عناصر الخطبة
1/تنبيهات في يوم الجمعة وخطبتهااقتباس
ومما ينبغي التنبيه عليه كذلك إذا دخل المسلم للجمعة، والمؤذِّن يؤذِّن، فلا ينتظره حتى يفرُغ من أذانه؛ لأن متابعة الأذان سُنَّة، وسماع الخطبة واجب، فلْيَتنبَّه لذلك، متى دخلتَ فصلِّ، وأما إذا دخل المسلم، والخطيب يخطب، فَلْيُصَلِّ ركعتين خفيفتين...
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرَضِين، أرسل رُسُلَه حُجَّة على العالمين لِيَحْيا من حيَّ عن بينة، ويهلِك من هلك عن بينة، وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله، البشير النذير، والسراج المنير، ترك أُمَّتَه على الْمَحَجَّةِ البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلوات ربي وسلامه عليه ما غفل عن ذكره الغافلون، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره، واستنَّ بسنته إلى يوم الدين؛ أما بعد عباد الله:
فاتقوا الله وأطيعوه، وابتدروا أمره ولا تعصوه، واعلموا أن خير دنياكم وأُخراكم بتقوى الله -تبارك وتعالى-: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)[الطلاق: 2-3]، (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا)[الطلاق: 5]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا)[الأنفال: 29]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70-71].
عباد الله: في مثل هذا اليوم جَرَتْ أحداث عظيمة، وستجري فيه أحداث جسيمة، واستمع لِما يروي الإمام أحمد وأبو داود، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: "خيرُ يومٍ طلعت فيه الشمس يومُ الجمعة؛ فيه خُلِقَ آدم، وفيه أُهْبِط، وفيه تِيب عليه، وفيه قُبض، وفيه تقوم الساعة، ما على وجه الأرض من دابَّةٍ إلا وهي تصبح يوم الجمعة مُصِيخةً، حتى تطلع الشمس؛ شفقًا من الساعة، إلا ابن آدم، وفيه ساعة لا يصادفها عبدٌ مؤمن وهو في الصلاة، يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه".
وفي يوم الجمعة النفخةُ والصَّعقة، فيومُ الجمعة يومٌ جلَّ قدره، وعلا في الإسلام ذِكْرُه، إنه عيدُ أهلِ الإسلام، هدى الله له أمة الإسلام، وأضل عنه الأمم الأخرى، فحُقَّ على الأُمَّة أن تعرف لهذا اليوم قدره، وتحفظ منزلته، إنه يوم بدءِ الخليقة، ويوم منتهى الدنيا، ويوم تقوم الساعة، ويوم المزيد لأهل الجنة في الجنة، يشرق يومنا هذا علينا؛ ليؤلف بيننا بالمودة والرحمة، ويربطنا برابط الأُلفة والجماعة، ويظهر فينا الوحدة والعزة، ويتكرر هذا اليوم ليزداد تماسكنا وقوتنا.
يوم الجمعة هو اليوم الوحيد من أيام الأسبوع الذي أنزل الله في حقِّه قرآنًا يُتلى إلى يوم القيامة، بل سورة كاملة تحمِل اسمَه.
يوم الجمعة أقسم الله به؛ (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)[البروج: 3]، ومما قِيل فيه: الشاهد أن يشهد على كل عمل فيه، صلاة الفجر في يوم الجمعة من أفضل الصلوات؛ ففي مسند البزار عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: "أفضل الصلوات عند الله صلاةُ الصبح يوم الجمعة في جماعة"؛ فالبكور وقت فاضل، والجمعة يوم فاضل، واجتمع الفضلان؛ فلذا صلاة الفجر أفضل من غيرها.
في يوم الجمعة صلاةُ الجمعة أفضل الصلوات، حثَّ الله على التبكير لها، وحسن الاستعداد، من الاغتسال والطِّيب، وأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالإنصات للخطيب، ورتَّب على المشي لها أجورًا عظيمة؛ فعن أوس بن أوس الثقفي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من غسل يوم الجمعة واغتسل، ثم بكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يَلْغُ - كان له بكل خطوة يخطوها أجرَ سنة صيامها وقيامها".
