها معجبة (معجم الأدباء:4-167).
متفرقات
1- قال الإمام الطبري عند قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا..) قال: "ومن حججه وأدلته على ذلك أيضًا خلقه لأبيكم آدم مِن نَفْسه، زوجةً ليسكن إليها، وذلك أنه خلق حواء من ضلعٍ من أضلاع آدم، خلقها لكم من ضلع من أضلاعه، وجعل بينكم بالمصاهرة والختونة مودةً تتوادُّون بها، وتتواصلون من أجلها، ورحمةً رحمكم بها؛ فعطف بعضكم بذلك على بعض، إن في فعله ذلك لعِبَرًا وعظاتٍ لقوم يتذكرون في حجج الله وأدلته، فيعلمون أنه الإله الذي لا يعجزه شيء أراده، ولا يتعذر عليه فعل شيء شاءه"(تفسير الطبري).
2- "والناس يعرفون مشاعرهم تجاه الجنس الآخر، وتشغل أعصابَهم ومشاعرهم تلك الصلةُ بين الجنسين، وتدفع خُطاهم وتحرِّك نشاطَهم تلك المشاعرُ المختلفةُ الأنماطِ والاتجاهات بين الرجل والمرأة، ولكنهم قلَّما يتذكَّرون يد الله التي خلقتْ لهم من أنفسهم أزواجًا، وأودعتْ نفوسَهم هذه العواطفَ والمشاعر، وجعلتْ في تلك الصلة سكنًا للنفس والعصب، وراحةً للجسم والقلب، واستقرارًا للحياة والمعاش، وأُنسًا للأرواح والضمائر، واطمئنانًا للرجل والمرأة على السواء.
والتعبير القرآني اللطيف الرفيق، يصور هذه العلاقة تصويرًا موحيًا، وكأنما يلتقط الصورة من أعماق القلب وأغوار الحس: (لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا)، (وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)، (إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، فيدركون حكمة الخالق في خَلْق كلٍّ من الجنسين على نحوٍ يجعله موافقًا للآخر، ملبيًا لحاجته الفطرية: نفسية، وعقلية، وجسدية؛ بحيث يجد عنده الراحةَ والطمأنينة والاستقرار، ويجدان في اجتماعهما السكنَ والاكتفاء، والمودة والرحمة؛ لأن تركيبهما النفسي والعصبي والعضوي ملحوظٌ فيه تلبيةُ رغائب كلٍّ منهما في الآخر، وائتلافهما وامتزاجهما في النهاية، لإنشاء حياة جديدة، تتمثل في جيل جديد"(في ظلال القرآن).
3- "بأن قاعدة الحياة البشرية هي الأسرة؛ فقد شاء الله أن تبدأ هذه النبتة في الأرض بأسرة واحدة؛ فخلق ابتداءً نفسًا واحدة، وخلق منها زوجها؛ فكانت أسرة من زوجين، (وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً) ، ولو شاء الله لخلق، في أول النشأة، رجالاً كثيرًا ونساءً، وزوّجهم؛ فكانوا أُسرًا شتّى من أول الطريق؛ لا رَحِم بينها من مبدأ الأمر، ولا رابطة تربطها، إلا صدورها عن إرادة الخالق الواحد، وهي الوشيجة الأولى"().
4- قال الشيخ السعدي: "وقايةُ الأنفسِ بإلزامِها أمرَ اللهِ، والقيامَ بأمرِه امتثالاً، ونهيهِ اجتنابًا، والتوبةَ عما يُسخطُ اللهَ ويوجبُ العذابَ, ووقايةُ الأهلِ والأولادِ بتأديبِهم وتعليمِهم، وإجبارِهم على أمرِ الله، فلا يَسلمُ العبدُ إلا إذا قامَ بما أمرَ اللهُ به في نفسِهِ، وفيما يَدْخُلُ تحتَ ولايتهِ من الزوجاتِ والأولادِ وغيرِهم ممن هو تحتَ ولايتهِ وتصرفهِ".
5- قال الشيخ السعدي: عند قوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) قال: أي: وللنساء على بعولتهن من الحقوق واللوازم مثل الذي عليهن لأزواجهن من الحقوق اللازمة والمستحبة. ومرجع الحقوق بين الزوجين يرجع إلى المعروف، وهو: العادة الجارية في ذلك البلد وذلك الزمان من مثلها لمثله، ويختلف ذلك باختلاف الأزمنة والأمكنة، والأحوال، والأشخاص والعوائد. وفي هذا دليل على أن النفقة والكسوة، والمعاشرة، والمسكن، وكذلك الوطء - الكل يرجع إلى المعروف، فهذا موجب العقد المطلق. وأما مع الشرط، فعلى شرطهما، إلا شرطا أحل حراما، أو حرم حلالا.
6- قيل عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ): "الأسرة خلية اجتماعية تتكون في ظل شروط معينة، وتستلزم منظومة من الواجبات والحقوق بين أطرافها، لكن أهمية الأسرة ليست منحصرة في التكاثر البشري، بل أهميتها تتجاوز ذلك إلى الضبط السلوكي، وإقامة المعيار الأخلاقي، في ظل تعاهد مستمر من ركنَي الأسرة للأبناء؛ حيث يشرب الأبناء الأخلاق والمبادئ، ويُغذوا بالثقافة التي توجههم في سلوكهم المستقبل حينما يتعاملون مع بقية أفراد المجتمع، وربما كانت هذه المهمة الثانية للأسرة تفوق المهمة الأولى؛ فإن قلة الأفراد مع وجود التوجهات السليمة والأخلاق المنضبطة، خيرٌ من كثرة منحرفة، لا تظلِّلها الأبوة، ولا ترعاها الأمومة، فتنشأ نشأة سيئة، فتكون مصدر شقاء وإفساد في المجتمعات، والمهمتان المذكورتان مركوزتان في الفطرة البشرية؛ ولذا لما جرَّبت المذاهب الإلحادية إلغاء كيان الأسرة في القرن الماضي، لم يمضِ إلا زمن يسير حتى تراجعت عن هذا التجاوز المفرط لركائز الفطرة التي أودعها الله سبحانه النفس البشرية"(في ظلال القرآن).
7- قيل عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ): "يضاعف الوشائج؛ فيبدأ بها من وشيجة الربوبية، وهي أصلُ وأوَّلُ الوشائج، ثم يُثنِّي بوشيجة الرحم، فتقوم الأسرة الأولى من ذكر وأنثى، هما من نفس واحدة، وطبيعة واحدة، وفطرة واحدة، ومن هذه الأسرة الأولى يبث رجالاً كثيرًا ونساءً، كلهم يرجعون ابتداءً إلى وشيجة الربوبية، ثم يرجعون بعدها إلى وشيجة الأسرة، التي يقوم عليها نظام المجتمع الإنساني، بعد قيامه على أساس العقيدة"(في ظلال القرآن).
8- قيل عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) قال: "العناية بتوثيق عراها، وتثبيت بنيانها، وحمايتها من جميع المؤثرات التي توهن هذا البناء، وفي أول هذه المؤثرات مجانبة الفطرة، وتجاهل استعدادات الرجل واستعدادات المرأة، وتناسق هذه الاستعدادات مع بعضها البعض، وتكاملها لإقامة الأسرة من ذكر وأنثى"(في ظلال القرآن).
9- قيل عند قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) قال: "من مظاهر تلك العناية بالأسرة في النظام الإسلامي، وما كان يمكن أن يقوم للأسرة بناء قوي، والمرأة تلقى تلك المعاملة الجائرة، وتلك النظرة الهابطة التي تلقاها في الجاهلية، كل جاهلية؛ ومن ثم كانت عناية الإسلام بدفع تلك المعاملة الجائرة، ورفع هذه النظرة الهابطة"(في ظلال القرآن).
10- قال الشيخ السعدي: عند قوله تعالى: (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) أي: وللنساء على بعولتهن من الحقوق واللوازم مثل الذي عليهن لأزواجهن من الحقوق اللازمة والمستحبة. ومرجع الحقوق بين الزوجين يرجع إلى المعروف، وهو: العادة الجارية في ذلك البلد وذلك الزمان من مثلها لمثله، ويختلف ذلك باختلاف الأزمنة والأمكنة، والأحوال، والأشخاص والعوائد. وفي هذا دليل على أن النفقة والكسوة، والمعاشرة، والمسكن، وكذلك الوطء - الكل يرجع إلى المعروف، فهذا موجب العقد المطلق. وأما مع الشرط، فعلى شرطهما، إلا شرطا أحل حراما، أو حرم حلالا.
(وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ)؛ أي: رفعة ورياسة، وزيادة حق عليها، كما قال تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ) ومنصب النبوة والقضاء، والإمامة الصغرى والكبرى، وسائر الولايات مختص بالرجال، وله ضعفا ما لها في كثير من الأمور، كالميراث ونحوه"(تفسير السعدي).
11- "نلمح الشريعة الإسلامية تعتني بالأسرة غاية العناية في تكوينها، ورعايتها بعد ذلك التكوين، من خلال منظومة تشريعية دقيقة مفصلة؛ حتى إننا لنرى آيات تنظيم الشأن الأسري في القرآن الكريم برُمته تفوق من حيث العددُ آياتِ المعاملات المالية، مع كثرة تلك المعاملات وتنوعها؛ وفي ذلك برهان جلِيٌّ على أن هذه الخلية البشرية تستحق كل هذه العناية والرعاية من الشريعة المطهرة، ونلمح أيضًا تلك العناية واضحة جلية في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)[الروم:21] ، وكأن في وصف هذه الرابطة بأنها آية مزيدَ إغراء بتأمل جوانب النعمة في هذا الرباط، وتلمُّس وجوه الأنس فيه، وتدبُّر الثمرات الدينية والدنيوية، وكلما كان التأمل أعمق، كان الاعتزاز بهذا الرباط أوثق، والحرص على بقائه متينًا قويًّا أشد، ثم يمتد هذا الاعتزاز والتقدير إلى محيط الأسرة الواسع؛ إذ الأسرة في الإسلام لا تقتصر على الزوجين والأولاد فقط؛ وإنما تمتد إلى شبكة واسعة من ذَوِي القُرْبى من الأجداد والجدات، والإخوة والأخوات، والأعمام والعمات، والأخوال والخالات، وغيرهم ممن تجمعهم رابطة النسب أو المصاهرة أو الرضاع، أينما كان مكانهم"(الأسرة في القرآن الكريم:1-8)
12- "من لطائف الشريعة المباركة: إغراء الأبناء بتقدير هذه العلاقة، وتوقير هذه الأسرة؛ من خلال الوعد بحصول البركة والخير في أغلى ما يملك الإنسان من متع الحياة الدنيا، وهما: متعة العمر والمال، يقول صلى الله عليه وسلم "من أحبَّ أن يُبسَط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه"(الأسرة في القرآن الكريم:1-8).
13- "الزواج بالشكل الذي أقرَّه الإسلامُ حَفِظَ للمرأة كرامتَها ومكانتها، وللرجل شرفَه وعِرضَه، وجعل من هذه العلاقة سياجًا يحمي الطرفين من الخطأ، وجعل من هذه الأسرة نواةً لبناء مجتمع مسلم طاهر عفيف، ويظهر ذلك جليًّا في هذا المخطط: وكان لا بد، والوضع كما بيَّنه المخطط، أن تكون إجراءات الزواج تحقِّق تلك الغايةَ، وقد راعى الإسلام ذلك بالفعل، فجعل لإتمام الزواج مراحلَ ومراسمَ؛ فهناك الخِطبة، ثم عقد الزواج، فالبناء (الزفاف) ، وكل هذه مراحل من باب تكريم هذا العقد، وإعطائه قوةً ونفوذًا في المجتمع، فإذا جئنا لتفاصيل تلك المراحل، نجد أنه قبل الخِطبة لم يَعرِف الإسلام إجبارَ أحد طرفي الزواج عليه، بل لا بد من تحقُّق القَبول والموافقة التامة، المبنيَّة على المعرفة الكاملة، والرضا التام؛ لذا شرع رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيةَ الرجل مَن يريد خطبتها؛ فعن المغيرة بن شعبة قال: خطبتُ امرأةً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "أنظرتَ إليها؟" ، قلت: لا، قال: "فانظر إليها؛ فإنه أجدر أن يؤدم بينكما" وكذلك جعل الرسول صلى الله عليه وسلم من حق الفتاة أن تَقبَل أو ترفض، ولا سلطةَ لأحد، مهما كان، في أن يفرض عليها مَن لا ترغبُه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "لا تُنكَح البِكْرُ حتى تُستَأذَن، ولا الثيبُ حتَّى تُستَأمَر" ، فقيل: يا رسول الله، كيف إذنها؟ قال: "إذا سكتتْ" وقد ردَّ الرسول صلى الله عليه وسلم أمْرَ مَن أجبرها أبوها على الزواج إلى نفسها؛ فعن عائشة رضي الله عنها، قالت: "جاءتْ فتاةٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت:" يا رسول الله، إنَّ أبي زوَّجَني ابنَ أخيه؛ يرفع بي خسيستَه "، فجعل الأمر إليها، قالت:" فإني قد أجزتُ ما صنع أبي، ولكن أردتُ أن تعلم النساءُ أن ليس للآباء من الأمر شيء".
