عناصر الخطبة
1/ التذكير ببعض أحكام الجمعة 2/ فضائل يوم الجمعة 3/ فضل يوم الجمعة على غيره من الأيام 4/ هدي النبي صلى الله عليه وسلم في تعظيم يوم الجمعة 5/ خصائص الجمعة وشرائعها 6/ الحث على التبكير للجمعة وعدم التخلف عنهااقتباس
كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تعظيم هذا اليوم وتشريفه، وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره.. فيجب في هذا اليوم صلاة الجمعة التي هي آكد فروض الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضه سوى مجمع عرفة ..
أيها الإخوة: يقول الله تعالى مخاطبا نبيه (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) [الذاريات: 55]، قال الشيخ السعدي في تفسير هذه الآية: "من التذكير: تذكير بما هو معلوم للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول، فيذكرون بذلك، ويكرر عليهم ليرسخ في أذهانهم، وينتبهوا ويعملوا بما تذكروه من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهمة، توجب لهم الانتفاع والارتفاع".
وأخبر الله أن الذكرى تنفع المؤمنين؛ لأن ما معهم من الإيمانِ والخشيةِ والإنابةِ، واتباعِ رضوان الله، يوجب لهم أن تنفع فيهم الذكرى، وتقع الموعظة منهم موقعها كما قال تعالى: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى).. ومن هذا المنطلق رأيت التذكير ببعض أحكام الجمعة.
أحبتي: يوم الجمعة يوم عظيم وموسم كريم تفضل الله تعالى به علينا، وخصنا به، وقد أضل تعالى عنه الأمم قبلنا وهدنا إليه بمنه وكرمه.. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «أَضَلََّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالْأَحَدَ وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنيا وَالْأَوّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ..» رواه مسلم.
وقد فضل الله تعالى هذا اليوم على غيره من الأيام، فعن أوسِ بنِ أوس رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إن من أفضل أيامكم يومَ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه قُبِضَ، وفيه النّفْخَةُ، وفيه الصّعْقَةُ، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإنَّ صلاتَكم مَعْرُوضةٌ عليَّ "، فقالوا: يا رسول الله، وكيف تُعرضُ صلاتُنا عليك وقد أرِمْتَ؟ (أي بليت) قال:" إن الله حرّم على الأرض أن تأكلَ أجساد الأنبياء". رواه أبو داود والنسائي. زاد في الموطأ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَا مِنْ دَابّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُصِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ شَفَقًا مِنْ السَّاعَةِ، إِلَّا الْجِنّ وَالْإِنْسَ، (والمعنى أن الدواب في كل جمعة تستمع وتصغي إلى طلوع الشمس تخاف من قيام الساعة)، وَفِيهِ سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ».
وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تعظيم هذا اليوم وتشريفه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره.. فيجب في هذا اليوم صلاة الجمعة التي هي آكد فروض الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضه سوى مجمع عرفة، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة:9،10].
ومن تركها تهاوناً بها طبع الله على قلبه نعوذ بالله من ذلك.. فعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ». رواه مسلم, وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَرَكَ ثَلاَثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ». (أي: ختم الله على قلبه وسدّ أبواب الخير التي تصل إليه) رواه النسائي وهو حديث حسن صحيح.
قال العلماء: إنه لا يجوز السفر يوم الجمعة لمن تلزمه صلاة الجمعة بعد دخول وقتها، وذلك حين تزول الشمس حتى يصليها، أما السفر في أول النهار وقبل دخول وقتها فمكروهٌ إلا إذا كان سيصليها في مسجد في طريقه، أو يغلب على ظنه الوصول. قال شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله بعد ما ذكر أدلة وجوب صلاة الجمعة: إن الذين يفوتون صلاة الجمعة دون سبب شرعي قد عرضوا أنفسهم لعقاب الله وسخطه.. فليحذروا ذلك.. فليحذروا ذلك.. فليحذروا ذلك.. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه ابن ماجة وابن خزيمة بإسناد حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَال َقَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا هَلْ عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يَتَّخِذَ الصُّبّةَ مِنْ الْغَنَمِ (وهي ما بين العشرين والأربعين) عَلَى رَأْسِ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ فَيَتَعَذَّرَ عَلَيْهِ الْكَلَأُ فَيَرْتَفِعَ، ثُمَّ تَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَجِيءُ وَلَا يَشْهَدُهَا، وَتَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَشْهَدُهَا وَتَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَشْهَدُهَا، حَتّى يُطْبَعَ عَلَى قَلْبِهِ». ثم قال الشيخ: والذين يخرجون إلى البر يوم الجمعة إن كانوا يصلون الجمعة في بلدهم أو غيرها فقد أدوا ما بينهم وبين الله، وإن كانوا لا يصلون الجمعة ولا يبالون بها فما أعظم خسارتهم.. لقد فوّتوا الخير الكثير وعرضوا أنفسهم للعذاب الأليم.. اهـ.
