وسائل تربية الشباب: المبادئ التربوية في العهد المدني

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2023-03-29 - 1444/09/07
عناصر الخطبة
1/تربية الشباب بالقدوة الحسنة. 2/تربية الشباب بالترغيب. 3/تربية الشباب بالترهيب. 4/تربية الشباب بضرب الأمثال. 5/تربية الشباب بالإقناع العقلي.

اقتباس

الْقُدْوَةُ الصَّالِحَةُ هِيَ الْمِثَالُ الْعَمَلِيُّ النَّاجِحُ، وَالْأَثَرُ الْبَاقِي الصَّالِحُ، الَّذِي إِنْ نُسِيَتِ الْأَقْوَالُ فَهُوَ خَالِدٌ فِي الذَّاكِرَةِ لَا تَمْحُوهُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مَا إِنْ وَصَلَ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- طَيْبَةَ الطَّيِّبَةَ مِنْ هِجْرَتِهِ مِنْ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ حَتَّى أَرْسَى الْمَبَادِئَ التَّرْبَوِيَّةَ وَقَوَاعِدَهَا الْمَتِينَةَ، وَأَسَّسَ دَوْلَتَهَا الْحَصِينَةَ، وَزَرَعَ فِي تِلْكَ النُّفُوسِ الطَّاهِرَةِ دَوْحَةَ شَرَائِعِ الْإِسْلَامِ وَأَحْكَامِهِ وَآدَابِهِ الَّتِي ضَاقَتْ عَنْهَا مَكَّةُ فَأَثْمَرَ ذَلِكَ فِي بِنَاءِ النُّفُوسِ الْمُسْلِمَةِ بِنَاءً تَرْبَوِيًّا وَإِيمَانِيًّا شَامِلًا وَاتَّسَعَتْ لَهُ طَيْبَةُ الطَّيِّبَةُ، وَتَفَرَّعَتْ غُصُونُهَا، وَأَيْنَعَتْ ثَمَرَاتُهَا، وَآتَتْ بَعْدَ ذَلِكَ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا.

 

وَقَدْ كَانَ مِنْ تِلْكَ النُّفُوسِ الَّتِي عُنِيَ رَسُولُ اللَّهِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- بِتَرْبِيَتِهَا: الشَّبَابُ، الَّذِينَ كَانَ لَهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ دَوْرٌ مِحْوَرِيٌّ فِي عُلُوِّ رَايَةِ الْإِسْلَامِ فِي آفَاقِ الْعِزِّ وَالْكَرَامَةِ.

 

وَإِذَا تَأَمَّلْتُمْ -يَا عِبَادَ اللَّهِ- فِي الْوَسَائِلِ الَّتِي اتَّبَعَهَا نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تَرْبِيَةِ الشَّبَابِ؛ سَتَجِدُونَ مِنْهَا:

التَّرْبِيَةُ بِالْقُدْوَةِ الْحَسَنَةِ؛ فَقَدْ كَانَ رَسُولُنَا الْكَرِيمُ -عَلَيْهِ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمِ- أُسْوَةً حَسَنَةً لِلْأُمَّةِ، وَمِثَالًا مُشْرِقًا فِي تَمَثُّلِ الْإِسْلَامِ فِي أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، كَمَا وَصَفَهُ رَبُّهُ فِي قَوْلِهِ: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الْأَحْزَابِ: 21].

 

وَلَا رَيْبَ -مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ- أَنَّ هَذِهِ الْوَسِيلَةَ التَّرْبَوِيَّةَ ذَاتُ أَهَمِّيَّةٍ كَبِيرَةٍ فِي بِنَاءِ النُّفُوسِ وَصَقْلِهَا؛ فَالنُّفُوسُ مَجْبُولَةٌ عَلَى الْمُحَاكَاةِ وَتَقْلِيدِ ذَوِي الْكَمَالِ فِي الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ.

 

وَالْقُدْوَةُ الصَّالِحَةُ هِيَ الْمِثَالُ الْعَمَلِيُّ النَّاجِحُ، وَالْأَثَرُ الْبَاقِي الصَّالِحُ، الَّذِي إِنْ نُسِيَتِ الْأَقْوَالُ فَهُوَ خَالِدٌ فِي الذَّاكِرَةِ لَا تَمْحُوهُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي.

