يوم الجمعة (2)

ناصر بن محمد الأحمد

2015-01-31 - 1436/04/11
عناصر الخطبة
1/اختصاص المسلمين بيوم الجمعة 2/أهمية يوم الجمعة وفضائلها 3/بعض سنن يوم الجمعة 4/بعض آداب وسنن صلاة الجمعة 5/بعض محظورات يوم الجمعة ومنهياتها 6/أحاديث نبوية خاصة بيوم الجمعة
اهداف الخطبة

اقتباس

الجمعة يوم عظيم من أيام الله، له من الفضائل والخصائص والمزايا، مالا يوجد في غير من الأيام؛ إنه عيد الأسبوع، وشعيرة كبرى، وموسم كريم يتكرر كل سبعة أيام، اختص الله -عز وجل- هذه الأمة بهذا اليوم، ضلت...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله ...

 

أما بعد:

 

أيها المسلمون: قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ)[الجمعة:9].

 

أيها الأحبة في الله: أحب أن أذكركم في هذه الخطبة بهذا اليوم العظيم الذي نحن فيه، وهو يوم الجمعة؛ لأن بعض المسلمين يغفلون عن هذا اليوم، ويغفلون عما في هذا اليوم.

 

الجمعة يوم عظيم من أيام الله، له من الفضائل والخصائص والمزايا، مالا يوجد في غير من الأيام.

 

إنه عيد الأسبوع، وشعيرة كبرى، وموسم كريم يتكرر كل سبعة أيام، اختص الله -عز وجل- هذه الأمة بهذا اليوم، ضلت عنه الأمم قبلنا، وهدانا الله له، كان لليهود يوم السبت، وللنصارى يوم الأحد؛ ففي الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "نحن الآخرون الأولون السابقون يوم القيامة، بيد انهم أوتوا الكتاب من قبلنا، ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم، فاختلفوا فيه، فهدانا الله له، والناس لنا فيه تبع، اليهود غداً، والنصارى بعد غد".

 

وفي جامع الترمذي من حديث أبى هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة".

 

لقد كان من هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- تعظيم هذا اليوم، وتشريعه وتخصيصه بعبادات يختص بها عن غيره، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في فجر يوم الجمعة ب"سورتي السجدة والإنسان"، وهذه يتثاقلها كثير من المصلين، وربما لاموا أمامهم بأنه قد أطال عليهم الصلاة، وهذا من الحرمان، ومن ثقل تطبيق السنة عليهم.

 

وإنما كان صلى الله عليه وسلم يقرأ بهاتين السورتين في فجر الجمعة؛ لأنهما تضمنتا ما كان وما يكون في يومها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم، وعلى ذكر يوم القيامة، وحشر العباد، وذلك يكون يوم الجمعة، ففي قراءتهما في هذا اليوم تذكير للأمة بما يحدث فيه من الأحداث العظام، حتى يستعدوا لذلك.

 

أيها المسلمون: إن من بركات هذا اليوم: أن الله يغفر لعبده ما ارتكب ما بين الجمعتين من آثام وخطايا إذا اجتنب الكبائر؛ كما في صحيح مسلم: "الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر".

 

بل إن ذلك الثواب يتعدى الأسبوع إلى عشرة أيام؛ لأن الحسنة بعشرة أمثالها.

 

ومن بركات هذا اليوم العظيم: أنه ما من مسلم يهلك في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله شر فتنة القبر وعذابه، إذا كان هذا المسلم من أهل الخير والصلاح، فإنه يرجى له خير كثير لو مات يوم الجمعة أو ليلته؛ روى الإمام أحمد وغيره عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: "ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر".

 

وفي هذا اليوم العظيم ستكون نهاية العالم وستكون نهاية الحياة على وجه الأرض، وفي هذا اليوم سيكون قيام الساعة، والساعة أدهى وأمر، وسيكون حشر الناس والقضاء بينهم إما إلى جنة وإما إلى نار، وما دام الأمر كذلك، فإنه كما جاء في الأثر أنه في ليلة الجمعة ما من شيء إلا وهو مشفق وجل خائف من قيام الساعة إلا الثقلين الإنس والجن.

