عناصر الخطبة
1/أهمية العلم الشرعي في تربية الشباب. 2/العلوم الشرعية من أعظم الوسائل التربوية للشباب. 3/آثار اشتغال الشباب بالعلوم الشرعية عليهم وعلى المجتمع. 4/شباب برزوا في علوم الشريعة الإسلامية. 5/ وسائل استنهاض ِهمم الشباب في طلب العلماقتباس
كَمْ مِنْ شَابٍّ كَانَ مُنْحَرِفَ السُّلُوكِ فَطَلَبَ الْعِلْمَ فَاسْتَقَامَ سُلُوكُهُ، وَكَانَ عَاقًّا لِوَالِدَيْهِ فَجَاءَ بِهِ الْعِلْمُ إِلَى وَالِدَيْهِ بَارًّا، وَكَانَ آلَةَ طَحْنٍ مُزْعِجَةً فِي بَيْتِهِ وَحَارَتِهِ وَمَدْرَسَتِهِ، فَسَلَكَ طَرِيقَ الْعِلْمِ فَغَدَا هَادِئَ الْبَالِ صَالِحَ الْحَالِ، حَبِيبًا إِلَى النُّفُوسِ، حَسَنَ السُّمْعَةِ فِي الْمَحْضَرِ وَالْمَغِيبِ...
الخطبة الأولى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:
فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: مَا رَأَى الْعُقَلَاءُ نُورًا أَضْوَأَ مِنَ الْعِلْمِ النَّافِعِ، الَّذِي يُنِيرُ الْعُقُولَ فِي ظُلُمَاتِ الْجَهَالَةِ، وَيُضِيءُ النُّفُوسَ فِي دَيَاجِي الضَّلَالَةِ، فَهُوَ إِلَى الْخَيْرَاتِ نِعْمَ الدَّلِيلُ، وَإِلَى الْهِدَايَةِ أَقْوَمُ سَبِيلٍ، قَالَ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ-: " إِنَّمَا الْعِلْمُ نُورٌ يَجْعَلُهُ اللَّهُ فِي الْقَلْبِ"، وَقَالَ الشَّيْخُ حَافِظٌ -رَحِمَهُ اللَّهُ-:
الْعِلْمُ نُورٌ مُبِينٌ يَسْتَضِيءُ بِهِ *** أَهْلُ السَّعَادَةِ وَالْجُهَّالُ فِي الظُّلَمِ
عِبَادَ اللَّهِ: وَلِلْعِلْمِ بِدِينِ اللَّهِ أَهَمِّيَّةٌ عَظِيمَةٌ فِي حَيَاةِ الْإِنْسَانِ، خُصُوصًا الشَّبَابَ مِنْهُمْ؛ وَقَدْ أَرْشَدَ اللَّهُ رَسُولَهُ الْأَمِينَ أَنْ يَسْأَلَهُ الزِّيَادَةَ مِنَ الْعِلْمِ؛ وَذَلِكَ لِمَا لِلْعِلْمِ مِنْ فَضْلٍ عَظِيمٍ، وَأَثَرٍ طَيِّبٍ مُبَارَكٍ؛ فَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)[طه: 114]، وَنَفَى التَّسْوِيَةَ بَيْنَ أَهْلِهِ وَغَيْرِهِمْ فَقَالَ -جَلَّ ذِكْرُهُ-: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)[الزُّمَرِ: 9]، وَبَيَّنَ أَنَّ أَهْلَهُ مَرْفُوعُونَ عِنْدَ اللَّهِ فَقَالَ: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)[الْمُجَادَلَةِ: 11].
وَهَذَا نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يُخْبِرُنَا أَنَّ التَّفَقُّهَ فِي الدِّينِ أَمَارَةٌ عَلَى إِرَادَةِ الْخَيْرِ بِصَاحِبِهِ، فَعَنْ مُعَاوِيَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).
وَذَكَرَ رَسُولُنَا الْكَرِيمُ أَنَّ فَضْلَ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ، وَهَذَا يَحُثُّ عَلَى تَحْصِيلِهِ، وَالْحِرْصِ عَلَى الْجُلُوسِ بَيْنَ يَدَيْ أَهْلِهِ؛ فَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فَضْلُ الْعِلْمِ خَيْرٌ مِنْ فَضْلِ الْعِبَادَةِ"(رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ).