 

وَمِنَ الْأَمْثِلَةِ الْمُشْرِقَةِ فِي هَذِهِ الْوَسِيلَةِ: صَلَاتُهُ اللَّيْلَ بِابْنِ عَبَّاسٍ فِي بَيْتِهِ؛ فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: "بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ فَبَقِيتُ كَيْفَ يُصَلِّي رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قَالَ: فَقَامَ فَبَالَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ صَبَّ فِي الْجَفْنَةِ، أَوِ الْقَصْعَةِ، فَأَكَبَّهُ بِيَدِهِ عَلَيْهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجِئْتُ فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، قَالَ: فَأَخَذَنِي فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَكَامَلَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً..."(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَهَذَا ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- الَّذِي كَانَ يَتَتَبَّعُ آثَارَ رَسُولِ اللَّهِ فَيَقْتَدِي بِهِ حَتَّى عُرِفَ لِذَلِكَ بِالْأَثَرِيِّ، قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: "وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَحْفَظُ مَا سَمِعَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- وَيَسْأَلُ مَنْ حَضَرَ إِذَا غَابَ عَنْ قَوْلِهِ وَفِعْلِهِ، وَكَانَ يَتْبَعُ آثَارَهُ فِي كُلِّ مَسْجِدٍ صَلَّى فِيهِ، وَكَانَ يَعْتَرِضُ بِرَاحِلَتِهِ فِي طَرِيقٍ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- عَرَضَ نَاقَتَهُ، وَكَانَ لَا يَتْرُكُ الْحَجَّ، وَكَانَ إِذَا وَقَفَ بِعَرَفَةَ يَقِفُ فِي الْمَوْقِفِ الَّذِي وَقَفَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-"(الْإِصَابَةُ فِي تَمْيِيزِ الصَّحَابَةِ).

 

وَهَذَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يَرْوِي لَنَا كَيْفِيَّةَ الصَّلَاةِ كَمَا رَأَى رَسُولَ اللَّهِ يُصَلِّيهَا؛ فَعَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: جَاءَنَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا، فَقَالَ: إِنِّي لَأُصَلِّي بِكُمْ وَمَا أُرِيدُ الصَّلَاةَ، وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُصَلِّي..."(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ)، ثُمَّ ذَكَرَ الْكَيْفِيَّةَ.

 

أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: وَمِنَ الْوَسَائِلِ التَّرْبَوِيَّةِ الَّتِي اسْتَخْدَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تَرْبِيَةِ الشَّبَابِ: التَّرْبِيَةُ بِالتَّرْغِيبِ، الَّذِي يَعْنِي: "كُلَّ مَا يُشَوِّقُ الْمَدْعُوَّ إِلَى الِاسْتِجَابَةِ وَقَبُولِ الْحَقِّ وَالثَّبَاتِ عَلَيْهِ".

 

وَهَذِهِ الْوَسِيلَةُ وَسِيلَةٌ قُرْآنِيَّةٌ نَبَوِيَّةٌ تَرْبَوِيَّةٌ نَاجِحَةٌ فِي إِصْلَاحِ النُّفُوسِ وَجَذْبِهَا إِلَى مَا يَنْفَعُهَا؛ فَإِنَّ النَّفْسَ الْبَشَرِيَّةَ مَطْبُوعَةٌ عَلَى الْمَيْلِ إِلَى مَا يَنْفَعُهَا، وَيُحَقِّقُ مَصْلَحَتَهَا.

 

وَلَكُمْ أَنْ تَنْظُرُوا -مَعْشَرَ الْكِرَامِ- إِلَى أَطْفَالِكُمْ، فَإِنَّكُمْ إِذَا أَرَدْتُمْ مِنْهُمْ فِعْلَ أَمْرٍ أَوْ تَرْكَهُ رَغَّبْتُمُوهُمْ بِمَا يُحِبُّونَهُ، فَيُسَارِعُونَ إِلَى الِاسْتِجَابَةِ بِلَا تَرَدُّدٍ.

