عناصر الخطبة
1/ بعض دلائل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم 2/ وقوع بعض ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام 3/ مراكز التنصير في اليمن4/ ذكر بعض طوائف الرافضة وخطورتهم 5/ مسئولية الدولةاهداف الخطبة
اقتباس
إن من جملة ما أيد الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من البينات والمعجزات أن أيده بما يسمى بدلائل النبوة، هذه الدلائل والعلامات التي اهتم بها أهل العلم، فكتبوا المصنفات الطويلة العريضة التي تبلغ بضع مجلدات كل تلك الأخبار التي أخبر فيها النبي عليه الصلاة والسلام والتي تحقق في زمنه أو بعد وفاته صلى الله عليه وسلم..
أما بعد: فإن من جملة ما أيد الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من البينات والمعجزات أن أيده بما يسمى بدلائل النبوة هذه الدلائل والعلامات التي اهتم فيها أهل العلم فكتبوا المصنّفات الطويلة العريضة التي تبلغ بضع مجلدات كل تلك الأخبار التي أخبر فيها النبي عليه الصلاة والسلام والتي تحقق في زمنه أو بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وأنه يخبر عن أمر الغيب لا يعلمه إلا نبي ما يزيد المؤمن في حال وقوع ما أخبر به النبي عليه والصلاة والسلام إلا إيمانًا ويقينًا واستسلامًا لأوامر الله عز وجل ولأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم.
ومن يرى الواقع الملموس الذي أخبر به صلى الله عليه وسلم ويقارن بين زمن ما تحدث به والزمن الذي وقع به فيرى أن بونًا شاسعًا ربما يفوق على الألف وأربعمائة عام هذا الخبر الذي يخبر به النبي صلى الله عليه سلم لا يكاد يجعل المؤمن إلا منصاعًا منقادًا ممتثلاً وباذلاً نفسه في سبيل الله تعالى.
تلك الأخبار التي أخبر بها النبي عليه الصلاة والسلام تدل على أنه ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، ولهذا فلقد انصاع وانقاد جملة من اليهود الذين كان من صفاتهم العناد، وكان من صفاتهم الجحد، وكان من صفاتهم التقليب والتحريف والتبديل لآيات الله تعالى حينما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور، فوجدوا أن هذه القضايا لا يخبر عنها إلا نبي ما كان منهم إلا أن آمنوا بالله تعالى، ودخلوا في الدين، ولقد اعترف أولئك القوم يصدق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه الحقد الحنق والغضب من أن النبوة سُلبت من أيديهم؛ لأنهم لم يوقروها ولم يعرفوا لها حقها ولم يقيموا لها وزنها.
لذلك بادلوا هذا الأمر بالتكذيب، وبادلوا هذا الأمر بالتحريف لصفات النبي عليه الصلاة والسلام حتى لا يؤمن به من كتب الله تعالى له الإيمان.
بين أيدينا حديث كثيرًا ما نسمعه وكثيرًا ما نردده، ولكنه جدير بالاهتمام وجدير بالدراسة، وجدير بأن يطرق على مسامعنا حينًا بعد حين، وأن هذا الدين حق، ولنعلم أن ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام حق، وأنه دليل وعلامة من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم.
روى الحاكم في مستدركه والبيهقي في سننه الكبرى من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر المهاجرين! معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن".
مثل هذا الكلام الذي يفتح به النبي صلى الله عليه وسلم، هذا الحديث يجعل الإنسان مشدوها وهذا من أرقى الأساليب في الخطابة والوعظ والتأثير، ألا تدخل في الحديث مباشرة، وألا تطرق مسامع الناس بالمعضلة والمشكلة من أول وهلة: "خصال خمس إن ابتليتم بهن- إذا فهن بلاء من الله عز وجل- وهذا البلاء قد يكون خيرًا، وقد يكون شرًّا (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [الأنبياء: 35]".
لهذا فيزداد الذهن انشغالاً وتشبثًا بالحديث لسماع هذه الخمس الخصال: ما هن؟ وأعوذ بالله أن تدركوهن إذًا هن أمور عظام، إنهن أمور يستعاذ بالله تعالى منهن، وأعود بالله أن تدركوهن ما هي هذه الخصال؟
قال: "يا معشر المهاجرين: خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في بأيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم".
"لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا".
عظيمة هذه الخصلة وحق للنبي صلى الله عليه وسلم أن يحذر منها أن يستعيذ بالله تعالى ويعيذ أصحابه منها؛ لأنه لا تظهر الفاحشة ظهورًا بينًا بين الناس إلا من وقت عمت فيه الجاهلية الجهلاء من زمن الجاهلية حينما كان الناس لا ضابط لهم إلا أهوائهم وشهواتهم، كانت توجد في مكة نساء على بيوتهن أعلام يعرف الناس أن هذه دار فيها بغية يدخل إليه الناس ليزنوا بها وليعطوها أجرًا قليلاً.
وكان الناس في الجاهلية لهم إماء يستكرهن على الوقوع في الفاحشة من، أجل أن تدفع كل واحد منها ضريبة لسيدها حتى جاء الله تعالى بهذا الدين بالإسلام بمحمد عليه الصلاة والسلام، فآمن من آمن حتى هؤلاء الجواري فرفضن أن يسلكن هذا الطريق مع أنهن لا يزلن إماء ولا تزال الواحد منه ليست حرة لكنها لما آمنت وخالط الإيمان بشاشة قلبها رفضت أن تنصاع وتنقاد لهذا الأمر.
ظهور الفاحشة انتشارها صار الآن في بلاد الإسلام ليس في بلاد الغرب معلمًا من معالم الضياع والانحطاط والاتباع لخطوات الشيطان واتباع سبل أهل الكتاب الذين انحرفوا عن دين الله تبارك وتعالى.
ويا ليتك تخالط الشباب، ويا ليتك تعلم بماذا يتكلم الشباب! ومع من يمشي الشباب! وليتك تقرأ الرسائل التي تأتيهم في جوالاتهم! ليتك تعلم تلك النوادي التي يلتقون فيها! ليتك تخالط تلك الشوارع التي يختلطون فيها مع المنحرفين والمنحرفات! ليت دوائر الأمن التي ما وضعت إلا لحماية المجتمع من الوقوع في الانحطاط والرذيلة ليت هذه الجهات تتابع هذه الأماكن وتفضحها وتقدمها للعدالة لا أن تتستر عنها، ولا أن تتكاسل عن الإبلاغ عنها؛ لأن هؤلاء والله مسئوليتهم بين يدي الله عظيمة، إن موقفًا عظيمًا سيقفون فيه بين يدي الله تعالى إن تتستروا على مثل هذه الأماكن، هم أجدر بأن يكتشفوا مثل هذه الأماكن ما دخل أحدهم إلى مثل هذه الأماكن وما طلب مثل هذه المناصب من أجل أن يكون النظر إليه ملفتًا ولا من أجل أن يشار إليه بالبنان.
كل هؤلاء مناصبهم ليست مناصب تشريف إنما هي مناصب تكليف ومسئولية عظيمة كان السلف الصالح يبتعدون منها ويفرقون منها، وإذا كُلفوا بها فإنهم يتحملونها بجدارة ما لم يستطيعوا فإنهم يتنازلون عنها مباشرة.
"لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها" إعلانها ليس المقصود أن تطرح لافتات أو تطرح لوحات في الأماكن التي يفعل فيها مثل هذه الفواحش أبدًا، ليس هذه هو المراد أن يعلن بها في أي وسيلة ومن وسائل الإعلام عن طريق الجوالات، عن طريق الإنترنت عن طريق الالتقاء عن طريق القنوات الفضائية الفاضحة التي تظهر ما يخجل منه المؤمن، هناك أماكن على أجهزة الأمن أن تفتشها، تلك الأماكن التي تبيع الأسطوانات الإلكترونية والتي فيها ما يندى له الجبين، عليها أن تداهم مثل هذه الأماكن، وتنظر ماذا يباع فيها، وما ذا يوزع فيها خصوصًا في آخر الليل على أجهزة الأمن أن تتحمل مسئولية هذا الجانب؛ لأن هذه القضية ليس معني بها فئة معنية.