 

فسبحان الله! كل مخلوقات الله -جل وعلا- تخاف ليلة الجمعة، تخاف من قيام الساعة، إلا هذين الثقلين، وعجباً لابن آدم فإنك ما تراه أغفل ولا أفجر ولا أطغي في يوم من الأيام منه في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، وما رصد قوم لهم عبثاً أو لهواً أو فجوراً أو فسوقاً إلا وجعلوه في يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، فيا ويح ابن آدم: ما أظلمه! وما أفجره! وما أفسقه!.

 

فاتقوا الله -عباد الله-، اتقوا الله -تعالى-، واعرفوا لهذا اليوم حقه ومنزلته، عظموا هذا اليوم وخصوه دون غيره من الأيام ببعض أعمالكم، فاحرص -يا عبد الله- على ما يلي:

 

أكثر من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة وليلته؛ لأن كل خير نالته هذه الأمة من خيري الدنيا والآخرة، فإنما نالته على يد هذا النبي الكريم، فينبغي الإكثار من الصلاة عليه.

 

ثم عليك بالاغتسال والتنظيف والتطيب والسواك، ولبس أحسن الثياب يوم الجمعة؛ لأنه يوم اجتماع المسلمين وعيد الأسبوع، فيكون المسلم في هذه المناسبة على أحسن الأحوال، وأكمل الخصال، تعظيماً لهذا اليوم، وعملاً بسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.

 

وقبل هذا: احرص على صلاة الفجر يوم الجمعة جماعة مع المسلمين، ولا تسهر تلك الليلة حتى تتمكن من الاستيقاظ.

 

ثم عليك بالتبكير بالذهاب لصلاة الجمعة ماشياً إن أمكن، فإن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة يخطوها أجر سنة صيامه وقيامه.

 

روى الإمام أحمد بسند صحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من غسل واغتسل يوم الجمعة، وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام، فأنصت كان له بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها".

 

فما اعظم هذا الأجر -يا عباد الله- هذا أجر المسير والتبكير إلى الجمعة كل خطوة تعادل في الثواب صيام سنةوقيامها، أضف إلى ذلك أن المبكر إذا دخل المسجد، فاشتغل بالصلاة والذكر وقراءة القرآن حصل على خيرات كثيرة، والملائكة تستغفر له طيلة بقائه في المسجد، ويكتب له أجر المصلي مادام ينتظر الصلاة، ولكن ومع كل أسف كثير من الناس زهد في هذا الأجر، ورغب عن هذا الخير، فصار لا يأتي لصلاة الجمعة إلا في آخر لحظة.

 

ومنهم من يأتي وقت الخطبة فقط، أو في آخرها، وهذا أمر ملحوظ ومشاهد يدخل الخطيب المسجد، فلا تكاد ترى إلا بعض الصفوف، وما أن يشرع الخطيب في الخطبة ويسمعه الناس حول المسجد، يبدؤون في المجيء.

 

ومنهم من يتأخر حتى قبيل الإقامة، وهذا لاشك أنه حرمان عظيم، وتثبيط من الشيطان وضعف من النفس.

 

فاتقوا الله -عباد الله- لا تحرموا أنفسكم هذا الأجر العظيم، بكروا إلى الجمعة لتحوزوا على رضوان الله -جل وعلا-، ولا تنس -يا عبد الله- إذا بكرت إلى الجمعة أن تقرأ سورة الكهف، فإنها سنة مأثورة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفيها خير عظيم، استمع إلى مارواه البيهقي وغيره بسند صحيح: قوله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين".

 

وفي حديث صحيح آخر: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له النور ما بينه وبين البيت العتيق".

 

ثم احرص -يا عبد الله- على صلاة الجمعة وخطبتها، التي يقصد بها الثناء على الله، وتمجيده والشهادة له، بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة، وتذكير العباد بأيام الله، وتحذيرهم ونهيهم عن سخطه وناره، فالخطبة شرط من شروط صحة الجمعة وحضورها واستماعها أمر مقصود ومتأكد في حق المصلين.

 

فالإنصات للخطبة إذا سمعها أمر واجب ومن لم ينصت كان لاغياً، ومن لغا فلا جمعة له؛ روى مسلم في صحيحه قوله عليه الصلاة والسلام: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى، وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصا فقد لغا".

 

ما أعظمه من حديث، من مس حصا المسجد أو عبث بشيء من متاعه والإمام يخطب فقد لغا في جمعته، وما من دين على وجه الأرض يلزم مؤمنيه في يوم من أيام الأسبوع أن يؤتوا يوم الجمعة بالاستماع والإنصات، كأشد ما يكون الاستماع والإنصات إلى خطبة الجمعة، لا يلتفتون عنها بشيء، ولا يردون السلام، ولا يشمتون العاطس، كلهم آذان صاغية كأن على رؤوسهم الطير.

 

فانتبه -يا عبد الله- لا تفسد جمعتك بعبث أو غيره، توجه بسمعك وقلبك إلى الخطبة، ولا تتكلم حال الخطبة، ولا تكن من الذين غلب عليهم الكسل، أو عدم المبالاة يملون من الجلوس ربع ساعة لاستماع ذكر أو موعظة، ولهذا تجدهم يأتون في آخر الخطبة، حتى لا يكثر ويطيل الجلوس.

 

وبعضهم إذا جاء متأخراً، فإنه لا يجلس يظل واقفاً، حتى تقام الصلاة، ولو طلب من أحدهم أن يجلس في غير هذا المكان لجلس الساعات الطوال، وهو في لهو أو لعب، أو غيره، فأي حرمان للعبد أكثر من هذا؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى، فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر".

 

يقول أهل العلم في شرح هذا الحديث: لما كان يوم الجمعة في الأسبوع كالعيد في العام، وكان العيد مشتملاً على صلاة وذبح وقربان، وكان يوم الجمعة يوم صلاة لا ذبح فيه، ولا قربان، جعل الله -سبحانه وتعالى- التعجيل والتبكير فيه إلى المسجد، بدلاً من القربان، وقائماً مقامه، بمعنى: أن الذي يبكر إلى الصلاة يوم الجمعة كان له من الأجر كمن اشترى شيئاً مما ذكر في الحديث ووزعه على فقراء المسلمين، فمن ذهب في الساعة الأولى كان كمن اشترى من ماله الخاص بدنه فذبحها ثم وزعها على فقراء المسلمين، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.

 

فانظروا -رحمكم الله- إلى هذا الفرق العظيم بين أجر من يبكر، ويأتي في الساعة الأولى، ومن يتأخر ويأتي في الساعة الخامسة الأخيرة.

 

إنه الفرق بين من يتصدق ويتبرع بالبدنة، وبين من يتصدق، ويتبرع بالبيضة، فانظر لنفسك ماذا أنت تختار؟.

 

ولو حصل لك ظرف معين في أحد المرات، وتأخرت لظرف خارج عن إرادتك، فاحرص أيضاً أن تكون على الأقل مع من يقرب بقرة، أو على الأقل دجاجة، لكن يكون طبعك وديدنك مع البيضة دائماً، فهذا من الحرمان.

 

أما إذا دخل الخطيب، فإن البيضة أيضاً أنت لست من أهلها؛ لأن الملائكة تطوي صحفها وتجلس تستمع إلى الخطبة.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الجمعة: 9 - 10].

 

بارك الله ...

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله ...

 

أما بعد:

 

أخي المسلم: فهذه تنبيهات سريعة، اصغ لها جيداً، وافهمها، ثم اعمل بها:

 

أولاً: إذا دخلت والإمام يخطب، فإنه لا يجوز لك أن تجلس، حتى تصلي ركعتين خفيفتين؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: "إذا جاء أحدكم يوم الجمعة وقد خرج الإمام، فليصل ركعتين"[متفق عليه].

 

وزاد مسلم: "وليوجز فيهما".

 

ثانياً: لا يجوز السفر يوم الجمعة إذا دخل وقتها بزوال الشمس لمن تلزمه أداءها، ويكره السفر قبل الزوال إلا أن كان سيؤديها في طريقه في جامع آخر.

 

ثالثاً: إياك أن تتخطى رقاب الناس إذا حضرت متأخراً، فقد رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو على المنبر رجلاً يتخطى رقاب الناس، فقال له: "اجلس، فقد آذيت وآذيت".

 

رابعاً: ليست هناك راتبه قبليه لصلاة الجمعة، بل يتنفل المسلم بما شاء من الصلاة، حتى يحضر الإمام، أما البعدية فهناك إما أربع في المسجد، أو ركعتان في البيت.

 

خامساً: عن أبى هريرة -رضي الله عنه- كما في الصحيحين عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه".