أيها الأحبة: وتدرك صلاة الجمعة بإدراك ركعة منها، ومن لم يدرك ركعة فليتمها ظهراً.. ومن خصائص الجمعة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر من تجب عليه الجمعة بالغسل لها ولبس أحسن الثياب ففي الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ».. خصوصًا من به رائحة كريهة، وهنا أمر يجب التفطن له أنه يجب أن يغتسل قبل دخول وقتها، أما بعد دخوله بزوال الشمس فيجب عليه الذهاب لها.. ويسن التطيب في يوم الجمعة وهو أفضل من التطيب في غيره، فعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِي رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَلَا يُفَرّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، [وعند أبي داود بسند حسن: ثم لم يَتخطَّ رِقَابَ الناسِ، وعند أحمد: وَلَمْ يَتَخَطَّ أَحَدًا، وَلَمْ يُؤْذِهِ. وهو حسن لغيره]، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى». رواه البخاري.
قال شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله: «لا يفرق بين اثنين: يعني لا تأتي بين اثنين تدخل بينهما وتضيّق عليهما، أما لو كان هناك فُرجَة فهذا ليس بتفريق؛ لأن هذين الاثنين هما اللذان تفرقا لكن أن تجد اثنين متراصين ليس بينهما مكان لجالس، ثم تجلس بينهما هذا من الإيذاء».
وقال ابن حجر في الفتح: «وتبين بمجموع ما ذكرنا أن تكفير الذنوب من الجمعة إلى الجمعة مشروط بوجود جميع ما تقدم من غسل، وتنظف، وتطيب، أو دهن، ولبس أحسن الثياب، والمشي بالسكينة، وترك التخطي والتفرقة بين الاثنين، وترك الأذى والتنفل والإنصات وترك اللغو..» ا هـ.
ويسن والتبكير للصلاة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ رَاحَ في الساعة الأولى فَكَأَنَّمَا قَرّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ». رواه البخاري.
أيها الإخوة: يسن لمن قدم إلى الجمعة قبل دخول الإمام الاشتغال بالصلاة، فيصلي من النوافل ما يشاء مثنى مَثنى أي ركعتين رَكعتين.. وليس لصلاة الجمعة راتبة محددة قبلها. فيصلي ما استطاع، وكذلك مما يشرع للمنتظر تلاوة القرآن، وتلاوة سورة الكهف في يومها عمومًا.. فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الكهف كانت له نورًا يوم القيامة».. ومما يشرع للمتقدم الاشتغال به الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويستحب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة وليلته؛ لما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أكثروا من الصلاة عليَّ يومَ الجمعةِ وليلة الجمعة». رواه البيهقي وهو حديث حسن.
أحبتي: رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنام.. ويوم الجمعة سيد الأيام، فللصلاة عليه في هذا اليوم مزية ليست لغيره، قاله ابن القيم رحمه الله. ومعنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أنك تسأل الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى.
ومن خصائص الجمعة: وجوب الإنصات للخطبة إذا سمعها ولو كان في طريقة إلى المسجد. ويقبل على الإمام ويدنوا منه. ومن ترك الإنصات كان لاغيًا ومن لغا فلا جمعة له. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة أنصت والإمام يخطب فقد لغوت». رواه البخاري.