إنما هي من أجل الحفاظ على أمن المجتمع وأخلاقه، وما أمسى عند جارك أصبح في دارك.
"لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا ابتلوا بالأمراض والأسقام التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا" أمراض لم يجدلها المجتمع ولم يجد لها العالم ولم تجد لها التقنية الحديثة ولاكتشافات المتقدمة لم تجد لها علاجًا.
من أواخرها داء نقصان المناعة المكتسبة: ((الإيدز)) هذا المرض الذي يحصد في كل يوم مئات الآلاف من المجتمع في الأرض، وهنالك مجتمعات مسلمة فشا فيها هذا المرض، ولكنها تستحي أن تعلن عن الأرقام الموجودة في البلاد الإسلامية لتظهر للناس أنها لا تزال محافظة، وهذا في هذا الوقت قد انقرض.
وفشا هذا الداء في المجتمعات المسلمة انتشار النار في الهشيم فشا في الناس كانت توجد من قبل أمراض، وإن كان استطاع العلم أن يوجد لها علاجًا، ولكن ما اكتشفوا علاجًا لمرض إلا ابتلاهم الله بمرض أخطر كان يوجد في الناس نتيجة الزنا ونتيجة اللواط مرض الهربس، ومرض السيلان ومرض الزهري، وأوجدوا له ما أوجدوا من علاجات، لكنهم الآن هذا المرض الذي يحصد العالم حصدًا.
مليارات من الناس قعداء البيوت هياكل عظمية تداهمها الأمراض، والأسقام من كل حدب وصوب لا يجد لها المجتمع حلاً لماذا؟ لأن الفاحشة ظهرت وأعلن الناس بها ودخول كثير من الشباب في مقاهي الإنترنت من أخطر الأمور، ولا تظنوا أن ما عمل من الإجراءات من قبل وزارة الثقافة والإعلام من تكسير الحواجز بين المختلطتين في داخل أندية ومقاهي الإنترنت كافٍ.
لا بل المسئولية عليهم أعظم من هذا بالاستمرار في المتابعة حماية للمجتمع، فما من شخص يسقم ويمرض إلا انتقل داؤه إلى المجتمع كله (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) [الأنفال: 25].
الخصلة الثانية: "لم ينقصوا المكيال والميزان" أي أنهم جميعًا يحاولون التطفيف تجارهم وكذلك الذين يبيعون ولو لم يكونوا تجارًا "إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان" عليهم لو سألت أحدهم الآن كيس السكر وكيس البر وكيس الأرز كم كيلو؟ لقال أكثرهم خمسون كيلو ولكن الجواب خطأ هذا كان قبل عشرين سنة، أما الآن فهو ينقص عشرة إلى خمسة كيلو!!!
إما أن يكون هذا مطلوبًا من المصدر، وإما أن يكون هذا بصنع صانع المخازن ينقصون المكيال الميزان وأهل الحل والعقد والمسئولون يتسترون عن مثل هذا الظلم ظلم للمجتمع كله أن يكون مكتوبًا على الكيس خمسين كيلو وهو في الحقيقة خمس وأربعين كيلو.
أين العقوبات الصارمة لأمثال هؤلاء؟ هذه مظالم العباد التي تجر البلاد وتجر العباد إلى الويلات لا أول لها ولا آخر هذه المظالم هي التي تجر الناس إلى أن يتأثروا إلى أن يخرجوا عن النظام، وإلى أن يخرجوا عن الدستور، وإلى أن يخرجوا عن نطاق الشرع؛ لأن أكثرهم لا يعقلون ولا يعون مخاطر الخروج على الحاكم، ولا يعون المخاطر التي تؤول بالعباد البلاد من جراء هذا الخروج.
لا أظن أن أحدًا من الناس راضٍ عن هذا الوضع صغيرًا أو كبيرًا فقيرًا أو غنيًّا إلا من نزع الله تعالى الرحمة من قلبه، لا أظن أحدًا يرتضي بالوضع الذي يعيشه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها.