 

فاحرص -يا عبد الله- أن توافق هذه الساعة، وقيل: إنها في آخر ساعة بعد العصر من يوم الجمعة، فأكثر فيها من الدعاء لنفسك ولإخوانك المسلمين، فإن واقع الأمة اليوم وأحوال المسلمين لهوفي أمس الحاجة إلى دعوات صادقات تخرج من قلب مخلص يتألم ويتفطر لواقع أمته، وما يجري فيها، وما يدار حولها -والله المستعان-.

 

فلعلك -أخي المسلم- تصادف ساعة إجابة يكون فيها الخير لك ولغيرك.

 

سادساً: لا تكن من الذين لا يعرفون يوم الجمعة إلا أنه يوم الراحة الأسبوعية، كما يسميها البعض: يوم التنـزه، ويوم عطلة وفراغ، يقضيه في اللهو واللعب، وربما في المعاصي -والعياذ بالله-، يسهر ليله، وينام نهاره، فهذا ليس من الإسلام في شيء، في الإسلام يوم الجمعة يوم عبادة، ويوم طاعة، أكثر من أيام الأسبوع الباقية، فمن لا يعرف هذا فليصحح مفهومه، وليغير تصوره، ثم ليتغير بعد ذلك سلوكه.

 

وبعض الناس ينفرون من البلد إلى البراري والخلوات يوم الجمعة، ولا يحضرون الصلاة، وقد نص العلماء، كما ذكرنا أنه لا يجوز السفر في يوم الجمعة لمن تلزمه الصلاة بعد دخول وقتها، وذلك حين تزول الشمس حتى يصليها إلا إذا كان سيؤديها في مسجد في طريقه، هذا حكم السفر الذي قد يكون الإنسان محتاجاً إليه، فكيف بمن يخرج من البلد في هذا اليوم لتضييع الوقت والتغيب عن الصلاة.

 

فاتقوا الله -أيها المسلمون- اتقوا الله -تعالى-، وخصصوا للخروج والنـزهة يوماً غير الجمعة، وإذا خرجتم فاحرصوا على أداء الصلاة فيما حولكم من المساجد، ولا تفرطوا فيها.

 

سابعاً: يكره تخصيص يوم الجمعة بصيام أو ليلته بصلاة من بين الليالي، عن أبى هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي، ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم"[رواه مسلم].

 

وعن أم المؤمنين جويريه بنت الحارث -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل عليها يوم الجمعة وهي صائمة، فقال: "أصمت أمس؟" قالت: لا، قال: أتريدين أن تصومي غداً؟ قالت: لا، قال: "فافطري" [رواه البخاري].

 

ثامناً: ثبت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرأ في صلاة الجمعة ب"سبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية" وربما قرأ بالجمعة والمنافقون.

 

تاسعاً: فهذه مجموعة أحاديث انتقيتها لك من صحيح البخاري، كلها تتعلق بالجمعة:

 

- عن سلمان الفارسي -رضي الله عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى".

 

- عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "إن أول جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في مسجد عبد القيس بحواثي من البحرين".

 

يقصد بها منطقة الاحساء حالياً، كانت تسمى سابقاً كل هذه المناطق وما حولها ب"البحرين".

 

- عن انس بن مالك -رضى الله عنه-: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الجمعة حين تميل الشمس".

 

- عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد أخبره: أن التأذين الثاني يوم الجمعة أمر به عثمان حين كثر أهل المسجد، وكان التأذين يوم الجمعة حين يجلس الإمام.

 

- عن جابر بن عبد الله قال: جاء رجل والنبي -صلى الله عليه وسلم- يخطب الناس يوم الجمعة، فقال: "أصليت يا فلان؟" قال: لا، قال: "قم فاركع".

 

يدل على أنه يجوز للإمام: أن يخاطب ويكلم أحداً أثناء الخطبة.

 

- عن أبي حازم عن سهل قال: كانت فينا امرأة تجعل على أربعاء في مزرعة لها سلقاً، فكانت إذا كان يوم الجمعة تنزع أصول السلق، فتجعله في قدر ثم تجعل عليه قبضة من شعير تطحنها، فتكون أصول السلق عرقه، وكنا ننصرف من صلاة الجمعة فنسلم عليها فتقرب ذلك الطعام إلينا فنلعقه، وكنا نتمنى يوم الجمعة لطعامها ذلك.

 

اللهم ...

 

 

 

المرفقات
يوم الجمعة (2).doc
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life