كل هذه الشروط من أجل أن يقوم بناءُ الأسرة على التراضي، فيكون الطرفان مهيئَيْن لإقامة علاقة زوجية ناجحة سعيدة.
ثم يأتي عقد الزواج بعد أن يركن كلٌّ لصاحبه، وهنا يثبت للمرأة حق الصَّداق، وهو المهر الذي يدفعه الرجل للمرأة، ولا يحلُّ له ولا لغيره - كأبيها وأخيها - أن يأخذ منه شيئًا بغير رضاها، يقول تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا).
ولإتمام هذا العقد، يشترطُ الإسلامُ وجودَ الوليِّ، والشهود، والإشهار؛ فالأسرة في الإسلام لا تُبنَى في الخفاء، بل هي كيان كريم، وعلاقة شريفة، ينبغي أن يشهدها المحيطون، ويفرح بها الأهل؛ فعن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا نكاح إلا بولي" وعلى الزوج أن يُولِم للمدعوين؛ لإتمام الفرحة"(الأسرة في القرآن الكريم:1/10-13).
14- "إن عباد الرحمن لا يكفيهم أنهم يبيتون لربهم سجدًا وقيامًا، وأنهم يتسمون بتلك السمات العظيمة كلها، بل يرجون أن تعقبهم ذرية تسير على نهجهم، وأن تكون لهم أزواج من نوعهم، فتقَرَّ بهم عيونهم: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا)[الفرقان: 74-76]، وتطمئن بهم قلوبهم، ويتضاعف بهم عدد (عباد الرحمن) ، ويرجون أن يجعل الله منهم قدوة طيبة للذين يتقون الله ويخافونه.
وهذا هو الشعور الفطري الإيماني العميق، شعور الرغبة في مضاعفة السالكين في الدرب إلى الله، وفي أولهم الذرية والأزواج؛ فهم أقرب الناس تبعة، وهم أول أمانة يُسأل عنها الرجال، والرغبة كذلك في أن يحس المؤمن أنه قدوة للخير، يأتمّ به الراغبون في الله، وليس في هذا من أثرة ولا استعلاء، فالركب كله في الطريق إلى الله"(في ظلال القرآن، تفسير سورة الفرقان).
15- "وضع الإسلام أسس الحقوق الأسرية المتبادلة، وجعل ما يتفرع عن هذه الصلات الأساسية: الأبوة، والبنوة، والزوجية - محلَّ تكريمٍ، ومراعاة لتلك الحقوق أيضًا؛ فصِلَة الأخوَّة مشتقة من الأبوة والبنوة؛ لأن الإخوة جاؤوا من طريق الأبوين، أو أحدهما، وأقارب الأم والأب جاؤوا من طريقهما كذلك، فرعايتهم مرتبطة برعاية الأبوة والأمومة"(الأسرة في القرآن الكريم:1-17).
16- قال محمد الغزالي: "فلا يجوز الزواج من ملحدة تكفر بالله واليوم الآخر، ولا من وثنية تؤمن بتعدد الآلهة؛ فإنّ امرأة من هذا الصنف لن يُوقِفها حدّ من حدود الله، ولن تفرق بين الإحصان والإباحة، ولا بين العفاف والخنا"( قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة:106).