إني أتحدث عن البلاد خاصة، وأتحدث عن بلاد الإسلام عامة؛ لأن هذه القضايا تعم المسلمين أجمعين لا تخص بلدًا بعينه لو جئت تنظر في قوانين وزارة الاقتصاد مثلاً، ونظرت إلى ما سطره وكتبه التموين من قرارات وقوانين لو جدت أن الواقع يخالفه يقننون قوانين ولا يتابعونها.
هل تابعوا كسرة الخبز وقرص الرغيف كيف يباع في الأسواق؟ وكيف يخبز في المخابز؟
وهل هو وفق المعايير التي وصفوها خدمة للمجتمع وخدمة للناس؟ لم يحصل هذا مجرد ورقة تطبع وتخرج من الطابعة ويوقع وتختم ثم تلصق في المخابز ثم بعد ذلك على المواطن السلام؛ لأنهم لا يألمون لألم المواطن ولا ينظرون لمعاناة الناس ما عسى هذه الورقة تفعل أن لم يكن صاحب المخبز، وأن لم يكن التاجر مراقبًا لله تعالى إن كان مراقبًا لله تعالى، والله لا يحتاج إلى مثل هذه الأوراق ولا يحتاج إلى مثل هذه المتابعات.
لكن حب المال هو الذي يجعل الناس يظلمون ويجورون، ولا ينظرون في حاجة صغار الناس لعلك تجد نساء يقفن بعيدًا عن المخابز يستجدين الناس من أجل أن يعطوها كسرة خبز. الناس في معاناة..
"ولم ينقصوا المكيال ولا ميزان إلا ابتلوا بالسنين السنين" المقصود بها شح الأمطار لا ليس شح الأمطار فحسب، بل قد يمطر الناس، ولكنهم لا ينفعهم الله تعالى بهذه الأمطار.
بُشِّر أهل اليمن بأنهم دخلوا في مدارات الأمطار وفي مواسم الأمطار الغزيرة، وظن الناس أن الخيرات ستأتيهم من كل حدب وصوب، ولا تأتي الخيرات مع انحراف لا تأتي الخيرات مع عصيان لا تأتي الخيرات مع هجر للصلاة والمساجد لا تأتي الخيرات مع سكوت على المنكرات لا تأتي الخيرات مع عدم الحكم بغير ما أنزل الله تعالى.
إنها أمور مترابطة تمطر البلاد، ولكن هذا المطر يذهب إلى البحر لا ينتفع الناس به.. تعال وأعطِ إحصائية عن المزارع التي تزرع القمح، وتزرع الفواكه، وتزرع الخضروات من أين تسقى، إنها تستقي من جوف الأرض ما تستقي من الأمطار، الأمطار لا ينتفعون بها ولهذا كل يوم يفاجئ الناس يرفع الأسعار.
كيف ترتفع هذه الأسعار؟ أليس هنالك رقابة؟ إن كان السعر اقتصاديًّا كما يدعي الاقتصاديون فليكن ثابتًا لا كل اليوم ينتقل إلى مرحلة وليس هناك مواكبة لحال الفقراء ولمساكين وذوي الدخل المحدود.
ومن هنا أقول: إن هذا ناتج عن المعاصي وليس هذا من خصوصيات الحاكم وحده فالأمر مشترك بيننا وبينه حتى نكون عادلين لأننا نشتكي من الظلم.. "ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا ابتلوا بالسنين وشدة المؤنة" شدة المؤنة ارتفاع الأسعار يومًا بعد يوم ارتفاع مهول إلى أين تجر البلاد؟
والله أعلم إلى أين تمضي العجلة وجور السلطان عليهم أي شدته أن يشدد عليهم في كثير من القضايا الضرائب ضريبة بعد ضريبة سرية وعلانية يومًا بعد يوم على المستورد العام وضريبة على أصحاب البيع بالتقسيط والتجزئة، وضريبة حتى وإن كانت هذه لم تأت ولكنها في الطريق؛ لأن هذا نظام غربي حتى على المستهلك نفسه إذا اشترى بمائة ريال خبزًا سوف يدفع بعد ذلك فوق هذا ضريبة. هذا نظام غربي محض نظام رأس مالي محض لا يبقي في البلاد إلا طبقة طاغية في الغنى وطبقة مسحوقة في الفقر.
ثالثا: "لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا" ولولا رحمة الله بالبهائم التي تلهج بتسبيح الله تعالى وتمجيده لم يمطروا؛ لأنه لا يستفيد من هذه الأمطار البشر إلا قلة، ولا يستفيد إلا البهائم ترعى منها، وإنك إذا رأيت الجبال تخضر ثم أسبوع تراها محروقة ذهبت بركة الأمطار.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الخصلة الرابعة التي حذّر رسول الله منها أنه قال: لم يخونوا عهد الله وعهد رسوله صلى الله عليه وسلم إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذ بعض ما في أيديهم. وقد نقض عهد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وسلّط الله على هذه الأمة الأمم من سواها، فأخذوا بعض ما في أيديهم.
ولا تزال سلسلة طويلة لا يزال قضاء الله تعالى وقدره في هذه الأمة ماضٍ فقد أخذت فلسطين وأخذ البوسنة والهرسك وأخذت كثير من البلاد الإسلامية من أوساط آسيا أخذتها الشيوعية والماركسيون. والعراق الآن منهوبة والصومال محتلة كثير من البلاد في زعزعة قلاقل، ولا يزال العدو يتربص أن تضعف الفريسة وتسقط فيهجم عليها دارفور صعدة وغيرها، هذه قضايا نتيجة النقض لعهد الله وعهد رسوله صلى الله عليه وسلم.
الحكم ليس المقصود به الحاكم في المحكمة الحاكم في المحكمة جزء من الحكم لكن الحكم عندنا نوعان: محاكم شرعية ومحاكم قانونية المحاكم التجارية محاكم قانونية.
المحاكم الشرعية: فيها ما فيها من البلاء إلا ما شاء الله من أن يكون الحاكم ملتزمًا بكتاب الله وسنة رسول لله صلى الله عليه وسلم والحكم ليس المقصود به المحكمة فحسب، أنا أحكم وأنت تحكم في أولادك، والزوجة تحكم مع زوجها، والأولاد تحكم بينهم بالحق وتحكم بين جيرانك بالحق وتحكم بين الناس بالحق هكذا ما لم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من سواهم فأخذ بعض ما في أيديهم.
انظروا إلى ما يحدث اليوم في السودان من تدخل يدخلون أقدمهم شيئًا فشيئًا، ويدخلون رؤوسهم شيئًا فشيئًا، ابتداء بالدعم المادي التقني بالدعم التكنولوجي بعد ذلك يأتي جنود بعد ذلك على أن يصير هذا الإقليم بعد ذلك ينفصل هذا الإقليم، بعد ذلك يكون تحت الوصاية الأمريكية، وهكذا كما يفعل في كثير من البلاد الإسلامية في مصير تيمور الشرقية.
أيها المسلمون: كيف انخزلت تيمور الشرقية عن بلاد الإسلام؟ إلا بهذه الطريقة، والله لئن أمدكم الله تعالى بالأعمار إذا لم يتدارك الله تعالى هذه الأمة برحمته ستذكرون مثل هذه القضية في دبي مثلاً إنها مؤهلة للانفصال عن البلاد الإسلامية ما يحدث اليوم في صعدة جزء من هذا الانخزال لبلاد الإسلام.
إن طوائف بغيضة حاقدة على الإسلام والمسلمين تربت على فكر منحرف متآمر على بلاد الإسلام والمسلمين من أجل تجزئته من أجل تقسيمه الرافضة في صعدة، وإن كانوا قلة إلا أن خطرهم داهم، ووالله لا يقل خطر القرامطة البهرة والإسماعيلية عن هؤلاء الرافضة فإن كان هؤلاء الذين في صعدة رافضة جارودية فإن الإسماعيلية والبهرة رافضية جارودية.
ووالله إنهم بحسب التقرير الذي سمعناه في مؤتمر علماء اليمن في صنعاء من بعض الأفاضل من صعدة، إن الإسماعيلية في نجران يمدون الروافض في صعدة بالمال، ولذا اشتروا الأسلحة الثقيلة والمتوسطة أنهم في حد تقدير يريدون أن يشكّلوا لأنفسهم دولة داخل دولة: دولتين صعدة من اليمن ونجران من السعودية لشكلوا لأنفسهم دولة؛ لأن هؤلاء فكر واحد ولا يقل خطر بعضهم عن بعض إطلاقًا.
نعم لقد اجتمع الرئيس بالعلماء وحملهم المسئولية، ولكن تحميل العلماء هذا المسئولية لا يكون في مثل هذه الموطن الحرجة فقط، وأقولها بصراحة: إنه يجب على الدولة أن تجعل للعالم مكانته وأن تكرمه وأن تسمع له، وأن تنقاد له وأن تستنير برأيه وتهتدي بهديه لا يكون هذا في وقت المضايق نعم وقت المضايق لا يجوز أن يفرط في الأقطاب لا يجوز أن يفرط في الأمة إطلاقًا مهما كلف الأمر، ولكن يجب أن يكون هنالك حلقة تواصل بين الدولة وبين أهل العلم للمناصحة هؤلاء ينصحون هنا فساد وهنا فساد، وعلى الدولة أن تنفّذ، صحيح أن الدولة في حسب تقديري عندها جدية للإصلاح.
ولكن الأمر مستشرٍ ويحب عليها أن تحمل مسئوليها في الوقت الراهن، ونحن نعاني معاناة شديدة من وطأة ما يحدث من هؤلاء الرافضة الحاقدين على الإسلام والمسلمين باسم الدين يستقبل برهان الدين زعيم طائفة البهرة استقبالاً رسميًّا يحمون من أجل أن يكون عيدهم محميًّا إن فيه والله من الفساد ما يغضب الله، وقد تكلمت معكم في الأسبوع الماضي ما هذا التناقض تناقض صارخ يناقض الكتاب والسنة القانون والدستور.
القانون والدستور لا يحمي الفساد ولا يشجّع الفساد طوائف تعمل في داخل البلاد لزعزعة الأمن على المستوى البعيد، إنني أحذر من هذا المكان المسئولين في هذه البلد وفي المحافظة بالذات أحذرهم من جراء هذه المشاكل والفتن.
ولقد بحت أصواتنا نحذر المسئولين من هذه الفتن، هذه الميدالية ليتكم تعلمون ما فيها إن فيها الصليب من أين دخلت من الذي وزعها إنها مراكز للتنصير داخل مدينة تعز وغيرها.
والله إن المسئولين يعلمون هذا عندي في البيت شريط فيديو وُزع على الطلبة في معهد للغات الذي بجوار المستشفى الجمهوري فيه عقيدة الصليب ودعوة صريحة للتنصير برشورات مطويات وأشرطة وخرجات ورحلات داخلية وخارجية كل ذلك لعرض التنصير. هؤلاء والله لو كثروا في البلاد لأوجدوا لأنفسهم ضغطًا كأي بلد آخر ولصار لهم إقليم يحتكمون فيه هذه الميدالية وزعت من وزعها؟
هذه ليست مسئولتي أنا إنما وصلت إلي من بعض الغيورين على هذا الدين هذه مسئولية الأمن، ونحن قد قلنا لهؤلاء: إن هنالك مراكز للتنصير منها معهد اللغات، ومنها المعهد السويدي الكائن بشارع المرور، وغير ذلك أناجيل توزع بأفخر الطبعات توزع في بلاد الإسلام من الذي يحمي هذا هل هناك قوانين تحمي هذا؟
أما هذا ضد القانون والله أنه ضد الكتاب والسنة وضد القوانين، ولكن هذه قضايا إذا لم ينتبه لها وتؤد في مهدها يوشك أن تشكل خطرًا على المجتمع.
خامسة الخصال التي اختتم النبي صلى الله عليه سلم حديثه "وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم" يتحرون ذلك فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم وأنتم ترون ما يحدث بين قادة العرب وقادة الإسلام من الله تعالى جعل بأسهم بينهم فلا يكادون يخرجون في مؤتمر ولا اجتماع بنظرة واحدة بل يخرجون مختلفين متناحرين قلوبهم يأكل بعضهم بعضًا.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والحمد لله رب العالمين.
التعليقات