وَلَا شَكَّ أَنَّ مَرْحَلَةَ الشَّبَابِ أَحْسَنُ الْمَرَاحِلِ لِتَلَقِّي الْعِلْمِ؛ فَأَذْهَانُ الشَّبَابِ نَقِيَّةٌ، وَقُدُرَاتُهُمْ فَتِيَّةٌ، وَأَوْقَاتُهُمْ مُتَاحَةٌ؛ فَهَذَا ابْنُ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- يَذْكَرُ أَنَّ خَيْرَ عِلْمِ الْإِنْسَانِ مَا كَانَ فِي شَبَابِهِ فَيَقُولُ: "وَمَا أُوتِيَ الْعِلْمَ عَالِمٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْهُ وَهُوَ شَابٌّ".
وَهَذَا لُقْمَانُ الْحَكِيمُ يَنْصَحُ وَلَدَهُ بِابْتِغَاءِ الْعِلْمِ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ الْكِبَرَ فَيَشُقَّ عَلَيْهِ فَيَقُولَ لَهُ: "يَا بُنَيَّ، ابْتَغِ الْعِلْمَ صَغِيرًا؛ فَإِنَّ ابْتِغَاءَ الْعِلْمِ يَشُقُّ عَلَى الْكَبِيرِ"، وَصَدَقَ مَنْ قَالَ:
إِذَا أَنْتَ أَعْيَاكَ التَّعَلُّمُ نَاشِئًا *** فَمَطْلَبُهُ شَيْخًا عَلَيْكَ شَدِيدُ
وَلِلشَّبَابِ قُدْرَةٌ كَبِيرَةٌ فِي تَرْسِيخِ الْحِفْظِ وَتَثْبِيتِهِ وَلِذَلِكَ قَالَ عَلْقَمَةُ: "مَا حَفِظْتُ وَأَنَا شَابٌّ، فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ فِي قِرْطَاسٍ أَوْ وَرَقَةٍ".
قَالَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ:
مَا الْحِلْمُ إِلَّا بِالتَّحَلُّمِ فِي الْكِبَرْ *** وَمَا الْعِلْمُ إِلَّا بِالتَّعَلُّمِ فِي الصِّغَرْ
وَلَوْ ثُقِبَ الْقَلْبُ الْمُعَلَّمُ فِي الصِّبَا *** لَأَلْفَيْتَ فِيهَا الْعِلْمَ كَالنَّقْشِ فِي الْحَجَرْ
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: إِذَا تَحَدَّثَ الْمُتَحَدِّثُونَ عَنْ وَسَائِلِ تَرْبِيَةِ الشَّبَابِ عَلَى الْخَيْرِ وَالْبِنَاءِ، وَالِاسْتِقَامَةِ وَالْعَطَاءِ، فَلَا أَحْسَنَ مِنْ وَسِيلَةِ الْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ؛ فَإِنَّهَا أَعْظَمُ الْوَسَائِلِ تَرْبِيَةً وَتَقْوِيمًا لِلشَّبَابِ؛ فَالْعِلْمُ الشَّرْعِيُّ هُوَ الْمُعَلِّمُ النَّاصِحُ لَهُمُ الَّذِي يُرْشِدُهُمْ إِلَى أَحْسَنِ الْقِيَمِ، وَيُرَبِّيهِمْ عَلَى لُزُومِ أَفْضَلِ الشِّيَمِ، وَيَجْعَلُ مِنْهُمْ بُنَاةً لَا هَادِمِينَ، نَافِعِينَ غَيْرَ ضَارِّينَ، صَالِحِينَ مُصْلِحِينَ، غَيْرَ فَاسِدِينَ وَلَا مُفْسِدِينَ، يَنْطِقُ نُورُ الْعِلْمِ عَلَى وُجُوهِهِمْ بِالْبَهَاءِ، وَيُحَدِّثُ الْعِلْمُ فِي سُلُوكِهِمْ بِالِاسْتِقَامَةِ وَالنَّقَاءِ، حَتَّى يُحِبَّهُمُ النَّاسُ لِدَمَاثَةِ أَخْلَاقِهِمْ وَحَلَاوَتِهَا، وَصِدْقِ أَقْوَالِهِمْ وَسَدَادِهَا، وَسَلَامَةِ أَفْعَالِهِمْ وَرَشَادِهَا.
فَهُمْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أَكْمَلُ النَّاسِ إِيمَانًا أَحَاسِنُهُمْ أَخْلَاقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَأْلَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ وَلَا يُؤْلَفُ"(رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ).
إِنَّ الْوَسَائِلَ التَّرْبَوِيَّةَ الْأُخْرَى -مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ- قَدْ يَحْصُلُ فِيهَا بَعْضُ الْقُصُورِ، أَوْ لَا تَتَنَاسَبُ مَعَ كُلِّ الْمُتَلَقِّينَ، أَوْ يَنْقَطِعُ أَثَرُهَا سَرِيعًا أَوْ بَعْدَ حِينٍ، إِلَّا الْعُلُومَ الشَّرْعِيَّةَ، فَتَرْبِيَتُهَا لِلشَّبَابِ –إِذَا أَحْسَنُوا تَلَقِّيَهَا عَمَّنْ يُحْسِنُ إِلْقَاءَهَا- تَرْبِيَةٌ كَامِلَةُ الْبُنْيَانِ، رَاسِخَةُ الْأَرْكَانِ؛ لِأَنَّ مَصْدَرَهَا الْأَوَّلَ الْوَحْيُ.
فَالْمُتَرَبِّي بِهَا يُصْلِحُ قَلْبَهُ وَجَوَارِحَهُ، وَدِينَهُ وَدُنْيَاهُ، وَعَلَاقَاتِهِ مَعَ رَبِّهِ وَمَعَ نَفْسِهِ وَمَعَ الْآخَرِينَ؛ وَلِهَذَا يَغْدُو صَاحِبُ الْعِلْمِ قُدْوَةً لِلنَّاسِ فِي أَخْلَاقِهِ وَسُلُوكِهِ وَمُعَامَلَاتِهِ، وَقَدْ كَانَ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قُدْوَةً لِأُمَّتِهِ لِكَمَالِ عِلْمِهِ وَحُسْنِ أَثَرِهِ عَلَيْهِ فِي عَمَلِهِ، قَالَ رَبُّنَا -تَعَالَى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الْأَحْزَابِ: 21].
وَقَالَ رَسُولُنَا -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- عَنْ نَفْسِهِ: "وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُكُمْ بِاللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَأَتْقَاكُمْ لَهُ قَلْبًا"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ).
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْفُضَلَاءُ: إِنَّ اشْتِغَالَ الشَّبَابِ بِالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ يُثْمِرُ ثَمَرَاتٍ يَانِعَةً، وَتَنْتُجُ عَنْهُ آثَارٌ نَافِعَةٌ عَلَى الشَّبَابِ وَعَلَى الْمُجْتَمَعِ الَّذِي يَعِيشُونَ فِيهِ؛ وَمِنْهَا:
أَنَّ الْعِلْمَ يُنْقِذُهُمْ مِنْ آفَةِ الْفَرَاغِ الَّتِي ضَيَّعَتْ كَثِيرًا مِنَ الشَّبَابِ، وَأَخَذَتْ بِأَيْدِيهِمْ إِلَى الْفَسَادِ وَالْإِفْسَادِ، وَلَوْلَا الْفَرَاغُ لَمَا صَارُوا إِلَى تِلْكَ الْمَآلَاتِ الْمُرْدِيَةِ.
فَالشَّابُّ الْمُشْتَغِلُ بِالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ لَا فَرَاغَ لَدَيْهِ، بَلْ يَبْقَى فِي مُسَابَقَةٍ لِلزَّمَنِ يَتَمَنَّى مَعَهُ طُولَ الْوَقْتِ وَيَشْكُو مِنْ قِصَرِهِ وَسُرْعَةِ تَقَضِّيهِ؛ لِأَنَّ مَا لَدَيْهِ أَكْبَرُ مِنَ الزَّمَنِ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَيَحْزَنُ ذَلِكَ الشَّابُّ الْمُشْتَغِلُ بِالْعِلْمِ عِنْدَمَا يَرَى مَنْ يُضَيِّعُ وَقْتَهُ، وَيَتَمَنَّى لَوْ يُبَاعُ فَيَشْتَرِيهِ مِنْهُ؛ كَمَا حُكِيَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فَقَالَ: "لَوْ كَانَ الْوَقْتُ يُبَاعُ لَاشْتَرَيْنَا مِنْ هَؤُلَاءِ أَوْقَاتَهُمْ"، وَيَتَذَكَّرُ حِينَئِذٍ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ، وَالْفَرَاغُ"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).
وَمِنْ آثَارِ اشْتِغَالِ الشَّبَابِ بِالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ: إِصْلَاحُ أَنْفُسِهِمْ؛ فَالشَّبَابُ شُعْبَةٌ مِنَ الْجُنُونِ، وَطَاقَةٌ مُتَّقِدَةُ الْأَتُونِ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يَعْقِلَ الشَّابُّ وَيَهْدَأَ فِي تَأَجُّجِهَا إِلَّا بِبَرْدِ الْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ وَنُورِ هُدَاهَا؛ وَ(يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)[النُّورِ: 35].
فَكَمْ مِنْ شَابٍّ كَانَ مُنْحَرِفَ السُّلُوكِ فَطَلَبَ الْعِلْمَ فَاسْتَقَامَ سُلُوكُهُ، وَكَانَ عَاقًّا لِوَالِدَيْهِ فَجَاءَ بِهِ الْعِلْمُ إِلَى وَالِدَيْهِ بَارًّا، وَكَانَ آلَةَ طَحْنٍ مُزْعِجَةً فِي بَيْتِهِ وَحَارَتِهِ وَمَدْرَسَتِهِ، فَسَلَكَ طَرِيقَ الْعِلْمِ فَغَدَا هَادِئَ الْبَالِ صَالِحَ الْحَالِ، حَبِيبًا إِلَى النُّفُوسِ، حَسَنَ السُّمْعَةِ فِي الْمَحْضَرِ وَالْمَغِيبِ.
وَقَدْ كَانَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ -رَحِمَهُ اللَّهُ- قَاطِعًا لِلطَّرِيقِ، مُؤْذِيًا لِأَبْنَاءِ السَّبِيلِ، فَتَابَ وَطَلَبَ الْعِلْمَ وَتَزَهَّدَ حَتَّى ضُرِبَ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ.
وَمِنْ آثَارِ اشْتِغَالِ الشَّبَابِ بِالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّةِ: الْحِرْصُ عَلَى نَفْعِ الْمُجْتَمَعِ، وَبَذْلِ الْخَيْرِ لِأَهْلِهِ؛ لِأَنَّ مِمَّا يَتَلَقَّوْنَهُ فِي مَحَاضِنِ الْعِلْمِ: أَنَّ الْعِبَادَةَ الْمُتَعَدِّيَةَ خَيْرٌ مِنَ الْعِبَادَةِ اللَّازِمَةِ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ -مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ- شَهْرًا"(رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ).
نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَنَا وَشَبَابَنَا الْعِلْمَ النَّافِعَ، وَالْعَمَلَ الصَّالِحَ.
قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى نَبِيِّنَا الصَّادِقِ الْأَمِينِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، أَمَّا بَعْدُ:
فَيَا أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ تَارِيخَنَا الْإِسْلَامِيَّ الْعَرِيقَ حَافِلٌ بِنَمَاذِجَ مِنَ الرِّجَالِ الَّذِينَ بَرَزُوا فِي الْعِلْمِ فِي رَيْعَانِ شَبَابِهِمْ؛ فَكَانُوا -بِعِلْمِهِمْ- قُدْوَةً لِشَبَابِ الْأُمَّةِ فِي اقْتِفَاءِ الْعِلْمِ وَالرِّحْلَةِ إِلَى رِيَاضِهِ النَّضِرَةِ، وَبَسَاتِينِهِ الْعَطِرَةِ. فَهَذَا حَبْرُ الْأُمَّةِ ابْنُ عَبَّاسٍ-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- الَّذِي بَلَغَ مِنَ الْعِلْمِ فِي شَبَابِهِ مَا كَانَ يَجْعَلُ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- يُدْخُلُهُ فِي مَجَالِسِ شُيُوخِ بَدْرٍ.
وَكَانَ النَّاسُ يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ لِلنَّهَلِ مِنْ مَعِينِ عِلْمِهِ الرَّقْرَاقِ، وَنَهْرِ مَعْرِفَتِهِ الدَّفَّاقِ؛ فَقَدْ رَوَى الدَّارِمِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: "لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-قُلْتُ لِرَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ: هَلُمَّ فَلْنَسْأَلْ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-؛ فَإِنَّهُمُ الْيَوْمَ كَثِيرٌ. فَقَالَ: وَاعْجَبًا لَكَ! أَتَرَى النَّاسَ يَفْتَقِرُونَ إِلَيْكَ؟ قَالَ: فَتَرَكَ ذَلِكَ وَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُ... قَالَ: فَعَاشَ الرَّجُلُ الْأَنْصَارِيُّ حَتَّى رَآنِي وَقَدِ اجْتَمَعَ النَّاسُ حَوْلِي لِيَسْأَلُونِي. فَقَالَ: هَذَا الْفَتَى كَانَ أَعْقَلَ مِنِّي".
وَهَذَا الْإِمَامُ مَالِكٌ إِمَامُ دَارِ الْهِجْرَةِ -رَحِمَهُ اللَّهُ-، نَبَغَ فِي الْعِلْمِ فِي شَبَابِهِ، وَأَرْبَى عَلَى بَعْضِ مَشَايِخِهِ وَهُمْ مَازَالُوا أَحْيَاءً وَهُوَ شَابٌّ، فَقَدْ قَالَ عَنْ نَفْسِهِ: "مَا أَفْتَيْتُ حَتَّى شَهِدَ لِي سَبْعُونَ أَنِّي أَهْلٌ لِذَلِكَ، وَرَوَى أَيْضًا: حَتَّى قَالَ لِي ثَلَاثُونَ مُعَمَّمًا: أَفْتِ، فَأَفْتَيْتُ وَأَنَا ابْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً".
قَالَ تِلْمِيذُهُ الشَّافِعِيُّ: "إِذَا ذُكِرَ الْعُلَمَاءُ فَمَالِكٌ النَّجْمُ. وَقَالَ: لَوْلَا مَالِكٌ وَابْنُ عُيَيْنَةَ لَذَهَبَ عِلْمُ الْحِجَازِ".
وَهَذَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ -رَحِمَهُ اللَّهُ- الَّذِي مَلَأَ الْآفَاقَ عِلْمًا، وَعَطَّرَ أَسْفَارَهُ دِقَّةً وَفَهْمًا، تَطْلُعُ شَمْسُ نُبُوغِهِ الْعِلْمِيِّ مُبَكِّرًا، فَتَطْلُعُ عَلَى الْأَنْحَاءِ وَهُوَ مَا زَالَ فِي بَاكُورَةِ شَبَابِهِ.
يَقُولُ ابْنُ حَجَرٍ فِي الدُّرَرِ الْكَامِنَةِ: "قَالَ الذَّهَبِيُّ مُتَرْجِمًا لَهُ فِي بَعْضِ الْإِجَازَاتِ: قَرَأَ الْقُرْآنَ وَالْفِقْهَ، وَنَاظَرَ وَاسْتَدَلَّ وَهُوَ دُونَ الْبُلُوغِ، وَبَرَعَ فِي الْعِلْمِ وَالتَّفْسِيرِ وَأَفْتَى وَدَرَّسَ وَهُوَ دُونَ الْعِشْرِينَ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيفَ وَصَارَ مِنْ كِبَارِ الْعُلَمَاءِ فِي حَيَاةِ شُيُوخِهِ، وَتَصَانِيفُهِ نَحْوُ أَرْبَعَةِ آلَافِ كُرَّاسَةٍ وَأَكْثَرَ... ".
مَعْشَرَ الشَّبَابِ: عَلَيْكُمْ بِالْعِلْمِ؛ فَإِنَّهُ نِعْمَ الذُّخْرُ يُجْمَعُ، وَنِعْمَ الْغُنْمُ يُكْتَسَبُ، أَلَا وَإِنَّ مِنَ الْوَسَائِلِ الَّتِي تَشْحَذُ هِمَمَكُمْ إِلَى هَذَا الْمُبْتَغَى النَّفِيسِ، مَعْرِفَةَ مَا فِي الْعِلْمِ مِنَ الْأَجْرِ الْجَزِيلِ، وَمَا لِأَهْلِهِ مِنَ الْفَضْلِ الْجَلِيلِ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضًا بِمَا يَصْنَعُ، وَإِنَّ الْعَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ، حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْمَاءِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ"(رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ).
وَمِنْ وَسَائِلِ اسْتِنْهَاضِ هِمَمِكُمْ -مَعْشَرَ الشَّبَابِ الْكِرَامِ- إِلَى الْعِلْمِ: إِدْرَاكُ مَا يُوصِلُ إِلَيْهِ الْجَهْلُ مِنَ الْآثَارِ السَّيِّئَةِ وَالْعَوَاقِبِ الْوَخِيمَةِ: فَمَا عُصِيَ اللَّهُ إِلَّا بِالْجَهْلِ، إِمَّا بِالْجَهْلِ بِشَأْنِ الشَّارِعِ، وَإِمَّا بِحُكْمِ الشَّرْعِ، قَالَ -تَعَالَى- عَنْ قَوْمِ مُوسَى وَقِيلِهِ لَهُمْ: (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ)[الْأَعْرَافِ: 138].
وَكَمَا قِيلَ:
وَالْجَهْلُ دَاءٌ قَاتِلٌ وَشِفَاؤُهُ ** أَمْرَانِ فِي التَّرْكِيبِ مُتَّفِقَانِ
نَصٌّ مِنَ الْقُرْآنِ أَوْ مِنْ سُنَّةٍ ** وَطَبِيبُ ذَاكَ الْعَالِمُ الرَّبَّانِي
وَمِنْ وَسَائِلِ اسْتِنْهَاضِ هِمَمِكُمْ -مَعْشَرَ الشَّبَابِ الْفُضَلَاءِ- إِلَى الْعِلْمِ: أَنْ تَقْرَأُوا سِيَرَ أَهْلِ الْعِلْمِ لِتُدْرِكُوا عِظَمَ مَا حَصَّلُوا مِنَ الثَّمَرَاتِ الطَّيِّبَةِ؛ اقْرَأُوا فِي سِيرَةِ سَادَاتِ التَّابِعِينَ كَالسَّعِيدَيْنِ وَالْحَسَنِ، وَسِيَرِ السُّفْيَانَيْنِ، وَاقْرَأُوا فِي سِيَرِ الْأَئِمَّةِ الْأَرْبَعَةِ، وَسِيَرِ ابْنِ حَجَرٍ، وَابْنِ تَيْمِيَّةَ، وَالنَّوَوِيِّ... وَغَيْرِهِمْ؛ سَتَجِدُونَ حَيَاةً حَافِلَةً بِالْعَطَاءِ، كُوفِئَتْ بِحُسْنِ الْجَزَاءِ، وَلِسَانِ صِدْقٍ بِالْمَدْحِ وَالثَّنَاءِ.
أُولَئِكَ آبَائِي فَجِئْنِي بِمِثْلِهِمْ ** إِذَا جَمَعْتَنَا يَا جَرِيرُ الْمَجَامِعُ
فَيَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ: الْزَمُوا الْعِلْمَ بِالشَّرِيعَةِ؛ فَإِنَّهُ لِصَلَاحِ حَاضِرِكُمْ وَمُسْتَقْبَلِكُمْ ذَرِيعَةٌ، وَثِمَارُهُ الدِّينِيَّةُ وَالدُّنْيَوِيَّةُ كَثِيرَةٌ، وَعَائِدَاتُهُ الْأُخْرَوِيَّةُ عَلَيْكُمْ وَفِيرَةٌ، حَتَّى وَلَوْ كُنْتُمْ فِي تَخَصُّصَاتٍ دُنْيَوِيَّةٍ، وَوَظَائِفَ حَيَاتِيَّةٍ، فَلَا تَعَارُضَ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْخَيْرَيْنِ، وَالظَّفَرِ بِالسَّعَادَتَيْنِ، وَاسْتَنْهِضُوا هُمَمَكُمْ بِالْوَسَائِلِ الْمُعِينَةِ إِلَى الْعِلْمِ؛ حَتَّى تُدْرِكُوهُ؛ فَإِنَّهُ خَيْرُ مُقْتَبَسٍ، وَأَفْضَلُ مُلْتَمَسٍ.
رَزَقَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ عِلْمًا يَهْدِينَا، وَعَمَلًا يُنَجِينَا.
وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وُولَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ، فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى النِّعَمِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
التعليقات