فيها قراءة سورة الكهف: "من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين"؛ في قول جمهرة أهل العلم.
فاحرص عليها، واعلم أن من حفِظ عشر آيات من سورة الكهف، عُصِمَ من فتنة الدجال، قيل: أول السورة، وقيل: آخرها.
وربما كان من حكمة قراءتها أنها تحذِّر من الفتن التي تموج في الدنيا، فتكلمت سورة الكهف عن فتنة الدين في قصة الفتية أصحاب الكهف، وفتنة المال في قصة صاحب الجنتين، وفي فتنة العلم في قصة موسى والخَضِر -عليهما الصلاة والسلام-، وفتنة المنصب في قصة ذي القرنين، والعلاج موجود في هذه السورة.
في يوم الجمعة تكفَّر الذنوب ما بين الجمعتين؛ قال عليه الصلاة والسلام: "من اغتسل يوم الجمعة، واستاك، ومسَّ من طِيبٍ إن كان عنده، ولبِس من أحسن ثيابه، ثم خرج حتى يأتي المسجد، فلم يتخطَّ رقاب الناس، ثم ركع ما شاء أن يركع، ثم أنصت إذا خرج الإمام، فلم يتكلم حتى يفرغ من صلاته، كانت كفارةً لِما بينها وبين الجمعة التي قبلها قال: وكان أبو هريرة يقول: وثلاثة أيام زيادة، إن الله جعل الحسنة بعشر أمثالها".
قال الحافظ ابن حجر: "وتكفير الذنوب من الجمعة إلى الجمعة مشروط بجميع ما تقدم"، في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبدٌ مسلم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه، فأين أصحاب الحاجات؟
وهذه الساعة في أصح أقوال العلم، إما أن تكون ساعتنا هذه التي نخطب فيها إذا دخل الإمام حتى تُقضى الصلاة، وقيل: إنها آخر ساعة من الجمعة، فأين أصحاب الحاجات؟
في فجر الجمعة يُقرَأ بالسجدة والإنسان؛ لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك، والمداومة عليه، ولأنها مذكِّرة بما حصل ويحصل في مثل هذا اليوم؛ من خلق آدم وذريته ومبعثه، وما يكون يوم القيامة من جزاءٍ وحساب، وفي صلاة الجمعة يُقرأ بالأعلى والغاشية، أو الجمعة والمنافقون، أو الجمعة والغاشية.
وفي يوم الجمعة يشرع الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ قال عليه الصلاة والسلام: "إن من أفضل أيامكم يومَ الجمعة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإن صلاتكم معروضة عليَّ"؛ فكم تصلي على رسولك؟
دائمًا ثم سَلْ نفسك كم تصلي على رسولك -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة؟
فذلك الفوز الكبير لا بد أن تضِج الألسنة بكثرة الصلاة والسلام عليه؛ فهو أمر الله في القرآن: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، أما جزاء الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فعظيم: "من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا".
وجاء أُبَيُّ بن كعب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- “فقال: يا رسول الله، إني أدعو فكم أجعل لك من صلاتي؟ أي كم أقول -صلى الله عليه وسلم-، فقال: ما شئت، قال: إذًا أجعل لك رُبُعَ صلاتي، قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قال: أجعل لك شَطْرَ صلاتي، قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قال: أجعل لك كل دعائي، قال: إذًا تُكفَى همَّك ويُغفَر ذنبك”؛ فقد حظيت بخيري الدنيا والآخرة.
عبدَالله: يوم بهذه المنزلة حقيقٌ على كل مسلم أن يعظِّمه ويحتفي فيه؛ ليفوز بعظيم أجره، ومما ينبغي التنبيه عليه مجموعة أمور:
أولًا: أن يكون هذا اليوم يومًا مختلفًا في الأسرة جميعًا، فالحرصَ التام على أخذ الزينة والطِّيب، مع التبكير والدنوِّ من الإمام، وعدم الزهد في الأجر، فبعض الإخوة -هداهم الله- يكون في الصفوف الخلفية، وأمامهم مكان يتسع لهم، فإن كان ذلك من عذر فهم معذورون، وإن لم يكن فهو تفريط في أجر عظيم؛ والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: “لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه، لاسْتَهَمُوا”.
