عناصر الخطبة
1/ اكتمال الدين 2/ مرضه، صلى الله عليه وسلم 3/ آخر وصاياه 4/ استخلافه أبا بكر في الصلاة وتفقده أحوال المسلمين 5/ وفاته، صلى الله عليه وسلم 6/ استقبال الصحابة للنبأ الفاجعةاهداف الخطبة
اقتباس
إنها -والله- لوعةٌ ما بعدها لوعة! وثُكْلٌ ما بعده ثكل! ما أدركنا يومَها، ولا شهدنا شدة وقعها؛ ولكننا نحس بمرارتها، وحسرةِ فقد الحبيب -صلى الله عليه وسلم-.
أيها المسلمون: في مثل هذه الأيام من تلك السنة وقعت المصيبة الكبرى التي أصبحت مصيبةً متوارثة، فلا تزال قلوب الأمة مكلومةً بها إلى اليوم، هي المصيبة التي صارت عزاءً يتعزّى بذكراها المصابون بالمصائب المفجعة، يتذكرون مصيبتهم بها فتخِف عليهم وطأةُ ما استجدّ عليهم من المصائب.
لم تكن مصيبةً واحدةً عند التحقيق، ولكنها مصائبُ جمعت في ثوب واحد، فثقُلتْ ثِقلاً على ثِقل، ففيها لوعة الفراق، وألم الفقد، وانقطاعُ بركةٍ من أعظم البركات، وحرمانٌ من شرفٍ هو من أكرم الشَرَف، وكانت غدرةً من أقبح الغدرات.
كانت أول النقص بعد أن استتم الكمال على تمامه، ليس بينها وبين اليوم المشهود يومِ إكمالِ الدين وإتمام النعمة إلا ثلاثةُ أشهر.
أما المصيبة فهي وفاة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، أولُ النقص بعد إعلان كمال الدين وإتمامِ النعمة في يوم عرفة من حجة الوداع، وقد أحس باقترابها الملهم عمر -رضي الله عنه- فإنه حين نزل بيوم عرفة قوله -جل جلاله- : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) [المائدة:3]، بكى عمر -رضي الله عنه-، وقال: قد كنا في زيادة من ديننا، واليوم يوم اكتماله، وليس بعد الكمال إلا النقصان. ولا يقصد -رضي الله عنه- نقصان الدين، فالدين لا ينقص، ولكنه نقصانُ الحال، فالرسول قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة، ولم يبق إلا أن يلقى ربه، ويودع أمته.
ومصيبةٌ في ثقل هذه المصيبة التي ما زالت كلْماً كُلمت به قلوب محبي النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى يومنا هذا جديرةٌ أن يتتبع الناس قصتها، ويستخبروا خبرها، ويستنبطوا منها الحِكمَ والعِبر.
كانت إرهاصاتُ المصيبة صداعاً أخذ برأس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد رجوعه من البقيع وقد شهد فيه دفنَ جنازةٍ،كان صُداعاً، وشأن الصداع أنه مألوف لا يقلق كثيراً، ولكن كان لهذا الصداع شأنٌ آخر، فهو الصداع الذي سيتصدّع عنه الخطْب الجلل، والكرب العظيم.
ثم تتامَّ به -صلى الله عليه وسلم- وجعُه وهو يدور على نسائه، واتَّقدتْ الحرارة في جسده الطاهر؛ حتى إنهم ليجدون سَوْرتَها فوق العِصابةِ التي عُصب بها رأسُه المقدس. كان ذلك في أواخر شهرِ صفر من السنة الحادية عشرة بعد شهرين من حجة الوداع.
ثم اشتد بالنبي -صلى الله عليه وسلم- وجعُه فوق ذلك، ومكث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالناس وهو مريض أحدَ عشرَ يوماً، كان آخرَها يومُ الخميس، قبل موته بأربعة أيام، فصلى بهم المغرب ذلك اليوم، ثم اشتد به المرض حين حضرتِ العشاءُ، فلم يستطع الخروج، تقول عائشة: فقال -صلى الله عليه وسلم- أصلَّى الناسُ؟! فقلنا : لا، وهم ينتظرونك. فقال: ضعوا لي ماءً في المخضب. ففعلنا، فاغتسل، فذهبَ لينهض فأُغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ فقلنا: لا، وهم ينتظرونك. فقال:ضعوا لي ماءً في المخضب. ففعلنا، فاغتسل، فذهبَ لينهض، فأُغمي عليه، ثم كانت الثالثةُ كذلك، فقال: مُرُوا أبا بكرٍ فليُصَلِّ بالناس، فقالت عائشة: يا رسول الله! إن أبا بكرٍ رجلٌ رقيقٌ ضعيفُ الصوت ،كثيرُ البكاء إذا قرأ القرآن. فقال: مُرُوه، فليُصلِّ بالناس. قالت: فعُدتُ بمثل قولي، ووالله ما أقول ذلك إلا أني كنتُ أحبُّ أن يُصرفَ ذلك عن أبي، فإن الناس لا يحبون رجلاً قام مقامه -صلى الله عليه وسلم- أبداً، فكنت أحبُّ أن يصرف ذلك عن أبي.
ثم إنه -صلى الله عليه وسلم- قبل وفاته بيومٍ أو يومين وجد في نفسه خِفّةً، فخرج يُهادى بين رجلين ورِجلاه تخُطّان الأرض من الوجع، وأبو بكرٍ يُصلي بالناس الظهر، فأراد -رضي الله عنه- أن يتأخر لما أحس بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فأومأ إليه أنْ مكانَك! ثم أُتي به حتى جلس عن يسار أبي بكر، فكان -صلى الله عليه وسلم- يصلي، وأبو بكرٍ يصلي بصلاة النبي، والناس يصلون بصلاة أبي بكر، في صورة تحكي خلافة أبي بكر للنبي في صحابته من بعده.
لقد كانت تلك الأيام الثلاثة التي غاب فيها رسول الله عن إمامته بصحابته ثقيلةً شديدةَ الوقع في نفوسِهم؛ فما اعتادوا أن يَفقِدوا حبيبهم -صلى الله عليه وسلم- مُدّةً كتلك المدة. وتخيل نفسك في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، تتردد معهم على مسجده لتتملَّا عيناك من رؤية الحبيب -صلى الله عليه وسلم-، وسماع صوته كلما اشتقت إليه. ثم تخيل نفسك معهم وقد جئته لتتبرك من صوته ومن مرآه، ثم تُفجأ بغيابه، اليوم واليومين والثلاثة.
إن هذا الفقد ليس بالهين، مع أنه فقد لا يزال معه الأمل برؤيته وسماعه متصلاً لم ينقطع بعد، فكيف إذا جاء بعده الفقد الأكبر الذي ليس بعده لقاء إلا في عرصات يوم القيامة.
إنها -والله- لوعةٌ ما بعدها لوعة! وثُكْلٌ ما بعده ثكل! ما أدركنا يومَها، ولا شهدنا شدة وقعها؛ ولكننا نحس بمرارتها، وحسرةِ فقد الحبيب -صلى الله عليه وسلم-.
ثم جاء يوم الاثنين، ذلك اليوم المشهود الذي كان له شأنٌ آخر ليس كشأن أيام مرضه الأخرى، لقد كان أولُه فرحاً وآخرُه ترحاً، كان أوله استبشاراً وآخرُه غماً وحيرة.
يقول أنس: بينا المسلمون في صلاة الصبح من يوم الاثنين وأبو بكرٍ يؤمهم، لم يفجأْهم إلا رسول الله قد كشف سِتر حجرةِ عائشة، فنظر إليهم وهم صفوفٌ في الصلاة، ثم ابتسم يضحك رضىً بصنيعهم، رآهم قد وقفوا لربهم معظمين لشعائره، مستجيبين لأمره، قد سَوَّوا صفوفهم، فلا ترى فيها عوجاً ولا خللاً، فهَمَّ الناس أن يُفتنوا في صلاتهم فرحاً بحبيبهم بعد أن غيّبته عنهم حُمى المرض، ونكص أبو بكر على عقبيه؛ ليصل الصفَ ويصطفّ مع الناس، وظن أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يخرج للصلاة، ولكنه أشار إليهم بيده الشريفة أن أتموا صلاتَكم، ثم دخل الحجرةَ وأرخى السِتر، وما شعر الناس أن تلك النظرة الحانية الضاحكةَ الباسمةَ هي آخرُ نظرةٍ ينظرها إليهم حبيبهم -صلى الله عليه وسلم-، وأن ذلك المشهد البهيج هو آخرُ مشهدٍ يرونه فيه.