 

وَلِهَذَا نَجِدُ نَبِيَّنَا -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- قَدْ سَلَكَ هَذِهِ الْوَسِيلَةَ فِي تَرْبِيَةِ الْأُمَّةِ كُلِّهَا فِي مَوَاقِفَ وَأَعْمَالٍ كَثِيرَةٍ:

فَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ، فَقَالَ: "أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمٍ إِلَى بُطْحَانَ، أَوْ إِلَى الْعَقِيقِ، فَيَأْتِيَ مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْرِ إِثْمٍ، وَلَا قَطْعِ رَحِمٍ؟"، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نُحِبُّ ذَلِكَ، قَالَ: "أَفَلَا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَيُعَلِّمُ، أَوْ يَقْرَأُ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ، وَأَرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَرْبَعٍ، وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنَ الْإِبِلِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

 

وَأَمَّا شَبَابُ الْأُمَّةِ عَلَى الْخُصُوصِ، فَإِنَّنَا نَجِدُ رَسُولَنَا الْعَظِيمَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُرَغِّبُهُمْ فِي أَشْيَاءَ نَافِعَةٍ لَهُمْ، مُبَيِّنًا عَوَائِدَهَا الطَّيِّبَةَ، وَمِنْ ذَلِكَ الزَّوَاجُ؛ فَقَدْ رَغَّبَهُمْ فِيهِ قَائِلًا: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

فَفِي هَذَا النَّصِّ الشَّرِيفِ نَلْحَظُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَدْ خَصَّ بِخِطَابِهِ الشَّبَابَ فِي هَذِهِ الْقَضِيَّةِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ؛ لِأَنَّهُمْ أَحْوَجُ إِلَيْهَا مِنْ غَيْرِهِمْ؛ لِيَكُونُوا أَعِفَّاءَ أَنْقِيَاءَ مِنْ أَوَّلِ حَيَاتِهِمْ، ثُمَّ لَمْ يَكْتَفِ الْمُرَبِّي الْعَظِيمُ -عَلَيْهِ أَزْكَى الصَّلَاةِ وَأَتَمُّ التَّسْلِيمَ- بِهَذَا النِّدَاءِ وَالْأَمْرِ بِمَضْمُونِهِ، بَلْ زَادَ الْأَمْرَ تَرْغِيبًا وَالْفِعْلَ تَشْوِيقًا بِأَنْ بَيَّنَ فَوَائِدَهُ عِنْدَ الِاسْتِجَابَةِ لَهُ؛ بِأَنَّهُ يَحْفَظُ الْبَصَرَ مِنَ الزَّيْغِ إِلَى الْحَرَامِ، وَيُحَصِّنُ الْفَرْجَ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْفَوَاحِشِ وَالْآثَامِ.

 

وَلَمَّا كَانَ الْمُرَبِّي الْكَرِيمُ يَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الشَّبَابِ قَدْ لَا يَسْتَطِيعُ الزَّوَاجَ رَغَّبَهُمْ فِي بَدِيلٍ صَالِحٍ، مُبَيِّنًا أَثَرَهُ فِي الْعِفَّةِ وَالصِّيَانَةِ، فَأَمَرَهُمْ بِالصِّيَامِ الَّذِي هُوَ لَهُمْ وِقَايَةٌ مِنْ سَوْرَةِ الشَّهْوَةِ الْمُتَأَجِّجَةِ.

 

فَمَا أَجْمَلَ هَذِهِ التَّرْبِيَةَ النَّبَوِيَّةَ، وَالدَّعْوَةَ الْحَكِيمَةَ الْمُصْطَفَوِيَّةَ!

 

أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْكِرَامُ: وَمِنَ الْوَسَائِلِ التَّرْبَوِيَّةِ الَّتِي اسْتَخْدَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فِي تَرْبِيَةِ الشَّبَابِ: التَّرْبِيَةُ بِالتَّرْهِيبِ الَّذِي يَعْنِي: "كُلَّ مَا يُخِيفُ وَيُحَذِّرُ الْمَدْعُوَّ مِنْ عَدَمِ الِاسْتِجَابَةِ أَوْ رَفْضِ الْحَقِّ أَوْ عَدَمِ الثَّبَاتِ عَلَيْهِ بَعْدَ قَبُولِهِ".