ومما يجب أن يُغرَس في نفوس الذرية تعظيم هذا اليوم؛ ليتوارث الأجيال تعظيم هذا اليوم، فتُلبس فيه أحسن الثياب، فهو عيد الأسبوع، ومما يجب التنبيه عليه ترك البيع والشراء قبل الصلاة؛ لتفوز بأجر التبكير يوم الجمعة، فالملائكة الكرام يكتبون أسماء الْمُبكِّرين: “من أتى في الساعة الأولى فكأنما قرب بَدَنَةً، وفي الثانية بقرة، وفي الثالثة كبشًا، وفي الرابعة دجاجة، وفي الخامسة بيضة، ثم إذا دخل الإمام، دخلت الملائكة يسمعون الذكر”.
فكيف ينشغل الإنسان بالبيع والشراء، وأمامه هذا الفضل العظيم؟
وأما إذا دخل الخطيب وسلَّم على المأمومين، فالبيع حرام لا يجوز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الجمعة: 9-10]، وبعد الصلاة خُذْ من الحاجيات ما تحتاج.
ومما ينبغي التنبيه عليه أداء تحية المسجد، فإن كنتَ أتيتَ مبكرًا، فأفضل ما تعمل الصلاةُ إلى أن يدخل الخطيب؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من بكَّر وابتكر، ومشى ولم يركب، وصلى ما كُتِب له”.
وبعد صلاة الجمعة إن صلى الرجل في المسجد، صلى أربعًا، وإن صلى في المنزل صلى ركعتين، وبهذا تجتمع الأدلة.
ومما ينبغي التنبيه عليه كذلك إذا دخل المسلم للجمعة، والمؤذِّن يؤذِّن، فلا ينتظره حتى يفرُغ من أذانه؛ لأن متابعة الأذان سُنَّة، وسماع الخطبة واجب، فلْيَتنبَّه لذلك، متى دخلتَ فصلِّ، وأما إذا دخل المسلم، والخطيب يخطب، فَلْيُصَلِّ ركعتين خفيفتين؛ قال عليه الصلاة والسلام: “إذا جاء أحدكم يوم الجمعة، وقد خرج الإمام، فَلْيُصلِّ ركعتين وليتجوِّز فيهما”.
ويجب على الخطيب أن يستحضر عظمة هذا الموقف الذي وقفه، فيعِظ الناس ويذكِّرهم بما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وعلى المأموم وجوب الإنصات، وعدم الانشغال، لا بكلام ولا جوال، ولا إسكات متكلم، ولا تشميت عاطس، حتى لا يضيع عليه أجر جمعته؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “إذا قلت لصاحبك: أنْصِتْ يوم الجمعة، والإمام يخطب، فقد لَغَوتَ، ومن مسَّ الحصا فقد لغا”؛ أي: ضاع ثوابها أو قلَّ.
وتدرك صلاة الجمعة بإدراك الركعة الثانية، فإذا فاتت وجب على من تأخَّر، هداه الله أن يصليها أربعًا.
ومما يجب التنبيه عليه ما نبَّه عليه المصطفى -عليه الصلاة والسلام- من عدم تخطِّي الرِّقاب؛ حتى لا يؤذيَ الناس، ولا يشوِّش فكرهم، ويشغلهم ذلك عن استماع الذكر، فصلِّ حيث انتهى بك المكان، بأي حق تضع يدك على كتف صاحبك؛ ليزيح لك الطريق، إنك تشوش فِكْرَه، وتقطع الذكر عليه، وهو في مكان عبادة، وهذا إيذاء قد لا يتحمله البعض؛ والله -جل وعلا- يقول: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا)[الأحزاب: 58].
اللهم إن رأى فرجة، جاز له أن يسُدَّها.