أرخى النبي -صلى الله عليه وسلم- الستر فكان ذلك هو لحظةَ الوداع الأخير الذي ليس بعده لقاء بين الحبيب وأحبته في هذه الحياة.
وانصرف الناس فرحين مستبشرين، وهم يرون أن حبيبهم المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قد برئ من مرضه، ولم يشعروا أن صلاتهم تلك كانت آخرَ صلاةٍ تشهدها عينا النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلم يأتِ عليه وقتُ صلاةٍ أخرى حتى قضى نحبه وفاضت روحه الطاهرة.
ولما ارتفع الضحى اشتد الوجع به فدعا بفاطمة -رضي الله عنها-، فسارّها بشيء فبكتْ، ثم سارّها بشيء فضحكت، تقول عائشة: فسألناها بعد موته عن ذلك، فقالت: سارّني أنه يُقبض في وجعه الذي توفي فيه، فبكيتُ؛ ثم أخبرني أني أولُ أهله يتبعه، فضحكتُ.
ولما رأت فاطمةُ ما بأبيها من الكرب الشديد قالت: واكرب ابتاه! فقال: ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم. ثم دعا بالحسن والحسين فقبّلهما قُبلة الوداع، وأوصى بهما خيراً، ودعا أزواجه فوعظهن وذكّرهن.
وطفق الوجع يشتد، وانهزمت العافية في بدنه -صلى الله عليه وسلم-، وقد ظهر أثر السُّمِ الذي أكله بخيبر، حتى كان يقول: يا عائشة! ما أزال أجدُ الأكلة التي أكلتها بخيبر، فهذا أوان انقطاعِ أَبْهري.
تقول عائشة: ما رأيت الوجع على أحد أشدَّ منه على رسول الله، فلا أكره شدةَ الموت لأحدٍ بعده أبداً.
بارك الله
الخطبة الثانية:
أما بعد: فلقد كانت وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- غدرةً من غدرات يهود قتَلةِ الأنبياء والرسل؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما فتح خيبر واطمأن بها أهدت له زينب بنت الحارث شاة مصلية، وقد سألتْ: أي عضوٍ أحبُّ إلى محمد؟ فقيل لها: الذراع. فأكثرت فيه من السم، ثم سمَّتْ سائر الشاة، ثم جاءت بها، فتناول النبي الذراعَ فلاكَ منها مُضغة، فلم يُسغها، ولفظها، ثم قال: ارفعوا أيديَكم؛ فإن هذا العظم ليُخبِرُني أنه مسموم، ولكن السم سرى في جسده، وأصبح يعاوده ألمه كل حين.
وكان يكثر في تلك الساعة العصيبة من قوله: الصلاة الصلاةَ! وما ملكتْ أيمانكم. حتى جعل يلجلجها في صدره وما يفيض بها لسانُه.
ثم حانت ساعةُ الاحتضار حين اشتد الضحى من ذلك اليوم العصيب، فأسندته عائشة إليها، وكانت تقول: إن من نعم الله عليَّ أن رسول الله توفي في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري؛ وإن الله جمع بين ريقي وريقه عند الموت. دخل عليه أخي عبدُ الرحمن وبيده سواك، وأنا مُسندةٌ رسول الله، فرأيته ينظر إلى السواك، فعرفت أنه يحب السواك، فقلتُ: آخذه لك؟ فأشار برأسه أنْ نعم. فتناولته وقلت: أليِّنه لك؟ فأشار برأسه أن نعم، فمضغته حتى ليّنتُه ثم أعطيته إياه، فاستنّ به كأشدِّ ما رأيته يستنُّ بسواكٍ قط.
وكان بين يديه رِكوة ٌفيها ماء، فجعل يُدخل يديه في الماء ويمسحُ بها وجهه الشريف وهو يقول: لا إله إلا الله..إن للموت سكرات.