 

فَالنَّفْسُ الْإِنْسَانِيَّةُ تَنْفِرُ -بِالطَّبْعِ- عَمَّا يُؤْذِيهَا، وَيُفَوِّتُ عَلَيْهَا مَصَالِحَهَا، فَإِذَا عَزَمَتْ عَلَى فِعْلٍ وَأُخْبِرَتْ بِسُوءِ عَاقِبَتِهِ عَلَيْهَا، وَامْتِدَادِ شَرِّهِ إِلَيْهَا، فَرُبَّمَا أَحْجَمَتْ عَنْهُ وَتَمَنَّعَتْ، أَوْ إِذَا فَعَلَتْ أَمْرًا مُنْكَرًا فَسَمِعَتْ عَنْ أَضْرَارِهِ وَسُوءِ آثَارِهِ فَقَدْ لَا تُعَاوِدُ ارْتِكَابَهُ مَرَّةً أُخْرَى، حَتَّى وَلَوْ كَانَتِ النَّفْسُ رَاغِبَةً فِي الشَّهَوَاتِ فَإِنَّ الرُّشْدَ فِي عِصْيَانِهَا، وَمِمَّا يُعِينُ عَلَى تَحْقِيقِ هَذِهِ الْغَايَةِ: تَرْهِيبُهَا وَتَخْوِيفُهَا.

وَالنَّفْسُ تَعْلَمُ أَنِّي لَا أُصَدِّقُهَا ** وَلَسْتُ أَرْشُدُ إِلَّا حِينَ أَعْصِيهَا

 

وَهَذِهِ الْوَسِيلَةُ التَّرْبَوِيَّةُ هِيَ قَرِينَةُ الْوَسِيلَةِ السَّابِقَةِ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ وَعِنْدَ أَهْلِ التَّرْبِيَةِ؛ لِمَا لَهَا مِنْ أَثَرٍ فَعَّالٍ فِي تَهْذِيبِ النُّفُوسِ وَكَبْحِ جِمَاحِهَا.

 

يَقُولُ اللَّهُ -تَعَالَى-: (فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى* وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى)[اللَّيْلِ: 10].

 

وَمِنَ الْأَمْثِلَةِ عَلَى تَرْبِيَةِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الشَّبَابَ بِالتَّرْهِيبِ: مَا فَعَلَهُ مَعَ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- حِينَ قَتَلَ رَجُلًا فِي سَرِيَّةٍ مِنَ السَّرَايَا:

عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِلَى الْحُرَقَةِ مِنْ جُهَيْنَةَ، قَالَ: فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ فَقَاتَلْنَاهُمْ، فَكَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ إِذَا أَقْبَلَ الْقَوْمُ كَانَ مِنْ أَشَدِّهِمْ عَلَيْنَا، وَإِذَا أَدْبَرُوا كَانَ حَامِيَتَهُمْ قَالَ: فَغَشِيتُهُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَكَفَّ عَنْهُ الْأَنْصَارِيُّ، وَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ لِي: "يَا أُسَامَةُ، أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟ "فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ، وَقَتَلَ فُلَانًا وَفُلَانًا، وَسَمَّيْتُ لَهُ نَفَرًا، وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَقَتَلْتَهُ؟" قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: "فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟" فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ الْقَتْلِ قَالَ: "أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَهَا أَمْ لَا؟ كَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟"، فَقُلْتُ: اسْتَغْفِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ،، فَقَالَ: "وَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟، فَجَعَلَ لَا يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ: كَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟، قَالَ: فَمَا زَالَ فَكَرَّرَهَا عَلَيَّ، حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ قَبْلَ ذَلِكَ الْيَوْمِ.(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ).

 

أَرَأَيْتُمْ هَذَا التَّرْهِيبَ كَيْفَ أَثَّرَ فِي نَفْسِ أُسَامَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-؟

 

نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ أَحْوَالَنَا وَأَحْوَالَ شَبَابِنَا حَتَّى نَلْقَاهُ.

 

قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ.

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى، وَقَدَّرَ فَهَدَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.