17- "وجدنا القرآن الكريم يضع حقوقًا متبادلة لأفراد الأسرة على بعضهم بعضًا؛ لأن الأصل في العلاقات الأسرية أن تقوم على المحبة، والمودة، والإيثار، وسعْي كل طرف لإسعاد الأطراف الأخرى، ولكن ذلك لا يمنع أن يُرشِد الإسلام ويوجب على كل طرف واجباتٍ للأطراف الأخرى؛ وذلك من أجل ردِّ المقصر وتنبيهه"(الأسرة في القرآن الكريم:1-19).
18- "إن العلاقاتِ الأسريةَ علاقات مؤبدة، لا تنتهي ولا تنفصم، حتى بالموت، فقد حافظ التشريع الإسلامي على هذه العلاقات، وصانها بعد انتهاء حيوات أصحابها، ومما يدل على ذلك أن الإسلام شرع الميراث بين الأقارب بعد موت أحدهم، وجعل نصيب كل وارث حسب قرب صلته بالمتوفَّى، ولم يقل: إن الصلة بينهم قد انتهت، ولا يحق لأحد في مالِ أحدٍ نصيبٌ"(الأسرة في القرآن الكريم:1-21).
19- "إن نظام الأسرة ونظام الجماعة يقوم كلاهما بطبيعته على التناصر والتعاون، ومِن واجب الفرد في كل أسرة أن يناصر باقي أفراد الأسرة ويتعاون معهم، وكذلك واجب الفرد في كل جماعة، وتحميل العاقلة أولاً والجماعة ثانيًا نتيجة خطأ الجاني، يحقِّق التعاون والتناصر تحقيقًا تامًّا، بل إنه يجدِّده ويؤكده في كل وقت؛ فكلما وقعت جريمة من جرائم الخطأ اتَّصل الجاني بعاقلته، واتصلت العاقلة بعضها ببعض، وتعاونوا على جمع الدية وإخراجها من أموالهم، ولما كانت جرائم الخطأ تقع كثيرًا، فمعنى ذلك أن الاتصال والتعاون والتناصر بين الأفراد ثم الجماعة، كل أولئك يظل متجددًا مستمرًّا"(الأسرة في القرآن الكريم:1-25).
20- قيل عند قوله تعالى: (قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)[البقرة:124]: "إن التصور الإسلامي يقطع الوشائج والصلات التي لا تقوم على أساس العقيدة والعمل، ولا يعترف بقربى ولا رحم إذا أنبتت وشيجة العقيدة والعمل، ويسقط جميع الروابط والاعتبارات ما لم تتصل بعروة العقيدة والعمل، وهو يفصل بين جيل من الأمة الواحدة وجيل، إذا خالف أحد الجيلين الآخر في عقيدته، بل يفصل بين الوالد والولد، والزوج والزوجة، إذا انقطع بينهما حبل العقيدة؛ فعرب الشرك شيء، وعرب الإسلام شيء آخر، ولا صلة بينهما ولا قربى ولا وشيجة، والذين آمنوا من أهل الكتاب شيء، والذين انحرفوا عن دين إبراهيم وموسى وعيسى شيء آخر، ولا صلة بينهما ولا قربى ولا وشيجة.
إن الأسرة ليست آباء وأبناء وأحفادا.. إنما هي هؤلاء حين تجمعهم عقيدة واحدة. وإن الأمة ليست مجموعة أجيال متتابعة من جنس معين"(في ظلال القرآن).
الإحالات
1- الأسرة؛ الصادق بن عبدالرحمن الغرياني.
2- نظام الاسرة في الاسلام؛ للدكتور محمد عقلة.
3- بناء الأسرة المسلمة في ضوء الكتاب والسنة؛ لخالد عبد الرحمن العك.
4- موسوعة الأسرة تحت رعاية الإسلام؛ لعطية صقر.
5- الأسرة في الاسلام؛ مجموعة من المتخصصين في العلوم الشرعية.
6- شرح مدونة الأسرة؛ للدكتور محمد الأزهر.
7- نظام الأسرة والمجتمع في الاسلام؛ للدكتور محمد خلف بني سلامة، والدكتور خلوق ضيف الله اغا.
8- الأسرة المسلمة وتحديات العصر؛ لحسن الحفناوي.
9- الأسرة في القرآن الكريم؛ للدكتور بن يحيى الطاهر ناعوس.