عناصر الخطبة
1/بيان أهمية الزكاة في الإسلام 2/ من فضائل إخراجها 3/ بيان عقوبة مانع الزكاة 4/ بطلان التحايل في إخراج الزكاةاهداف الخطبة
تعظيم أمر الزكاة في قلوب الناس / تحذير الناس من التهاون في إخراج الزكاةاقتباس
فالزكاة دعائم الإسلام ومبانيه، وهي عبادة لله تتعلق بالمال,. وإننا -مع الأسف- نرى الكثير من الناس, تساهلوا بها, وبخلوا بها، وليس ذلك من صالحهم, بل يعذبون بها يوم القيامة, كما في مسلم..
فقد يظن بعض الناس أن الزكاة تسقط عنه, إذا جعل أمواله في البنوك, أو في أراضٍ, أو عقارات, أو بضائع للتجارة,... لا والله بل أنه يحاسب عنها يوم القيامة.
الحمد لله الكريم اللطيف بالعباد، الذي من تمسك بدينه أيده وحماه من الأضداد، ومن عض على سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالنواجذ, حفظه من عدوه, وإن كثرت عند العدو الأعوان, والأجناد، ونشكره أن نجانا من الشرك, والكفر, والإلحاد، ونتوب إليه من الذنوب, والجهل والفساد، وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وهو الرزاق للعباد. وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله, الذي قام بالدعوة إلى الله وصدق في الجهاد، صلى الله عليه وسلم ما بدا نجم وعاد، وما تحرك غصن وماد، وعلى آله وأصحابه, أهل العلم الصحيح, والقول الصريح, والإخلاص لرب العباد.
أما بعد:
فيا أيها الناس, اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله سبحانه تعبدكم في هذه الحياة الدنيا, واختبركم بأوامر ونواهي، فإن أنتم أطعتموه؛ سعدتم في الدنيا والآخرة، وإن أنتم عصيتموه؛ شقيتم في الدنيا والآخرة.
وإن من أوامره سبحانه, أن أمركم بإخراج قسط قليل من أموالكم للفقراء, والمساكين. ألا وهي: الزكاة, التي هي ركن من أركان الإسلام، وهي قرينة الصلاة في الذكر في الكتاب والسنة، وهي لا تنقص أموالكم, بل هي تنمو وتزداد وتنفعكم, وتنفع إخوانكم في الحال والمستقبل, ويوم المعاد، ويبارك لكم في أموالكم، بسبب إخراجها؛ فإنها زكاة لنفوسكم، وطهارة لقلوبكم، وبركة لأموالكم.
ولا تظنوا أن البركة هي الكثرة في المال، فقد يكون عند الإنسان المال الكثير, ولم يبارك له فيه, أو يكون سبباً لهلاكه, أو نفاذ ماله، أو عقوبة عليه يوم معاده.
فالزكاة دعائم الإسلام ومبانيه، وهي عبادة لله تتعلق بالمال, كما أن الصلاة عبادة لله, وتتعلق بالبدن، والحج عبادة لله، وتتعلق بالمال والبدن،جميعاً.
وإننا -مع الأسف- نرى الكثير من الناس, تساهلوا بها, وبخلوا بها، وليس ذلك من صالحهم, بل يعذبون بها يوم القيامة, كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من صاحب ذهب, ولا فضة, لا يؤدي منها حقها, إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار, فأحمي عليها في نار جهنم, فيكوى بها جنبه, وجبينه, وظهره، كلما بردت أعيدت له, في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة, حتى يقضى بين العباد, فيرى سبيله, إما إلى الجنة, وإما إلى النار".
وهذا مصدقه في كلام الله, في قوله تعالى: (يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ) [التوبة:35].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " أيما مال لم يؤد زكاته, فهو كنز يعذب به صاحبه يوم القيامة".
عباد الله, إنكم لو أخرجتم زكاة أموالكم, لم يبق فقير –إن شاء الله- ونزل الغيث من السماء، وأرضيتم ربكم عز وجل. إن مَنْع الزكاة سبب لمنع القطر من السماء، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ولا منع قوم زكاة أموالهم, إلا منعوا القطر من السماء, ولولا البهائم لم يمطروا".
فقد يظن بعض الناس أن الزكاة تسقط عنه, إذا جعل أمواله في البنوك, أو في أراضٍ, أو عقارات, أو بضائع للتجارة, ويأكلها, ويبخل بها عند الحلول. لا والله بل أنه يحاسب عنها يوم القيامة.
أيها المسلمون, إذا كان عندكم أموال, فبادروا بالزكاة, وقدروها بما تساوي عند الحلول حين إخراجها، وطيبوا بها نفوسكم، وحصنوا بها أموالكم، وانفعوا بها إخوانكم الفقراء، وارحموا من في الأرض؛ يرحمكم من في السماء.
والأموال سواء كانت نقوداً, أو عروضاً, أو حبوباً أو ثماراً, أو بهيمة أنعام، إذا بغلت النصاب، وحال الحول, فيجب إخراجها للفقراء والمساكين.
والبعض من الناس قد من الله عليهم, يخرجون الزكاة, ويسارعون في الخير من مالهم فنفعوا المسلمين؛ والبعض صاروا, وبالاً على المجتمع بالتكاسل عن الصلاة، والبخل بالزكاة, وتصريف المال فيما لا يحل لهم, ولا ينفعهم بل يضرهم, وهذه عقوبة عاجلة؛ فإن من تكبر عن طاعة ربه, ذهب يطيع الشيطان, ومن بخل بزكاة ماله, ذهب ينفق ماله في ما لا ينفعه عند الله, بل فخراً وخيلاء, وفي معاصي الله.
فارجعوا إلى الله يا عباد الله, قبل (أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الزمر:56-58].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا, وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم, ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنّه هو الغفور الرحيم.
التعليقات