 

أَمَّا بَعْدُ، أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَمِنَ الْوَسَائِلِ التَّرْبَوِيَّةِ الَّتِي اسْتَخْدَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تَرْبِيَةِ الشَّبَابِ: التَّرْبِيَةُ بِضَرْبِ الْأَمْثَالِ؛ فَضَرْبُ الْأَمْثَالِ تُقَرِّبُ الْحَقَائِقَ، وَتُوَضِّحُهَا، وَلَهَا فِي الْأَسْمَاعِ وَقْعٌ حَسَنٌ؛ وَلِذَلِكَ كَانَ لَهَا حُضُورٌ كَبِيرٌ فِي الْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ؛ لِمَا لَهَا مِنْ أَثَرٍ فِي تَرْبِيَةِ النُّفُوسِ وَالتَّأْثِيرِ عَلَيْهَا، قَالَ -تَعَالَى-: (وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 43].

 

وَهَذَا ابْنُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- يَسْمَعُ مِنَ النَّبِيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- ضَرْبَ مَثَلٍ لِلْمُؤْمِنِ فَيَعِي مَتْنَهُ وَيُؤَثِّرُ عَلَيْهِ مَضْمُونُهُ، فَيَقُولُ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ يَأكُلُ جُمَّارًا فَقَالَ: "إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ، وَإِنَّهَا مِثْلُ الْمُسْلِمِ مَا أَخَذْتَ مِنْهَا مِنْ شَيْءٍ نَفَعَكَ. فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ؟"، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لَا يَتَكَلَّمَانِ، وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَقُولَ: هِيَ النَّخْلَةُ، فَإِذَا أَنَا أَصْغَرُ الْقَوْمِ فَاسْتَحْيَيْتُ فَسَكَتُّ، ثُمَّ قَالُوا: أَخْبِرْنَا بِهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "هِيَ النَّخْلَةُ"، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: فَلَمَّا قُمْنَا قُلْتُ لِعُمَرَ: يَا أَبَتَاهُ: وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ؟ قُلْتُ: لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ، فَقَالَ عُمَرُ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا.(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

عِبَادَ اللَّهِ: وَمِنَ الْوَسَائِلِ التَّرْبَوِيَّةِ الَّتِي اسْتَخْدَمَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي تَرْبِيَةِ الشَّبَابِ: الْإِقْنَاعُ الْعَقْلِيُّ، وَمِنَ الْأَمْثِلَةِ عَلَيْهَا: مَا جَاءَ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا! فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ، وَقَالُوا: مَهْ مَهْ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: ادْنُهْ، فَدَنَا مِنْهُ قَرِيبًا، قَالَ: فَجَلَسَ، قَالَ: أَتُحِبُّهُ لِأُمِّكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأُمَّهَاتِهِمْ، قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِابْنَتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ، قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِأُخْتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِأَخَوَاتِهِمْ، قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ، قَالَ: أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ؟ قَالَ: لَا وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: وَلَا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالَاتِهِمْ، قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ. فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ).

 

أَرَأَيْتُمْ مَا أَعْظَمَ هَذِهِ الْوَسِيلَةَ التَّرْبَوِيَّةَ، وَمَا أَحْسَنَ أَثَرَهَا عَلَى هَذَا الشَّابِّ!

 

فَاحْرِصُوا -رَحِمَكُمُ اللَّهُ أَيُّهَا الْآبَاءُ وَالْمُرَبُّونَ- عَلَى سُلُوكِ الْوَسَائِلِ النَّاجِحَةِ، وَالْأَسَالِيبِ الصَّالِحَةِ فِي تَرْبِيَةِ الشَّبَابِ؛ فَإِنَّهُمْ عِمَادُ بِنَاءِ الْأُمَّةِ وَبُنَاةُ مَجْدِهَا، وَحَامِلُو رَايَةِ عِزِّهَا وَنَصْرِهَا، وَكُونُوا قُدُوَاتٍ صَالِحَةً فِي أَفْعَالِكُمْ، وَاسْتَعْمِلُوا مَعَهُمُ الْوَسَائِلَ التَّرْبَوِيَّةَ وَالْمَبَادِئَ النَّبَوِيَّةَ فِي تَقْوِيمِ سُلُوكِهِمْ وَإِصْلَاحِ شُؤُونِهِمْ.

 

رَزَقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ خُلُوصَ النِّيَّةِ، وَصَلَاحَ الذُّرِّيَّةِ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ، حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

 

إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى النِّعَمِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life