قال أهل اللغة: واللغو ما لا يحسن من الكلام. قال العلماء: معناه لا جمعة له كاملة للإجماع على إسقاط فرض الوقت عنه.
أيها الإخوة: في هذا اليوم ساعة الإجابة ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: فيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائمٌ يُصَلّي، يَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا». وأرجح الأقوال فيها إما أن تكون من جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة أو أنها بعد العصر. ورجحه ابن القيم، ثم قال: وعندي أن ساعة الصلاة ساعة ترجى فيها الإجابة أيضًا.
إخوتي: لنجتهد في الدعاء في هاتين الساعتين لعلنا نوفق للإجابة، فإن الله جواد كريم. أقول قولي هذا وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
أيها الإخوة: اتقوا الله واشكروه، ومن أعظم الشكر شكره أن خصكم بهذا اليوم العظيم واسغلاله بالطاعة، قال ابن القيم رحمه الله في كتابه العظيم زاد المعاد وهو يذكر هدي النبي صلى الله عليه وسلم في يوم الجمعة: الثّالِثَةُ وَالْعِشْرُونَ "أَنّهُ الْيَوْمُ الّذِي يُسْتَحَبّ أَنْ يُتَفَرّغَ فِيهِ لِلْعِبَادَةِ، وَلَهُ عَلَى سَائِرِ الْأَيّامِ مَزِيّةٌ بِأَنْوَاعٍ مِنْ الْعِبَادَاتِ وَاجِبَةٌ وَمُسْتَحَبّةٌ فَاَللّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ لِأَهْلِ كُلّ مِلّةٍ يَوْمًا يَتَفَرّغُونَ فِيهِ لِلْعِبَادَةِ، وَيَتَخَلّوْنَ فِيهِ عَنْ أَشْغَالِ الدّنْيَا فَيَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِبَادَةٍ وَهُوَ فِي الْأَيّامِ كَشَهْرِ رَمَضَانَ فِي الشّهُورِ وَسَاعَةُ الْإِجَابَةِ فِيهِ كَلَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي رَمَضَانَ. وَلِهَذَا مَنْ صَحّ لَهُ يَوْمُ جُمُعَتِهِ وَسَلِمَ.. سَلِمَتْ لَهُ سَائِرُ جُمْعَتِهِ» (يعني أسبوعه).
أيها الأحبة: سؤال مهم ليعرضه كل واحد منا على نفسه.. ما هو عذره في التأخر عن بداية الخطبة.. لقد سمعنا فضل التقدم إلى الجمعة، ووجوب حضور الخطبة فهل نعزم على التقدم في قادمات الأيام؟ أرجو ذلك..
لقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرجل الذي يتخطى رقاب الناس، فقال له: «لقد آذيت وآنيت» أي تأخرت. وأخذ سلف الأمة منه ذلك فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ فِي الْخُطْبَةِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوّلِينَ مِنْ أَصْحَابِ النّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وفي رواية مسلم أن الداخل عثمان بن عفان رضي الله عنه فَنَادَاهُ عُمَرُ أَيّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ قَالَ: إِنِّي شُغِلْتُ فَلَمْ أَنْقَلِبْ إِلَى أَهْلِي حَتَّى سَمِعْتُ التأْذِينَ فَلَمْ أَزِدْ أَنْ تَوَضَّأْتُ، فَقَالَ عمر: وَالْوُضُوءُ أَيْضًا؟! وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ. رواه البخاري.
أيها الإخوة: لو عرض كل واحد منا سبب تأخره عن التبكير للجمعة وصدق معها لم يجد أمراً ذا بال.. ولكن الشيطان يفتح للعبد من الأشغال إذا رأى منه عزمًا على التبكير .. ويتأكد على المبكرين عدم التأخر في آخر المسجد، فقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على الدنو من الإمام، وحذر من التأخر، روى أبو داود في سننه عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه أَنَّ نَبِيّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «احْضُرُوا الذّكْرَ وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ فَإِنَّ الرّجُلَ لاَ يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخّرَ فِي الْجَنّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا». حديث حسن.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم