السؤال
لو رأيت شخصًا يغش في الاختبار ولم يعلم عنه أحد غيري، فهل أستر عليه من باب أن من ستر مسلمًا ستره الله؟ أم أخبر المدرّس من باب إنكار المنكر؟.
أفيدونا جزاكم الله الفردوس الأعلى.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الغش عموما محرم، ومنه الغش في الامتحانات، وقد سبق أن بينا هذا في فتاوى كثيرة، انظر منها الفتويين رقم: 10150، ورقم: 287524.
والواجب على من اطلع على من يغش أن ينصحه بترك الغش، فإن انتصح وترك الغش فقد حصل المطلوب، وليستره حينئذ امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة. رواه مسلم.
أما إن لم تجد معه النصيحة، فيجب رفع أمره للمدرس أو المراقب أو نحوهما ليغير هذا المنكر ويمنع الغش، يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إن الواجب على الطلبة وعلى المخلصين في المراقبة إذا رأوا من يحاول تغشيش الطلبة وتلقينهم الجواب أن يناصحوه أولا، فإن استقام على ما يجب عليه، فهذا هو المطلوب، وإن لم يستقم وجب عليهم أن يرفعوا أمره إلى مدير المدرسة مثلا.. اهـ.
ومحل وجوب الرفع للمدرس أو غيره ما إذا لم يُخش ترتب ضرر بسبب ذلك، ولا حصول مفسدة أعظم من غش الطالب، فإن خُشي ذلك فيسع المرء أن ينكر بقلبه، ولا إثم عليه، لحديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.
وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامهها: 239293، 203158، 93998.
والله أعلم.
التعليقات