وما عدا أن فرغ من السواك حتى رفع يده أو إصبعه، وشخص بصره نحو السقف، وتحركت شفتاه -صلى الله عليه وسلم- فأصْغتْ إليه عائشة فإذا هو يقول: مع الذين أنعمتَ عليهم من النبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين..اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني بالرفيق الأعلى، اللهم الرفيق الأعلى. وكرر كلمته الأخيرة ثلاثاً ثم مالت يدُه، وفاضتْ روحُه الطاهرة -صلى الله عليه وسلم- .
وشاع النبأ الفادحُ العظيم في الناس، وأظلمت على المدينة أرجاؤها وآفاقها، وما بالشمس من كسوف، فهي لا تنكسف لموت أحدٍ ولا لحياته، وما بالمدينة من ظلمة، ولكن أرجاؤها أظلمت في عيون المحزونين المكلومين بوفاة حبيبهم .
واشتد بالناس الكرب والحزن وثقل ألمه في نفوسهم فتركتهم لوعةُ الثكل حيارى، وغطت المصيبة عقولهم، وسكّرتْ أبصارَهم، وحارت ألبابهم، وغابت عنهم عند شدة المصاب تلك الحقيقةُ البسيطة أن الرسول بشرٌ من البشر وقد كتب عليه ما كتب على البشر جميعاً، فإن يمت فقد مات قبله رسلٌ وأنبياء، ونسوا في غمرة الفجيعة آياتٍ صريحات كانوا يتلونها في هذا الشأن، (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) [آل عمران:144]، (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ، أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ...) [الأنبياء:34-35].
ولكنّ موت النبي يعني ما لا يعني موت غيره، إنه يعني انقطاع النبوات، انقطاع خبرِ السماء عن خبر الأرض؛ قال أبو بكر -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لِعُمَرَ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أُمِّ أَيْمَنَ نَزُورُهَا كَمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَزُورُهَا فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَيْهَا بَكَتْ، فَقَالَا لَهَا: مَا يُبْكِيكِ؟ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَتْ مَا أَبْكِي أَنْ لَا أَكُونَ أَعْلَمُ أَنَّ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِرَسُولِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَلَكِنْ أَبْكِي أَنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ مِنْ السَّمَاءِ. فَهَيَّجَتْهُمَا عَلَى الْبُكَاءِ فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ مَعَهَا.
إنه ذهاب المفزع بعد الله -سبحانه-، فما كان الصحابةُ يحزُبهم أمرٌ إلا ويفزعون إلى النبي -بعد الله تعالى- يسألونه المشورة والحكم.
كان نصحه وأمرُه لأصحابه شفاءً لقلوبهم، وهداية لحيرتهم، وتعزيةً لمصابهم وأحزانهم. وقف عمر في تلك الساعة العصيبة يخطب في الناس وقد أخرجه الخبر عن وعيه فقال: إن رجالاً من المنافقين يزعمون أن رسول الله قد مات، وإنه لم يمت ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بنُ عِمران، ووالله ليرجِعنّ كما رجع موسى! فليُقطِّعنّ أيديَ رجالٍ وأرجلَهم زعموا أنه قد مات.
وأقبل أبو بكر من العالية حتى نزل على باب المسجد وقد بلغه الخبر، وعمر يكلم الناس، فلم يلتفت إلى شيء حتى دخل على رسول الله في بيت عائشة مسجّى في ناحية البيت، فأقبل حتى كشف عن وجهه الشريف، ثم أكبَّ عليه يقبّله ويبكي، ثم قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! طيبت حيّا وميتاً، والله لا يجمع الله عليك موتتين أبداً! أما الموتةُ التي كتبها الله عليك فقد مُتَّها.
ثم خرج -رضي الله عنه- إلى الناس وعمر يكلمهم، فقال: اجلس يا عمرُ، فأبى عمر أن يجلس، فأقبل الناس إلى أبي بكر وتركوا عمر، فقال أبو بكر: أما بعد، فمن كان منكم يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ثم تلا قوله تعالى: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) [آل عمران:144].
قال ابن عباس: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله أنزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر عليهم، فتلقاها الناس منه كلّهم، فما أسمعُ بشراً إلا وهو يتلوها.
وأما عمر فقال: والله! ما هو أن سمعت أبا بكر تلاها فعرفتُ أنه الحق، فعقِرتُ حتى ما تُقِلُّني رجلاي، وحتى هويت إلى الأرض، وعرفت حين سمعته تلاها أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد مات.
التعليقات