والمشروع في حال الدعاء وقت الجمعة أن يرفع الإمام والمأموم سبَّابته، ولا يرفع يديه إلا في الاستسقاء فقط، هكذا صحَّ الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهو خطأ يقع فيه البعض فليتنبه لمثل ذلك، اليدان لا ترفعان للدعاء وقت الجمعة إلا في الاستسقاء فقط؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه إلى السبابة.
وليحذر غاية الحذر -عباد الله- من التقصير في الجمعة وتفويتها؛ فمن فرط فيها فهو محروم: “من ترك ثلاثَ جُمَعٍ تهاونًا، طبع الله على قلبه”.
فاقدروا -عباد الله- لهذا اليوم قدره، واعلموا أنه يوم معظَّم عند الله؛ واختاره الله -جل جلاله-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)[الجمعة: 9].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه وتوبوا إليه.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُالله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين؛ أما بعد عباد الله:
ففي الجمعة يكون سوقُ الجنة، أدخلني الله وإياكم الجنة بغير حساب ولا عذاب؛ قال عليه الصلاة والسلام: “إن في الجنة سوقًا يأتونها كل جمعة، فتهب ريح الشمال، فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسنًا وجمالًا، فيرجعون إلى أهليهم، وقد ازدادوا حسنًا وجمالًا، فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم حسنًا وجمالًا، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنًا وجمالًا”(رواه مسلم).
عباد الله: يا من أكرمكم الله بحضور الجمعة يوم الجمعة المحتفى به في بداية الدنيا ونهايتها، وفي بداية القيامة، وهو يوم زيادة الخيرات في الجنات، رتَّب الله على المعتنين بالجمعة أجورًا عظيمة، ويا باغي الخير أقْبِل، ولا تضيع الفرصة، فالأجر عظيم.
اللهم اجعلنا معظِّمين لأمرك، مؤتمرين به، واجعلنا معظِّمين لِما نهيتَ عنه منتهين عنه، اللهم أعنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تُعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأن تُذِلَّ الشرك والمشركين، وأن تدمِّر أعداء الدين، وأن تنصر من نصر الدين وأن تخذُلَ من خذله، وأن تواليَ من والاه، بقوتك يا جبار السماوات والأرض.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّق ولاة أمرنا لِما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازِهم خير الجزاء، اللهم اقبل من مات منهم، واخلُفْهم في أهليهم يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمع كلمتهم على ما يرضيك يا رب العالمين، اللهم بواسع رحمتك وجودك وإحسانك يا ذا الجلال والإكرام، اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وتفرقنا من بعده تفرقًا معصومًا.
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازِهم عنا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حيًّا، فأطِلْ عُمُرَه، وأصلح عمله، وارزقنا بره ورضاه، ومن سبق للآخرة، فارحمه رحمة من عندك تغنيهم عن رحمة من سواك.
اللهم ارحم المسلمين والمسلمات، اللهم اغفر لأموات المسلمين الذين شهِدوا لك بالوحدانية ولنبيك بالرسالة، اللهم جازِهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عفوًا وغفرانًا يا رب العالمين.
اللهم احفظنا بحفظك، واكلأنا برعايتك، ووفِّقنا لهداك، واجعل عملنا في رضاك.
اللهم أصلحنا وأصلح ذريتنا وأزواجنا، وإخواننا وأخواتنا، ومن لهم حق علينا يا رب العالمين.
اللهم ثبتنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين، اللهم كُنْ لإخواننا المسلمين في كل مكان، اللهم كُنْ لهم بالشام وكل مكان يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الصمد تصمُده الخلائق في حوائجها، لكل واحد منا حاجة لا يعلمها إلا أنت، اللهم بواسع جودك ورحمتك وعظيم عطائك، اقضِ لكل واحد منا حاجته يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لنا في جُمْعَتِنا هذه أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازِهم عنا خير ما جَزَيتَ والدًا عن والده، اللهم كان منهم حيًّا فأطل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بره ورضاه، ومن كان منهم ميتًا فارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء، وجميع أموات المسلمين يا أرحم الراحمين.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182]، وصلِّ الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
التعليقات